٣١- تعالَ عاريًا لأُلبسك جسدي

72 3 0
                                    

- كيم تايهيونغ..

"أجد نفسي تفكّر بأنّك هناك، أحدّق من عالمك بعالمي، قائلًا -كما فعلت بتلك اللّيلة حينما وجدتُك علىٰ الصّخرة- لقد كنتُ سعيدًا هنا.."

قرأتُ بهمسٍ مسموعٍ ذات الكتاب الّذي كنتُ أقرأ له منه، قد أوشكتُ علىٰ إنهاءه ولا فكرة لديّ عمّا قد أفعل بعده في انتظاره.

لقد تعدّىٰ اللّيل منتصفه وقد تركني بأوّله..
استطعتُ أن أكتب إلَيه كما أراد، وكما وجدتُها بنفسي رغبةً خفيّة، ثمّ بقيتُ أقرأ في انتظاره الّذي بدأ يطول.

تركتُ الكتاب متأففًا ومتعجّبًا مِن حالي..
أذكر كيف مقتّ فكرة أن يشاركني أحدهم العالم الّذي أقطن به بتلك الشّهور، لكن بالنّظر إلىٰ ملمحي فإنّ الوحدة تبدو عليه، تبدو علىٰ جدران غرفتي الّتي افتقدت ظلّه ولا تعلم أيّ جدارٍ آخر يحمله في هذه اللّحظة، حتّى الهواء لاحظت غيابه.

تعمّدتُ أن أخرس كلّ فكرةٍ تصرخ بأنّ مكروهًا قد حدث، أو أنّه قد غادرني ولم أستطِع ترتيل الوداع علىٰ روحينا معه، وأطلقتُ تنهيدةً كانت عالقةً في صدري ثمّ أويتُ إلىٰ الفراش لأختبئ بين أفرشته، وعلمتُ أنّي لن أستطيع النّوم بسهولةٍ في هذه اللّيلة..

لذلك بقيتُ أتقلّب لوقتٍ بدا طويلًا لنفسي الّتي تنتظِر.
في خلال مرور تلك الدّقائق كان جزءً جديدًا مِن أفكاري يخرج مِن بين أتربة عقلي بعدما أبقيتُ في ركنٍ هاجرًا إيّاه..

لقد كانت أيامًا قليلةً في نظري، لكنّها كبيرةٌ وثقيلةٌ لذات العَين الّتي تنظر. بعد تلك الأيام، كَيف سأكون بدونه؟

كانت تلك الفكرة كطريقٍ مختصرٍ يتّخذه الخوف إلىٰ نفسي، فبعد أن حوصِرتُ بتلك الطّريقة علمتُ الآن كيف يبدو العالم فارغًا بغيابه، وكيف أنّ الأقدار بين الفينٍ والأخرىٰ..

كيف أنّ الأجنحة الّتي نملكها ضعيفةً وسقيمةً لن تقوىٰ علىٰ الارتفاع كثيرًا قبل أن يفقد أحدنا كلّ قوّته ويسقط منتهيًا.

ولم يكن لمعضلتي تلك حلٌّ إلّا أن يضمّني لأرىٰ أنّه ما يزال إلىٰ جواري، ولكنّي لم أجده، وبقيتُ أنتظِر.
بوسط تقلّباتي الكثيرة وقعت عَيني علىٰ دفتره المهمل بجانبي، فأقمتُ جذعي لتلتقفه يدي وتسقط به في حجري..

وظللتُ أنتظر إلَيه مطوّلًا وكأنّي في انتظاره أن يحدّثني بما فيه لخشية الهزائم الّتي ستقابلني إن حاولتُ المعرفة بنفسي، لكنّي في النّهاية أطلقتُ تنهيدةً أخرىٰ وسمحتُ لنفسي بالتّقلب بين صحفاته عوضًا عن الفراشي ورأسي.

لقد كنتُ هنا مِن قبل..
لكنّي لم أكن قد وصلتُ الأرض بعد، ولم يكن قد ملأه بازدحام نفسه ونفسي.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now