٩- الجسَد الّذي يتعفّن

72 5 4
                                    

- كيم تايهيونغ..

عندما كنتُ في السّادسة عشر أخبرتْني أمي بأنّها ملتْ مِن وجودي، ولَم أتأثّر بهذا كثيرًا، كنتُ في مرحلةٍ بعيدةٍ مِن النّضج بالنسبة لعقل مراهِق..

لذا عندما بلغتُ الثّامنة عشر كنتُ قد تعدّيتُ معنىٰ النّضج وتركتُ المنزل، ثمّ أصبح الأمر ينقلِب عليّ كالزّاوية الّتي تعدّت المائة وثمانين عائدةً للصفر في هيئة ثلاثمائةٍ وستّين.

أدركتُ أنّي أضعتُ سنوات طفولتي ومراهقتي كلّها منتظرًا لحظة نضجي، ولم أكُن مدركًا أنّ النّضج ليس له لحظةٌ أسعىٰ لها؛ لذا بقيتُ أسعىٰ للا نهاية، حتّىٰ وصلتُ إلىٰ هنا..

واليَوم أدركتُ هذا للمرّة الثّانية، لم يكُن بسبب أمّي، بل بسبب ذاك التّيه علىٰ الوجه الشّاب الّذي غادرنا منذ ساعاتٍ كثُر.

لديّ شعور غير مألوفٍ بأنّ قالبه المشتت يخبّئ الطّفل الّذي ظلّ بجانب الحائِط لوقتٍ طويلٍ في أوّل ساعات اللّيل منتظرًا أحد البالغين ليأخذه لمنزله قبل حلول الظّلام، وقد أكون مخطئًا وأصِف ذاتي لكَوني ارتأيتُ بعضًا مِن سوئي بَين ندوبه.

"ألن تخلُد للنّوم؟"

"هل تُحدّثني؟"
تساءل بعينٍ تحمل بعض الدّهشة لأُبعد عيني عنه عائدًا لتأمّل الفراغ.

"هذا مُدهش، ظننتُ أنّي قد أموت قبل أن تخلق معي حديثًا!"

ربّما لأنّي اعتدتُ أن أرىٰ العالم مؤذٍ ولن أستطيع العَيش فيه إن لم أجارِه، أصبحتُ متبلّدًا، ولا أظنّ أن مشاعري المتبقيّة كافيةً لأندم علىٰ شيءٍ كهذا..

مع ذلك؛ ما زلتُ أحاوِل ألّا أكون ضمن العالم المؤذي.

"لا، هوسوك هيونغ فيه طريقة إلىٰ هنا"
تحدّث مبتسمًا فأومأتُ بَينما أُنزل بدني الثّقيل ببطءٍ علىٰ الفراش وأحوّل نقطة تأملي لسقف الغرفة المُظلمة.

"لِم السّؤال؟"

تجاهلتُ سؤاله لأني لن أستطيع إخباره بأني سألتُ تشتيتًا لعقلي الّذي كنتُ أقل مبالاةً مِن أن أُحاول إسكاته، ثمّ وليتُه ظهري واضعًا الوسادة فوق رأسي وخافيًا جميع جسدي أسفل الغطاء.

المكان أصبح أكثر ظلمةً مِن قبل، وأصبح التّنفس أصعب قليلًا.

يجعلني الاختناق أتذكّر كلّ مرةٍ فعلتُ ذات الأمر قبل حجزي هنا، عندما كنتُ أتخيّل أنّي غير موجودٍ كما كنتُ أداهم بهذا الشّعور، أنّي أثيريٌّ وأطفو خارِج مفاهيم المكان، وربّما لمرةٍ أو اثنتَين ظننتُ أنّي قد أُلاقي روحي التّائهة بهذا البُعد.

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن