١٦- حَفل نهاية العالَم

46 4 1
                                    

- جيون جونغكوك..


بدأتُ أعتاد نظراته الّتي تعلق بكياني بَين فينةٍ وأخرىٰ، لكن اعتيادي هذا لا يثبت أبدًا كَونها تمرّ كما لو لم تكُن، يستعصي علىٰ عقلي فهم الأمر أحيانًا.

رُغم عدم أُلفة جسدي لاستنشاقه هواءً غير هواء غرفتي؛ فلم أُمانِع البقاء قليلًا بعد.

بقيتُ أشاهِده يعمل علىٰ لوحته لبعض الوقت، ووجدتُ نفسي تقارنها بالسّماء الخالية الّتي تعلونا بساعات الزّوال تلك، وجدتُها تفضّلها أيضًا؛ فلم تكُن تُشعرني بالفراغ. وعزفتُ قليلًا..
كان الأمر مريحًا لدقائق طويلة، كان هادئًا.

ما زلتُ أنكِر استمتاعي غير الملحوظ بسقوط ثباتِه المزيّف فورما أبدأ العزف، وفضولي حول سبب هذا اللّين الّذي يظهر متعلّقًا بالأغنية الّتي غالبًا ما يؤول أمري إلَيها، أنكِر وأدفع تلك الأفكار لحافّة عقلي؛ علّها تقع عنه ولا تعود.

عليّ التّوقف عن إعطاء الأمور حجمًا، لا أدري كَيف قد ينتهي بي الأمر إن اعترفتُ لذاتي بأنّي لاحظتُ تغيّر نمط كلّ شيءٍ متعلقٍ بي في الآونة الأخيرة، وإن لم أفعل فلن أعلم أبدًا سبب التّغير الواضح حتّىٰ لهوسوك..
لذا يبدو أنّي لن أعلم أبدًا.

مرّ الوقت سريعًا بَين حديث جيمين وأنصاف أحاديث إيروس، وبَين العزف وسماع أغانٍ تخرج مِن جهاز جيمين. بقدر ما كان الأمر غريبًا؛ فقد بدا لا بأس به كما قال تايهيونغ قبلًا.

وهكذا بنهاية اليَوم وبعد ساعات الغروب بوقتٍ قليل طرِق الباب طرقةً واحدةً وفتح بسرعةٍ تعكس تعجّل الطّارق، والّذي اكتشفتُ حينما رأيتُ ملمح وجهه أنّه بفعل الحماس غالبًا.

"هل هناك من يُطاردك؟"
سأل جيمين الّذي هرول لحيث يقِف هوسوك؛ فقد كان المعنيّ يلهث بَينما يوسّع المسافة بَين منكبَيه مختلقًا طريقًا واسعًا لدخول الهواء، وعلىٰ وجهه ابتسامةٌ غير صبورة.

ضحك إثر سؤال جيمين قبل أن يسحب كمًّا مِن الهواء لصدره ويلفظه متّجهًا لمجلسنا، سرير تايهيونغ.

"لقد وافق"
قال بتقطع.

"من وافق علىٰ ماذا؟ ولمَ تلهث هكذا؟"
ضحك ثانيةً إثر ملفظ نفس السّائل وقد انتظم تنفّسه قليلًا.

"ما رأيكم برحلةٍ ميدانيّة؟"
سأل في ترقبٍ شديدٍ للإجابات، لكِن لم يفقه أيٌّ منّا ما يعني، فسأل إيروس هذه المرّة..

"ماذا تعني؟"
كان يبدو القلق في سؤاله وأستطيع فهمه تمامًا؛ فقد كان ينتابني بعضه أيضًا.

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن