الفصل العاشر

1.6K 41 2
                                    

أمام منزل طه الذى يقع فى الشارع المقابل لمنزل البدرى توقف جلال الذى أصر على اصطحاب صديقه بعد أن لاحظ تعبه وإرهاقه ... تشبث طه بذراع جلال قائلاً بإلحاح

:- لازمن تدخل تشرب حاچة يا چلال مايصحش إكده

اعتذر جلال بتأدب

:- هو أنا غريب يا طه ده أحنا أخوات بس أنت عارف لازم أرجع عشان الضيوف اللى عندنا

خبط على كتفه برفق قائلاً باهتمام :- وأنت كمان لازم ترتاح شوية ... وخلى بالك من صحتك يا صاحبى

خلع طه نظارته الطبية وتسائل بشرود وهو مطأطأ الرأس

:- صُح كيف الأخوات يا چلال!!

قطب جلال بين حاجبيه بتعجب وتسائل باستغراب

:- طبعاً يا طه أنت عندك شك

رفع طه نظره نحو جلال الذى أضاف بحيرة :- فى إيه يا طه ... أنت متغير أوى النهارده

رسم طه ابتسامة باهتة على ثغره وأعاد النظارة الطبية فوق أنفه .. يحاول تصنع المرح قائلاً

:- جولتك شوية إرهاج يا صاحبى ... ماتجلجش .. عاود أنت للدار مايصحش تسيب الضيف لحاله

تفحصه جلال بتعجب يشعر بتغير فى صديقه ولا يدرك ما يجول بخاطره ولكنه أجاب بتلقائية

:- يوسف هناك .. والضيف أصلاً صاحب يوسف

أحنى رأسه مردداً بخفوت :- صاحب يوسف

ثم رفع رأسه يناظر صديقه قائلاً بدعوة قلب محب :- ربنا يسعد الأستاذة ياسمين ... تستاهل كل خير

ابتسم جلال بخفة وربت على ساعد صديقه وأوصاه بالراحة قائلاً

:- آمين يا رب ... المهم استريح أنت وبكره هطمن عليك

ودع طه صديقه ثم التفت يفتح بوابة منزله الحديدية متوسطة الحجم وتحرك فى ساحة صغيرة فى أحد أركانها فرن طينى أصرت والدته على الاحتفاظ به بعد تجديد وإعادة بناء المنزل

صعد عدة درجات ليدلف المنزل المفتوح على مصراعيه وفى المدخل كان يجلس والده شيخ الجامع يقرأ القرآن على أريكة خشبية قديمة تعلوها شلت منجدة من القطن ومكسوة بقماش مزركش بالورود وبجانبه تجلس زوجته تستمع لقراءته الهادئة لآيات الذكر الحكيم

جلس طه على أريكة مماثلة فى الجهة المقابلة، يستمع لصوت والده العذب وهو مطأطأ الرأس وعقله يستعيد ذكريات ماضية من سنوات عديدة مضت

حين تعرف على جلال الذى يصغره بعامين ونشأت بينهم صداقة ... صداقة بين ابن من أبناء أكابر البلدة مع ابن شيخ الجامع الفقير

كان وقتها هذا المنزل مكون من طابق واحد يضم عدة غرف وفوق السطح كانت والدته تقوم بتربية أنواع عديدة من الطيور

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن