الفصل الثلاثون

1.2K 40 0
                                    

تجمع كبار عائلة السمرى في منزل سعيد السمرى بناء على طلبه فمنذ الصباح الباكر وحمدى يقوم بدعوة الجميع وهو يتنقل فى البلد نافخاً أوداجه كالديك الشركسى بجلبابه الرمادى اللون وعلى أكتافه عباءة سوداء تناقض لون عمامته البيضاء

يوزع هبات وعطايا على فقراء القرية بتعالى طالباً منهم الدعاء لكبير القرية وكبير عائلة السمرى الجديد (سعيد السمرى)

تلقى الأهالى الخبر بتعجب ورفض خاصة أن أحمد السمرى هو خليفة والده كما هو معروف فلما تغيرت الأمور بهذا الشكل

بعد ساعة وفى الموعد المحدد اجتمعوا فى منزل سعيد واستقبلهم ولده الأكبر ناصر وشقيقه حمدى

وفى النهاية وبعد وصول أخر فرد من رجل العائلة بعدة دقائق هبط سعيد بخيلاء الدرج يرفع عصا والده عدة إنشات عن الأرض ثم يعاود وضع طرفها ليخطو خطوة جديدة مع إيقاع دق طرف العصا فوق الأرض الصلبة

تحولت الأنظار نحوه ما بين مستهجن لما حدث وبين متقبل ومرحب بالأمر حين توقف أسفل الدرج وسعل بخفة ثم عدل من وضع عباءته المقصبة على كتفيه ودار ببصره على الجميع ملقياً السلام بصوت متباهى

ثم تحرك ليجلس فى منتصف القاعة على أريكة مخصصة له وحدة وعلى جانبيه من الجهتين جلس ولديه، وضع كفيه فوق رأس عصا والده الفضية وتكلم من جديد بصوت حاول أن يجعله رخيم ويتصنع حضور قوى لايمتلكه

:- أنا چمعتكم اليوم لاچل ما تعلموا أنى بجيت كبير العيلة ... ومن إهنا ورايح لازمن ترچعولى فى كل صغيرة وكبيرة ... لازمن نرچع للعيلة هيبتها وسطوتها في البلد كلاتها

هنأه البعض بحرارة بينما تبادل البعض الأخر نظرات مستنكرة وقال أحدهم وهو أحد أبناء العموم لعدلى وسعيد بنبرة رافضة توضح استهجانه لما يحدث

:- وعدلى فينه وفين أحمد ولده!!

صاح سعيد بحمائية وهو يدق بطرف عصاه على الأرض

:- عدلى أتنازل لى ومش رايد حاچة خليص ... وبكفاية اللى عِمله لما خالف رأيى وچرى يعجد الصلح مع ولاد أبو إسماعيل وأنت يا خليل كنت معاه فى الصلح

عقد خليل حاجبيه يوضح بجدية وتعقل

:- عدلى بلغ كل فرد منيكم بالصلح وولاده لفوا على واحد واحد ومچبرش حد منيكم على شى وهو اللى اتحمل تكلفة كل شى وعوض ولاد أبو إسماعيل من ماله الخاص

لوى سعيد شفتيه جانباً بابتسامة صفراء وأراح ظهره إلى مسند الأريكة وقال باستفزاز

:- ومين جال إننا رايدين صلح ... سيد السمرى طرد چابر وولاده يجوم ياچى عدلى يخالف كلام أبوى ويحط يده فى يدهم

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now