الفصــل الأخيــر

1.6K 45 6
                                    

قام فى وقت قصير بالتمهيد وإقناع الفتيات بضرورة انتقال شموع للمنزل معهن لم شمل الأسرة واستطاعته رعاية الجميع بشكل متساوى وبالطبع لم يسلم من الصراع والمشاحنة مع جدتهم رتيبة التى طالبت بالاحتفاظ بهم وقوبلت بالرفض القاطع من أحمد فلن يترك بناته عرضه لنشأة خاطئة كالتى عانت منها والدتهم وأودت بحياتها

بعد ما يقرب من أسبوعين على وفاة نجوى انتقلت شموع إلى منزل أحمد وقد وعدت بتحمل العقبات التى لابد ستواجهها فى البداية حتى تستقر الأمور ولكن كل شىء يهون فى مقابل قربها من زوجها

انقضى الأيام طويلة فى حالة تربص وتوجس من الطرفين حتى مر ما يفوق الشهر عليهم، الفتيات فى حالة ترقب دائم لتصرفات شموع ووالدتها نرجس التى انتقلت معها للمنزل وحصلت على غرفة بالطابق الأرضى أما شموع فكانت تتصرف بطبيعتها العفوية معهن وحسب توجيهات أحمد الذى كان رمانة الميزان بين الطرفين

إلا أن شموع رغم ذلك لم تستطع سوى كسب حب فجر الصغيرة التى وجدت فى عبدالله رفيق لعب ومرح

أما باقي الفتيات فكانوا يتعاملون معها ببرود وتجاهل وخاصة أثناء غياب والدهم أما فى وجوده فكان الجميع يجتمع حوله فى أوقات الطعام أو الراحة وغير ذلك كانت غرفتهم الملجأ الأمن لهم بعيداً عن زوجة والدهم التى تم تحذيرهم منها من قبل جدتهم رتيبة كما أن فهيمة كانت رافضة لهذه الزيجة لذا ترسخ فى عقولهم حتمية الابتعاد عن هذه المرأة التى اختطفت والدهم

دقات خفيفة على باب الغرفة تلاها دلوف شموع حاملة صينية بها كوبين من الشاى بالحليب وطبق كبير يحوى قطع من الكيك بالشيكولاته فى واحدة من محاولاتها العديدة للتقرب من البنات

تقدمت ببطء حرج تحت نظرات الفتيات المحملقة بها، ابتسمت بارتباك ووضعت الصينية على طرف المكتب الخشبى حيث تجلس سلمى وليس ببعيد عنها كانت سندس تجلس باسترخاء فوق مقعد وثير وبين يديها كتاب مدرسى تستذكر منه إستعداداَ لاختبارات نصف العام أما نوارة فكانت تستلقى فوق الفراش تُطالع مجلة أطفال بعد أن انهت اختباراتها وبدأت فى الإجازة

أجلت صوتها وقالت بخفوت وهى تفرك كفيها بقلق من الرفض الظاهر فى عيونهن

:- اتفضلوا يا بنات .. أنى جولت اچيبلكم كوبايتين شاى بالحليب وشوية كيكة لاچل ما تركزوا فى المذاكرة

استدارت نحو نوارة التى تحدق فيها وأردفت تحاول كسب ودها :- عملت الكيكة بالشيكولاتة مخصوص لاچل نوارة خلصت امتحانها .. عجبال ما نعمل الشربات يوم النچاح إن شاء الله

لم تتحرك نوارة من مكانها قيد أنملة تطالعها بنظرات قطة شرسة، تشعر بالحنق نحو شموع التى استولت من وجهة نظرها على اهتمام وحب والدها حتى إنها أصبحت تجلس بجواره حول المائدة مكان والدتها القديم وأضطرت نوارة للجلوس بمقعدها بعيداً عن والدها

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang