- خاصّ: مِرسال

137 5 8
                                    

- موطِن روحي، جيون جونغكوك..

لقد قطعتُ طريقًا طويلًا حتّى أعلم كَيف أبدأ رسالتي إلَيك، وما الكلمات الّتي يُمكن أن أترك لأكون خالدًا، وحتّى نهاية المطاف لم أعلم..

لكنّك ابتسمت لي الآن قبل أن تغادر، كما تفعل دائمًا. وقد جعلني هذا أغيّر توجّه أفكار، ما الكلمات الّتي يُمكن أن أترك لأجعلك تبتسم؟

حبيبي، أبولّو. لقد عشتُ أكثر مِن نصف عمري في انتظار ما يدفعني عن المَوت..

ما يجعلني أتمسّك بالحياة وإن اعتقدت روحي أنّه خطيئةٌ لسببٍ ما. والآن؛ بعد أن أتيت أنت تدفعني للتمسّك بالحياة الّتي حملتك إليّ، وبروحك الّتي ترافق روحي، وجدتُ أنّ الانتظار -لأوّل مرّةٍ- أتىٰ إليّ بالإيمان.
أخبرتك؛ لقد كان طريقًا وعرًا شديد الصّعوبة عليّ..

لم يكن مِن السّهل أبدًا أن يتحلّىٰ المرء بشيءٍ لا يعرفه، لكنّك كنت تمتلك يدَي الفنّ والشّعر، وقد شكّلتَ روحي داخلك بالكمال الّذي يتطلّب منّي أن أؤمِن، وأوّل ما آمنتُ به كان أنت..

لذلك -حبيبي- حينما يأتي علىٰ جسدي يومٌ أكون فيه فاقدًا لكلّ شيء، حتّى الذّكرى الّتي تغرسها بَين حجرات قلبي، ستبقىٰ روحي تذكرك..

كأوّل ما آمنتُ به، وكالسّديم الّذي يتخطّىٰ عمره عمر الكون ولا يموت، وكالأغنية الّتي تبعثني مِن جديد، وربّما كالحياة الّتي لا تكون نفسي فيها خطيئة..

لأنّ تلك الحياة -كما تعلم- تلفظني عنها يومًا بعد الآخر، حتّى حينما كففتُ البحث عن الموت في طيّاتها. لقد عشتُ لأكثر من نصف عمري منتظرًا ما يدفعني عن الموت..

ما يريني أنّ التّمسك بالحياة لم يكن خطيئةً كما اعتقدتُ دائمًا، وقد لقيتُه متجسّدًا بك، أبولّو.

وسأبقىٰ دائمًا في انتظارك، حتّى حينما تكون هنا..
حاملّا الأبد في عَينيك، ومعلّقًا روحي بجسدٍ غَير جسدي، ووجودي بأكوانك، لأبقىٰ وأتمسّك بك..
عوضًا من الحياة.

سأبقىٰ دائمًا في انتظارك، حتّى حينما تكون هنا..
حاملًا الحبّ إلَيك بكلّ حياة، بصدرٍ لا يزفر الهواء، بل يجثو خاضعًا لك، وبروحٍ تسكنك ونفسٍ بدّلتُ جزءً منها في الطّريق لبيتك..
لأنّ هذا ما يحدث في الحبّ.

سأبقىٰ دائمًا في انتظارك، تمامًا كما الآن..
حاملًا إلَيك حديثًا عنّا، وخبرًا بأنّي -أخيرًا- عرفتُ كَيف قد يبدو قلبك، ولفظًا لم أنطقه قط..

لذلك لا تطِل غيابك، حبيبي.
علىٰ كلٍّ؛ سأبقىٰ دائمًا في انتظارك..

بكلّ الحبّ، كيم تايهيونغ..
إيروس، كما سمّيته.


..........
- نهاية المِرسال الأوّل: كيم تايهيونغ..
ما كتبه بدفتر جونغكوك حينما سأله ليكون خالدًا.

🎉 لقد انتهيت من قراءة سَديْم - تِ.ك 🎉
سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن