الفصل الواحد والأربعون

1.1K 35 0
                                    

قضى الليل كالثور الهائج داخل غرفته، يجوب أركان الغرفة بهياج مغلف بسحابة دخان كثيفة منبعثة من سجائره التى يشعلها بشكل متواصل حتى تحولت عينيه إلى جمرات من نار وامتلأت نفسه بالبغض والكره

لقد انكشف ستره أمام عيون الأشهاد وأصبحت سمعته لقمة يلوكها الكبير والصغير بعد أن أصبح خبر إنجابه من شموع هو الحدث المتصدر كل التجمعات في جميع أنحاء القرية وكل هذا بسببها هي

شموع وولدها

ظن إنه تخلص منها للأبد ولم يخطر على خياله أن تعود من جديد تطالب بحقها والمفاجأة الكارثية إنها لم تفقد جنينها الذى لم يرغب به من الأساس

حسناً هي من أرادت هذا، لم يعد هناك ما يخسره بعد أن علم الجميع إنها زوجته والأن حان وقت تأديبها على ما اقترفت وهو لن يتهاون فى ينزل بها العقاب العسير

هبط الدرج بوجه عابس إلى بهو منزله فتهادى إلى سمعه حديث والده في الهاتف بنبرة هادئة مهادنة :- يا حاچ عويس الحديت يكون بالهداوة ... ديه ست طمعانة فينا وفى اسم العيلة

انصت السمع لمحدثه عبر الهاتف وعلى وجه علامات التأفف ثم عاد يدافع مرة أخرى بحجج واهية :- ما أنت خابر حمدى كان متچوز جبل سابج وعنديه عيال ... هيفرج إيه كان متچوز حرمه ولا تنين وكُمان هو مكنش خابر بالعيل الچديد ده

توقف حمدى أمام والده الذى رفع عينيه المغتاظة إليه وقلب شفته السفلى باحتقار ثم أشاح بعدها بنظره بعيداً عن ولده الذى جلب عليه المشاكل ووضعه فى موقف حرج أمام الناس، أنصت السمع لمحدثه عبر الهاتف المحمول ثم ابتلع لعابه بحرج وأطرق برأسه للحظات يستمع بيأس ثم قال بحرج مستسلماً

:- اللى تشوفه يا حاچ كل شي جسمة ونصيب وربنا يرزجها بالخير

رفع الهاتف عن أذنه وظل على إطراقة رأسه لوهلة ثم رفعها ليطالع حمدى بامتعاض وقال بنبرة موبخة :- حماك فسخ الخطبة ... البت ربنا بيحبها ونچاها من وشك العكر

عقد حاجبيه بعصبية مشيحاً بيده فى الهواء هاتفاً باهتياج :- مع السلامة يعنى هيه كانت السفيرة عزيزة ... وحُصل إيه لما يكون عندى عيل زيادة ولا عيل ناجص ما دام وفجت من اللول

خبط سعيد مساند مقعده بعصبية وهب واقفاً يفرد ظهره ويحملق فى وجه ابنه العاق مفسراً من بين أسنانه

:- هى حكاية عيال ... لاه يا فالح حكاية الچواز العرفى اللى داير تعمله ويا عالم إيه اللى مستخبى تانى

رفع ذراعيه بمحاذاته ثم عاد يخبط بهما على جانبيه مستطرداً بقلة حيلة :- من عشية والتليفون المخروب ما بطلتش زن ... الجريب والغريب مغلطك من ساسك لراسك وأنا مش عارف أجول إيه ولا أدافع عنيك كيف!!

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now