الفصل الخامس والعشرين

1.5K 45 0
                                    

منذ بزوغ الفجر والمنزل كخلية نحل، مجموعة من مساعدات المنزل بقيادة هنية يتحركن بكل نشاط وكد فى كل اتجاه

ينظفن هنا ويرتبن هناك أما هنية نفسها فتقف كقائد محنك يقود كتيبته وتلقى بتعليماتها فى كل صوب ثم تعود إلى المطبخ لتحضير الإفطار لأصحاب المنزل بمساعدة أمل والحاجة أصيلة

مع الشروق كانت نساء البيت يتجمعن بالمطبخ يتناولن فطور سريع لتعود كلاً منهن إلى عملها، ما عدا شمس التى استيقظت متأخرة وتسللت من فراشها تاركة زوجها ينعم بالنوم بمفرده فى يوم الصباحية وهبطت للبهو لتطلع على مجريات الأمور

كان الجميع يتناولن الإفطار وحين انتهت ياسمين من إفطارها نهضت بكل بساطة والتقطت حقيبتها الجلدية ثم ألقت التحية مغادرة المنزل إلى عملها كأى يوم عادى

تبادل الجميع نظرات ذاهلة ثم هبت ندى وشمس تقطعان عليها الطريق، وقد عقدت كلاً منهن ذراعيها تحت صدرها وتبادلن النظرات بإصرار ثم تساءلت شمس ساخرة وهى توجه حديثها لندى قاصدة به ياسمين

:- أنتِ مش ملاحظة أن النهارده عندنا خطوبة يا ندى

حركت ندى رأسها بتعجب وتنهدت بطريقة مسرحية ثم قالت بلوم

:- أيوه ملاحظة ... بس يظهر العروسة معندهاش خبر

تابعتهم أصيلة مبتسمة بحنو يشملهم جميعاً، أما أمل فكانت تشاهد مشاغبات الفتيات التى اعتادت عليها فى الأيام المنصرمة وأصبحت تستمتع بها وكأنها تتابع مسلسل تلفزيونى هزلى

بدلت ياسمين نظراتها بينهما بلامبالاة ثم قالت ببساطة وكأن الأمر لا يعنيها أو كأنها مجرد ضيفة على هذه الخطبة

:- عندى أول حصتين وهعاود طوالى ... إحنا لساتنا فى أول النهار (هزت كتفها بلامبالاة مردفه) وبعدين ديه مچرد فاتحة هنحضر إيه يعنى!!

تبادلت ندى وشمس نظره غيظ ثم تحركن فى وقت واحد ليطوقوا ياسمين من الجانبين وهتفت ندى بمرح

:- إحنا مضطرين نلجأ للعنف بقى

تعالت قهقهات أمل وهى ترى الفتيات ينتزعن الحقيبة من على كتف ياسمين ويقبضوا على ذراعيها من الجانبين ثم بدأن فى ترديد ما يتوجب عليها فعله بالتبادل بلهجة تقريع

:- اتفضلى يا عروسة قدامنا ... لازم تاخدى حمام ونعمل شوية ماسكات لوشك الجميل ده ... ولازم ترتاحى عشان وشك ينور ... و لسه هنختار الفستان ونجرب الميك أب و....و ...

ترقرقت الدموع بمقلتى أصيلة وهى تتأمل وجه ياسمين التى حاولت الحفاظ على تعبيراته اللامبالية، ولكن الأم تشعر ... تشعر بسعادة وفرحه ابنتها ولكنها تخشى أن تظهر فرحتها، تخشى من خذلان جديد يصيبها فتحاول السيطرة على مشاعرها أو كتمها بداخلها وكأن السعادة ليست من حقها

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now