الفصل الثالث والعشرين

1.1K 37 0
                                    

لم يغمض لها جفن طوال ساعات الليل الموحشة، لم يصدق قلبها حديث حجازى الواهى عن سلامة ابنتها ولا الحجة الكاذبة بأن هاتف ابنتها المحمول قد سقط وتهشم ولذا لم تستطيع شموع التواصل مع والدتها

حتى لو كانت ساذجة ولا تدرك الكثير لكن قلبها .. قلب الأم يعلم أن ابنتها فى خطر ... ابنتها ليست بخير والله وحده يعلم ما بها

مع بزوغ الصباح كانت تغادر منزلها نحو منزل سعيد السمرى تاركة زوجها ينعم بنومه الهادئ، أخبرها حجازى بالأمس أن حمدى يقضى ليلته فى المحافظة عند ابنتها وقد طمأنه عليها، لو ظهر هنا فى البلدة اليوم فحجازى كاذب هكذا أخبرها عقلها البسيط لتتأكد من صدق حديث زوجها من عدمه

انتظرت بصبر طويل تحت ظل شجرة ضخمة تراقب بوابة المنزل المغلقة حتى انفرجت عن سعيد وولده الكبير مغادرين إلى أعمالهم، لم تتحرك من موقعها رغم اليأس الذى أصابها بعد مرور عدة ساعات وعدم ظهور حمدى، كان من المفترض أن تتسلل الطمأنينة لقلبها وتصدق حديث زوجها ولكنها لم تطمئن ولم يرتاح بالها على ابنتها الغائبة

طوال فترة انتظارها كانت تعاود محاولة الاتصال بهاتف شموع مرة تلو الأخرى وفى كل مرة تقابلها رسالة "الهاتف ربما يكون مغلقاً"

وأخيراً بعد مرور عدة ساعات انفرج الباب عن دليل كذب زوجها، حجازى كاذب كما عهدته وابنتها فى خطر كما يخبرها قلبها

خرجت من مكانها تحت الشجرة وهرعت تقبض على مقدمة ملابس حمدى الذى يقف أمام منزله فى انتظار سيارته، متأنق مرفوع الرأس بتفاخر وغرور وكأنه طاووس منفوش الريش لا يضاهيه حسن ولا جمال

صرخت فى وجهه بأعلى صوتها تتهمه وتدينه بقلب أم ملتاع

:- بتى فين يا حمدى ... عِملت فيها إيه ... بتى فين

أجفل من ظهورها المباغت أمامه وتشبثها به، حاول التخلص من كلابات أصابعها التى تتشبث بملابسه ولكنها لن تفلته حتى يعترف عن مكان ابنتها، همس بفجور من بين أسنانه حتى يتخلص منها

:- بتك الفاچرة طفشت مخبرش على فين ... روحى دورى عليها وإياكى تاچى إهنا مرة تانية

جحظت مقلتيها بجنون يضرب بعقلها وصرخت من جديد فى وجهه تدافع عن سمعة وشرف ابنتها العفيفة

:- بتى أشرف منيك يا عديم الشرف ... بتى أشرف منيك ... عملت فيها إيه ... عملت فيها إيه يا ظالم

بدأ أفراد من أهل القرية فى التحلق حولهم بفضول عما يدور بين حمدى بيه السمرى ونرجس زوجة صاحب المقهى، من جمعهما وكيف؟؟

حاول البعض تهدئه نرجس وتخليص حمدى من بين يديها بينما وقف أخرون يراقبون بفضول وتطفل لهذه القصة التى ستصبح حديث المدينة للأيام القادمة

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now