- الأخِير: عدّ لألفٍ وأربعةٍ وسأكون هنا

144 6 4
                                    

- كيم تايهيونغ..

لم أجِد أرض المنتصف منذ أن هبطتُ علىٰ تلك اليابسة. دائمًا ما ينتهي بي الأمر وسط فراغٍ يضغط جسدي، أو ازدحامٌ يمزّقني لأشلاءٍ غير متشابه..

لذلك حينما وجدتُ روحي، حينما عدتُ إلىٰ الحياة، أصبحتُ مشتتًا لأجزاء، ولم يغِب الخوف عنّي، بل اختلفت أسبابه فقط.

لقد حلّ اللّيل علينا بعد نهارٍ هادئ، وقد أويتُ إلىٰ الفراش متعبًا في إثر أحاديثنا..

شعرتُ بلسعةٍ بردٍ خفيفة، ولأنّي استأنستُ الدّفء أكثر لففتُ جسدي بالأغطية، وتركت قدميّ بحجره بعدما اتّخذ مجلسه قريبًا منهما..

بقي يمسح علَيهما بينما يغمض عينيه وقد تسرّب بعض الإرهاق مِن بين ملامحه. أخبرتُه مرارًا أن يجاورني بالسّرير، لكنّه كان يأبىٰ، وفي النّهاية تركتُه كما أراد.

لوهلةٍ اعتقدتُ أنّه ينتظرني أن أغفو ليترك الغرفة كما فعل باللّيلة الماضية، وقد مقتُّ تلك الفكرة.

بالنّظر للحال حينما يكون حَولي..
وجوده إلىٰ جانبي وشعوري به يكون بمثابة أن يخبرني بأنّه يحبّني بكلّ مرّةٍ تتقابل أعيننا فيها، وأنّه دائمًا ما سيكون معي..

ولأنّي أصبحتُ مزدحمًا منذ أن تركتُ اللّين يملأني، وبتّ كثير الشّك وكبير الخَوف مِن أن أفقده أو يفقدني بعدما قد أخذتنا الجرأة للوصول إلىٰ هنا..
كنتُ أحبّ أن أراه حَولي.

"أبولّو.."
همستُ خشية أن يكون قد غفىٰ بتلك الوضعية، لكنّه سرعان ما فرّق بين جفونه ليلتفت إليّ مهمهمًا.

"هل ستقضي اللّيلة أيضًا بغرفتك؟"
لقد اخترتُ الثّقة به، ما دامت الثّقة قرارًا فأتمنّىٰ ألّا أنال النّدم منه.

لن يملّ منّي ولن يكفّ عن تقديم الحبّ لروحي، حتّىٰ وإن أراد قضاء لياليه بعيدًا.

"هل أنت بخيرٍ، جونغكوك؟"
سألتُه ثانيةً حينما لم يجِب السّؤال الأوّل، وقد انتظرتُ طويلًا أن يترك ثغري هذا السّؤال عنه، وآخر عمّا حدث باللّيلة المنقضية، لكنّي لم أجِد الحديث بتلك الطّريقة.

عوضًا عن لفظ إجابةٍ منطوقةٍ لهذا ابتسم بلطفٍ وصمت، وربّت علىٰ قدمي الّتي بحجره ليتركها بعدها ويقترب، وبدون حديثٍ أفسحتُ له مكانًا.

"لا تقلق، لن أرحل"
همس مجيبًا ما لم أسأل، وأحاطت خصري ذراعه ليشدّني إلَيه مغادرًا بنا الأرض.

تنهّدتُ ببطءٍ لأقرّر أن أترك الهدوء يستحلّ مكانًا بصدري، ورغبتُ أن أطمأنّ بأنّ السّكون قد وصل إلَيه كذلك قبل أن أسلّم نفسي للنعاس.

سَديْم - تِ.كOnde as histórias ganham vida. Descobre agora