٣٣

5.7K 87 16
                                    

و الحساسية الحاصلة بينهم، إن الجلسة ما كانت إلا زيادة تمنعهم عن وصله بصّده الكامل عنهم و لإن بنهاية الجلسة هيّ و أُسيد تخالفوا، إعتلت أصواتهم لأول مرة يصعقون أمهم الليّ ما تستوعب أفعالهم
من أعتلى صوت أُسيد على أبوه بجنون يطعن بأبوته، يرمي بتربيته بشكل فلّت أعصاب لدن الليّ وقفت بصف أبوها و لإن أُسيد ما يستوعب وقوفها ضده و ضد السديم هو شاركها بفعلة أبوه يرفع صوته عليّها و يطلع كلّ حرّته الليّ توقفت بحنجرته عند أبوه يفرغها فيها، و بعدم إستيعابها لأفعاله هيّ كانت تستمع بعدم وعّي و بعظيم الصدمة و لإن ميّ الوحيدة الليّ كانت تستوعب هيّ أجبرته يخرج من البيت تنهيّ خلافه و أعصابه المفلوته
و لإن يومها مناف داوم بالشركة يهد حيل أُسيد، يدمره كلّه يستوعب فعلته و إن إذاه تعدى الحدود و وصل للكلّ، يدمر أبوه، أمه وخواته، و لإن بأسبوع هو تردد على لدن ألف مرة بمحاولة مراضاتها إلا إن خطوته ما تطيعه لخلف بابها لإنه يستوعب حجم فعلته و بشاعتها و يستوعب إن ماله حقّ بطلب رضاها و إن لها أكمل الحقّ بطول الزعّل وكثرته
و لإن مناف يعجز بتحديد مقدار ألمها بعد حرب إكتئاب ولادتها الليّ هلّك كلّ شعورها و كلّ أيامها الأربعين

المسـجد، أنزل جزمته على العتبة الأولية يكمّل دخوله بينما لسانه يكرر الذكر، رفع أنظاره ناحية صفوف المسجد الفارغة و الليّ كانت تمتلي بأعمامه و عيالهم من أيام، و لإن أفكاره السوداوية ما تنتهي هو إستعاذ بالله يخطي للصف الأول يكّبر لسنّته يستلحق الإقامة، بأول سلّامه حسّ بوقوف أحد بجنبه و من إنحنى ينزل عقاله توضحت لمناف هويته، أرجع ظهره للخلف يتكّي على العامود خلفه يتبع بأنظاره ركوع فراس و بآخر سجوده أعتلى صوت الإمام بطلب الاستقامه ينهي تتبّع مناف الليّ أستقام يحسّ بالكتف الليّ يصاحب شماله و الليّ لأول مرة ما يكون كتف عبدالإله، كّبر خلف الإمام، يطوّل بركوعه و سجوده بتكرير الذكر الليّ يخفف ثقل لسانه المتمنع بالدعاء، يستثقل كلّ دعاء من طولة العمر لـجده لـ الدعاء بالرحمة و المغفرة لـرائد، من سلّم إحترقت محاجره بحرقة دمعه لإنه ما يستوعب أفعاله و إنه يخطي لموطن رائد بكامل وعّيه، لإن الذكريات تنهش ذهنه من ذكر رومـا و أيامها و إنه من الأساس خطط للبقاء بشقة رائد و أستبعد غيّرها من الشقق و الأماكن، تنهّد ينحني براسه بينما يسند أكمّل جسده على العامود خلفه يستمع لنطق فراس بالتشهد الأخير إلى سلامه، ألتفت بلحظة سلامه من نطق بسرعة خيالية: أبو عـزام رسمي
تعدّل من ملامح مناف المتبلدة يصحح نطقه: يعنـي أمّ عزام حامل .. منـاف ميهاف حامل
إبتسم بإتساع لإن ملامحه تغيّرت بلحظة لإنّه لأول مرة يشهد تغيّر ملامح مناف الليّ رّجف قلبه ما يستوعب لأول مرة الحكي و لإنّه يشيل همّوم علاقة أخته بفراس من بدايتها و كان يستعد لإنفصالهم بأي لحظة، يستعد للخراب الليّ بيحصل و للتفكك بين أهله و الدمار النفسي الليّ بتعيشه ميهاف و لإنه هلك التفكير فيها و إنه ما يقوى يهد فراس لأجلها، لإنّ بلحظة إنزاح كبير همّه بحمـلها ..

«بـيـت منـاف»
عضّت شفايفها من شديد وسعة مبسمها من رسايل أهلها و لإن صبرها نفذ بنقل الخبر لهم بأرض الواقع و لإنها بترافق فراس للشرقية لأجل أهله و لإن من الأساس جلسة أهلها بالديرة بتطول لنهاية إجازتهم، ضمّت أرجلها تتبع بأنظارها الرسايل المتتالية الغيّر مصدقة من أمها و أبوها، نيّاف الليّ تنقطع شبكته و ينعدم تواصله لكثير المرّات من بعيد الأبراج عن شبك الإبل، و إيلاف الليّ ما كان ردّها إلا صورة وحيدة تتحمّل على المحادثة و بلحظة تحمّيلها توضحت محتواها، رسمه بوسط غرفتها ببيت أبوها، وقوف ميهاف الكامل و وسط أحضانها لفّة طفل، بثواني تدقيقها الشديد للرسمة علّقت إيلاف أسفلها "كنت متوقعة" و لإنها تعرف بحساسية إيلاف إتجّاه فراس و إتجاه علاقتهم كلّها و كثير ظنّونها بإن علاقتهم تزيد سوء و إن إنفصالهم قريب، ضغطّت على محادثة إيلاف الخاصة و قبل إتصالها إرتفع صوت مناف بنداه، باللقب الليّ قرره فراس و لإن نبرته توضح شـدة فرحته و لكثير الثواني جاء لظنّها إن المنادي نيّاف لإن مناف ما تخـرج منه نبرة محددة، ما يوضح شعور بنبرة أو بملامح، عدّلت أسفل فستانها توّقف خطوتها من بيّن دخوله و من تقدّمت خطوته ناحيتها، تفيض سعادته بناظره بشكل تركها ما تقاوم إبتساماتها تتقدّم ناحيته أكثر تضمّه من قبّل راسه بواسع روحه: الله يتممـه و يقرّ عينك فيه
ضحكت تبتعد بخطواتها ناحية الكنب: و قـررت إنت إنه ولد؟
هزّ راسه بالإيجاب يقاربها الجلوس: إحساس الأبـو ما يخيب، قلت ولـد و كان ولد
نفت بعدم إقتناع: و لدن قالت ولد، الأمّ هي الليّ تحس و تعيش ولا؟
رفع حاجبه من لفّت الموضوع كلّه: إنتي الصح و أنا الغلـط
إبتسمت بإتساع تخفي كثير ضحكاتها الغريبـة و الليّ تتفجر وسط شرايينها، رجعت بظهرها للخلف تلتفت بأنظارها ناحية لدن الليّ تقدّمت بإيديها صينية القهوة و لإن مناف مباشرة تساءل: إنتي مسويتها؟
ما ردّت لدن تتقدّم بخطواتها أكثر ناحية الطاولة، تترك الصينية وسطها تبيّن عدد الفناجيل عليّه: لـيّ و لها بسّ
هزّ راسه بالإيجاب يعتدّل بوقوفه بينما يوجّه حكيه لميهاف: بسوي جديدة بالمجلس، تعالي إن ودّيتي
همهمت تمسح على أعلى حواجبها من ردة فعل لدن و إنها ما توقعت فعلته و جحدانه، و لإن روحـها تتسع لأكمل الكون من شخص مناف المختلف و طريقة حكيه الليّ لأول مرة تشهدها، من خرج هيّ صبّت لنفسها قهوة تمّثل الإستلذاذ فيها و ترضي ملامح لدن

أنزل مناف أنظاره ناحية معصم إيده يلفّ الشماغ حوله بينما خطواته متجّهة ناحية الداخل و بأول دخوله هو إتجّه ناحية ميهاف يقبّل راسه للمرة الثانية: فراس ينتظرك، بتمشون
هزّت راسها بالإيجاب بينما تلفّ حجابها لإن فراس علّمها من ثواني و لإن من الأساس خططوا لإن خط الشرقية يكون بعد الفجر لأجل يقضون كلّ الشروق وسط الخط و الخلوة، و لإن طيارة مناف و لدن بعد ساعات قليلة: ماشية أنا، جيت أعلّمك لإنك الوحيد بالرياض
هزّ راسه بالإيجاب يحاوط أكتافها و يرافقها للخارج، لحدّ سيارة فراس و من حركت السيارة رجع بخطواته للداخل يتنهّد، سكّر الباب الداخلي خلفه يتقدّم بخطواته لناحية جلوسه و لإنه يحسّ بتغيّر ملامحها و سوء نفسيتها ما تكلّم، تمدد بحضنها يخّرج جواله من ثوبه و يرفعه على مستوى نظرها الليّ كان مثبّت على أصابعها الليّ تخلخلت وسط كثافة شعره المموج و الليّ تركه يطول لحدّ أسفل عنقه
فتح محادثة أهله بينما يمرر إصبعه وسط الشاشة يتبّع فرحتهم و كبير صدمتهم، توقف إصبعه على صورة إيلاف و رسمتها المتقنة بشكل خيالي، و لإنّه ما ظنّ إن أحد يهوى الرسم غيّره كانت صدمته شديدة و تفاعله الوحيد بالمحادثة كان إعجاب لصورتها فقط، بثواني أخرى ضغطّ على إسمها يتصل و بأول الثواني هو أملى عليّها: أدواتي بالكوخ، بالمزرعة و الإسطبل أخذي الليّ تحتاجينه
تركت مرسامها تنفيّ: عندي كل شيء، مناف أرسم من زمان
: و ما علمتي أحد؟ إيلاف
همهمت تبعثر شعرها بتوتر صابها من نبرته: أمي و أبوي يعرفون، لا تكلّمني كذا
زفّر يهمهم بخفوت: إذا تبين شيء كلّميني، هنا و بـروما ..

«الـمـطـار»
سندت راسها على كتفه بينما أنظارها معلقة على كراسي الإنتظار أمامها، رهبة شعورها بإنها أول سفرة لهم سوا، أول سفرة لها بدون أهلها و لإن سوء شعورها يشارك رهبتها هيّ تستصعب النطق و من أول تجهيزاتهم ما نطقت الحرف، كلّ كيانها تشتت من آخر مكالمة لأمها و الليّ كان محتواها كثير العتب بتعاملها مع أبوها، حالة أُسيد و إنه هلك يدور رضاها، إن حتى السديم كانت تجالس قريب أبوها، تشارك بمواضيع أعمامها الليّ يتشاركها أبوها و إن الأمور ركدت و هيّ ما صالحت وضعهم، ما تأكدت من صحيح الأمور و كلّ الموضوع يثقل قلبها و ياخذ كلّ تفكيرها
توقف خطوتها من نداء الرحلة و الليّ ما كان بمستوى صوت أفكارها المرتفع و ما إنتبهت إلا من مناف
خطت بجنبه لأول عتبة بالطيارة إلى آخرها، لحدّ مقاعدهم و كان كلّ تأملها لسما الرياض المكتظة بالغيوم المملؤة و بدقايق بسيطة كان الرذاذ يتساقط على واسع ساحة المطار و شباك الطيارة، يتجدد كلّ شعورها بالنسيم الواصل لها من بوابة الطيارة و من رائحة المطر الليّ أنتشرت بأنحاء الطيارة، لإنّ الريـاض توادعهم بمطـرها

توّقفت خطوتهم على أرض رومـا، الحيّ الليّ زعزع سكون أركان مناف من كثير الذكريات الليّ توارت على ذهنه، بكلّ زاوية يملك ألف ذكرى لـرائد و آخرهم صدى ضحكاته الليّ كانت تنطلق بأنحاء الحيّ الهادئ بآخر لياليه بروما و مصاحبة رائـد له، بدأت هلوسته و أوهامه ترتسم على زاوية شقتهم بوقوفه ضد الجدار يضاحك رائد المكشّر، أرتجف كلّه من خُيّل له أكمل المشهد و إن أنظاره ترسم كامل وقوف رائد بهيئته الأخيرة، أكمل خطوته يحسّها خلفه ناحية الشقة الوحيدة وسط الحيّ الشاعري بكلّ ما فيه
أنزل ثقيل الشنطة على الأرضية يخرج مفتاح الشقة و بثواني أخرى فُتحت يخطي لداخلها، ينزل الشنطة بأول أرضيتها و يصارع فِكره لأجل ما يوضح عليّه شعور و يخوّفها أكثر، رفع أنظاره لأركان الشقة المنتهية بالغبرة لمرور كثير الزمن بفراغها و لإن رائد توفى بعد آخر جية لهم لروما بقليل الأشهر، أكمل خطاه لجوف الصالة الوحيدة، للكنبة و طرازها القديم، شاشة التلفزيون و السوني المحطوط أسفلها و كلّهم بإصدارات قديمة، أرتجفت نظرته بتماثل لضلوعه من طاحت أنظاره على لحاف رائد المرمي بإهمال على طرف الكنبة، ألتفت عليّها من حسّ بوقوفها بجنبه و من تساؤلها المباشر و نظرتها المشتتة: شقتك؟
هزّ راسه بالإيجاب: أنا و رائـد
ترقب لوعة شعورها الليّ أنعكست مباشرة على ملامحها، صدمتها و إنّها ما توقعت هالشيء نهائيًا رغم إن السفرة و تخطيطها من البداية كانت غريبة إلا إن ما طرأ عليّها رائد أو إنّ له أي صلة بالسفرة، إتبعت بأنظاره دخوله للغرفة الجانبية بينما هيّ أكملت إستكشافها  لأنحاء الشقة، بداية من الصالة و الطاولة القصيرة نوعًا ما بنصفها، البرواز الصغير الليّ يحمل صورة موشوشة بفعل الغبار عليّها و من أقتربت تحرك البرواز بخفة و تنهي تجمع الغبرة حوله، توضحت لها أكمل الصورة الليّ كانت مجموعة لتسعة صور لمناف و رائد بصغير عمرهم و لمختلف وضعياتهم، إنّ إبتسامته كانت ما تُخفى نهائيًا و بكل وضعياته كان يبتسم بإتساع، أنزلت البرواز من صوّرته و أكملت خطواتها لخارج الصالة المبعثرة لحدّ الغرفة الجانبية تبحث بأنظاره عن مناف الواقف مقابل الدولاب و أسفل أقدامه شنطتهم، مررت أنظارها على أكمل الغرفة الهادية بطابعها و الليّ يطغى فيّها اللون الأسود، حتى المفرش الليّ غيّره مناف للتوّ كان بأكمله أسود، تقدّمت بخطوتها بجنبه و تاهت كلّها من رجفة كف إيده الليّ فقد السيطرة عليّها و لإن كلّ جوفها أحترق هيّ تقدّمت أكثر تقبّله بهدوء لكثير الثواني، تهد آخر حيله و ترّجف قلبه وسط ضلوعه من أبتعدت تستند على صدره ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now