٢٢- كَيف تعرِف الحب؟

44 4 0
                                    

- جيون جونغكوك..

لقد أجابني تايهيونغ بأنّ إيروس يكون ابن أفروديت، ولقد وافقتُه، فيبدو أنّي نسيت كَونه يحمِل دماء والِده كذلك، آريس العزيز.

لقد زرع النّزاعات بَين جنبيّ وانطلق محلّقًا لمضجعه، بكلّ النّعومة الّتي ورثها عن والدتِه وكلّ البأس الّذي ورثه عن أبيه.

قررتُ بعد رحيله إطفاء الأضواء وترك كلّ شيء جانبًا حتّىٰ شروق شمس اليَوم الجديد، والآن استيقظتُ قبل الميعاد الّذي اتفقتُ علَيه مع نفسي لأكون ملزمًا بالنّظر في أمري دون تحضيرات.

تنهّدتُ استعدادًا لاندفاع النّزاع الّذي خدّرتُه مؤقتًا، واعتدلتُ جالسًا قبل أن أبحث عن دفتري ليُساعدني بفهم ما حلّ بي.

في أوّل ورقةٍ بيضاء وجدتُها تركتُ الأفكار تتركني إلَيها بحركةٍ حاولتُ جعلها متّزنة، لكنّ الضّوضاء كانت تعلو شيئًا فشيئًا.

"لمَ كنتَ متأكدًّا مِن كَون روحك معي، إيروس؟"
خططتُ ذلك بزاوية الصّفحة لأكتشف أنّي لن أكتب نصًّا منتظمًا وأنّ الفوضىٰ الّتي ملأت عقلي ستتشكّل أمام عينيّ.

"كَيف لك ألّا تكون وهمًا وقد كنتَ دافئًا أكثر مِن الحقيقة؟"

لقد بتّ أصفع ذاتي لتستفيق لما أتجاهل الشّعور به، فليس الأمر إنكارًا، بل كنتُ جاهلًا..
لكنّه أخبرني بأنّه ليس وهمًا.

"أنت تُشبه المطر، هل عليّ ألّا أختبئ منك؟
المطر يملأ الفراغ، هل تفعل؟"

كنتُ أرىٰ الخوف يتسلّل إلىٰ نفسي مع كل جملةٍ أكتُبها، لأنّي أعرِف تمامًا إلىٰ أين أُقتاد..
وكان الأمر يُرعبني.

"أنت تحمِل الوهم والحقيقة"
وهذا ما توصلتُ إلَيه..

أنّ جميع اتصالاتي بأوهام إيروس كانت اتصالاتٍ بحقيقة تايهيونغ، كان يحمِل كلّ شيءٍ إليّ..

وبذلك عملتُ أنّ ما ملأ جوفي باللّيلة الماضية كانت قبلةً طال بها جسدي الماديّ والأثيريّ.

"تجعلني أشعر بالثّقل إثر الامتلاء"
كنتُ أفيض لأنّ كياني لا يتّسع لكلّ ما يحمِل، ولم أعرِف حتّىٰ كيف كان يصبّ ممّا يحمِل بجوفي يومًا بيومٍ علىٰ غير درايةٍ أو شعورٍ منّي، أو كيف كنتُ جاهلًا لهذا الحدّ.

"نلتَ منّي"
لقد هزمني ابن الحروب..

"كَيف تتعلّق بعَيني أحدهم خطوةً بخطوة.."
لا أدري أكنتُ أسأل أم أتعجّب.

"هل بتّ ترسم السّماء لتحلّق بعيدًا عنّي؟"
لكنّه كان علىٰ مقربةٍ شديدةٍ منّي ليلة الأمس، حتّىٰ ملأت رائحته صدري، كانت حواسي يقظةً بالرّغم مِن عدم اكتمال وعيي.

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن