٢٤- بَيدق أفروديت

43 4 0
                                    

- كيم تايهيونغ..


طوال مدّة سقوطي كان هناك لحنٌ يُعزف، ولحظة ارتطامي بالأرض كانت ذات اللّحظة الّتي انتهىٰ بها العزف، لذا أدركتُ الآن أنّ ما بَين بداية الأغنية ونهايتها هو كلّ ما يحتاج المرء للوقوع بالحب.

ما لَم أدركه حتّىٰ الآن هو الأغنية الجديدة الّتي بدأت منذ لحظات، هل سأسقط ثانيةً؟

وكم مرّةً عليّ أن أسقط حتّىٰ ينتهي العرض وأعود لمنزلي في فرنسا بعد تصفيق الحضور؟
هل هذا حقيقيٌّ حتّىٰ؟

لقد كان يسحب كلّ الأنفاس الّتي دسّها بصدري بكلّ مرةٍ عزف بها وتسرّبت سدمه إليّ، وكأنّه دينٌ أردّه.

خشيتُ أن يظنّ أنّه يتوهّم، وخشيتُ نفسي كثيرًا لأني كنتُ أرتخي بَين يدَيه، ألين وأتذوّق ما نلتُه منه بوهنٍ عظيم، وأسمح له بسحب السّوء مِن جوفي وسكب آخر، وبإيقاعي خاضعًا لجرمٍ كجرمه..

لكن حتّىٰ عند نهاية تلك الأغنية وفصل ذلك الاتصال ما زال قريبًا، للحدّ الّذي يُشعرني أنّ أنفاسه تقبّلني عوضًا عنه.

"تقفّيتُ أثرك"
همس ولم تغِب عنّي لذعة النّشوة بأحرفه ولا غاب طَيف الابتسامة الّذي اعتلى شفتَيه.

بدا عازمًا علىٰ إتلاف ما تبقّىٰ منّي ولم أدفعه، بل دفعتُ الذّنب الّذي شعرتُ به إلىٰ أبعد نقاط الوعي بكياني، وبهوادةٍ تركتُ آخر ما عندي مِن ثباتٍ يتلاشىٰ لأميل إلَيه واضعًا رأسي علىٰ كتفه، ولم يحرّك أحدنا ساكنًا بعدها.

تركتُ الصّمت يجري بيننا قليلًا ولم يقطعه، وبالرّغم مِن أنّي جاريتُه بإصمات عقلي أيضًا فقد كنتُ أشعر بامتلاء كياني الأجوف بشكلٍ غير مألوفٍ خالف الفراغ الّذي تشكّل في المحيط، وكنتُ من قطعه في النّهاية متحدّثًا دون رفع رأسي..

"هل تعلم كَيف تبقىٰ آثار اللّمسات عالقة؟"
لم يُجِب؛ فقد بدا السّؤال كعتابٍ أو تأنيب..

كما لو كنتُ أخبره أنّه وصمني، فأملتُ ألّا يكون قد نسي أنّي نلتُ منه مثلما نال منّي.

"قد لا تزول حتّى سبعة أعوام"
تمتمتُ مجيبًا نفسي لأنّه لم يبدِ أيّ رد..

وحينما أنهيتُ حديثي متنهّدًا إثر تلك الفكرة شعرتُ بكفّه يُحيط يدي السّاكنة بحجري..

علمتُ أنّه يُجيبني بهذه الطّريقة، ولكنّي لم أفهم ما أراد قوله، بدت إجابةً ثقيلةً علىٰ نفسي الضّعيفة.

أردتُ رؤية وجهه وقراءة ما يحمِل، لكنّي كنتُ أكثر وهنًا مِن أن أفعل ذلك في تلك اللّحظة؛ لذا قررتُ الفرار..

سَديْم - تِ.كOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz