١٣- زهرةٌ مِن زُحل

65 4 3
                                    

- كيم تايهيونغ..


كنتُ أتخيّل دائمًا أن الإكليل الذّهبي الخاص بأبولّو دافئٌ كالرّبيع، ووسط ازدحام عقلي ليلة الأمس بلفظِ بارِد كان المعنىٰ يتسلل إلىٰ تلك الفكرة.
هل كان تاج أبولّو دافئًا حقًّا؟

الأصفاد الّتي التفّتْ حول رسغيّ كانتْ بارِدة، وكذلك الدّماء الّتي غطّتْ معصمي وجزءً مِن كفّي، والغرفة المظلِمة، وجسدي الدّامي مقتلع الأجنِحة..

كان حلمًا انقسَم عقلي فيه لجزئَين..
الأوّل غارقٌ بالمشهد غَير مدركٍ لحقيقتِه، والثّاني يتساءل عن حجم الفرق بَين ملمس الأصفاد والإكليل ذي الدّفء السّماوي.

كان البرد يُحيطُني مِن كلّ مكان، حتّىٰ حينما استيقظت، كان يتخلّلني.
أستطيع الشّعور برطوبة الهواء بصدري إثر العويل الّذي أذاب رئتَي في الحُلم، كما لَو كنتُ أبكي زافرًا كلّ الدّفء مِن جسدي.

وكالأعمىٰ الّذي ظنّ أنّ العالم لا صورة له، استقمتُ برجفةٍ مسّتْ أطرافي لأحاوِل إيقافها وإفاقة عقلي بإخباره بأنّي ما زلتُ بالمشفى. كنتُ أتلفّت حَولي كمن فقد طريقه في منتصفِه بَينما أدلّك جبيني برفق.

جيمين ما زال نائمًا، ويبدو أنّه أغلق النّافذة قبل أن يخلد إلىٰ فراشه إلّا جزءً ضئيلًا تسلل منه بعض الضّوء، أظنّه يخشىٰ الظّلام؛ لذا تركتُه علىٰ حاله..
ولا أحد غَيرنا هنا.

عاد أبولّو إلىٰ مهادِه في أثناء نومي ولم أكُن أتوقّع غَير ذلك، لكنّي لسببٍ ما رأيتُ الإحباط يسلك مسلكه إلىٰ نفسي، ولَم يُعجبني هذا كثيرًا.

أخذتُ بعض الهواء المحمّل بحرارة النّهار لصدري الضّيق أزفر معه هذه المرّة كلّ البرد والإحباط الّذي تلبّسه، وما زلتُ أفحص الغرفة بعيني خوفًا مِن أن تكون طبقةً أخرىٰ مِن طبقات اللّا وعي الخادعة.

جيمين النّائم والنّافذة، الباب المغلق ومشغّل الموسيقىٰ الخاص بجيمين ملقًا بجوار رأسه، أفرشة السّرير مبعثرةٌ وبيضاء كما اعتدتُ بآخر أشهر، كلٌّ كالعادة.
ثمّ هناك ما أعاد شكّي بأنّي لَم أستيقِظ بعد..

لَم يكُن كمان أبولّو ودفتره جزءً مِن هذه الغرفة، يبدو أنّ عقلي اللّا واعي بدأ يدمِج غرفتَينا ببعض؛ لذا استقمتُ بهدوءٍ منصاعًا للسؤال الّذي ظهر بخاطري فورما أدركتُ كوني ما زلتُ أحلم.

بخطىٰ لا تُسمع تسللتُ لمرقدِه، وفتحتُ بابه الّذي لا يُغلق عاقدًا جبيني إثر صرير مفاصِل.
سألني عقلي عمّا قد أفعل إن كان مستيقظًا وقد جئتُ إلَيه بأوّل ساعات النّهار بخطوات اللّصوص الّتي أخطو، ولَم أنتظِر طويلًا حتىٰ أصمتته هيئتُه السّاكنة نائمةً في فراشه.

سَديْم - تِ.كΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα