٣٤

4.7K 90 13
                                    

عبدالإله كانت لمطر نجّد لذلك حُسم أمر ألين بكونها وحيدة وسط وحشة المزرعة الليّ تركتها تتصل و تحاكي كلّ أحد يخطر على بالها ..
بعد ساعـة من حكاوي ألين سكّرت لدن جوالها تنزّله بجنبها و تمتد أنظارها لكامل اللوحة أمامها و لنظرة مناف الليّ كانت تقيّم الأدوات و دقتها، و لإنّ كان إندهاشها كلّه كان من مضمون الرسمة، من جلستهم الليّ كانت من دقايق - يقاربون بعض الجلوس، تميّل نصف جسدها له و إيدّها ممدودة لذراعه تطلبه برجاء - ما كانت منها ردّة الفعل الكافية إلا إن عوالم نظرتها كانت كفيلة بإنها تغيّر روحـه، تضاعف سعته من كان ردّها جلوسها بحضنه تحتضن راسه وتتمتم بـ "أحبّ رسمك مرة، مرة مرة"

«الديـرة، المزرعة»
هزّ راسه بالإيجاب للوليد الليّ يوادعه على عتبة المشب: ولو تمللت تعرف شبوك نيّاف، عمي يوصي عليك فيها
هزّ راسه بالإيجاب مرة أخرى يتبع بأنظاره خروج الوليد الليّ إتجّه لسيارته يحرك لخارج حدود المزرعة يترك سلطان يرجع ظهره للخلف بينما يخرج جواله من جيب ثوبه و يرسل رسالة وحيدة لألين تدل على تواجده بالمشب من لمح له الوليد بوجودها، بدقايق قليلة حسّ حركتها بين الممرات الخلفية تظهر بثواني أخرى على عتبة المجلس تهمس بإستغراب بإسمه و تسوقها خطاها لحدّه بعدم وعّي منها: أبوي مو هنا، أخواني و العيال بخيام نيّاف
هزّ راسه بالإيجاب يعتدّل بوقوفه، يقبّل راسها و يجلّسها حدّه: يا هلا، عندي العلّم و جاي لك ماهو لهم
همهمت بخفوت ترجع خصلاتها للخلف تتبع بأنظارها مدّه للفنجال: ما شفتي حسابي؟
هزّت راسها بالنفيّ من كان سؤاله تأكيد ماهو شك و لإنها أنشغلت بمحاكات لدن و تناست كلّ إشعار يوصلها: ما شفته
تعدّل بجلوسه يعيد صبّ القهوة لفنجاله: حددوا الأمسية، الأسبوع الجاي
إبتسمت غصبٍ عنها تتساءل بكلّ لهفتها: بالدوحة؟
نفى يضحك لإن لهفتها واضحة و لإنها تخص ليلته بالدوحة: تفداج الدوحة، بالرياض وإن كنتي تبينها بالدوحة أكلم المسؤولين يعدّلون الليلة
نفت تمسح عنقها و تخفي ربكتها من تلاعبه باللهجات: أبوي ما يحبّ أحضر مكان كذا، فهمت؟
هزّ راسه بالإيجاب: بيصير يحب الحين، زوجك أنا
أكمّل بعد ثواني: الـزواج، أمّي ودها التاريخ يكون منك، قروشناك بالملكة .. أنا فكّرت بليلة الأمسية، أقصد بك ليلتها و أنهي الليلة
نفض كلّ السيرة من إحتقان ملامحها يغيّر موضوعه: الحين نمشي لخيام نيّاف؟ ودّك بها؟
هزّت راسها بالإيجاب فقط تسارع خطواتها للداخل ..

عدّلت طرحتها تدرك توتّرها و تخفيه بتمثيل الإنشغال، ترفعها لمنتصف راسها فقط من كان أكمّل الخط فارغ بإستثناء سيارته الليّ للتوّ فقط خرجت لخط المخيمات و لإن السكون كان سائد بكثير تركيزه على الخريطة الليّ تبث بجواله توضح مسراهم هي مدّت إيدها للمسجل تنقذ آخر أنفاسها الليّ كُتمت بهدوء الجوّ حولهم و بأول الثواني كان التسجيل صامت لحدّ ما توضح صوته بمنتصف قصيده الليّ رجّف ضلوعها تظنّ بتواهمها، ألتفتت عليّه تتساءل بأنظارها و مباشرة هو مسح على حاجبه: أقيم قصيدي، كم تقيميني
نفت من كان مقصده الغرور و لإنه فصّل إجابتها من خلفية جوالها و تفعيلها لإشعاراته، تزامنًا مع بدأ سلسلة أشعاره تفكّرت بأوائل طريقها و إستحالة فكرة الوصل، معجزة الحدث كلّه ما كان يطري عليّها و بنهايات طريقها هيّ تصاحبه الخط، شروق سماهم و أشعاره الليّ تضاعف كل شعورها، تجهل كلّ نظراته و كلّ أحاسيسه بكيفية كتابته لمئات الأشعار بواسع خياله و تصوّره للأحداث الليّ تولد عمّق أشعاره، كيف إن بجلوسها بعادية تولد لذهنه ألف بيت و ألف قصيدة يجاهد لأجل يخفيهم عن الأنظار لحدّ الأمسية المخططة، يتفكر بكلّ محادثاتهم الماضية على مدار الشهر بأكمله، من العقد، أسلوبها الشاعري بأكمل المحادثة و الليّ يتلاشى بمواجهتها بواقع عيشهم
بكثير لحظات إندماجها بأشعاره و عمّق وصول شعورها تسكّر المسجل و قبل تُبدي إستغرابها كان يقابلها المخيم، تعدّلت بجلوسها ترفع حجابها تحسبًا لوجود الوليد، أتسع مبسمها من إنتبه عمر للسيارة يترك مطاردة الكرة و يهرول بإتجاهها
بأول نزولها هو قبّل خدها يدخلها تحت جناحها و يسايرها الخطى: أحبّك ألف مرة إذا تذكرت إنك بتروحين عنّا، يصير أعطيك المهر أنا وتسحبين عليه؟
ضحكت هيّ فقط تجاريه لإنّ خطى سلطان خلفهم و يسمع حتّى قليل همسهم، رفعت أنظارها لأعلى السماء تتبع السحب المكتظة و الرذاذ الخفيف الليّ ما يُذكر، أكملت خطاها لداخل خيمة الرجال من علّمها عمر بإنّ الوليد ماهو حولهم و بأول دخولها الكلّ إبتسم لها يربكون خطوتها، ضاعت وسط حيرتها لثواني إلا إنها أكملت خطاها إتجاه أبوها الليّ قبّل راسها من أقتربت، يحضنها كلّها لحده لإن منظر دخولها متقدمة زوجها رجّف قلبه، من أبتعدت هو سلّم على سلطان بعادة سلّامه الحار بينما ألين إتجّهت ناحية أُسيد الليّ من لمح وجودها فزّ من تمدده يقبّل راسها و يجاوب سؤالها عن نيّاف: بالعالية مع بنت تركي، تدرين إنك تفيضيني؟ ليه تتزوجين تكفيـن
ضحكت من كان كلامهم واحد، من إنّ كلهم هابوا دخولها بجنب سلطان و كلّهم يهابون زواجها، ميّلت جسدها على أُسيد تستند على صدره من أردف تركي خلفهم: إذا نويتي العالية و رافقتي أبن فهد نادي ليّ بنيتي
همهمت تمرر أنظارها على سلطان الواقف يسلّم على خالد بآخر الجلسة و من إنتهى من سلامه توقّفت خطوته يشوفها حول عيال أخوانها، ترتكز على صدر أُسيد و تحاكي عمر و أبوه، يشاركهم سيف قليل الحكي بينما أنظاره على الدلة أمامه و أنظارها بين الثانية و الأخرى ترتفع ناحيته، بنهاية حاله جلس يمين عبدالإله بمحلّ مناف الغايب يتبع بأنظاره إبتعادها عن جلسة العيال بإتجّاه جلوس خالد الوحيد و الليّ أُرهق بتفكيره ما بين أُسيد الليّ من وصل الديرة ما فارق فراشه من كثير إنهلاكه بالشركة، ولدن الليّ ما لاقاها نهائيًا و من دقايق وصله علّمها بأراضي روما، للسديم الليّ يحترق صدره عليّها بجهل منه لسبايب شبّته

قاربّته الجلوس تتكّي بمنتصف جسدها على الجلسة خلفها: كلّمت لدن؟
ما أبدى ردة فعل لثواني و نفى يخفي خجّله من كونه أب ما يحاكي بنته، ما يوصل لأخبارها و توصله أحوالها بمدة تفوق صبره و قدرته، إتبع بأنظاره إخارج ألين لجوالها تفتحه بسرعة فائقة و تدخل لمحادثة لدن، لفّت ناحيته الشاشة توضح له كثير تصوّير لـدن، من بداية الطيارة و مطر الرياض إلى أول خطاهم بروما، لطريق شقتهم و لجلوسها بجنب مناف، شقتهم و وقوف مناف مقابل الباب، تصويرها للشنطة الوحيدة الليّ تشاركوها و اللون الأسود الطاغي فيها، مشيهم للمعرض و كامل طريقهم، دخولهم للمعرض و رسمات مناف السابقة و حتى رسمته الأخيرة و جلوسهم، بالأخير كانت صورة جلسة مناف المرتخي و وقوفها هيّ أمامه
كثير الراحة أستوطنت دواخله من كون السفرة ما تزعّل لدن، إنّ بكلّ الصور هيّ كانت تبتسم ما يقربها الحزن و هذا كلّ مبتغاه، توّقف بكامل جسده يستأذن المجلس و يخطي بإتجّاه التخارج، يتلثم بشماغه و يشّد فروته من أشتدت برودة الجو يكمل خطاه لمخيم النساء و يرفع صوته بإسم ميّ الليّ أجابته مباشرة من قربّ جلوسها لجانب الباب، بأول خرجوها هيّ شدّت وشاحها عليّها من الهواء المشتد حولهم، ما كان منه كثرة الحكي إلا إنه خطى لخلف المخيم تفهم طلبه بإنه ينوّي المشي بواسع المدى معها و بأول خطاهم خارج المخيم هو تنهّد يلتفت عليّها: وش أسوي، وش باقي أسويه و أنهي كل شيء
ميّلت شفايفها لثواني تملي عليه: تعتذر من كبيرتك، ماهو قول لإنّ البنت أنهلكت أقوال، تقربهـ .. خالد أنت تعرف عمرها؟
هزّ راسه بالنفيّ لوهلة و أكملت بسخرية تهزّ راسها بأسى: حلو، يعني نعلّمك إسمها و عمرها و وظيفتها، كيف قضت سنينها عند أمّها و سير حياتها كلها
شدّ على قبضته ينفيّ مرة أخرى: لا تزيديني، كيف بعرف عمرها و أنا ما كلمتها ولا جالستها؟
إزدادت سخريتها أكثر تنفيّ بعدم تصديق: مثلًا تفكّر بإنها أصغر من أُسيد بأربع سنوات؟ ترمي نظرك بالغلط على سنة ولادتها بهويتك

قريب الظهر، توقفت خطاها قريب الدبابات الليّ بعّدتهم و الليّ كانت من عبدالإله من لاحظ ركودهم و تمللهم من الجلسة، رغم كثير رفضه لوصول الدبابات لوسط أرضه إلا إنه سمح لأجل سعتهم، ميّلت شفايفها تمثّل الحيرة و ضحك نيّاف خلفها: يقالك تفكرين الحين؟ كلّهم أخوان أركبي الأحمر
هزّت راسها بالإيجاب فقط تبتسم بوسع من ترك خاصته يقاربها الوقوف و يوضح لها كيفية إستخدامه، و بنهاية تعليماته أشتكت هيّ: بيخرب شعري مع الهواء؟
مسح جبينه بتفكير لثواني و أنزل شماغه يعصبّه أعلى راسها و يترك أطراف شعرها تبان فقط و بنهاية تراجعه للخلف إبتسم يجبرها على واسع المبسم لإنه يضمن لها ترتيب مظهرها، أبتعد بخطاه لناحية دبابها يعلّمها إنه بيحرك لحدّ العالية و ينتظرها من حسّ بحركة البنات الليّ بثواني إبتعاده خرجوا، رفعت السديم أنظارها لأعلى السماء تأخذ نصيب نفسّها من رائحة المطر الطاغية و من رشه عليّهم، أكملت خطاها تماثل ركوب البنات و تتبع بأنظارها طريقة تشغيله من ألين، بمحاولتها الأولى أشتغل الدباب و بثواني أخرى رفعت سماعاتها لإذنها تمّثل سكون الكلمات الليّ تُطرح على مسامعها، ضّغطت على الزر الخاص تمشي بركود للجهة المعاكسة للمخيم تحسّ بقطرات المطر الليّ تهطل على أكمل جسدها، تتفكّر بعمق كلمات المُلقي تتناسى يومها و تاريخه، و بلحظات تمشيها تطارت عليّها الأحداث الأخيرة و أعتلى صوت داخلها يفوق صوت الملقي، من الفلاش الليّ حصلته على مكتبها و الليّ كان مضمونه أكمل الحدث، من بداية شرط راشد و وجوب زواج إحدى أبناء آل نافل منها و فزّت الوليد الليّ رجح نفسه بالأول، إلى نهاية غضب أُسيد و جنونه لحتى فُضت السيرة بأكملها، و لإن كثير الحقائق كانت مفقودة تنّبض جنونها الليّ أسكنته ألين بقولها إن الوليد كان يبيها من قبل شرط راشد، إنه كان يبحث عن طريقة لصلح العائلتين لأجل يكسبها و يكسب موافقة راشد عليّه، و إن من بعد رفض أُسيد تبيّنت الحقائق المفجعة من إنها بنت خالد و إنها أخت أُسيد، إلى تكملة الحقيقة للعداوات الليّ صنعتها هيّ بينهم، و لإنها متصالحة مع فكرة وجود إعجاب سابق من كان - أخو صاحبتها - ماهو ولد عمّها و خال أخوانها إلا إنها موقنه إن مالها شعور بصلة القرابة
توقفت خطواتها بتوهان من الخط الليّ توضح لناظرها ما تستوعب وجودها قربه و ضياعها من المخيم كلّه، لفّت ترجع بسواقتها لعمّق المدى تتيقن بإنها ضايعة و إنها إستحالة ترجع بطريقها الصحيح للمخيم لإن حتى تتبعها لآثار الكفرات بيكون غير مُجدي لإنها ما كانت تثبت بسيرها، توقفت بوسط المدى تبعثر شعرها بربكة من تقدّم سيارتين خلف بعضهم بخطى دربها، أحكمت ضغطها الغير متوقف على زر الدباب تسوقه بسرعة فائقة و بوجهة مجهولة من أدركت إن السيارتين قاصدينها، و لإن ألف سيناريو توارد عليّها هي ساقت بلا توقف من أقترب منها الجيب الأبيض يحدّها تساير دربه، نطق لسانها بكلّ الشتائم من خفت سرعة السيارة الثانية إلا إن الأولى كانت تحدّها على التوقف، ما أدركت مظهرها و حجابها المتهاوي على أكتافها من فُتح شباك السيارة تنبض جنون أعصابها و توقف دبابها تحكم على طايش الجيب بالموت إلا إنها تهادت من كان خالد يأشر لها تساير دربه من أدرك ضياعها، توقفت لدقايق تعدّل بعثرة نفّسها و ترفع طرحتها، تتبع جيبه لحدّ الخيام الليّ توضّح على بُعد منها و بأول وصولها هي زفرت تترك الدباب محلّه بينما تبتعد بخطواتها لحدّ الخيام من أقتربت سيارة خالد و السيارة الأخرى خلفه إلا إن صوت خالد أعتلى يناديها لأول مرة و يطلبها الإنتظار و بصدمة حالها هيّ وقفت خطوتها بسكون تتبع بأنظارها وقوف السيارتين و نزول الوليد من الأخرى يبتعد لخيام الرجال، إتبعت بأنظارها كامل وقوف أبوها على بُعد منه يجاهد لأجل ينطق بجملة تردع بجوفه، رفع إصبعه يمسح على طرف أرنبة أنفه يحاورها بصدوده: يقول أُسيد سيارتك عطلانه، لو ودّك بذي جتك ..
أخرج بطاقته البنكية من جيب ثوبه يمدّها لناحيتها: و إن كانت ما تجي على الودّ أرجعي للرياض و معارضها، لك الليّ تودينها
تسمّرت خطوتها لكثير الثواني ما تستوعب كلامه و إنه أختفى من صباح يومهم لبعد الظهر لأجل يجيب لها بديلة سيارتها الليّ متوقفة بمواقف المستشفى من سابق أيامهم و إنه يخيرها بأجدد من الجديدة، و إن إختفاء الوليد ما كان إلا لأجلها، و لإن من الأساس كلّ أفعالهم صعبة عليّها و ما تستوعب إختلاف التعامل و الحوار الليّ لأول مرة يُصنع بينهم، كثير توترها منعها من الرد و جهّل ذهنها من الرد المناسب إلا إن أُسيد فض الصمت من خرج ينحي على بوابة الخيمة و يشدّ على فروته من أتضحت له أكمل الصورة، وقوف أبوه و إيده الممدودة ناحية السديم، السيارة الليّ لأول مرة تمر عليّه و البطاقة البنكية الليّ تمتد لها و الليّ يعرف إنها تخص أبوه، ربكة الجوّ و الموقف الحاصل بينهم شيّد نطقه المغاير: سيّارة و بطاقة تجيب لك ضعف نياق نيّاف .. أبوي والله ظلم بكرك أنا
مرر خالد كف إيده على أعلى جبينه يخفي توتّره بنطقه: لها، السيارة و البطاقة و إن كان الطلب زوّد بيتم
نفت السديم لثواني تعضّ شفايفها من غصة أهلكتها، تخفي رجفة إيدينها بخطاها المتباعدة لخلف المخيم بسكون حلّ لوقوف أبوها و أخوها، تخطي لواسع المدى بثقل حِمل جسدها من ألف فكرة تتوارى على ذهنها و من الخطى الليّ تحسها خلفها و كامل تأكدها من هوية الخاطي إلا إنها أكملت خطاها تُضغط كلّها بتجاهل للوليد و بإنها بآخر ثواني نفّسها المرتبك ساقتها خطواتها لمقفى أبوها تخاف تصرفها الليّ بيخرج بعدم إدراك منها و لإنها تستوعب الخطوة المستحيلة اللي خطاها أبوها بالأول و لإنها تحتاج كثير الوقت و الفكر بردها الليّ ما يندّمها بجاي أيامها، طوت الأمتار بخطاها تتجاوز العالية كلّها و ما بعد العالية الأولى، لحدّ العالية الثانية هي زفّرت ترتمي وسط رمال برّهم تحصي بأول ناظرها النجوم الليّ تمتلي بسماهم، كامل أطوار القمر يسكّنون ذهنها و تُجبر تتخذ موقفها الأولي بخطوة أبوها، تحدد مصير أيامها و مصير كامل العلاقة، تتخذ كلّ زوايا العلاقة و المتضررين الليّ تستوعب إنهم أُسيد و لدن قبلها، إن حتى ميّ تستصعب العيشة بخلاف رفضها هيّ و خالد للعلاقة المحتومة - أب و أبنته - و لإن بمجرد رفضها للتقدم بخطوة مساندة لخطوة أبوها هيّ بتكون المخطي الأول، بتعاود العلاقة الأبوية بين أخوانها و أبوها بمثل سابق أيامهم - بقبل كشف هويتها و بإنها بنت خالد - و بمجرد تفكيرها بمصير علاقتها بأكمل العائلة بعد رفضها لخطوة أبوها أقلقتها بقدّ راحتها، ما بين إنها بتبتعد عنهم بشكل نهائي و تستقل بحياتها بعيد عن أمواج عائلتها إلى إنها بتضيع وسط وحدتها السابقة،إلا إنها تستصعب فكرة قبولها بخالد كأب و تستثقل ردّها القابل به كأب، تنهّدت ترتكز براسها على مفاصل أقدامها تستشعر ضيق داخلها و تبتعد أشد البعد بفكر إحساسها بوجود الوليد حولها

ميّلت جسدها تستند على السيارة خلفها بينما أنظارها تتبع صف الثياب و نيّاف اللي يأم صلاتهم، تستمع لنبرة قراءته المختلفة كليًا عن نبرته الدائمة و كلّ تركيز نظرها إتجّه لمقفى سلطان الليّ حل محلّ مناف، يمين أبوها و على جانبه فهد، تمسكت بأعلى ذراعها من قوّة ترديدهم بالذكر بعد رفوعهم من الركوع و لإنها تخص نبرته بالتمييز من بين أصوات أخوانها و عيالهم، إتبعت كل تحركاتهم من بداية تكبيرهم إلى سلامهم و سكون حركة أخوانها من سلّموا تردد ألسنتهم الذكر بعادة أبوهم بينما سلطان ترددت حركته لثواني يلملم بوكه و مفاتيحه، ميّل جسده لناحية عبدالإله يقبّل جبينه و يوادعه: قريب الرياض أنا، ما أغيب
و سابق نطق عبدالإله مرة أخرى بـ "لأجل الأمسية، ماهي رغبة" هزّ عبدالإله راسه بالإيجاب فقط يكرر أذكاره من أبتعد سلطان عن مصلاهم يتجّه ناحية ألين الليّ أعتدلت بوقوفها ما تخفي واسع مبسمها: ترى ما تحلّ محل مناف، الأول هو
رفع أكتافه بعدم إهتمام يقاربها الوقوف: يمينه أنا حتّى بحضور مزعومك، ما ترجعين معي؟
كشّرت تنفيّ: سلطـان
ضحك لإنها تشاركهم غيرة قربه لعبدالإله و لإنها ما ترضى بكونه يمين أبوها بغياب مناف: حبيب أبو عبدالإله ما يحلّ محله أحد، ترجعين معي؟
ما ردّت من كرر سؤاله الغريب بوضعهم و إنه يطلبها ترافقه للرياض بعدم إكتراث لواقعهم و حدهم النظر، رجّعت ظهرها للخلف تستند على السيارة مرة أخرى من جاورها الوقوف يصدّ بأنظاره عن شماله و أنوار الدبابات المشعة وسط ظلمة سماهم: و الأمسية؟ كيف أخذك
رفعت أكتافها بعدم معرفة: لا تتكلّم كذا، يمكن نرجع بدري عشان عمر
ميّل جسده قربها يستند بمفصل إيده على كتفها: ما أتكلم كذا؟
همهمت بخفوت تكمّل: إذا عمر عزّم هالأسبوع ما بـ
قاطع جملتها يتجّه بخطواته لباب السائق يفتحه: بتحضرين، ببقى معك بالرياض
نفت بعدم تصديق من ركب السيّارة يقفل الباب و ما يعطيها فرصة الردّ ..

بالجهة الأخرى، ثبّتت وقوف دبابها بإنهلاك من كونهم قطعوا مسافة كبيرة من خيام نيّاف لعمّق البرّ، و لإن المنقطة الليّ توقفت فيها طينية و صعبت حركتها بثقل كتل الرمال، سنّدت راسها على مقدمة الدباب تشّد على إبهامها الليّ فقدت إحساسها فيه من كثرة ضغطها اللا متوقف عليّه بزر الدباب، إرتفع نظرها لناحية دبابات عمر وسيف الليّ قطعوا نصف المسافة يباعدونها القرب، زفّرت تشغّل دبابها من جديد و تخطّي بتمهل بدرب عمر وسيف، ميّلت الدباب تبتعد عن الخط الطيني و تتجّه ناحية الرمال و الصخور المتكونة بقساوة على الأرض ما تثبّت سيرها، و لإنها تغافلت عن أنوار دبابها المغلقة و إنها تخطي بوسط الظلمة الحالكة تعثرت بصخرة أستوعبت حجمها من أرتفع أولية دبابها و من ظلّت كفرات دبابها الخلفية تشتغل لإستمرار ضغطها على زر القيادة و بكثرة حركتها و محاولتها للنزول تهاوى طرف فروتها لكفر الدباب يلتف كلّه حول الكفر و ينهي حركته، يعدم ثباته و يميل فيها لتجمع الصخور ينتهي إحساسها بكفوفها الليّ أحتمت فيهم من صلابة الصخور، غمّضت عيونها لثواني ما توعّي طيحتها و الألم المستحيل الليّ يعتلي ظهرها، الحرارة الليّ تحسها بوجود فروتها من مكينة الدباب الليّ أنقلب عليّها، كتمت ونينها من توقف دبابات عمر وسيف و سماعها لضحك سيف اللا متناهي، يعجز الحركة من شدة ضحكه ينحني بآخر حيله: ألحقها عمر
عضّ عمر شفايفه ينفيّ: مجنون أنت تضحك؟ تدري تركي وش بيسوي فينا الحين؟ سيـف تكفـى
ردّ سيف النفي يتمسك بأيسر صدره، ما يستوعب ضحكه المستحيل و تردد الموقف بذهنه، من صعدوها للصخرة إلى إنقلابها، دمّع من ضحكه من إقترب عمر ينزح الدباب من أعلى جسدها يسمع شتايمها اللا إراديه لضحك سيف و لإنها تموت ألم، تفتقد إحساسها بإيدينها و أمتنعت بشدة للنظر لهم لإنها تعرف فعايل الصخور فيها و تعرف مقدار الألم الليّ بيتضاعف إنّ حصل لها شوف الجراح، رفعت جسدها تعتدّل بجلوسها بينما ترسل لهيب نظرها لسيف الليّ ينفيّ بإيدينه بعدم قدرته على التوقف، عضّت شفايفها ترفع أنظاره لعمر المفجوع و الليّ ما أبتعدت أنظاره عن إيدينها، مسحت على جبينها بظهر كفها تنزع بقايا الفروه المتهالكة ترميها بجانب الدباب المعطل، أعتدلت بوقوفها توضح لعمر جراح وجهها
مسح على حواجبه بتوتّر لإنه يعرف بزعّل أبوه من أدنى أذى يصيبها، و لإنه يشوف خوفها من جراحها و يفقد قدرته على الحركة و إنقاذ الموقف، تنهّد يبعثر شعره و يتجّه بخطواته لناحية دبابها يأشر لها تركب خلفه يتجاهل سيف الليّ ما توقف ضحكه و تكريره للموقف

عضّ شفايفه ما ينتهي توتره من أقترب للمخيم و من بيّنت له الجلسة الخارجية، وقّف الدباب على بُعد بسيط يلتفت لها: إسمعي .. وش بيسوي أبوك
أشرت له للبقاء بينما هيّ نزلت من الدباب: يدفنك، لا تجي أنا بشوفه
نفى بجنون يسبق نزولها: يدفني لامنه شافك جاية لحالك، سوا حنّا بس أنا متأثر معك بالحادث؟
هزّت راسها بالإيجاب ما تصبر الألم و تخطّي بضعف الألم، مرّت من الجلسة الخارجية تشوف نيّاف المتكّي بنصف جسده على المركى بينما وجّهته ناحية أبوها يعطيها كامل ظهره ما يبّين لها إلا أكتافه، خطّت بتأني للجلسة من تأكدت إنها تخلوا من الكلّ بإسثتناء نيّاف و أبوها الليّ تجمدت ملامحه من لمح هيئتها و من صحح ظنونه بوقوفها بكلّ إصاباتها على حدّ السجادة، إقتربت خطوتها من ثبات أبوها و رعبه الكامل لمظهرها المدمي: غيّـد
نفت تخفيّ كفوفها لخلف ظهرها: ما فيني شيء، لا تخوفني
ألتفت نيّاف بنصف جسده يستوعب وقوفها و سكنت ملامحه من إنتبه لجروح وجهها، ساقها الليّ ما تقوى إتزان وقفتها، و أردفت هيّ تسابق نطقه: ما فيني شيء! جرح خفيف بس .. عمر وسيف معي
ألتفت بأنظاره لجهة عمر وسيف الليّ ما توحي مظهرهم لأي حادث حصل لهم: بـدفنك إنت وياه .. والله بدفنكم
إختلف وقوف سيف يعطّي نيّاف ظهره لإنه يجاهد لكتم ضحكاته، و لإنه يعرف إن ألمها حقيقي ما تتصنعه و لإنها أساسًا ما توضحه نهائيًا إلا إن ذهنه يكرر له تصّور الحدث
عضّ نيّاف شفايفه يبتعد لداخل الخيام، لخيمة وحيدة بزاوية المخيم يأخذ الليّ يحتاجه يرجع بخطواته للجلسة يشوف وقوف عمّه و شدة ملامحه و حدّة لهجته الموجهة لعمر وسيف بينما هيّ متمددة بمكانه، إقترب يشوف سكون ملامحها و باطن إيدينها المدمي، تقدّم يقاربها الجلوس يمدّ إيده لظهر إيدها الأيمن يمسح باطنها بالمطهر بينما أنظاره على ملامحها الليّ ما تبيّن لسعات المطهر الحارقة ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now