الفصل السابع والثلاثون

1K 35 0
                                    

هبطت درجات سلم الجامعة بحماس وفرحة نهاية أخر اختبار، أخيراً انتهت من عناء المذاكرة وتوتر الاختبارات وبداخلها إحساس متفائل بنجاح باهر ينتظرها قريبا

فى نهاية الدرج وجدت كريم يقف بين بعض الطلاب يتحدث إليهم بجدية، مرت بجانبهم فى هدوء ووقفت أمام مبنى الكلية واتصلت بالسائق ليقلها إلى منزلها فلقد انتهت فرح من اختباراتها وأصبحت تحضر بمفردها إلى الجامعة

قبل أن تضع هاتفها المحمول داخل حقيبتها وتتحرك إلى خارج الجامعة كانت رنات الهاتف تتعالى، نظرت إلى الشاشة لتتسع ابتسامتها بحب حين رأت اسم المتصل ثم رفعت الهاتف إلى إذنها :- العريس فاكرنى وهو فى شهر العسل

قهقه ضاحكاً رغم نبرة صوته التى تصنعت العتاب :- وأنا من أمتى نسيتك يا أول حب فى حياتى ... وقبل كلامك اللى أنا عارفة كويس طمنينى الأول عملتى إيه فى الامتحان؟

هزت رأسها كأنها تراه أمامها وقالت بتفاخر :- جيد جداً على أقل تقدير ما تقلقش على أختك .. المهم طمنى أنت عامل إيه فى شهر العسل؟

حرك رأسه نحو صفا التى تقف بشرفة غرفتهم الفندقية تتأمل البحر الشاسع بفرحة واسترخاء وقال بهدوء :- إحنا كويسين أوى ... صفا مبهورة بالبحر ووقعت فى غرامه

ابتسمت ندى بود قائلة :- ما هى أول مرة تسافر وتشوف البحر ... يا بختكم كان لازم تتجوزوا قبل الامتحانات على طول كده

تحرك من الغرفة إلى داخل الشرفة وتوقف بجوار صفا التى استقبلته بابتسامة حب كعادتها، فرد ذراعه على كتفيها مواصلاً حديثه بحماس :- اركبى أول قطر حالاً وأنا هستناكى فى المحطة

أدركت صفا من محدثة فهتفت بلهفة :- يا ريت يا چلال

ضم كتفيها إليه أكثر بحنو وقال لشقيقته :- سمعتى أهيه بنت خالتك عاوزاكى معاها

هزت كتفها برفض قائلة عبر الهاتف

:- لا يا عم أنت عاوزنى أبقى عزول ولا إيه ... مرة تانية نسافر كلنا إن شاء الله

لمحة تيه مرت على عقله وهو يستمع لحديث شقيقته فربما لا يتكرر سفرهم سوياً مرة أخرى، انتبه لنفسه وهى تردف :- سلم لى على صفا ونتكلم بالليل إن شاء الله ... مع السلامة يا حبيبى

ودعها جلال، أغلقت الخط لتجفل حين وجدت صوت يصدح من خلفها بخشونة :- أنتِ منتظره حد يا آنسة؟

التفتت نحو محدثها عاقد الحاجبين عبوس الوجه على غير عادته معها وقالت بهدوء متعجبة :- منتظره السواق

ضحك ساخراً واضعاً يده فى جيب بنطاله وتهكم قائلاً :- هو السواق اسمه حبيبى الأيام ديه ... إحنا فى كلية يا آنسة وميصحش الآآآآآ

جحظت مقلتيه دهشة من تلميحاته المسيئة وهبت بحمية ونبرة جادة حازمة تهتف فى وجهه :- منتظره السواق لكن كنت بكلم أخويا فى التليفون ... وفى كل الأحوال أمرى ما يخصش حضرتك يا دكتور ... بعد إذنك

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now