الفصل الثالث والخمسون

1.1K 34 1
                                    

خدتنى بالحب فى غمضة عين وريتنى حلاوة الأيام فين

الليل بعد ما كان غربة مليته أمان

والعمر اللى كان صحرا صبح بستان

يا حبيبي .. يالله نعيش في عيون الليل

ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنة مش قبل سنة

دي ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة بكل العمر

هو العمر إيه غير ليلة زي الليلة

لم يقضى أياً منهما ليلة حب سابقة بكل هذا الشغف رغم زواج كليهما السابق، فهذه الليلة لا تعد من ليالى العمر بل هى من أيام نعيم الجنة بعد أن تفجرت المشاعر وفاضت دون الحاجة للكلمات

لم يدرك أحمد قط أنه يملك كل هذه المشاعر الحارة والتى تدفقت أمام دفء وحرارة مشاعر شموع التى لم تبخل عليه بها وهى تنعم فى بحور حنانه واحتوائه أما شموع فكانت هذه ليلة العمر بالنسبة لها، فهذا يعد أول زواج لها فما عايشته مع حمدى لا يصح أن يطلق عليه زواج بالمرة

مر عليهما الوقت كطائر يحلق فى سماء الحب يُطربهم بنغماته ويشملهم بنعومته حتى انتهى بهم الأمر متلاحمين، يحتوى كلاً منهما الأخر وكأنه يخشى ضياع كنزه الثمين من بين يديه

مر بعض الوقت غط فيه أحمد فى نوم عميق وشموع بجواره تلتصق بجسده وتضع رأسها على صدره تستمع لخفقاته المنتظمة وذراعها يحاوط خصره بتملك

تقلب أثناء نومه فشعر بالخواء والبروده بين أحضانه، فتح جفنيه قاطباً الجبين ورفع رأسه باحثاً عن عروسه لتتوقف خفقاته وتتسع عينيه إنبهاراً حين وقعت عينيه على زوجته الجميلة تجلس بوضع مائل قبالته على أريكة وثيرة تضم طفلها بين يديها تطعمه من حنان صدرها وعينيها مركزة على وجهه الصغير، يتساقط شعرها المموج الطويل كستنائى اللون على كتفها وظهرها بنعومة، مسح بعينيه على طول جسدها حتى ساقها المرمرية التى تنتهى بخلخال من الفضة حول الكاحل وتلامس أصابع قدمها الأرض برقة كراقصة بالية محترفة

عدل من وضعه وأسند رأسه إلى ظهر الفراش فأحدث صوت طفيف نبهها لاستيقاظه دون أن تحيد عينيه عنها، حولت نظرها نحوه بابتسامة جذابة قبل أن ترفرف جفنيها حياء وعقلها يستعيد ما كان بينهما منذ قليل

شعور لا يمكن وصفه وقد تلاقت الأرواح وتعارفت دون حواجز ليكتمل الكيان بنصفيه، لحظات وأنهت إطعام صغيرها تحت نظرات أحمد المتمعنة بعد أن أشعل إحدى سجائره يمج من دخانها ويطلقه فى الهواء بهدوء

وضعت الصغير فوق الأريكة وحاوطته بالوسائد ثم أسرعت نحو أحمد تجاوره على طرف الفراش، تتمسك بكفه الخالية من سيجارته تلثم ظاهرها برقة وتمتمت معتذرة لتركه نائماً بمفرده

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now