الفصل الثامن والثلاثون

1.1K 31 0
                                    

منذ أخر لقاء بينهما كزوجين نأى بجانبه عنها واستقل بغرفة خاصة به، ربما هى خطوة متأخرة فى علاقتهما الجافة الباردة ولكنها كانت حتمية

ربما تأخر لاتخاذها كثير للمحافظة على الشكل العام للمنزل ونظامه خاصة أمام الفتيات ولكن ما حدث بينهما هذه الليلة فاق قدرته على الاحتمال

نظرات الفتيات الفضولية والأسئلة التى تتراقص فى عيونهن الصغيرة أهون عنده من الاستمرار فى خداع نفسه فى علاقة تحتضر بل هى ماتت منذ زمن

والغريب فى الأمر إن زوجته لا تستوعب حتى اليوم سبب عزوفه عنها وعن مشاركتها حتى جدران غرفة واحدة خاصة منذ أخر لقاء زوجى بينهما، فهى من وجهة نظرها تضحى بنفسها من أجل إنجاب الولد الذى سيخلد ذكره ويرثه بعد زمن

فى غرفة الفتيات كانت الأربع بنات يتجمعن سوياً بعد أن تحسنت العلاقات بينهن وقد شعرن بحب واهتمام والدهم المتساوى لهن، بل إنه أوكل رعاية صغرى البنات (فجر) إلى شقيقتها الكبرى سلمى وربما هذا الطلب أشعرها بأهميتها ووجودها وثقة والدها بها فى الاعتماد عليها فرغبت فى إثبات نفسها أمامه

فاحتوت شقيقاتها بكل حب ورعاية وأصبحن يقضين معظم الوقت سوياً دون أى تفريق بينهم كما كان يحدث فى السابق

دلفت نجوى إلى الغرفة ونظرت إلى الفتيات بنظرة استغراب من تبدل أحوالهن وروح التعاون التى ظهرت فجأة بينهن غافلة عن دور زوجها فى هذا الأمر ثم اتجهت نحو سلمى التى تلاعب فجر وتلاطفها فوق الفراش، وقفت أمامهما تضع كف فوق الأخرى فوق بطنها وقالت باستخفاف

:- بجتى تهتمى جوى بخواتك من ميتا ... سيبك من اللى بتعمليه ده وجومى البسى هدمه عليها الجيمة

التفتت سلمى نحو والدتها بتعجب فى حين رفعت فجر ذراعيها الصغيرتين نحو والدتها تنادى عليها بتلهف، تجاهلت نجوى نداء الصغيرة وهى تتفحص ملامح سلمى التى تساءلت حائرة :- ليه يا أمه هنخرچ ولا إيه!!

مصمصت نجوى شفتيها تطالع ابنتها ببرود ثم هزت كتفيها تقول بغرور :- لاه مش هنخرچ ... بس عريسك چاى دلوك

ناظرتها سلمى متفاجأة فأردفت بكبر :- لما أمك تجول هتتچوزى ولد خالتك يبجى هتتچوزيه

قربت سلمى بين حاجبيها ذاهلة من حديث والدتها و قالت بتشتت :- كيف يا أمه!! .. أبوى جال إنى لسه صغار ورايدنى أخلص الثانوية العامة اللول

دفعت بكفها فى كتف الفتاة تنغزها بأصابعها بلهجة تعنيف :- جولتلك همى البسى خلجاتك ... أبوكِ جال صُح ... بس واد خالتك شاريكى وأبوه طلبك رسمى من أبوكِ... وأبوكِ مش هيجدر يرفض ويرد چوز خالتك خزيان

زحفت فجر فوق الفراش تقترب من والدتها وتشبثت بعباءتها، ترغب فى الاستمتاع بأحضان والدتها وحنانها، أشارت نجوى بيدها آمره نحو سندس ونوارة اللتان تتابعان ما يحدث بصمت مستنكر وقالت بجفاء :- ديروا بالكم على فچر

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن