الفصل السادس والأربعون

1K 37 0
                                    

كادت الشمس أن تغيب وهما يتجولان في المحافظة منذ الصباح يحاول أن يصرف تفكيرها عن نتيجة التحاليل المنتظرة ويقلل من نسبة توترها وقلقها اللذان عاشت بهما منذ فتح معها موضوع الإنجاب وشرعوا فى عمل التحاليل

أراد أن يكون اليوم هادئ، مريح لأعصابها المشدودة كوتر يكاد أن ينقطع، لذا منذ الصباح الباكر تناولا الإفطار وتوجها إلى المحافظة تجولا فى الحدائق وتناولا غداء لذيذ فى أحد المطاعم الفاخرة على ضفاف النيل ثم توجها لاستلام نتيجة التحاليل التى أوصى بها طه

تلقى النتائج بلهفة من موظفة معمل التحاليل وتحرك جانباً يمرر بصره فوق الخانات على عجالة وياسمين تقف بجواره تحملق فى وجهه بترقب، تحاول أن تقرأ تعبيرات وجهه التى ظهر عليها التركيز والتمعن

رفع عينيه نحوها يحدق في وجهها متفحصاً لبرهة ثم قبض على كفها ضاغطاً عليه بقوة حانية مؤكداً :- خير إن شاء الله .. النتايچ حلوة جوى الحمدلله

هزت رأسها بغير تصديق تظن أنه يطمئنها فقط، عقدت حاجبيها مسلطة نظرها داخل عينيه باحثة عن الصدق فيهما وقالت تكذب حديثه أو تستفزه لمعرفة الحقيقة

:- كيف يعنى النتايچ حلوة .. ما أنت شوفت النتايچ الجديمة كلها مخربطة .. اتعدلت كيف!!

حدق في وجهها بقلة حيلة يشعر بالعجز فى التغلب على مخاوفها وشعورها بالنقص اللذان ترسخا فى عقلها منذ سنوات، زفر بعمق وأشار بأصبعة فوق الأرقام المطبوعة بورقة التحاليل يحاول إقناعها

:- اتفضلى شوفى بعينيك يمكن تصدجى .. ولا أجولك بلاش تشوفى حاچة كلها ساعة واحدة ومعاد الدكتور ياچى وهو يجولك بنفسه

ألقى نظره سريعة على ساعة يده يطمئن على الوقت ثم أردف بجدية

:- ديه أكبر دكتور فى المحافظة .. أنا حچزت عنديه من سبوع لاچل ما ألاجى مكان .. بياخد عدد معين من المرضى فى اليوم والحچز عنديه صعب جوى

دس أوراق التحاليل فى الملف الطبى الخاص بها والذى يحوى كل التحاليل والأشعات السابقة التى قامت بها أثناء زواجها الأول بينما تقف صامتة تراقبه باضطراب، تعلم أنها تضغط عليه بتخوفها من هذا الفحص أو ربما تقلل من شأنه دون قصد بسبب تكذيبها له ولقراءته لنتائج التحاليل ولكن ما بيدها حيلة لا تقوى على مصارعة عقلها الذى استوعب وصدق فكرة إنها غير صالحة للإنجاب ومجرد المحاولة من جديد عذاب بالنسبة لها

فالتجربة قد تعنى فراق أخر وطلاق جديد، وأن كانت قبلت بطلاق سابق فلن تقوى على فراق هذا الرجل الذى شعرت معه بالحب والحنان والاحتواء، هو يستحق أفضل منها يستحق من تمنحه أطفال يسعد بهم وكم تتمنى لو تستطيع أن تفعل، مدت أناملها تلامس كفه بنعومة معتذرة بصوت خافت

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن