٤٢

2K 60 1
                                    

رفعت البشت تمسكه من أعلاه لمنتصفه ما يلامس الأرض ترجع بخطواتها لوقوف المرأة تمدّه لها: تقدرين عليه ولا أكلم العيال ياخذونه
إبتسمت هزت راسها بالنفيّ تتحامل رفعه: سلطان موجود هنا ينتظره .. أشوفك بالزفة
وبآخر نطقها هيّ غادرت المكان تترك ألين تتنفّس بعمق لإن دخولها لوحده كان مفاجئ، فرحتها وإن سلطان يطلب منها بشته كان شيء يُستغرب إلا إنها ما ركزت إلا على لكنتها القطرية ولسانها الليّ تحاول تنطق السعودية فيه، تعدّلت تتجّه مرة أخرى للباب الداخلي للجناح تشوف الكل ما بين جاهز وعلى وشك الجهاز إلا لدن اللي قررت إنها ما بتدخل إلا متأخر وبإكتمال الحضور بما إن توقيت الزفة تغيير لقبل المغرب بطلب ألين الليّ أثناء تجهزها أستوعبت عدد الحضور، معازيم أمها وأمه، أهلها وأهله من السعودية وقطر وتوقفت عند هالنقطة تلغي الزفة وسط الحضور وتكتفي بزفة بين أهلها لإنها تهاب العدد ولإن من الأساس ما جازت لها فكرة الزفة كلّها إلا إنه شيء ضروري عند سلطان وأصر من بداية التخطيط إن الزفة تكون بالحسبة بأي طريقة كانت .. تعدّلت بجلوسها بجنب المياسة: ما علموتني إن فيه باب خارجي
أكملت بعد ثواني من كانت النظارات مُستغربة لإن ما أحد دخل الغرفة إلا هي: رسبنت عندي وحدة تقول سلطان يبي بشته، طيب يفشل مرة! شلون جالسة أتجهز أنا شلون يشوفوني بهالمنظر
غطت ملامحها بإحراج شديد وجلست مهرة على ذراع الكنبة: عرفتيها طيب؟
هزت ألين راسها بالنفي: ما أعرف إلا أمه ولو يحطونها بين ثلاث ما فرقتها بينهم، نسيتها
نطقت آخر جملة بيأس تتأثر نبرتها وضحكت الغيد تلتفت ناحيتها: طيب نرسبن حنا عندهم بعد نسلّم .. وش يعني بس هم يدخلون علينا فجأة بدون سابق إنذار
ناظرتها لدن بعدم تصديق: دخلت على عروستهم حنّا وين رايحين
رفعت الغيد أكتافها بعدم إهتمام: رايحين نتطمن على مجتمع بنتنا، من يضمن لنا إنهم مو عقارب ناوين عليها
عقّدت شيخة حواجبها: غيد! الطيب كلّه عندهم، تبارك الله ما شفت مثلهم من ترحيب وحسن وأخلاق من دخلنا طيرنوا للسماء
هزت نهى راسها بتأييد: ما ينادونا إلا أهل العروسة، فرحانين بألين وبس يسألون عنها
عضّت الغيد شفايفها تترك مكانها وتجلس على أرضية جلوس شيخة: شفتيهم؟ كم عددهم وكلهم من قطر؟
ضحكت هدى تقّوم الغيد من جلوسها: طيب بدال ما نسحّب العلوم نقوم نتجهز
كشّرت الغيد من ما تركتها أمها فعلًا تسيّر خطاها للغرفة المقابلة ومن دخلت تمددت على الكنبة مباشرة وناظرتها أمها بيأس: ثلاث فستانين ما قررتي أي واحد بتلبسين .. إلى متى هالعادة غيد
ميّلت الغيد شفايفها تشوف الثلاث فستانين بالدولاب أمامها، بمختلف الألوان إلا إنهم بذات النمط المبالغ فيه جدًا وبالشكل اللي هي تحب تكون عليّه: طيب الرياض كلها شافتني بالأحمر ما ينفع، الثاني ما كنت بوعي لما شريته لإن غيد لا يمكن تلبس سماوي .. أسود؟
هزت هدى راسها بالإيجاب مباشرة لإنها ما كانت تحتاج إلا إن الغيد تثبت على رأي واحد ونزلت الفستان تتركه على الكنبة: دقيقتين بس وتطلعين، بشوف أختك وأرجع غيد
هزت الغيد راسها بالإيجاب من كانت آخر نبرة أمها تنذيرية لضرورية إنتهاءها لإنهم ما يضمنون وجود الكل بالإستقبال بعد الزفة ..

