الفصل الواحد والخمسون

1.1K 38 0
                                    

كلمة أحمد ونبرته الحاسمة وهذا الإعلان بالزواج فاجئ الجميع وألجم الألسن حتى أن توفيق السمرى أقر بتراجعه عن رغبته فى الزواج فلا مقارنة تذكر بين توفيق وأحمد الشاب ذو الهيبة والعنفوان

دقائق تلت هذا الإعلان الذى نال رضا فاروق واتسعت بسمته المشجعة لشقيقه على عكس عدلى الذى تجهمت ملامحه وظل يحملق فى وجه ابنه البكرى بسكون

انسحب الجميع رجل تلو الأخر لينفض الاجتماع والجلسة سوى من عدلى وأحمد حتى صلاح السمرى انسحب مع فاروق حين رأوا رد فعل عدلى الذاهل على قرار ولده المفاجئ بالزواج رغم رفضه القاطع من قبل

حرك عدلى عصاه تحت يده ببطء مفكراً وعينيه مسلطة على ابنه، هو يدرك تماماً ما يعايشه ابنه فى منزله مع زوجة لا توافقه ولا تفهمه ولا حتى تسعى بشكل جدى للحفاظ على زوجها وبيتها

سبق ونصحه بالزواج وممارسة حياته بشكل طبيعى ولكن أن يقع اختياره على شموع هذا أمر أخر

لم يرفع أحمد عينيه فى وجه والده وظل مطرق الرأس، هو نفسه لا يصدق ما نطق به لسانه فى غفلة من الزمن، لا يدرك كيف تأججت مشاعره واستنفرت أعصابه حتى فاضت رغبته المخفية داخل دهاليز قلبه إلى العلن، دون أن يحسب كيف سيواجه بناته وكيف سيواجه لغو أحاديث الناس التى بقراره هذا ربما يؤكدها على نفسه

تأمله عدلى بوجوم يراقب خجله الرجولى المميز النادر الظهور على تقاسيم وجهه الخشن ورغم استشعاره لمشاعر أحمد الوليدة إلا أنه عاتبه على اختياره

:- سبج وشورت عليك بالچواز وأخوك كمان حاول أمعاك كتير وفچأة إكده ومن غير أى مشورة تعلن جصاد كبرات العيلة إنك رايد شموع بت عتمان .. طليجة حمدى

رفع أحمد عينيه نحو والده يتفحصه بجدية وألقى سؤاله باهتمام جاد

:- وسبب رفضك لشموع إنها بت عتمان الجهوجى ولا إنها طليجة حمدى؟

تفحصه عدلى بحاجبين معقودين راغباً فى استفزاز أحمد حتى يخرج ما فى جعبته ويعلم ما يدور فى عقله، يرغب فى الاطمئنان على ولده الكبير الذى يعيش من أجل صالح واسم العائلة فقط ويتحمل كل المسئوليات على كتفيه ونسى فى غمره سنوات عمره المنصرمة أن ينظر إلى نفسه وإلى حال قلبه المغلق

خبط عدلى بطرف عصاه الأرض من تحته وارتفعت نبرة صوته معترضة

:- سبب رفضى أنك من تانى بتضحى بحالك لاچل اسم العيلة .. بتجتل حالك لاچل حل كل المشاكل وناسى حالك فى النص .. حتى چوازتك من بت خالتك كانت لاچل ترضى أمك .. لميتا هتعمل اللى يرضى الناس ويحل مشاكلهم على حساب نفسك

زفر أحمد بعمق يحاول السيطرة على هذا الارتباك اللذيذ الذى يداعب وجدانه، ابتلع ريقه بخفة وأشاح بوجهه بعيداً عن نظرات والده المتمعنة ليقول بنبرة خجولة رغم جديتها

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانDonde viven las historias. Descúbrelo ahora