سَديْم - تِ.ك

٢٧- القدّيس الّذي اختنق بالخمر

- جيون جونغكوك..

هناك نقطةٌ يصل إلَيها المرء في حياته؛ يتلقّىٰ فيها قبلةً طويلةً علىٰ رسغه..
كقبلات الاعتذار أو الغفران، لا أعلم..

عن نفسي؛ حينما تلقّيتُ تلك القبلة مِن العالم لم يمرّ وقتٌ طويلٌ قبل أن أرىٰ العروق الخضراء في يدي تذبل، وكأنّ ما قبّلني يملك أنياب حيّة، وربّما قد سمعتُ فحيحًا في لحظةٍ ما.

لذا الآن بعد الحبّ الّذي تلقيتُه، والسّكينة الّتي أخذت مجراها بَين دمائي، أحاول جاهدًا ألّا أموت.

لقد تركتُ إيروس منذ ما يقارب نصف السّاعة لنستعد لأمسية اللّيلة.

شعرتُ براحةٍ كبيرةٍ لأنّ نام وجد عرضًا للمقطوعة الّتي طلبها، وقد بقيتُ أدفع أجزائي الّتي ما زالت تصرخ ولا أعلم ما أسبابها أو متى ميعاد سكوتها لأعطيه اللّيلة الّتي يستحق..
ولربّما هذا سبب الذّلة الّتي أنا بها الآن.

كدتُ أصدّق أنّ كلّ ما مررنا به بالأيام الماضية الخالية مِن النوبات وهمٌ مِن اختلاق رأسي المريض، وأنّي ما زلتُ أحلم، كما شعرتُ دائمًا..

أكاد أجزم أنّ هذه أسوأ النّوبات الّتي داهمتني.
لقد اعتدتُ علىٰ ردود الأفعال الهستيريّة حينما أنفصل عن الواقِع بتلك الطّريقة.

الاستماتة للشعور بحقيقتي وواقعيّة ما حولي وإن كان الأمر متوقفًا علىٰ لفظ روحي، وسحب أكبر قدرٍ ممكنٍ مِن الهواء حتّىٰ تنفصل أضلعي عن بعضها..

لكن هذه المرّة..
التّفكير بأنّ إيروس لم يكن إلّا وهمًا كما اعتقدتُ دائمًا، وأنّ الأنامل الّتي كانت تتلمّس كلّ إنشٍ مِن جسدي تاركةً أثرًا أخبرني أنّه قد يدوم لسبعة أعوامٍ لم تكن حقيقةً فعليّة..

أردتُ لفظ روحي، ولَيس لمحاولة الرّجوع إلىٰ الواقِع، بل لترك العالم بأكمله.

لحسن الحظّ كنتُ بغرفتي، وكان نام بجانبي يحاول مناولتي كوب ماءٍ باردٍ بين الفينة والأخرىٰ ويخبرني بأنّ عليّ الهدوء، بينما كنتُ قد وصلتُ لمرحلةٍ مِن فقد الإدراك سمعتُ فيها صفيرًا حادًّا صادرًا مِن عقلي..

لا أفكّر، ولا أتحدّث، ولم يعد يصلني أيّ صوت، وأعتقد أنّي كففتُ التّنفس أيضًا. في النّهاية استسلمتُ لثقل عَيني والّظل الّذي يحاول ابتلاعي.

"جونغكوك، لا تغمض عَينيك"
بعد ثوانٍ في هذا المكان وصلني صوت الممرّض الّذي لم يتركني وكأنّه آتٍ مِن تحت سطحٍ مائيّ، فحاولتُ جاهدًا التّمسك به كخيطٍ لخارج تلك المتاهة.

"تايهيونغ في انتظارك، هل تودّ تأجيل سهرتكما؟"
صحيح، لقد تركتُه يستعِد..