بالأسفـل، تركت جوالها بجيب روبها تنزل من وصلتها رسالة مناف بإنه بالخارج لأجل تاخذ فستانها وفستان السديم الليّ كانوا بسيارته، مررت أنظارها على واسع الدرج، القاعة وعضّت شفايفها لإنها تشوف إن قرابة الخمسة بنات بزاوية القاعة بكامل زيّنتهم ولإن حرفيًا كل بناتهم متمددات بالأعلى تشك حتى بمعرفتهم بأمكان فساتينهم، أستعجلت خطواتهم للمدخل وترددت لوهلة من سماعها لأصوات الكعب بالخارج، السيارات وبردت ملامحها لإن مستحيل المعازيم يجوون هالوقت، مستحيل إنها خارجة بروبها فقط وتقابل المعازيم .. شدّت على معصمها لإن مناف أستعجلها تجازف نفسها وتخطي للمدخل ما تشوف إلا مرأة وحدة على طرف الباب وما تسمع إلا نطقها الحالي: أخوي سلطان هنا؟
ولثواني ما بدر أي رد وأكملت: وصاني أوصل بشته .. تقدر توصله؟
تقدّمت خطى لدن من نطق مناف الهادئ "مدّيه" ومن كانت على وشك تاخذ هيّ البشت تعطيه لمناف مدّته البنت الليّ ما تعرف من وين طلعت لها، من أي وادي تشبّ صدرها لهب من كانت رؤيتها بمنتصف المكان، تشوف داخل وخارج القاعة من إن البنت خرجت بمنتصف جسدها تمدّ له البشت ومن إن نظرته إرتبكت ما تميز إتجاهها وما تميز لو شافها أو لا إلا إن صدرها شُعل بلحظة وحدة، وأكتملت نارها بعد دقيقة فقط بوقوف بنت خالة مهرة بجنب مناف بمظهر يضرب ذهنها ألف مرة، من لامست كفها كف مناف الآخر الليّ يحمل فيه أكياس فستانها وفستان وأختها ونطقها الهامس "للدن؟ أوصله لها؟" وما تركت له فرصة الجواب تعاونه بحمل الأكياس وإبتسمت لدن بسخرية لإن الهواء نزّل طرحتها ولإن نظرة مناف مباشرة إتجهت للأسفل بعذاب لإن يمينه وشماله نساء ما يعرفهم، ما يعرف من وين يجوونه ويخربون كل خططه بـ لدن .. تكتفت لدن من طال السكوت المربك له لإن الثنتين من الجهتين ما يغادرون إنمّا يتسمرون بجنبه وطالت نظرة لدن تعرف إن اللي بالخارج رند، وتعرف كيف كانت بزيارة أهل الإمارات الماضية تتودد لمناف بكل الطرق ومحاولاتها اللا متناهية بإنها تتقرب له، ما نزلت نظرتها للحظة إلا بتقدّم ميهاف وأهل الإمارات بالخلف ولآخر لحظة كان من مناف نظرة وحدة لها ما أستوعبها وما أستوعب إن الواقفة لدن لإن خطاه أبتعدت مباشرة لإنه واقف بمنتصف المدخل والنساء خلفه وما كان أمامه إلا إنه يغادر ويفهم كل شيء، إنها بتزعل وبتشب ويعرف إن لها كامل الحق وحقّه هو يراضيها حتّى لو إن نظرته للي حصل تختلف لكنه يعرفها ويعرف أطباعها وإن قلبها يسيّرها على هواه وزعلها يأثر فيها بشكل مجنون وكل رجاه بهاللحظة إنها تنساه، تنسى كل ما يخصه ولأول مرة يكون راضي ويرجي إنه ما يكون له ذرة شأن بتفكيرها لأجل تفرح بأتم الأشكال إلا إن تفكيره قُطع من تذكر إن حتى فستانها بتوصله وحدة كان كفها يلامس كفه تحت رؤية لدن وتنهّد يمسح جبينه: الله ينتقم كانك عفست فرحتها
وكان أضعاف شعوره بنطقه لإن الليالي قدامهم ما تنتهي إلا بكتاب معلوم إلا إن هالليلة مختلفة وفرحها مختلف يعمّ الكل إلا هي يخالجها الضيق وشدته بهاللحظة إنه أسباب ضيقها بشيء خارج إرادته وخططه .. مسح على حاجبه يستوعب إن الدخول لها بهالوقت صعب، وما يعرف تصميم القاعة وكيف يوصل لها بدون يصادف جمرة أخرى تحرقها أكثر، شُدة أعصابه يوشك على رمي بشت سلطان بأي بقعة ما يهتم إلا إنه يبي يطير للقاعة، للزفة بسّ لأجل يحصل ثغرة الدخول ويتصرف بأي طريقة يهدي نارها لإنه ما يبي يومها يمرّ بسوء يُحسب عليه وبإفتعاله وبكل موقف هو يستوعب إنها تغيّره، تجرده من كونه مناف وتلغي حدوده ونقاطه بإنه يهتم حتّى لشيء هو ما له قدرة وسلطان عليّه، شيء يفتعله شخص غيّره لكنه يخالف مبادئه بالإهتمام ورجاء إنه يعدّل هالفعلة رغم إنه ما يمسّ منها الشيء وما أقدم عليها وبمثل هالأفعال هو يرميهم من حدود تفكيره وما ينظر ولا يهتم فيهم إلا إنه شيء يمس لدن وكل ما يمسها من أولوياته ويكتفي بهالشيء
إتجّه لسيارته يترك بشت سلطان الأسود بداخل الشنطة لإنه ما يعرف عن هويات المتواجدين الداخل بالضبط والغلط إنه يدخل بالبشت أمامهم .. إتكى على أمامية سيارته لدقايق يشوف خروج الرجال من القاعة، عبدالإله ويمينه سلطان وأبوه، أخوه، عياله وأحفاده وتقدّم مناف بإتجّاه عبدالإله يترك مفتاحه بكف نيّاف على خطاه ومن وقف مقابل عبدالإله هو أخذ يمينه يأشر لسلطان: بشتك بالسيارة
هز سلطان راسه بالإيجاب بخفة ما يترك محلّه من تقدم سيف بالخلف يطوي بشته على ذراعه ويمدّه بذات الترتيب لسلطان: طاب ليلك يا عريس
ضحك سلطان يعدّل بشته على أكتافه وما أخفى إبتسامته لإنها بخّرت بشته وكان يراهن نفسه على إنها بتبخره ويتحقق رهانه هو ما كفّ إبتسامته يعدل غترته بينما يسترسل بحكيه: بسبقكم أشوف الأهل
هز عبدالإله راسه بالإيجاب وللمرة الأخيرة ألتفت سلطان لأبوه: ناقصك شيء تبي شيء
نفى لثواني لإنه ما يرجي أكثر من فرحة ولده بهاللحظة، راحته وإستقراره وإنه ياخذ اللي يبيها وتستاهله بالشرع ويشوف هو بالأول تعامل أهلها معه، يشوف الإحترام والتقدير والمحبة منهم له ومن سابق الأيام وقبل الخطبة كان تعاملهم فارق وكأنه إحدى أبناءهم ويكتفي هو بعزّ عبدالإله له: الله يعزّك يابوك
هز سلطان راسه فقط يبتعد لإتجاه قاعة النساء لإنه وعد أمه ما يخطي بالزفة إلا وهي مبخرته وعلى ودّها لإن هذا حقها عليه، الفرحة وعيش اللحظة بإنها أم العريس تشيل الليلة كلّها تضويها فرح، وقف أمام البوابة يرسل لها إنه بالخارج لثواني يسمع نطقها: تعال حبيبي
دخل من بعدها يبتسم لإبتسامة أمه له، فرحتها البازغة بعيونها ما تخفيها ومن تقدم يقبّل جبينها لوقت طويل هي تركت المبخرة ترفع إيدينها لأكتافها بدهشة روحها، سرورها من دخوله عليها بالبشت عريس وما تحملت أكثر تغرق بفرحتها: الحمد لله اللي بلغني شوفتك عريس .. يا أمي الله يحفظك
ضحك يقبّل راسها للمرة الألف وأبتعدت من عدّل غترته لأجل تبخره وتتناسى تأثرها المستحيل وغيوم عيونها: الله يخليك لي بدون دموع تكفين
هزت راسها بالإيجاب رغم إستمرارية دموعها وعدم سيطرتها عليها من شدة فرحها فيه وضحك أكثر لإنها تحاول وتفشل يضمّ راسها لكتفه ويشوف تقدم خالاته وعماته من المدخل، أبتعد بإبتسامته يسلّم على عمته اللي تقدمت بالأول تعاتبه: تقول أنتظرج عند الباب وما ألاقي إلا رجال ما أعرفه وأنحرج وياه .. حلو جي سلطان
هز راسه بالنفيّ يتمسك بذراعها: أعذريني والله أنشغلت، اللي أخذه رجّال يخاف ربه لا تشيلين هم
هزت الجوهرة راسها بالنفيّ لإنها تضايقت فعلًا لإن البشت ثقيل ولإنها ما تتأكد إن كامل جسدها كان مستور خلف البوابة وما بيّن من مالت تمدّه، ولإنها كانت مجبورة تعطيه لأول شخص يطلع لها لإنها مشغولة تتأكد من آخر التجهيزات لأجل كمال الزفة، ولإنه شاف منها الزعل تصدّ عنه هو لفّ نظرها له: أقول لك والله رجّال يعلم بربه وطبعه ما يرفع بصره، كلّمك قالك شيء؟
هزت راسها بالنفي وأشر بتأكيد: وليش هالزعل كلّه
رفعت أكتافها تبتعد وأرتاح داخلها جزئيًا لإن الضيق طغى عليها بإنها بيّنت لرجال يحرم عليها لكنها تثق بنظرة سلطان والأكيد إن الليّ أخذ البشت من معارفه، إما من خواله أو أهل ألين وبالحالتين هي تتطمن بإن سلطان يعرف أطباعه ويعرف وين نظرته

وقّف أُسيد يضيق عيونه يحسم قراره ويأشر بالنفي: بشت سيف
نزّل تميم البشت يبدل البشت اللي عليّه بالبشت اللي على سيف لإنهم من ربع ساعة يجربون بشوت بعض لإن مناف تركهم يدخل للقاعة يتورطون بأطوال بشوتهم وكلّ بشت لمين، عدل نيّاف بشته البني الليّ يطابق كل بشوت أهله يتساءل: الحين ندخل؟ نشوفها ولا هي تجينا؟
رفع عمر أكتافه بعدم معرفة يثبّت كف نيّاف على أيسره: قلبي بيوقف تقول أنا العريس .. تصرف نياف شلون أهدأ
ضحك نياف لإن نابض عمر ما يوقف للحظة ينبض بعنف ولإن هالشعور يحوفهم كلهم لإن العروسة ألين وهالفكرة لوحدها تهزّه هو ما يستوعب إن بعد لحظات بيزفونها لزوجها وما يبي الإستيعاب نهائيًا، يرفض إنه يستوعب لإنه يعرف نتائج تفجّرات الإستيعاب فيه وهو يكتفي جدًا بالشعور عدم الإستيعاب ونتائجه بتخدر أطرافه من شدة توتره، تعدّل من تقدم مناف يعدل أكتاف بشته ومن صفّ العيال يتساءل تميم: بشوتنا تمام؟ محد مضيّع؟
ناظرهم مناف للحظة يهز راسه بالإيجاب ينشغل ذهنه بسوء أفعاله المكتوبة عليه يتناسى بشوتهم وإنه رتبهم بذهنه وما علّمهم عن ترتيبه قبلها وما كان يحتاج يفكر زيادة لإن ذهنه مكتفي بألف فكرة وما يوسع الأكثر بتفجّره .. إتجه ليمين عبدالإله ياخذ مكان أبوه ويعدل بشته من أقدم أبو سلطان برسالة سلطان: ندخل حنّا
هز عبدالإله راسه بالإيجاب بهدوء يخطي على يمينه مناف وشماله أبو سلطان وللحظة فقط أبطئ مناف خطوته يترك عبدالملك يجاور يمين أخوه بينما هو يجاور كتف أبوه وعمّه خالد وخلفهم العيال الليّ عمّ الصمت عليهم يستوعبون إن الأمر على وشك الإنتهاء، هم يخطون لأجل يزفونها عروس ويكررون هالفكرة ألف مرة لأجل يستوعبون .. تعدلوا لآخر مرة بمدخل قاعة النساء يدخلون بهدوء وصمت مهيب يعكس مهيب شعورهم بسكون العالمين يشوفون وقوف سلطان ويلمحون بجنبه مرأة إلا يصدون عنها يتجهون بخطى وحدة لنهاية القاعة بإستثناء سلمان الليّ إتجه لجنب سلطان يسلّم على أخته
بينما بالجهة الأخرى رفعت السديم طرحتها ما يتبدل وقوفها من دخولهم إلى وقوفهم بشكل عشوائي ولتوصيات ألين ولإن حقها الشيء الكامل هي نزلت ترتب وقوفهم لزفتها وإستقبالها، تركت جوالها على الطاولة تتجه ناحيتهم وبخطاها إنتبه لها أُسيد يتركهم ويتجه لها بإستغراب ولإنه وقف أمامها مباشرة هي مسكت ذراعه تفسر: بعدلكم .. شنو حتى وقوف ما تعرفون توقفون
ميّل أُسيد شفايفه يلتفت لوقوفهم وضحك لإن فعلًا وقوفهم عشوائي وفوضوي: معك حق .. خليني آخر شيء ما ودي أنشاف أبكي
ضحكت تهز راسها بقلة حيلة بينما تمرر أنظارها على وقوفهم وترتبهم بذهنها قبل الواقع، أبتعدت للحظة من تقدم سلطان بجنب أبوه وبآخر ترتيب هي أقتربت من المنتصف تأشر لسلطان عليّه: خلك هنا
عدّل سلطان أكتافه يوقف بمنتصف الصف يتقلّد بقولها، يمينه عبدالإله، مناف، عبدالملك، فهد، خالد، سيف، نيّاف وأُسيد بينما شماله أبوه، تركي، زيد، تميم وعمر وكان الترتيب مثالي وبعد تأكدها هي غادرت المكان للأعلى تشيك لآخر مرة على ألين وبدخولها للجناح كانت ألين بمثالية طلتها تتوسط الكنبة حولها البنات بأبهى تجهيزاتهم يتصورون، بين فستانها الأبيض وطرحتها جلوس البنات بمختلف تصاميم وألوان فساتينهم وإبتسمت السديم تترك عبايتها على الكنبة الأخرى: بسم الله عليك .. حتّى وهم عيالنا تحصني ما أضمنهم
ضحكت ألين تهز راسها بالإيجاب يفيض شعورها بنفسها وبليلتها وبأهلها، بإن بكل مرة يذكرون الله عليها وما يكف إنبهارهم وسرورهم فيها .. إتجهت السديم لوقوف لدن بمنتصف الصالة تصورهم وتميز سكونها وضيق مزاجها المختلف تمامًا عن صباح اليوم وبدايته توقف خلفها وتهمس: مين زعّلك؟
هزت لدن راسها بالنفي تغيّر وضعية الجوال: روحي معاهم أشوف
هزت السديم راسها بالنفي مباشرة: إنتي ما تتصورين وأنا أصور؟ لا طبعًا
ناظرتها لدن برجاء ونفت السديم بشكل قاطع وأقتربت الغيد تسحب الجوال من لدن بعدم مناقشة، تثبّته على المثبت تسحب الثنتين غصب: كلها كم صورة أتركوا النكد لبعدين
هزت لدن راسها بظلم: وش يعني كلكم جاهزين وتتصورون طبيعي أنا وين جاية بروبي!
ناظرتها ألين بعدم تصديق: وما تتصورين للذكرى لإنك ما تبين تجهزين بدري؟ زواجي مرة وحدة بسّ ماني متزوجة كل سنة
إتكت لدن على كتف الغيد الجالسة على ذراع الكنبة تهمس بكتمة داخلها: هذا البلاء ..
تعدّلت الغيد من قفل التصوير تلتفت للسديم: شفتك تصدعين الدرج، ما يخلص صح؟ ألين متأكدة إنك بتنزفين فيه ما بيغمى عليك؟
شدّت ألين على مسكتها تأشر لـ الغيد بتهديد: لا توتريني وأنا دقيقة وأنزل
ضحكت السديم تشد على كتف ألين: طويل صح بس حقّ زفة، ما يخوف وما يتوتر لا تفكرين وبس
ناظرتها ألين برجاء: طيّب كم خطوة، ما عديتي؟
هزت السديم راسها بالنفي: طبعًا ما عديت، المهم إنها تناسب زفّتك وما بتطولين أكثر
أخذت ألين نفس تشوف الساعة وعداد الدقائق اللي يقارب موعد زفتها وبذات اللحظة طُرق الباب لثواني يُفتح من بعدها بدخول الجوهرة الليّ أبتسمت مباشرة: ما شاء الله .. هنى سلطان يا عروستنا بس مو وقت الزفة؟
تعدّلت ألين ما تكف إبتسامتها ووقفت السديم بجنبها تعدّل نهاية فستانها وطرحتها: تطلع الحين
هزت الجوهرة راسها بالإيجاب تغادر وما أنطفت شعلة نظرة لدن من دخولها وعادية حكيها بينما هي تموت بأرضها بشعور خارج سيطرتها، بعثرت شعرها وكانت على وشك تمدد من أبتعدوا البنات يساعدون ألين إلا إنها إتجهت خلفهم من نظرة ألين المعاتبة لخارج الجناح ولمقابل الباب الضخم المطل مباشرة على الدرج، يحوطه جدار زجاجي يعكس القاعة كلّها وإتكت الغيد على سور الجدار: نشوفك كلّك هنا
ميّلت ألين راسها تعدّل طرحتها: يعني يا ألين ضاعفي التوتر .. شكرًا غيد
ضحكت الغيد تقترب تقبّل خدها: عفوًا يا أحلى عروسة
ضحكت ألين تهز راسها بقلة حيلة لإن الغيد تلغي كل توترها باللحظة اللي المفروض إنها تموت فيها من التوتر لإن الباب هو الفاصل الوحيد بينها وبينه، بين زفتها وأهلها وشتت نظرها من مال تفكيرها للتوتر وهي حتى بنظرها تحط له حدود لإنها ما تبي تشوف صفّهم، وقوفه بين أبوها وأخوانها لإنها تعرف مقدار تأثيره عليها وتأثير صفّ أهلها، عضّت شفايفها تسمع ضحكات البنات من توتر العيال تصدّ نظرها عن كل زجاج بجانبها: متوترين أكثر من العريس .. بس ما شاء الله غطى على عيالنا الشاعر
ضحكت مهرة على نطق الغيد تهز راسها بتأييد: وش يقول عريسك؟ يغطي عليه؟
كشّرت الغيد ترفع نظرها لنيّاف: أسحب كلامي طيب نياف غطى عليهم .. بعد تركي طبعًا
ضحكت ميهاف تتكي على السور بجنبها: الله لا يحير مسلم يعني؟ بس هالكلام يموت أخوي ولا يسمعه
هزّت الغيد راسها بالإيجاب تبتسم: أطول زفة، ما صارت ألين أطلعي
تركت ألين كفها على فستانها تاخذ نفس: الغيد تسولفين كثير، كثير مرة إسكتي تكفين
ناظرتها الغيد برجاء لآخر مرة: طيب آخر سؤال تكفين إنتي
أشرت ألين لها بالسكوت تحسّ بإنقباض كل ضلوعها من كانت دقيقة بالتمام لأجل يُفتح يمين وشمال الباب، تظهر بطلتها تُزف زوجة لسلطان، لأبعد إنسان عنها، عن واقعها ومجتمعها يختلفون بكل الأشكال ويجتمعون بأرق المسميات وأشدها، تحت علاقة وثيقة شديدة ما تنهزم تُمحى الحدود والعادات بينهم .. همست بأشد النبرات تأثرًا بإسمها لإن فكرتها الوحيدة الآن كيف هو وصلها، كيف حلمها المستحيل يكون واقع تعيش بكل حذافيره وتعيد شعورها بخطبته، عقدهم والآن زواجهم، وللمرة الألف ينهشها شعورها بأول مرة أستوعبت وجوده وسط أهلها، بين أبوها وأخوانها بالمزرعة وكانت على وشك الغرق ببحر ماضي أيامهم وعلاقتهم إلا إن صوت السديم قطع أفكارها وهي منحنية تعدّل طرحتها من الخلف: مو وقت هواجيس الحين، ثواني بس
عدلت ألين أكتافها ووقفتها تعدل مسكتها تستعد لآخر الثواني من أبتعدوا البنات عن رؤى الباب يتجّهون للجدار الزجاجي وآخر ما طاحت أنظارها عليّه قبل تتجّه للأمام كان وقوف الغيد وإستعدادها برفع جوالها للتصوير تتشكل إبتسامتها غصب من فُتح الباب بتزامن مع صوت زفتها يخفق قلبها بجنون من كانت نظرتها الأولى عليه، مقابلها تمامًا تُلغى الأوجه عنها وما تشوف بحدود رؤيتها إلا وقوفه المختلف بتمييز بشته باللون الأسود بينما من حوله بالبني ولإنها تشوف إبتسامته، راحته على بُعد منها يتأمل كل ما فيها هي هدأت بشكل كبير تستوعبه، إنه الشاعر يلغي توترها ويسكن تخوفها براحتها ترتاح هي الأخرى، تعيش زفتها بالشكل المطلوب واللي هو يبيها تعيشه
من أول ثانية بيّنت فيها، من طلتها ببياض فستانها يُأخذ عقله بإنها ملكة بنزولها، بإتساع طرحتها على كامل عتبات الدرج خلفها، من خطاها الهادية بواسع الدرج تتمثل أمامه بالأجمل، بالأشد من كل أحلامه وخيالاته من عزّم على الزواج ومن بدأ تخطيطه تلخبط كل حروفه، كل كلمة بمعنى صحي بذهنه تنتهي فصاحته فيها، تنهي كل شعور يُحكى تولد المشاعر الغير مسبقة واللي ما يُحدثها إلا هي، يحسّ إنثيباق صدره وتفجّر شرايينه من نزلت بآخر عتبات الدرج تقترب منه ولّو إن المسافة للآن تبعدها عنه إلا إنه يحمل آخر ذرة صبر ويُجازى فيها، يتقلّد أبوها بترك إيدها بإيده، بأمانته وعهدته وبوجهه من الدنيا كلّها .. ما كفت إبتسامته نهائيًا من أقتربت أكثر تباعده ثمان خطوات حسبها هو بنظره، رغم نظره المثبّت عليها هو كان بإنتظار توجه عبدالإله يزفّها له لأنه ما يضمن ذرة الصبر الأخيرة فيه إلا إنه رفع حاجبه من كان نيّاف الوحيد اللي تحرك ناحيتها يسمع ضحكتها بإتجّاه نيّاف لها وخفق قلبه بجنون لإنها تضحك بشكل مستحيل، أعجوبة بضحكتها وبطلتها عروسة وإبتسم هو أكثر من قبّل نياف جبينها، خدها وبالأخير هي إبتسمت له إبتسامة هلاكه تدخّل كفها بذراعه تتمسك ببشته بينما بكفها الآخر تشد على مسكتها من تجاوزت مع نيّاف ثلاث العتبات توقّف أمامه، بخطوة وحدة فقط ترك نيّاف كفها بكف أبوها اللي طغى عليه شعور من أستوعب إنها بعد هالليلة بتكون بأمانة رجل آخر، ويعرفه رجل حقّ والرجل الوحيد اللي دخل بيته وهو معدود إحدى عياله وأغلى وما يشوفه إلا الأمثل والأنسب لوحيدته لإنه عاشره، يعرفه أحق المعرفة ويثق فيه أتم الثقة ما يشك بمقدار ذرة إنه ممكن يتخلف عن وعوده لصون بنته، قبّل جبين ألين اللي رقّت نظرتها من حُطت كفه بكفها يقابل سلطان: بنتي يا سلطان
هز سلطان راسه بالإيجاب من ترك عبدالإله كفها بكفه يقبّل جبين عبدالإله بالأول: بوجهي عن الدنيا وإنت تعرفني
هز عبدالإله راسه بالإيجاب يشوف إجابة مختلفة منه، يشوف بعيونه إنها بقلبه يرفعها ويثمنها عن العالمين ويوضح عليه طغيان شعوره من وجّه أنظاره عليها يطير فيها، تتكسر ضلوعه فرحة بوجودها أمامه كفها بكفه زوجة له وتشهد الدنيا عليّهم، قبّل جبينها وكفها وما كان بيمتنع عن حضنها إلا إن فستانها يشكل مسافة مجبورة بينها وبين وضحكت هي تفهمه وتفهم غايته تعدّل طرحتها من نزّل يده لظهرها يتقدّم أبوه يسلّم عليها: أكررها أنا وخواتي .. يا هني عينك يا سلطان
ضحك سلطان يهز راسه بالإيجاب لإن فعليًا أبوه وعمته ما كفوا عن تكرير هالكلمة له فيها وما ينكرها نهائيًا، هناه هي من أول خطاها بحياته إلى اليوم تُزف له تكمل هنى عمره فيها، ما أبعد يده عن ظهرها حتّى إبتعاد أبوه يأشر له خفية إنه بيغادر المكان لإن ضيوفهم على وجه وصول ويشك بإن سلطان بيقدر يخرج من هالقاعة لقاعة الرجال .. أبتعد عبدالإله يمكن ألين من الوقوف بينه وبين سلطان يتقدّمون أخوانها يسلمون عليها وما تنتهي إبتسامتها ويتفجّر صدرها من حبهم الطاغي، يجي الواحد بكثرة مستحيلة وتتضاعف هالكثرة بعددهم
تمسكت بذراع تركي الليّ كرر كلامه لآخر مرة: ماني طالع إلا وأنا مراقصك تراني علّمتك
ضحك سلطان لإنها تغرق وتركي ما يترك لها فرصة: طيّب والله لتراقصها بس أتركها شوي
رفع تركي أكتافه يبتعد بقليل: علّمتك عاد
تعدّلت ترفع نفسها تسلّم على مناف الليّ ما أكتفى بالسلام يقبّل خدها ويهمس لها: من وين أوصل للدن؟
ناظرته بغرابة لإنها توقعت ينطق بكل شيء، يسوي كل شيء إلا إنه يسأل هالسؤال بهاللحظة إلا إنها أجابت لإنه مصرّ ينتظر: فوق جناحي ما فيه إلا البنات، كلّم ميهاف تشوف لك درب
هز راسه بالإيجاب فقط يرجع ليمين عبدالإله وما فكرت ألين بهاللحظة إلا بالتغير العجيب بعلاقتهم، بفترة زمن ما أنتبه أحد يتغيرون بشكل جذري وتتضح مشاعرهم ما تكون العلاقة مبنية على مسمى فقط، إنما بشعور ما ظنّته موجود وكانت دائمًا ضد هالعلاقة السامة اللي تشوفها تدمر الإثنين ببطء قتّال، يقودون أنفسهم للدمار وبلحظة فقط تتبدل الأحوال بحب شاسع يفوق أي حب ممكن تشهده وآخر نقطة تفكيرها بعلاقتهم كان رجائها إن العلاقة تستمر بالحب اللي تشوفه وما يكون للدمار درب آخر فيهم .. تعدّلت من تقدّم عمر يسند راسه على كتفها بسكون وضحكت تحاوط أكتافه: وش هالغرابة! شفيكم إنتوا
رفع عمر راسه يورينا ملامحه: خنقتيني .. وش ذا لا عاد تتزوجين مرة ثانية
رقّت نظرتها مباشرة: عمـر
ضحك يهز راسه بالإيجاب يمسح على ملامحه ويوجّه أنظاره لسلطان: أسرع دمعة بالعالم .. الله يعينك يالنسيب
ضحك سلطان لإن حتى عمر مختنق بكتم تأثره: وراثة دموعكم إنتوا
ضرب نيّاف كتف عمر: إشاعات ما نعرف للدموع درب حتى بنتنا ذيبة .. عمر ممكن تفسر لي جملتك الثانية؟
قُطعت أصواتهم من كانوا على وشك فتح نقاش بنطق مناف: زفّة ماهي المشب
ولإن نبرته كانت جدية ويعرفون كيف تتغير نبرته وإن رد أحد إحتمال يدفنه إتجهوا لأمكانهم بهدوء فقط يتقدّم سيف اللي ترك كل شيء يمدّ إيده لمعصمها يشوف إسوارته: شلت همّ .. أحبك
إبتسمت من كانت نبرته مهذبة بشكل مؤثر جدًا ولإنه ما ترك معصمها وكفها الآخر تقدم أُسيد من خلفه يرجعه بهدوء لإن الكاميرا تصور وبكل مرة هم يخربون اللقطة وبتناقض أفعاله هو قبّل خدها ما يبتعد إنما يوقف بجنبها بتأمل لا نهائي لطلتها: بكيف الكاميرا والتصوير بس حركة ماني متحرك
هزت راسها بالإيجاب تبتسم لإنها ما تهتم إلا لإنهم يعيشوون اللحظة، يفرحون وما يتركون للرسمية معنى، إبتسمت تترك حتى وقوفها بجنب سلطان تتقدم لتميم الليّ كسر القواعد ما يهتم لإن فستانها يمنعه من الإقتراب يضمّها لإنه ما لاقاها نهائيًا، من آخر جيتهم للإمارات ومن بعد آخر الأخبار: جيت آخر واحد أخذ حق اليوم وحق الغيبة، عني وعن حمد بعد
ضحكت غصب ما تتركه رغم تأثر نبرتها الشديد بذكر حمد: حبيبي هو، طيّب والله يستاهل التأجيل
ضحك تميم يهز راسه بالنفي: يطلع ويستبشر فيك، ولدك بحضن يا رب
رجعت خطاها للخلف تتورد ملامحها بشكل مجنون وضحك سلطان يرجع يده لظهرها بينما كفه الآخر تمسك بكفها لإنها على وشك تغرق لإن نطق تميم كان على مسامع الكلّ بإنتهاء زفتها بشكل أخير ينتهي التصوير ومباشرة ألتموا عليها العيال يشيدون الفرح إلى مالا نهاية بسماعهم لمقدمة الأغنية الأخرى وعضّ نيّاف شفايفه لإنه ميزها مباشرة يشوف نظرة ألين المباشرة لسلطان لإنها تعرفه وتعرف إختياراته وناظرها نياف برجاء: والله فكرت فيها وحسيت إنتي بس الشاعر سبّاق .. يا قهري
ضحكت ما تبعد نظرها عنه تنهار لإن البداية «يا حنيّنة» ولإنها تفهم نظرته، إن الأغنية بكلمتها تعنيها وتصفها بشكل أدق ولإن هي موتها هالأغنية، تأثر فيها مهما كان السبب والآن تُغنى بزواجها لها ولإنها تشوف التأثر الواضح من أهلها للكلمات رغم إنهم للآن ما وصلوا للجزء الأكثر تأثيرًا بالأغنية ولها .. ما كفّ نظرها تشوفه يعني الكلمات، لإنه يثبّت لها إنها لو تطلب الأبعد والمستحيل هو ما يستصعبه يحقق مُناها باللي هي تبيه، إنها تتمكن منه بحبّه وبقلبه وسمعه وعينه وإنها كل فرحته، عدّلت وقوفها تبتسم أكثر للجزئية
«يا شمعة البيت وهناه وحنينه .. يا حظّ أهلك فيك وحظّ والدينك .. إنتي الفرح يا الغالية يا الثمينة .. جعل السعادة ما تفارق سنينك» وكان حظّه فعلًا، يحسدهم من ماضي شهوره والحين يشوف حبّها لهم، يحوفونها ويدللونها على نظره ما يبتعدون عنها، يتسابقون لها يثمنونها بالشكل اللي يليق فيها ومن لحظة خطبته ما خفى عليّه هالشيء، من طلبها يشوف تهجم ملامحهم وإن المجلس فضى من طلبه يستشيرونها كلّهم وفهم من لحظاته إنها غالية، تعزّ عليهم بشكل ما يتصوره ذهنه بكثرتهم يتسابقون مين يدلل أكثر، مين يعزّ ويحب وياخذ حبّها أول لذلك هو ما يخفي حبّه، يعاملها بالأكثر لإنها ما تعتاد إلا الكثير الغير وكفّة ثقتهم إنه شاعر معنوي أثقل من أي كفة لإنهم يثقون إنه ما يقصر عليّها بعد فراغ حبّهم ودلالهم بيومها الدائم واللي تعتاده ومتأكد هو إنها ما بتعتاد على غيره ولإنه متأكد ويعرف شعوره، يعرف ملء طاغي الحب فيه ويثق جدًا بحبّه ويثق إنه ما يقصر بإظهاره، ما يخبيه إنما ينثره بكل فرصة، بكل مرة يتركها ما تشكك بأقل مقدار ذرة حب فيه وإنها تخصها ولها فقط ما يشاركها أحد .. أنزل نظره عليّها تجلس على الكنبة المُزينة بورود مسكتها وبالشكل اللي يليق فيها تكمل القاعة بجلوسها وسطها، حولها عيال أخوانها يسولفون بكل المواضيع، بكل حبّ يشع منهم يستهبلون ويتضاربون مين يقاربها الجلوس ومين الأحق بقربها بينما هيّ كفها للآن بكفه رغم إنه واقف ما جلس أو بالأصح ما يحصل مكان للجلوس لإن نيّاف يمينها، عمر خلفها وتميم شمالها، بجنبه أُسيد وهو ما يحصل له قربها إلا بالوقوف

بالأعلـى، إستندت الغيد على كتف ميهاف بينما أنظارها ما أنزاحت عنهم من بداية الزفة تتأثر بشكل مجنون وبغرابة تفيض عاطفتها لإن صفّ العيال، نزول ألين وكل شيء يدعي للتأثر وبإستقبالهم لها، سلامهم وتقبيلهم لجبينها هي أوشكت البكاء لولا ضحك البنات بإنها فعلًا تتأثر وعاطفية بشكل ما سبق لهم رؤيته أو توقعه .. أخذت نفس تتعدّل من تعدلت ميهاف تشوف جوالها ورسالة مناف الوحيدة "شوفي لي درب بالجناح" ولإنه ما ترك لها فرصة الإستيعاب إنه جاي يخطي فعلًا للدرج تناظره الغيد بعدم تصديق: وين جاي هذا!
