الفصل التاسع

1.6K 34 0
                                    

فى ساعة مبكرة من الصباح وداخل المقهى وقفت شموع بمكانها المعتاد خلف طاولة إعداد المشروبات العالية ترتب الأكواب وأدوات القهوة بينما صبى المقهى يقوم بترتيب الطاولات والكراسى بعد أن قام بتنظيف الأرضية

المقهى مازال فارغ من الزبائن، ففى هذه الساعة لايتوافد الكثير من الزبائن ولكن حجازى زوج والدتها يُصر على فتح أبواب المقهى من الصباح الباكر حتي لايضيع فرصة تواجد أى زبون

توقفت عربة نقل ضخمة محملة بالعوارض الخشبية والخيام المطوية تسد الطريق وتغلق جزء من مدخل المقهى وهى تطلق بوقها بشكل مستمر

استدارت شموع تستطلع الأمر لتتفاجأ بباب السيارة الضخمة يُفتح وتقفز منه سيدة غجرية أربعينية جميلة الوجه، يزين ذقنها وشم أخضر بشكل ثلاث خطوط طولية... ممشوقة القوام ترتدى عباءة سوداء مطرزة وتضع وشاح أزرق يُخفى نصف شعرها

تهلل وجه شموع حين وقعت عينيها على السيدة وتركت ما بيدها لتهرع لاستقبالها هاتفه بسعادة

:- خالة صبحية... حمدلله بالسلامة

استقبلت صبحية الفتاة تضمها لصدرها بحب ومسدت على ظهرها برفق ثم تراجعت بجذعها قليلاً تطالع وجه شموع هاتفه بمحبة

:- ماشاء الله عليكِ ... أحلوتى جوى ياشموع

عادت لاحتضانها هاتفه بمحبة :- أتوحشتك يا بت وأمك كيفها أتوحشتها كتير

تبادلت معها شموع عبارات الترحيب وبعض الأخبار السريعة فى حين خرج من باب السائق رجل ضخم الجثة ذو كتلة عضلية قوية رغم سنوات عمره التى شارفت على الخمسين

يرتدى بنطال من الجينز الأسود وقميص قطنى يلتصق بجسده يُظهر قوة بنيته الجسدية، حول معصمه الأيمن أسورة جلدية سوداء عريضة اعتاد ارتدائها منذ كان يلعب لعبة النيشان والمدفع في المولد واستمرت معه حتى بعد أن تولى قيادة عشيرة الغجر الرحالين بين الموالد والاحتفالات

اقترب منهم بابتسامة واسعة هاتفا بمرح

:- كل سنة بتزيدى حلاوة عن اللى جبلها يا شموع الفرح

تركت شموع حضن صبحية لتلتفت نحوه قائلة بخجل وترحيب

:- نورت ياعم چارحى ... طولتوا الغيبة علينا

ضحكت صبحية وضمت كتفى شموع الأقصر منها قامة إلى صدرها قائلة بود

:- إحنا في ميعادنا ياشموع من كل سنة نهل وجت المولد ... بس جلبك الطيب هو اللى مشتاج لينا

ابتسمت شموع ودعتهم للدخول ليواصلوا الحديث عن الحال والأحوال

بعد دقائق قليلة انطلق صوت بوق سيارة يصدع في الأجواء مطالباً بالمرور من سيارة جارحى الضخمة التى تسد الطريق

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now