الفصل الثانى

2.4K 54 0
                                    

"أنا .... أنا قتلت"

أعتدل فجأة مصدوماً بعد سماع اعترافها بالقتل، تحفزت كل حواسه لحديثها، تباينت أفكاره بين تصديق وعدم تصديق بينما جرت نظراته على جسدها الضعيف باستنكار وتساؤلات عديدة تدور بخلده "كيف لمثل هذه الفتاة الهزيلة أن تقتل؟ ولماذا؟"

ألف سؤال يدور بمخيلته يود لو يطرحه عليها دفعه واحدة ... يود لو يفهم أو يستوعب كيف؟ ولماذا؟... لكنه سيطر على فضوله ولجم لسانه ولجأ للصمت تاركاً لها فرصة لسرد روايتها

رفعت شمس رأسها لتتأمل تأثير كلماتها عليه، وجه عابس، مقلتين متفحصتين بدقة وملامح مستنكرة تحمل العديد من الأسئلة والاتهامات والتعجب بنفس الوقت

ازدردت لعابها بصعوبة أمام تلك النظرات العميقة، ونكست رأسها بخزى ثم قالت بخفوت ضاغطة على أطراف أصابعها بتوتر وصوتها يخرج بنبرة متلعثمة ترتجف خوفاً

:- ما كنتش أقصد ... غصب عنى ماعرفش عملت كده أزاى!!

تهدج صوتها فى نهاية جملتها وانهارت فى بكاء مرير بعد تصريحها الأليم بالقتل... بينما ظل على جمود ملامحه وصمته المطبق رغم اعترافها السافر مما دفعها لإخفاء وجهها بكفيها عن مقلتيه المتفحصة لها بدقة وتقيم .. خرج صوته حاد مخيف متسائلاً عن هوية الشخص الذى قتلته؟

انكمشت على نفسها حتى تقلص حجمها وهى تتصور نفسها أمام وكيل النيابة فى تحقيق رسمى وهى المتهمة الوحيدة بل المعترفة بالجريمة

خرج صوتها خافتاً ضعيفاً لتجيب على سؤاله بتلعثم

:- قتلت واحد .... واحد كان زميلى فى الكلية

تراجع فى مكانه مستنداً بظهره على ظهر مقعده وقد تحولت نظراته المتحجرة إلى الاشمئزاز وقد استنتج قصتها

أذن هى فتاة اختارت علاقة سرية مع شاب حاول هتك عرضها فقتلته لذلك كانت ملابسها ممزقة، أو ربما كانت على علاقة آثمة معه ورفض الزواج بها فقتلته

نفس القصص القديمة المعروفة والتى لا تتعلم منها الفتيات فيسقطن فى نفس الخطأ مراراً وتكراراً

طال صمته فرفعت نظراتها نحوه ترمقه بتوجس فقابلتها ملامح النفور المرتسمة على وجهه

بدأت فى هز رأسها بعصبية عدة مرات نافية الاتهام الذى رأته فى حدقتيه وقد أدركت ما وصل تفكيره إليه فصاحت تدافع عن نفسها

:- أنا مظلومة .. هو اللى اتهجم عليا وأنا كنت بدافع عن نفسى

أطلق ضحكة ساخرة من بين شفتيه وقال بتهكم متهماً إياها

:- مظلومة!! .. حاول يعتدى عليكِ فين؟ ... أكيد مش فى الشارع وإلا كنتِ استنجدتى بأى حد ينقذك (زاد تهكمه ليستنتج مردفاً) يمكن فى بيته مثلاً ولا أنا غلطان؟

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now