٤- لا تختَبيء مِن المطر

154 8 3
                                    

- جيون جونغكوك..

أذكُر حينما كنتُ علىٰ أقصىٰ حواف العالَم الأصمّ، كَيف كنتُ خاضعًا لنفسي كما لَم أفعل من وقتٍ قارب الأزَل، وأرىٰ كَيف أن خضوعي ألقىٰ بي بصدر ذلك المبنىٰ.

أتمّ ليلَتي الثّامنة بجثمانٍ راقدٍ علىٰ فراشٍ يُفترض بها أن تُحييه..

بثمانية أيّام، أُعيد تشخيص حالَتي وسُمح لي بالخرُوج قليلًا، وبلحظةٍ بأوّل ساعات صباح اليَوم الثّالِث كنتُ قد خطوتُ خارِجًا لمكانٍ بعيدٍ عن تلك الجدران الّتي باتتْ تتقارب لتخنقني..

لكنّي لَم أذهب لأيّ مكان، عدتُ مختبئًا بذات الغرفة الخانِقة حينما قابلتْني عيونٌ نائمةٌ لَم آلفها.

ملمحٌ قد وجد السّلام بالنّوم جالسًا علىٰ أرضٍ صلبة، يضمّ ساقَيه مسقطًا رأسه على يديه الّتي عانقتْ ركبتَيه..

ولا عِلم لي عن سبب تذكّري لهيئتِه بعد أن لَم تبقَ عيني علَيه طويلًا ولَم يبقَ عقلي لأكثر مِن ثانيةٍ يتساءل عمّا أسقط جسده بذاك الهدوء جوار باب غرفتي..

بهدوئي الّذي لازمني حينما نويتُ الخروج عدتُ لفراشي موصدًا الباب لأُصمت أفكاري عن أيّ شيء..

ولَم أخطُ قيد أنملةٍ مقتربًا مِن الباب مِن جديد، كما لو أنّ رؤية ذاك الغريب كانت عائقي ولا أستطيع استِخراج معنىٰ لتبرير عقلي الفاشِل.

أنفاسي المُختنقة تجادِل عقلي لأترُك غرفتي اليَوم.

قد مضىٰ أسبوعٌ علىٰ يوم قررتُ الخروج، وقد قضيتُه بَين تخبّطٍ واختناقٍ وإنكار لسوء حالي..

لذا فأنا أسوق جسدي نحو مخرج الغُرفة لأبحث عن مكانٍ أستسيغ فيه عزلةً دون اختِناق..

..........

ترنّحتُ بَين ردهات المبنىٰ وطرقاتِ حديقتِه الخلفيّة كثيرًا حتّىٰ انتهىٰ بي الأمر بأحد أركان الحديقة القصيّة، جوار غرفتي الّتي استندتُ علىٰ جدارها الخارجيّ، وأسفل نافِذتي المُغلقة..

لحظاتُ الصّمت تمرّ واحدةً تجرّ أخرىٰ، بدأت عينيّ تندمِج مع الفراغ الّذي تتأمّله حتّى ملّتْ، وأناملي تتحسّس أوتار الكمان الماكِث في حجري.

تفرّ أنفاسي مِن بَين جنبَي ثقيلةً تُثقل جفنَي معها، أشعُر بجسدي ينغرِس بالأرضِ العشبيّة مِن ثقلِه رُغم صوت صرير الرّيح بجَوفه.

كففتُ تململَ نفسي لآخذ هيكل الكمان إلىٰ كتفي، وأرفع قوسه مطلقًا أوّل رُمحٍ مع زفيرٍ ثقيل..

سَديْم - تِ.كTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang