الفصل الأربعون

1.1K 39 0
                                    

داخل سيارته فى طريقة إلى القرية عائد من منزل خطيبته الجديدة بعد أن حدد موعد الزفاف مع والدها حسب أوامر والده الذى يرغب فى إقامة حفل زفاف كبير يتحاكى به أهل القرية ويقيم فيه ولائم ضخمة يطعم منها أهل القرية من أجل أن يتردد اسمه فى كل منزل من منازل القرية كرمز للكرم والثراء

تهادى إلى سمعه نغمات أغنية شعبية تصدر من المذياع خافت الصوت للسيارة، مد أنامله الغليظة ورفع مستوى الصوت يردد بصوته النشاز كلمات الأغنية بانسجام وهو يحرك رأسه باستمتاع يميناً ويساراً، لأول مرة يقرر والده أمر ينال قبوله واعجابه فلقد مرت شهور طويلة وهو بدون زوجة على غير عادته بعد أن فرت شموع منه

انغلقت ملامحه وجز على أسنانه بغل وحقد دفين حين تذكرها، لم يتزوج من امرأة متمردة مثلها من قبل، كن جميعاً يرغبن رضاه وأمواله أما هى فلم تتقبله للحظة ولم يرى منها سوى النفور والتقزز وانتهت بهربها منه

خبط على مقود السيارة بغضب وهو يسبها بأقذع الألفاظ، ألقى نظره خارج السيارة وتنفس بقوة يهدأ من نفسه ويمنيها بقرب زواجه من خطيبته الجديدة

من حسن الحظ أن خطيبته شابة جميلة قليلة الخبرة سيسعد كثيراً معها فهو يعشق هذا النوع من النساء، وبزواجه منها سينال رضا والده ويتقرب منه أكثر وحينها سيقصى ناصر عن الصورة تماماً ويصبح هو خليفة كبير السمرية

برقت عينيه جشعاً وشراهة والفكرة تختمر وتتضخم فى رأسه الفارغ حتى استحوذت على تفكيره وسبح خياله يرسم الصورة المثالية التى يحلم بها "يرث أموال والده وعصا جده وحين يصبح كبير عائلة السمرى سيتزوج زوجتين وربما ثلاث ... ولمَ لا يصبحن أربعة فالشرع حلل ذلك"

ابتسم باتساع لنفسه وفرد كتفيه بتباه وكأنه على وشك نيل مراده، انتبه للطريق حين لاحت أمام ناظريه مداخل القرية، أغلق المذياع ورسم ملامح الوقار والجدية على ملامحه والسيارة تتهادى بين طرقات القرية، حرك مقلتيه بتعجب حين رأى تجمعات الرجال والنساء المنتشرة على جانبى الطريق وأمام المحال التجارية بشكل ملفت يتبادلون أحاديث جانبية وما أن يمر بجانبهم بسيارته حتى تلتفت العيون الفضولية نحوه

هدأ من سرعته قليلاً يتابع الموقف ويقيمه، لابد أن أمراً ما حدث أثناء غيابه خارج القرية ولم يعلم به، توقف جانباً أمام محل صغير للبقالة يقف أمامه صاحب المحل واثنان أخران، أخرج رأسه من نافذة سيارته ملقياً السلام عليهم ثم سأل صاحب المحل

:- خبر إيه يا محسن .. إيه الحركة الغريبة اللى فى البلد ديه؟ حُصل حاچة ولا إيه!!

تقدم محسن عدة خطوات مقترباً من السيارة وخلفه الرجلان يتبادلان النظرات سوياً ثم يعودوا للتحديق فى وجه حمدى، أنحنى محسن قليلاً على السيارة وقال بتردد :- خير يا حمدى بيه ... أصل أأأ

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن