الفصل التاسع والأربعون

1K 39 0
                                    

دار بعيون متحفزة متمعنة فى أرجاء الحديقة وهو يتجول داخلها حتى وصل إلى الممر المؤدى للمنزل بعد أن قام بالالتفاف حول المنزل متفحصاً لكل شبر

زفر أنفاسه بعمق ورفع رأسه نحو نوافذ المنزل المغلقة إلا من نافذة واحدة مشرعة بشكل جزئى يسمح بمرور نسائم الهواء المنعش إلى القابعين فى الداخل يغطون فى نوم عميق وقد آمنوا على أنفسهم داخل جدران المنزل فى وجود حارس أمين

عاد بعينيه إلى باب المنزل المغلق وتقدم نحوه يدفعه عدة مرات ليتأكد من إحكام إغلاقه ثم توجه بالقرب من البوابة المعدنية المغلقة حيث يجلس عرابى أمام كومة من الحطب المشتعل يعلوها إبريق من الشاى المغلى

رفع عرابى عينيه نحو محروس الذى مازال يقف أمامه يتلفت حول نفسه وقال بعفوية وهو يلتقط الإبريق من فوق النيران بقطعة قماش صغيرة تقيه سخونة الإبريق

:- جعمز يا محروس واشرب خمسينة شاى يعدل الراس .. لساته الليل طويل يا واد عمى

تناول كوب زجاجى متوسط الحجم وصب فيه الشاى الساخن وقربه نحو محروس الذى جلس بالقرب منه فوق حشية قطنية ثم صب كوب أخر لنفسه وجلس بارتياح

تناول محروس رشفة من الكوب الساخن الذى يطلق أبخرة ملتهبة فى الهواء وعينيه تتجول فى المكان حتى استقرت على عرابى الذي وضع الابريق على الأرض بعيداً نسبياً عن النيران وجلس يرتشف بهدوء وكأنه فى ليلة سمر هادئة وليس فى مهمة حراسة قد يهاجمه خلالها متسلل خفى فى أى لحظة

قلب محروس شفته حنقاً من هدوء صديقه الغير مبالى بما هم على وشك مواجهته وقال يقرعه

:- يعنى مجعمز وواخد راحتك جوى ولا كنك مجصر فى لجمة عيشك وهملت الواد الغريب ديه يُهرب من تحت يدك

كاد عرابي يغص بما يحويه فمه من مشروب الشاى وابتلعه بصعوبة يناظر محروس بهلع مدافعاً

:- وليه الحديت اللى يسم البدن ديه يا محروس .. ديه أنى كل يوم والتانى سهران زنهار جصاد البوابة وعينيا في وسط راسى

قارعه محروس بملامح عابسة مسلطاً نظراته عليه :- أومال مالك مكبر دماغك إكده وعامل جعدة وسهراية

قلب عرابي شفته بدوره وجعد ملامحه فى وجه محروس يقارعه بدوره وقد رفع كوب الشاى فى يده للأعلى قليلاً يؤنبه

:- تصدج بالله .. العيب عليا أنى اللى بكرمك وعامل أمعاك واچب وعملتلك شاى معتبر

زفر محروس بنفاد صبر ورفع كفه الخالى من كوب الشاى يشير نحو عرابى موضحاً بالنصح

:- يا واد فتح مخك وركز أمعاى .. إحنا لازمن نچيب خبر الحرامى ديه الليلة .. أنى مجدرش أخبى عن أحمد بيه أكتر من إكده .. عمرى ما عِملتها ده أنا لحم كتافى من خيره

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now