٢٨- بَين يدَي مورفيوس

53 4 3
                                    

- كيم تايهيونغ..


أحيانًا أشعر بأنّ كلّ شعورٍ يُمكن لأحدٍ أن يعرفه قد داهمني، لكنّي اللّيلة لم أشعر سوى بالهدوء..

ربّما شعرتُ ببعض التّشتت عند مدخل المبنى، كألّو كُتب عليّ أن أعيش الحدث أكثر مِن مرةٍ بكلّ أشكاله الممكنة..

لكن حالما أصاب ذلك الدّفء يدي الباردة تلاشت أطياف أبي الّتي ملأت المكان، ولم أرَ بعد ذلك إلّا الألوان المخمليّة بكلّ ركن.

حتّىٰ وصلتُ إلىٰ هنا، بهذا العرض..
لم تكن تلك المقطوعة الّتي أسمع تشبه ما يعزف، لكنّها -في رأسي- دائًما ما كانت تنتمي إلَيه، ولهذا شعرتُ بانتفاضة صدري الطّفيفة حينما مسّت جميع حواسّي..

كنتُ أجد نفسي أغرق شيئًا فشيئًا بالمشهد الّذي شككتُ بحقيقته للحظات؛ فلم يكن يشبه أيّ واقعٍ عشتُه مِن قبل.

كان يجعل جذعي يميل إلىٰ أبولّو لأنّ الهدوء الّذي شعرتُ به كان يتحوّل إلىٰ خدرٍ كلّما مرّت الثّواني، لكنّي في النّهاية كنتُ أدّعي الصّلابة وأُقيم جسدي مكتفيًا بعناق كفّينا..

وحينما بلغتُ الحدّ؛ التفتت إلَيه.
بدت روحه في مكانٍ غير الّذي استقرّ جسده فيه، ولا أعلم أقد راقني هذا أم مقتّه، لكنّه بدا بهدوئي..

مِن عَينه عرفتُ أيّ نوعٍ مِن المشاهد يرىٰ في المكان الّذي غادرني إلَيه، وعلمتُ حينها أنّي لم أمقت غيابه بهذا الشّكل..

لكنّي في النّهاية ناديتُه إليّ، وحينما لم أعلم ما أقول، أو حينما ما وددتُ قوله لم يتعدّ صوته حلقي، استرسلتُ بالشّكر، ووجدتُه يبتسم..
لذا وبدون حيلةٍ منّي بادلتُه الابتسام.

علىٰ عكس الهدوء الخاوي الّذي لم أشعر بغيره علىٰ مدار الأشهر الماضية، أو ضجيج الفوضىٰ الّتي ملأتني بآخر أسابيع، كان ذلك الهدوء رخيمًا كتلك الأغنية تمامًا..

وقد بقي يمسح علىٰ رأسي ليزداد ذلك الخدر به وأنتهي إلىٰ كتف أبولّو الّذي بقيتُ أدفع قامتي عنه، ولم أشعر أنّ الأمر استحقّ هذا النّزاع..

كنتُ أستطيع بذات الهدوء أن أميل إلَيه منذ بداية العرض.

"إيروس، هل أنت بخير؟"
أردف هامسًا ولم يغب القلق عن صوته لأبتسم، فحينما فعلتُ ذلك سابقًا كنتُ قد نفضتُ عنّي ما تبقّىٰ لي مِن الوعي.

همهمتُ مجيبًا، ثمّ مسحتُ بإبهام يدي الّتي بكفّه علىٰ جلده ليعلم أنّي ما زلتُ أملك قليلًا مِن السّلطة علىٰ نفسي، وشعرتُ بارتخاء عضلاته إثر هذا.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now