٥٨

2K 39 12
                                    

ناظرته لدن بعدم رضا تتكتف: تقلل مننا عشان ترفع له! محشومة أم عبدالإله بعد
ضحك عبدالإله تضرب ميهاف كتافها مباشرة: يعني منتي نفسه الحين!
قُطعت المضاربة الكلامية من فُتح الباب يدخل أُسيد، يدخل بجنبه عمر وبجانبهم ألين الليّ بمجرد دخولها تركت خطواتها كلّ محط تتجّه لأبوها بلهفة تجبره على الإبتسام يقبلها من أقبلت عليه: سبع ساعات يا أليني
إبتسم تركي ينحني يقبّل جبين أبوه بينما يُبصر لهفة أخته، تمددها على صدره تستلقي بجانبه على السرير الطبي يغيّر جهة نظره لأبوه: خوّفت ألينك عليك
إحتضن أكتافها يشدّها لضلوعه: وسيف؟ وينه؟
أجابته ألين بجانبه: بيسافر دبي، رحلته شوي عشان التدريبات
هز راسه برضا يرفع نفسه من دخول أخوه الليّ أرتجفت كفّه على مقبض عكازه ينتفض كلّه: عساك سالم يا عبدالإله .. عساك سالم يا عضد أخوك
يجبر عبدالإله هزل جسده على الجلوس، يستعيد صحته لقدوم أخوه يضمّه كلّه لأضلعه: طيّب وأنا أخوك، أطيب لك يا عبدالملك
شدّت لدن أصابعها من حاني الحضن أمامها تشوف مقفى جدّها عبدالملك، عكازه الليّ أصبح طريح الأرض وحاني ظهره ينحني كلّه لأخوه الليّ تظهر تجاعيد كفوفه من شدته على ظهر عبدالملك ما تقاوم للحظة تلتقط صورة لعناقهم تسكّر جوالها من خلفها، تعتدل بوقوفها للجهة الأخرى من الجناح تصدّ أي تواصل بصري مع عمها فهد الليّ رفض الصد يقربها إجبارًا بينما يقبّل جبينها: ليه هالصد يا بنتي! والله إني ما أرضاها لمناف ولا أرضاها لك لكنها زلة ولاني بقاصد .. إن كان الموضوع مضايقك إن هالكلمة إنقالت من وراء ظهره بجيبه لك هالحين وأقولها قدامه وأفهمه لكن إنتي لا تزعلين، كل شيء إلا زعلك
شدّت على أصابعها بتوتر لإن هالقول وهالطريقة وهالتفاهم ما كانوا من ضمن توقعاتها يعجزّها عن الردّ مقابل هادي طريقته، عقلانيته وفكره تهز راسها بخفة: حصل خير عمّي، ما زعلت لا تشيل هم
إبتسم فقط يبتعد تتخذ الغيد محلّه مباشرة تتحلطم: الحين شلون يعني نيّاف ما يدري! كلّمي زوجك تصرفي لدن
ناظرتها لثواني تأشر للخلف: هذا هو عندك كلّميه
هزت الغيد راسها بيأس: مو صاحي هذا قسم بالله مو صاحي! ما تدرين من وين يفكر يعني بالله هذا عقل؟ هذا كلام لا توصلون لأخوي خبر إن جدّه تعبان بالمستشفى وهـ
إبتلعت حروفها تتخدر كل ضلوعها من قرب نداء مناف بإسم لدن تخور قواها على كتف لدن الليّ ضحكت تضرب ظهره: تبخرت القوة الحين؟
كُتمت نبرتها تبتعد: يناديك روحي لا يلتفت علي
ضحكت تبتعد لمناف تتغيير ملامحها ونبرتها بشكل لا إرادي: وش؟
أجابتها نهى بجانب ولدها: ميهاف تقول سجلتوا نبض الجنين .. نسمعه؟
إبتسمت تهز راسها بالإيجاب بينما تطلّع الفلاش من شنطتها تسمع تناقل الموضوع بينهم وترقب الجميع لتحركات جسدها ينبض كلّ قلبها حب لإن طاقتهم كلّها تبدلت ترقب مُصرّ وتحسّ عظيم الحبّ بينهم، تحسّ الألفة المستحيلة اللي تحوط قلبها تتبدل مشاعرها بشكل دافء لإن هذه العائلة، لإن عائلتها رغم كثرة أفرادها، رغم وجود القيود بينهم إلا إن فرحة الفرد الواحد تعّمهم وتشوفها الآن بعمر، تميم، أُسيد وأعمامها ونسائهم، المياسة، ميهاف، إيلاف، ألين، الغيد وأجدادها وأمها الليّ ضمّت أكتافها تميّل هي راسها لكتف أمها تغرق عينها بالإجبار تشوف لمعة عينه بينهم، تشوف نظرته لعبدالإله المبتسم بإرتياح عظيم وذاب كلّ قلبها من رقّت أنظارهم جميعهم تلمع لخافت النبض ترتجف كلّها وتبتسم عينها لإن شعورها يُطبع على قلوب الجميع تُخلد لحظتهم بتوثيق الغيد الليّ ما قاومت للحظة تنشر المقطع بالعام تحت عنوان "طفل لدن" يكون أول المشاهدين نيّاف يتصل عليها مباشرة وتُجيبه بضاحك نبرتها: أول مرة تلحق بدري .. وينك؟
أجابها بينما يتمدد على مد العاليا: من حظي .. توني رقيت العاليا
سكّرت باب الجناح خلفها تغادر تسمع سؤاله: وينك فيه إنتي؟ عندك إزعاج
هزت راسها بالإيجاب: بالمستشفى جيت أسمع نبض البيبي
هز راسه بتذكر لِما نشرته يأخذ نفس من أعماق قلبه وضحكت الغيد لثواني تشعر بخيالاته: صاير بحّار بالخيال نيّاف
ضحك يهز راسه بالإيجاب لإنه فعلًا اقرب الإبحار بطفلهم هم وما كان له القدرة الإضافية من تمدد صدرها بالنفس: أعترف لك؟ وحشتني مـوت
تعدّل بجلسته مباشرة ينزّل شماغه بحضنه بحركة لا إرادية: طيب والله لا أجيك الحين!
ضحكت مباشرة تنفي: لا طبعًا! ما بتجي أنا بجيك .. كلنا يعني بننزل للديرة
نيّـاف: ما علي منهم أنا .. غيدي تبيني وما أجيها هذي وين صارت
ما كفّت إبتسامتها تنفي: قلت وحشتني ما قلت أبيك! إجلس بس

