١١- فتىٰ الدّهشة

51 5 0
                                    

- جيون جونغكوك..

رأيتُ إيروس..

عقلي الّذي كان عالقًا بَين النّوم واليقظة تذكّر الفكرة الّتي داهمتْني كلّ ليلةٍ قبل غياب الوعي عنّي..

باحتمال أنّها قد تكون آخر ليلةٍ لي في المُحيط الماديّ، أن تكون هذه هي غفوَتي الأخيرة ولن يُزعجني ضوء النّهار ببداية اليَوم الجديد..

ولكنّي دائمًا ما كنتُ أستيقِظ.

كنتُ أتسائل إن متُّ وكان المَوت بهذا الهدوء اللّطيف الّذي لا يُشعرني به، أو إن كان العالَم الّذي رحلتُ إلَيه شبيهًا بالّذي رحلتُ عنه لحدٍّ خلط الأمر عليّ.

هل أصبحتُ أثيريًّا أم أنّ جسدي ما زال يحكُمني؟

رؤيتُه جعلتْ الأمر أكثر تعقيدًا لنفسي السّقيمة، متىٰ أخذ إيروس مكان ثاناتوس؟

كان يعطي لفظ المَوت دفئًا في اللّحظة الّتي لم تعقِل بها ذاتي أنّي ما زلتُ حيًّا، ولقد فهمتُ الآن لمَ كان مِن المحال مقاومتُه.

اللّحظة الّتي تلعثم بها معتذرًا وهرول متخبّطًا إلىٰ الخارج؛ دفعني بها عقلي الباطِن للتمسّك به، لكنّي لم أجِد أيّ سببٍ لأفعل، لمجرّد شعور السّكينة الّذي داهمني وجدتُ روحي تنسحِب مِن بَين جنبَيّ تابعةً ملك المَوت عهدتُه إيروس منذ ساعاتٍ قلائِل.

أذكُر كَيف حاول أخي ضمّي إلَيه قبل أن أعود إلىٰ هنا، أذكر أيضًا كيف دفعتُه بغلظةٍ راميًا بسيل نظرات عتابٍ أغلظ، ولا أذكر آخر مرةٍ سمحتُ لبشرٍ أن يمسّ جلدي..

اللّا وعي الحاكِم هنا كان مفتقدًا للشعور بالأشخاص حوله، بَينما أجزاء الوعي الخاملة وجدتْ الأمر غريبًا ومكروهًا، رُغم وضوح رؤيتِها الاستساغة بَين طيّات هذا الكُره، وكره الاستساغة بحدّ معناها..

وفي قرارها، لَم تعُد تفهم ما يجول بي.

تركتُ الأمر عنّي حالما رأيتُ بوّابة المتاهة الّتي أخطو إلَيها بتركيزٍ لم يحضر بعد، واستقمتُ أتمطّأ مستشعرًا الهواء الرّطب يرسل قشعريرةً خفيفةً لجسدي الدّافئ.

يبدو الطّقس جيّدًا لترك الغرفة الخانِقة..

..........

بذات البقعة الّتي تسللتُ لها قبلًا، أخذتُ الآلة الّتي تعلّقتْ بيدي وأوراقي المبعثرة، ثمّ أويتُ إلىٰ الأرض قليلًا قبل أن أرفع الهيكل الخشبيّ بتثاقلٍ بادئًا أحد الألحان الّتي استهويتُ عزفها.

لسببٍ ما وجدت نفسي الكمان ثقيلًا، كادتْ تتقيّأ الألحان الّتي أُخرجها، وبالرّغم من مهاودتِها وإبطاء سرعة العزف حتّىٰ صارتْ غريبة الوقع؛ لم تكفّ ذاتي النّفور منها..

سَديْم - تِ.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن