الفصل العشرون

1.4K 41 0
                                    

تجلس على طرف الفراش تطالع وجهها فى مرآة الزينة التى تقابلها فى الغرفة، لقد تبدلت ملامحها وشحب وجهها وبهت لونه، انطفأت القوة من نظراتها واختفت البسمة من فوق شفتيها

لقد أصبحت كالمريض البائس الذى ينتظر الموت بفارغ الصبر، ولما لا وقد تم قبرها بالفعل داخل جنبات هذا القبر الموحش

نهضت من مكانها ومازالت نظراتها تجرى على جسدها الذى يلتف بعباءتها السوداء التى لا تخلعها إلا قهراً بأمر سجانها الذى يحمل عقد حريتها .. توقفت نظراتها عند بطنها المسطحة واستعاد عقلها اتصالها الهاتفى مع والدتها منذ لحظات

:- أنتِ متوكدة يا أماى ... كيف يُحصل ديه؟

جاء صوت والدتها عبر الأثير قائلة باستغراب

:- هو إيه اللى كيف!! ... أنتِ حرمة ومتچوزة هيكون كيف يُحصل يعنى

برقت نظرات شموع البائسة، تتجول بنظراتها على محتويات الغرفة بضياع وقالت بدهشة

:- حمدى بيعطنى حبوب منع الحمل بيده ... لاچل ماخلفش ... مش ممكن يكون اللى حاسة به ده حمل ... يمكن برد ولا ... ولا أى حاچة لكن حمل لاه

جاء صوت والدتها متلهف وكأنها وجدت الحل والخلاص لابنتها مما وقعت فيه بسبب خطأها الشخصى واستسلامها لزوجها الطامع قائلة

:- بجولك حبلى هو أنا صغيرة ومش هعرف ... بجالك ياچى شهر متچوزة ليه ميحصلش حمل ... ده أمر الله

ضيقت شموع عينيها تفكر بهدوء مع نفسها رغم ثرثرة والدتها التى تطن فى إذنها "ربما لأنها لا تلتزم بتلك الأقراص فى حالة عدم وجوده لذا حدث الحمل!! ... ربما ولكنها لاترغب فى هذا الحمل ... لاترغب فى طفل يربطها بهذا البغيض"

واصلت والدتها حديثها ناصحة لابنتها

:- اسمعى يا شموع ... العيل ديه هيرفع راسك ... حمدى هيضطر يعلن الچواز ووجتها ترچعى البلد وتعيشى أحسن عيشة كيه (مثل) كبارات البلد ... خصوصى أنه طلج مرته

هزت شموع رأسها برفض وقنوط وقالت بصوت خافت

:- حمدى مش رايد عيال من أصله ... كان أهتم بعياله من مرته الأولانية .. ده بيچرى ورا مزاچه وبس ... ولو عرف أنى حملت مش بعيد يـ...

صمتت شموع تفكر بلمعة تزداد توهج فى مقلتيها بينما أسرعت والدتها ناصحة بخنوع وتخوف

:- يبجى بلاش عيال يا شموع ... إحنا مش جد شره يابتى ... نزلى العيل ... أنا هسأل الداية كيف تنزلى العيل وأجولك

لم تستمع شموع لكلمات والدتها فعقلها كان فى مكان أخر يدبر حل للخلاص من هذا الجحيم

عادت شموع من أفكارها لتعاود الحملقة داخل المرآة وكفيها تتحسسان بطنها وكلمات والدتها التى تحثها على التخلص من الجنين تدق برأسها "هل تستطيع التخلص من طفلها مهما كان بغضها لوالده!! ... كيف تستطيع التخلى عن قطعة من جسدها وتبترها بإرادتها؟؟"

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