بالجنـاح، جلس قرب إيلاف يمدد ذراعه بينما يهمس بخفية: وش صاير بين أبوي ولدن؟
زمّت شفايفها لثواني تميّل جسدها تهمس هي الأخرى: مصيبة خفيفة .. نطلع وأعلمك
هز راسه بالإيجاب يقف وتقف هي بجنبه، يغادرون بلا سابق خبر تنزل بجنبه للكفتيريا: قبل نجي كنا جالسين نسولف وتميم يعلّمنا إن ضروري طلعتنا تكون وحدة .. من العدم أبوي قال لا وإنت يا تميم تجلس عند أبوي ومناف يرجع معانا وليه؟ لإن أبوي عبدالإله يحتاج شخص يسلي وإنت يا مناف معصب وزعلان عليه ومو لمّ التسلية
هز راسه بمجاراة تكمل: وبكل هدوء سأل عمي خالد عن سبب زعلك وإنفجرت علينا لدن .. هاوشت هواش مو طبيعي تقول هالكلام ما تقوون تقولونه عنده، حبيبتي ركزي أعصابك بتطق من الشدة، مسحت على ذراعها تكمل مرة أخرى: أول مرة أشوفها معصبة كذا، أبوي بغى يموت من التوتر وأول ما حصلها راضاها .. نقالة علوم رقم واحد بالقصر؟
مدّ لها كوب القهوة بصمت فقط تكشّر: آخر خدمة، تراها طلعت لمكتب أختها
تغادر بإتجاه الغرفة فقط بينما هو بقى بمكانه يجلس بأول كرسي قربه يُشلع قلبه حبّ غير متوقف لإنها مستحيلة، كلّها مستحيلة ودفاعها، ثورتها وجرأتها لأجله مميتة له، ما يحمل بخاطره مقدار ذرة على أبوه وأهله إلا إنه يحمل جيوش المشاعر المتزايدة من رسالة إيلاف بصورة لها وسط مكتب السديم، باللابكوت الأبيض ترتدي النظارات الطبية تتصور من مرايا الغرفة ويفهم من الصورة إنها محولة من قروب البنات يردّ تحويل الصورة إلى محادثتها الخاصة يتكّي بظهره ضد الكرسي يرى رؤيتها للصورة وتعليقها المباشر "مين الجاسوسة!" إبتسم غصب يردّ "أختك عندك؟" تُجيبه بكشف لنيته "لا، حتى لو موجودة غير مرحب فيك"، - "كان مرحب فيني بالقصر؟ يوم إنك حرقتي الدنيا عشان الليّ ما يسلي" كشّرت ترد "لا الحين أنا أقولها، ما تسلي وكئيب ونكدي وما أتحملك والله يعين خالتي نهى عليك" ما كفّت إبتسامته يرتخي كلّه "تدرين وش لقيت؟" ما ردّت لدقائق معدودة تعضّ شفايفها "مناف ما أطيق هالمستشفى، نمشي لبيتنا؟ تكفى"، - "الحين بعد كل هالصفات الشينة والجروح خايفة على مشاعري من مكتب رائد؟ تعالي أوريك" صرخت مباشرة لإنها كانت متوقعة إنه قاصد رائد يتوه قلبها "أمزح والله أحبك .. لا ولا ولا ما راح أجي ولا راح تدخل إنت"، - "أجيك أنا" أجابته بالإيجاب فقط يقف للمصعد، للطابق العلوي ولمكتب السديم يفتحه بلا سابق طرق تَرى عينه وقوفها أمام المرايا تعدّل قصير خصلاتها وإبتسمت تتكتفت من دخل يسكّر الباب خلفه: يعني بكل مرة بتسوي كذا؟ تهددني فيك؟
ما ترك لها أي فرصة يقفل الباب كلّه، يحملها كلّها بين ذراعينه يتركها على طاولة المكتب يقبّلها بشكل مطوّل لإنها بكل ما فيها كثيفة، بكل ما فيها كايده ما يصدق مقدار حبّه، ما يستوعب لأي درجة هو يصل فيها ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن