٨- ما يحمِل اللّون الأسود

86 5 5
                                    

- جيون جونغكوك..

الفراغ؟
كنتُ لأقول الحيز الخالي مِن أيّ مادة؛ لذا لا يُوجد ما يسمّىٰ بالفراغ، لكنّي لا أظنّ هذا ما أراد هوسوك سماعه، ولا ما انتظره من بجواري.

ربّما هيئة إيروس السّاكنة قد تصلُح وسط مفاهيم الفراغ غَير المنطقيّة.

الجمود الّذي تلبّسه كما لو كان مجردًا مِن كل المعاني، لون الأرق القاطِن أسفل عَينيه، كفوفه الّتي تشدّ علىٰ أطراف أكمامه، وأصبعه الّذي يجاري تعداد نباضه بدقّاتٍ رقيقةٍ علىٰ ظهر يده الأخرىٰ.

كان ملمحه كافٍ لأدرك مفهوم الفراغ الّذي يواجِهه، ومفاهيم الامتلاء الّتي لا يراها.

"ما هو الفراغ؟"
دفع السّؤال عن رأسي لا ينفع دائمًا، فقد تدفعه نفسي العاصية نحو لساني كما حدث الآن.

التفتَ إليّ وقد أفلتت منه بعض الدّهشة إلىٰ عينيه حينما حاول البقاء بملمحٍ هادئ، سمعتُ تردد أفكاره غير المنطوقة؛ لذا كسرتُ الاتصال الّذي صنعته معه دون شعورٍ منّي.

"Pouvez-vous garder un secret?"

ذات اللّهجة الفرنسيّة الثّقيلة، وذات الّذهول الّذي يتملّك عقلي العاجز عن فهم نصف الجُملة.

"عذرًا؟"

"جونغكوك، تعالَ إلىٰ غرفة تايهيونغ معه"
قوطِع الحديث الّذي ما كاد يبدأ بصوت هوسوك الّذي لم يدخل الغرفة حتّىٰ؛ ليسبقني المدعوّ لغرفته بَينما أنا بقيتُ أحدّق بالباب الّذي تُرك مفتوحًا.

ألف جرسٍ يُضرب بكنيسةٍ واحدة، وكلٌّ منهم يحطّم جزءً مِن إدراكي ويُقيم محلّه مقامات الضّياع.

وجد عقلي الكثير مِن العمل المستجدّ بتحليل كلّ شيءٍ يفتعله، الكثير مِن الطّاقة المُستهدرة لأمرٍ لم أفقهه بعد.

أقمتُ جسدي بتثاقلٍ خاطٍ تجاه الغرفة المجاورة.

ضوء الشّمس يزاورها بخلاف غرفتي البارِدة، و أظنّ هذا بفعل المختبئ بفراشه.

التفتُّ للجانب الآخر مِن الغرفة لأرىٰ الوضع المعتاد لهوسوك علىٰ الكرسيّ مع دفترِه، ووضعٌ جديد لتايهيونغ القابع بنهايات السّرير..

يتّخذ مجلسه وسط أنابيب الألوان المبعثرة، و بدا ببداية الانفصالِ عن محطيه حينما أولىٰ اللّوحة الصّغيرة بحجره عَينيه.

"هيّا، جونغكوك"
تمتم هوسوك حينما أطلتُ الوقوف عند الباب لآخذ خطاي تجاه الحيز الفارغ علىٰ الفراش.

سَديْم - تِ.كWhere stories live. Discover now