الفصل الحادى والعشرون

1.2K 36 0
                                    

تتقدم بخطوات متمهلة بعد أن تخطت بوابة حديقة الفاكهة الخاصة بهم، استقبلها عوض مرحباً كالعادة ... طالما أحبت المجىء لهذه الحديقة الجميلة حيث الهدوء وأشجار الفاكهة الوارفة والهواء المنعش بصحبة شقيقها

انشغالها بدراستها الجامعية أصبح حائل عن تلك المتعة وأصبحت زيارتها قليلة جداً

انحرفت خطواتها نحو شجرة مثقلة بثمارها، استطالت بجسدها مع مد يدها علي طولها لأعلى لتقطف أحد ثمار الفاكهة الناضجة

تفاجأت بيد سمراء تسبقها لقطف الثمرة فالتفتت نحو الشخص الذي انشقت الأرض عنه فجأة

تفاجأت أكثر حين رأت وجهه الغريب عنها بقامته الأطول منها ببضع سنتيمترات قليلة، سمار بشرته وشعره الأسود الطويل نسبياً والمصفف بعناية ومثبت بكريم يعطيه لمعه مميزة، يحمل وجهه بشاشة بابتسامته اللطيفة التى تزين ثغره وتظهر أسنانه ناصعة البياض

تراجعت خطوه مبتعدة للخلف بحيرة بينما مد كفه بالثمرة نحوها وحدقتيه تتراقص بلمعة خاصة وقال بانبهار :- اتفضلي يا ست الكل

تناولت الثمرة بتلقائية وشرود من تصرف هذا الشخص الذي يبدو من ملابسه البسيطة أنه أحد العمال المستأجرين حديثاً شكرته بعفوية وكادت تُكمل طريقها ولكنه أعترض طريقها ليقف أمامها مباشرة وسألها بلطف

:- أؤمرني ياست الكل .... أخدمك كيف؟

بدأت تمل من تطفله عليها بل أنه يمنعها من الدلوف إلى حديقة عائلتها فأجابت ببعض التأفف تكشف هويتها

:- أنا ندى البدرى

رفع حاجبيه بدهشة ثم أحنى رأسه قليلاً باحترام وقال معتذراً بتهذب

:- لامؤاخذة ياجطر الندي .... اللي مايعرفك يچهلك

أصبحت الدهشة من نصيبها الأن وهو يلقبها بـ (قطر الندى) فرددت بحيرة غير مستوعبة لكلمته :- قطر الندى!!

أسرع للتوضيح بنفس الابتسامة اللطيفة

:- أيوه ما تعرفيهاش ولا إيه يا أستاذة ... ديه كانت أحلى صبية بمصر كلاتها ... وأبوها چهزها بقافلة فيها كل نعم الدنيا ... دهب وچواهر وحرير من القاهرة إلى بغداد عند عريسها الخليفة العباسى المعتضد بالله

زادت دهشتها من حديثه الذى يبدو منه أنه متعلم وقارئ ومازالت تتعجب لمَ يلقبها بهذا اللقب ربما يتملقها لكونها من أفراد عائلة البدرى بينما أنهي حديثه وهو يشير بكفه المفرودة بتأدب أمامه لتتقدمه في السير ولأول مرة لاحظت ساقه العرجاء وهو يمشي متراجع خطوة واحدة خلفها تهذباً وربما خجلاً من عجزه

تسللت الشفقة نحوه إلى قلبها، فهو شاب مهذب ولطيف فابتسمت فى وجه برقة وتقدمته حتى وصلا للعشة التى يرتاح بها جلال عادة ولكنه غير متواجد الأن

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum