٣٦

3.2K 70 1
                                    

شدّت عليه تتقدّم بخطى بطيئة للساحة الواسعة: عندي بتّار مناف
هز راسه بالنفي يتبع بأنظاره هيئة الخيل لإنه ما يتأكد من صحته وإنه بطبيعية ما يقرب الجنون شيء، ولإنها ما تعطيه الفرصة من إنه يتأكد بخطاها لناحية البوابة الخارجية تضحك لدهشته وإنه ما يستوعبها نهائيًا: بمشي عنك مناف
إتجّه ناحية بوابة الخيل العربي يردّ: لا تكررين مناف كثير
ما ردّت لثواني تستوعب إن كلّ جملها له ما تنتهي إلا بإسمه وإنها تنطقه لا إراديًا وبثواني إستيعابها ومحاولتها للردّ هو خرج يثبّت تمسكه بالخيل يأشر لها تتقدّم: يعني مناف ما أقصد شيء أنا بـ
قاطعها هو يهز راسها بالإيجاب: ما تقصدين شيء، أمشي
توقّفت مرة أخرى تنفيّ: صدق ما أقصـ
قاطعها للمرة الثانية بنظرته وهزّت هي راسها فقط تكمّل خطاها لخارج المبنى ترفع أنظارها بتأمل للسماء وفجرها ولإنهم بمنتصف الشتاء هيّ يحصل لها التأمل لأطول مدة لإن الشروق يطول ولأسبابه تزداد مزايا الشتاء عندها .. ميّلت نظرها للخلف من دك خيل مناف الليّ كل إنتباهه لعدم إستواء الأرضية بأعلى التل ويوضح تهجم ملامحه من موقع الإسطبل الجنوني وإنه كان على وشك إفلات أعصابه من صعوبة حركة الخيل إلا إن الخيل أنهى أعصابه بإعتياده على مكانهم يمشي بإتزانه بحركة مناف عليّه، شدّ مناف على قبضته من إنتبه لمسرى لدن البعيد، من إنها تتساهل بكلّ الأمور رغم خطورتها وإن حتى حجابها هي تركته على أسوار الإسطبل تخرج بدونه وهو ما يتأكد من خلوة المكان الكاملة، إتبع إبتعادها وإنه ما عاد يلمح إلا هيئة الخيل وإنها خالفت طلبها - بإنهم يخرجون يتأملون الفجر - وبسرعة خيلها هيّ ما تتأمل نهائيًا تعاكس بطئ حركة خيله يستشعر كل محط حوله، كل شعورها يزداد ما ينتهي من مغرب ليلتهم ومن هدّت حصونه تغيّر كل ما فيه، يختلف كله بنطقها و ما ينتهي إختلافه من لحظة نطقها للحظة وقوفه الحالية، لإنه كان يتجاهل بدائم أحواله التفكير حول مشاعرها جات ردة فعله بطريقة هو ما يتصورها نهائيًا، جات تنهي تدهور أحوال سنينه بطريقة تخصها

