الفصل الثانى والخمسون

1.1K 33 0
                                    

انتهت من ارتداء ملابسها ووقفت تلملم أغراضها الشخصية داخل حقيبتها الجلدية ثم توجهت نحو طاولة الزينة تصفف شعرها برقة وتتأمل ملامحها الحزينة ما زالت تشعر بالصدمة مما حدث فى الجامعة منذ عدة أيام وانكشاف حقيقة كريم أمام عينيها حتى أنها التزمت المنزل حتى تتمالك أعصابها وتتخطى هذه العقبة النفسية

ما زالت لا تستوعب كيف لرجل أن يقوم بطلب يد فتاتين فى نفس الوقت وكأنه يقوم بحجز تذاكر لفلمين مختلفين فى دار عرض السينما، إذا أعجبه أحدهم ألقى بتذكرة الأخر

تنهدت بحسرة ما زال حظ قلبها من سيئ لأسوأ، طالعت وجهها فى المرآة بنظره شفقة ثم أرخت جفنيها بسكون للحظات وعادت تفتحهما من جديد

تملأ صدرها بالهواء ثم تخرجه ببطء، شدت قامتها ورفعت رأسها بكبرياء تنظر لوجهها بتمعن، تتصنع القوة وتبث نفسها الحماس والتفاؤل بلهجة قوية

:- أنتِ ندى السمرى .. دكتورة ندى السمرى وفى يوم من الأيام هتبقى ذائعة الصيت فى الجيهة كلها .. المهم أن تركيزك يبقى فى دراستك .. فاهمة

أشارت لنفسها بالسبابة محذرة ثم ابتسمت لنفسها تعدل من وضع بلوزتها الطويلة بلون وردى ناعم وعادت تحدث نفسها بتهكم مغلف بالمرح :- فاضلك ربع برج وهتتجننى يا ندى .. خدى بالك من عقلك

ضحكت بخفوت واتجهت نحو بعض الكتب تتخير منها حين تصاعدت طرقات رقيقة على الباب فالتفتت ندى نحوه تهتف بترحاب وقد علمت من القادم :- اتفضلى يا صفا

انفرج الباب عن وجه صفا البشوش ودلفت بهدوئها المعهود تتقدم نحو ندى، تتفحص ملابسها بابتسامة مشجعة تصاحب صوتها الهادئ

:- هتنزلى اليوم على الچامعة .. أيوه إكده ليه تتخبى .. العيب على اللى اسمه غير رسمه ديه

ضحكت ندى على تهكم صفا لشخص كريم وقطعت المسافة بينهما تضم جسد صفا النحيل بقوة وتقبل وجنتها بحب هاتفه

:- حبيبتى يا مرات أخويا وجودك جنبى وتشجيعك ساعدنى أتخطى الصدمة ديه بسرعة

ابتسمت صفا برقة وجذبت ندى معها ليجلسا متجاورين على طرف الفراش مرددة بهدوء مستنكر

:- صدمة إيه ديه .. ديه مچرد واحد عرض عليك الزواچ وأنتِ حرة تجبلي أو ترفضى .. كيفه كيف غيره أنتِ بس اللى حساسة جوى وجلبك لساه بكر

تنهدت ندى بخفة ولوت شفتها تهز رأسها مؤيدة تبرر بخفوت

:- يظهر كده .. بصراحة كان عاجبنى فى الأول ولما أتقدم القلق مسكنى ولقيت قلبى رافض يفتحله الباب

ربتت على ساقها بخفة عدة مرات مشجعة وقالت مؤكدة :- ربنا بيجبك ونور بصيرتك .. ما هو ربك رب جلوب

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now