رفعت السديم حاجبها من دخول لدن المباشر للجناح ما تنطق ولا تُبدي أي ردة فعل تفهم إنه سبب سوء مزاجها وميّلت شفايفها بعدم رضا: بننزل حنّا بالصالة الداخلية نشوفهم
هزّت الغيد راسها بالإيجاب: تحت صح؟ فجأة أختفوا عماتي مع البنات
أشرت السديم إن الصالة أسفلهم بوجود النساء وأهل قطر والإمارات، أبتعدوا للجهة الأخرى من دخل مناف بهدوء توجهه ميهاف للداخل بينما تاخذ عبايات البنات وتغادر بهدوء تسكّر باب الجناح خلفها، أعطت البنات عباياتهم ترفع طرحتها: ننزل؟
هزت الغيد راسها بالإيجاب تتجّه خلف السديم اللي فتحت طرف الباب فقط ينزلون بهدوء وبتوتر العالمين لإن للحظة عمّ الصمت بنزولهم تشدّ الغيد على عباية مهرة أمامها من إتجهت يمين الدرج للصالة المنعزلة، مغلقة وما تنشاف وسط القاعة، دخلت خلف البنات تترك عبايتها بجنبهم ترتب أكتاف فستانها الأسود، أقل فساتينها مبالغة وهمست للمياسة أثناء ترتيبها لوسطه: ما أحس إني الغيد .. طيب عادي لو بدّلت للأحمر لإن ليش مو صعبة حركتي؟ ليش خفيفة كذا مو حق عرس
نزّلت المياسة عبايتها ترتب هي الأخرى فستانها: نقدر نمحي الأحمر من قاموسك؟ خلّصنا منه غيد
كشّرت الغيد تعدّل خصلاتها من تقدمت أمها: راضية كذا؟
هزت هدى راسها بالإيجاب تبتسم: أول مرة ما أهتم للمبالغة، ما بغيتي ترسين على واحد
تمسكت بمعصم أمها من أقتربوا لوقوف النساء تسلّم خلف المياسة الليّ كانت بالواجهة تعرّف عن نفسها وعن الغيد، بوصولهم لآخر الصالة جلست الغيد بجنب علياء تفتح جوالها: تصوير حصري للزفة .. تقوين تشوفين دموع زوجك؟
ضحكت علياء تهز راسها بالإيجاب من شغّلت الغيد المقطع تركز نظرها على عمر الليّ من بداية فتح الباب أرتبك ينزل نظره لثواني لجزمته، ينفض أسفل ثوبه وبشته يشتت ذهنه عن دخولها وأنتبهت إن كلّهم يتأثرون، حتى أخوانها الكبار تأثروا بنزولها وبإبتسامتها ترجفهم، إلى وصلها وتفاوت العيال عليّها ومن بعّد أُسيد عمر عن وقوفه عقدت حواجبها: عصّبني .. شو يعني عمر ما يوقف وهو يوقف؟
ضحكت الغيد لإن أُسيد أخذ مكان عمر ما يتركه يوقف بجنب ألين: يتضاربون عليها، بس حبيت أتحدى الشاعر يزعّلها الحين
هزت ميهاف راسها بالنفي تاخذ فنجالها: ما ظني يقوى بدونهم، ميّت عليها من نزلت ما تشيله الأرض .. يا حظّه
ضحكت الغيد تهز راسها بالإيجاب: يغني لها يا حظّ أهلك فيك .. يا حظك إنت والله
تقدمت وصاف من الجانب من أشرت لها الغيد تشوف تقدّم سيف، إبتسامته من وصلها يشيك أول شيء على معصمها ويتأكد من وجود إسوارته وضحكت غصب لإنها كانت تقول له "بالزفة تترك كل شيء وتدور إسوارتك بإيدها ولا لا" ولإنها فعلًا ما يركز إلا على وعدها له بالأمس بإنها ما تنزل الإسوارة حتى بالزفة

بالأعلى، ترك بشته على كنب صالة الجناح يشوف فراغ الجناح بأكمله، ما يميز بأي غرفة هي بالضبط لإن كل الأبواب مغلقة، مشى لثواني يسمع صوت تحرك الكرسي بإحدى الغرف وإتجه ناحيتها مباشرة لإنه يضمن إن المكان ما يضمّ إلا هو وهي بس .. دخل بهدوء يشوفها أمام المرايا تسكّر سحّاب فستانها ورغم صعوبة الموضوع هي إنتهت ما ترفع نظرها له نهائيًا، جلس على السرير يتكّي بكفوفه للخلف يتبع حركتها لشعرها تبعّده للجهة الأخرى، تميّل جسدها بحركة لا إرادية تلبس حلقها تستفزه بنطقها اللي قطع الصمت بينهم: بشّر، صادفت وحدة ثالثة وإنت صاعد؟
ما ردّ يحسّ إحتراق أعصابه بنبرتها ونطقها لكنه يتحمّل ويصبر لإنها تشوفه الغلطان، وما بتكون نظرته وإهتمامه إلا بكيف هي تشوفه .. تنهّد للحظة لإن حرقة أعصابه من ثانية فقط هدأت بشكل غير معقول من ميّلت جسدها للمرة الثانية تلبس حلق الجهة الثانية، تسكّر إسوارتها وترتب خصلاتها للمرة الأخيرة تلتفت عليه وأعتدل بجلوسه يشوفها لأول مرة بهاللون، بالتركوازي بتصميم مختلف ومميز يليق عليها بشكل خيالي ترجف صدره لإنها ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now