ثبّتت السماعات تهدّي من سرعتها وتسمع سؤال سيف عن وضوح صوته، هزت راسها بالإيجاب تردّ: أسمعك
همهم سيف لثواني يرجّع ظهره للخلف ويمرر أنظاره على هدوء أركان المزرعة حوله، من إن الكلّ بدون إسثتناء نايم وإنه الوحيد الصاحي لوجوب صحوتهم بأبكر من المعتاد: مناف مو عندك؟
هزت راسها بالنفيّ تناظر لخلفها وببعيد الأمتار عنها ركود الخيل ومناف: بعيد، محد يرد علي؟
هز سيف راسه بالإيجاب: بنمشي لدبي الصبح، بدونكم يعني
نفت لدن بعدم تصديق: كيف تمشون دبي بدونا! كيف جدي بدون مناف!
رفع سيف أكتافه بعدم معرفة يشاركها نقطة الذهول: غريب صح؟ زعل أبوي ماهو هيّن ومناف ما يردّ عليه
عقّدت حواجبها ما تقتنع بالزعل نهائيًا: ما يزعل على مناف عشان سفرة ومناف يعرفه أكثر منّا
سكت سيف لثواني يستجمع فكره وإنه ما يتوقع وصول أبوه لدبي بدون مناف، إنه ما أعتاد أبدًا على الخطى بدون مناف وإن عقد حفيده حقّ لكن بدون مناف يُستغرب للكلّ: بس عمر يعقد بدون مناف؟ ما أقتنعت أنا وإنتي كيفك
هزت راسها بالإيجاب هي الأخرى: حتى أنا ما أقتنع سيف بس مناف بروما كيف يوصلكم؟ عمر ما يصبر أبدًا؟ يضيع علينا مناسبة ما نحصلها بالساهل؟
سكت مرة أخرى لإن فكره ما ينتهي بألف فكرة، وإن حاليًا فِكره الوحيد وصاف وكيف بيقدر يستجمع نفسّه ويطلب أبوه، ولإنه يستوعب إن هذي فرصته الوحيدة وإن مو بكل مرة أبوه بيتساهل بأمور كهذه لكن فكرة إنه يعقد بدون مناف ولدن تردّه، وإن العقد مو سهل لأجل يخطط له هو وينهيه بنفسه، شتت أنظاره للبعيد بتشتت أفكاره: الغيّد تسأل كثير، إذا فضيتي كلّميها وأنا بنام قبل لا يصحى أبوي
هزت راسها بالإيجاب فقط تنهي الإتصال وتستوعب إن ثواني إتصال سيف كانت دقايق تفوق توقعها رغم قصر المحادثة إلا إن سكوته كان يطغى بطريقة تستغرب، ميّلت راسها بقلة حيلها الليّ أنتهى تندم إنها أسرعت وإنها بتضطر ترجع لموطى مناف مرة أخرى وحيلها منهد، بدقايق سكونها وصلها ضئيل خطى الخيل ولإنها تعرف بهويته هيّ ظلت ساكنة لحتّى حست بإقترابه هيّ نزلت من أعلى الخيل تنبهه بإنها تودّ الجلسة، ولإن حتّى بتنبيهها كانت طريقتها مختلفة تخرج تنهّيدة تلحق نطقها بإسمه بأشد نبرة عليه من أقترب تتركه يقبّل عنقها بردّه، يجلس هو ويجلّسها معاه بذات وضعيتهم بالكوخ .. ولإنه ما أبتعد عن عنقها هيّ شدّت على إيده حولها تنهي صمتها: عمر بيمّلك
ما ردّ مناف لثواني يستجمع فِكره بإن وصلها الخبر قبله وإنه أبتعد عن أهله بشكل مفاجئ لدرجة إنقطاع أخبارهم عنه، وإن حتى خبر بأهمية عقد عمر يخفى عليه: وسيف؟
عقّدت حواجبها تردد خلفه: سيف؟ .. هو علّمني
همهم مناف بخفوت فقط ما يعتاد هالأمور، إنه يقضي أيامه بأبعد الأراضي عن عبدالإله وما يحصل له الإتصال، لإن حتّى أمه وأبوه هو ما إتصل عليهم وكل إكتفائه بإن لدن على مداه ويكتفي هو بهالشيء، لإنه يستوعب إن واحد وثلاثين سنة كانت لأهله، كلّه كان لأهله بإهماله التام لذاته وإنه ما كان يلتفت لنفسّه، إن اليوم فقط هو يحسّ بكل شيء بطريقة يستغربها، ما يعتادها نهائيًا بكلّ سنينه الماضية، بصمته هيّ أكملت: عبدالإله زعلان؟
نفى مناف بسكونه للمرة الثانية يرفض النطق ويكتفي بالإيماءات فقط رغم جهله بحال جده وشكه إنه يغضب عليه ما يزعل لكنه يتجاهل كلّ شيء لإن لحظته ما تتكرر، لإن بمجرد رجوعه للرياض بيكتفي من التأجيل وبيرجع لطبيعة حياته، للنيابة ولكامل حياة عبدالإله الليّ أعتاد إنه يكون المسؤول عنها

وقّف ينهي جلوسهم الليّ طال لأكثر من ساعة لحدّ وقت الصلاة، ولإنه ينتبه لخمولها وإنها من دقايق بسيطة غفت على كتفه هو أنهى رغبته برجوعهم للشقة بهالتوقيت لإن حيلها مهدود ولإن رجعتهم بتكون على أقدامهم .. أبتعد يثبّت بإيدينه الخيول الواقفة حدّهم من ليل الفجر، رفع أنظاره للإسطبل والمسافة البعيدة بينهم والليّ تتضاعف بمسافة الكوخ عنهم
بخطاها المتعبة هيّ إتبعته ما ترفع أنظاره وتلغي رؤيتها للمسافة الباقية لوصولهم لإنها بتفقد قدرتها على المشي إن أستوعبت طول المسافة الليّ بتطويها بأقدامها، وبكثير دقايق خطاهم هيّ أنهلكت بوصولهم تستند على أسوار الإسطبل الخارجية لإن مناف دخّل الخيول هيّ بقت تنتظره بآخر حيلها تغمّض عيونها حتّى عن آخر الفجر وبغير عادتها ما تستغل الفرصة للتأمل، وبدقايق أخرى خرج مناف بخطّي ناحيتها يتركها تدرك وجوده بصوت حركته ومن أستوعبت هيّ شدّت على حجابها بإيدها تخطي ناحيته لأسفل التل ومبنى الكوخ، وبخطاهم هيّ أستندت على كتفه تنهي رؤيتها وتخطي على خطاه فقط ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now