الفصل الخامس والأربعون

1.2K 37 0
                                    

انقضى الليل وهى مستيقظة فى شرفة غرفتها تسمح لهبات النسيم أن تلفحها علها تطفئ بعض من لهيب قلبها، عادت إلى الوطن حاملة أمنية كبيرة براقة مزينة بثوب الزفاف فارتطمت بصخور الحقيقة المدببة التى مزقت فؤادها من خلال بضع حروف بسيطة "تزوج جلال"

كيف له أن يتزوج ألم يكونا على العهد، ألم يتقاسما قلباً وحلماً، كيف له أن يطردها من حلمه كما طُرد أدم من الجنة

أجهشت فى البكاء، تنتحب حلمها الضائع وتوارى بقايا قلبها التراب وسؤال واحد يطرق فى عقلها "لماذا؟"

مع خيوط الصباح الأولى تابعت شروق الشمس بملامح جامدة وحدقتين زجاجيتين فقدتا الشغف فى الحياة، نهضت بخطوات آلية ودلفت إلى غرفتها ثم أوت إلى فراشها متكورة على نفسها عينيها تمتزج مع لون السماء التى تطل عليها من باب الشرفة الموارب، لا تدرى كم مر من الوقت وهل كانت واعية أم غلبها النعاس حتى تهادى لأذنيها صوت طرقات خفيفة

تقلبت على الفراش وواجهت الباب تأذن للطارق بالدلوف، لحظات وكانت أمل تدلف بابتسامة رقيقة وعينيها تتفحص وجه لينا المرهق والسواد الذى يحيط بعينيها يُفصح عن سهادها طوال الليل، جلست أمل على طرف الفراش بجوارها وقالت مداعبة

:- صباح الورد على بت خالى ... أنا جولت أچى أشوفك تحبى تفطرى إيه وهعمله بيدى لاچل خاطر العيون اللى تفتن ديه

اعتدلت لينا جالسة بملامح متجهمة وعيون انحسرت فيهما الفرحة، تنكس رأسها بصمت وتتنفس ببطء

راقبتها أمل بتعاطف ومسحت على رأسها بحنان أموى فطرى يمتلئ به قلبها الحنون وأردفت ناصحة :- روجى يا حبيبتى .. ربنا يفرح جلبك ويرزجك بأحسن من چلال ... كل حى بياخد نصيبه من الدنيا

زفرت لينا بأسى ورفعت رأسها تطالعها بلوعة وكفها يضغط بقوة فوق قلبها عله يستقر ويهدأ، ارتعشت شفتيها متأثرة بما تعانيه وصوتها خرج بشجن يملك عليها قلبها

:- مش قادرة أصدق يا أمل .. مش قادرة أصدق أنه أتجوز .. فى وجع فى قلبى مش قادرة أتحمله

رفعت أمل ساقها فوق الفراش واعتدلت تواجه لينا بشكل أفضل ثم قبضت على كفها تشد عليه بحنو تؤازرها وتدعمها وهى تستطرد بتهدج تلوم نفسها بغير وعى

:- أنا غلطت!! .. أيوه غلطت لما سافرت وقطعت الاتصال به ... لكن كنت هعمل إيه ... بابى فهمينى أن الحرب اشتعلت بين العيلتين وخصوصاً بعد هروبك من البيت وقالى أن الأمور ممكن توصل لسفك الدم

رفعت عينيها الدامعتين نحو ابنة عمتها وأردفت معللة موقفها بحزن :- خوفت ... خوفت عليه وعليكِ وعلى فاروق ... خوفت يبقى فى دم وحد منكم يتأذى ... وبابى طلب منى أوعده إنى أقطع أى اتصال بجلال لغاية ما الأمور تتصلح .. وأنا وافقت

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now