٣٩

2.2K 44 0
                                    

طغى فيه الشعور من إختارت أغنية تناسب الخط بالمستحيل، تخلق ألف شعور وهمي يعجبه .. لفّت كامل جسدها تستند على الجهة اليمنى من مقعدها، تركز بكل نظرها عليّه بدل شباكها و الخط تتأمل بعمق لأول مرة، بكل حركة تصدر منه، من عينه اللي تخط الطريق إلى حركة أصابعه على شماغه، و المختلف معاه من بداية الأغنية يهوجس إلى مالا نهاية بألف شيء، ما يوعي إلا السمع، حتى نظره ما يوعيه و يحسّ بإن قيادته تسير على إعتياديته للخط فقط و من أستوعب هو بضرب ذهنه بإنه يفقد سيطرته على كل حواسه يخفف من سرعته و يحدّ الخط لجانبه، يتعمّق بالدخول بنية مختلفة لإنه يشوف منظر السماء وهو ما يفوت منظرها أين ما كانت أراضيه، وقّف من توسط الصحراء ينزل بهدوءه و يتركها خلفه بألف أستفهام ما تفهم أسبابه و ما تستوعب أرضهم من شدة الظلمة اللي ما تعتادها، ما تميز مكانهم بعد إغلاقه لضوء السيارة يتركها بتشتت من إتجّه للخلف يفتح شنطة السيارة لدقايق معدودة و يرجع يسكرها لإن حمد ما يهتم لأمور البرّ نهائيًا و لإن نيّاف كان هدفه سجادة فقط إلا إنه ما حصلها، وهو فعليًا ما يهتم لوجود أي غرض و ما يحتاج لأي شيء يعتاد على كل هالأمور، بإنه يخرج للصحاري و ما يستعين حتّى بالسجاد إلا إنه ما يعرف عنها .. وجّه أنظاره ناحيتها يتساءل: بتنزلين؟
ردّت السؤال بآخر: بتجلس هنا؟
هز راسه بالإيجاب يتبع بأنظاره نزولها و توقف لثواني يستوعب إنه ما ترك لها فرصة تبدّل فستانها لكثرة تخبطه ما أستذكر حتّى إحتياطاتهم: فستانك؟
هزت راسها بعادية لإنها أساسًا ما جهزت فستان يناسب عقد ثاني و كان بطابع هادي إلا إنه يجمّدها و ما ترددت بالنطق من أنزلت عبايتها: باخذ فروتك ..
هز راسه بالإيجاب فقط يتجّه لمقعده، يسكر السيارة و يرجع للجهة الأخرى و بعادته يتكّي على السيارة بجلوسه و يتبعها بعينه تعدّل تناثر خصلاتها بينما أنظارها تتبع السماء و يميز منها الإندهاش بإختلاف مظهرها، ما تكون مثل ما هي عليّه وسط المدن و تختلف كليًا بعيدًا عن أنوار المدينة و ضجتها، و هنا كل حبّ نيّاف و إختلافه وسط أهله و تعريفه بإنه صاحب الصحاري، رفع أنظاره للسماء يركز على كمّ النجوم فيها و من ألف إختلاف هو ركز على إنه ما يتلاقى مع مناف إلا بتمييزه هو بإن حبّهم كل نجم يمر سماهم، بإختلاف طرقهم برؤية كل نجم - بإنه هو يبتعد عن أنوار المدينة لموطنه الصحاري تتضح له الرؤية، و بإن مناف يختلي بظلمة غرفته و وحدته يصاحب الأجهزة الحديثة تتضح له الرؤية - و بالإختلاف الآخر الإثنين يعتادون على ترقب النجوم بوحدتهم إلا إن بتوقيت آخر ما يعود للقواعد معنى بإن الإثنين يودون التأمل بشخص مختلف ..

«رومـا، الصبـاح»
ميّلت جسدها تتمدد بأكملها على الكنبة و تتفكر للمرة الألف بآخر ثلاث أيام، بإنتهاء كونها من صحة إحساسها بإنها حامل، و بثقل نفسها بلحظة معرفة مناف و بألف إعتقاد وهمي أجبرت ذاتها على تصديقه، بإن نظرته بتتغير كليًا و بيختلف كل شيء بعد معرفته المباشرة لإنها تخاف الحمل و إنها ما تتخطى نهائيًا أحداث إجهاضها .. و بالمختلف تمامًا كان بتعامل ما تصورته، يختلف كلّه بشكل ما تعتاده و يتغيّر حتى بحكيه، حنـون بالمستحيل و هذا الشيء الوحيد اللي تستوعبه من آخر الأحداث، بعد كثير الحكي و النقاشات اللا متناهية بغريب الحال من مناف هيّ أدركت إن إجهاضها كان لأسباب حادث ما يمد لأي أسباب تكمن فيها بمثل ظنّها الواهم، بإن شيء يعيبها و يجهض جنينها بكلّ حمل و لهالسبب هيّ كانت تموت بخوفها بلحظة فحصها، تغيّرت نفسيتها تحسّ الحياة بعد الموت .. عدّلت تمددها من خرج من الغرفة يلبس تيشيرته و توقّفت خطوته من إنتبه لوجودها: صحيتي ..
هزّت راسها بالنفيّ تشدّ اللحاف حولها بإحساسها المستمر بشدة البرودة: ما نمت
ما ردّ لثواني يتجه بخطاه لمحل جلوسها و بسيره مدّ إيده للابتوب يحمله معاه لحدّ جلوسها و بتقدمه هي عدلت جلوسها لإنه بيجلس بجنبها، قبل تنطق بفضولها هو فتح اللابتوب يتبعه بأنظاره و يتكلّم لها: بنرجع، بعد يومين
ناظرته لثواني بعدم إستيعاب لإنها ما توقعت، ما بيّن إن وده بالرجعة القريبة و بتلخبط شعورها بحملها و إن نقل الخبر لأهلهم بيكون ضغط مستحيل عليها و بنظرتها هو فهم مباشرة يردّ بينما أنظاره تتجه للشاشة: أهلنا، فرحوا معنا و عاشوا بالأول و بيفرحون معنا للتمام
ما ردّت ترجع ظهرها للخلف و تشتت أنظاره لدقايق تتفكّر بكل ردة فعل، و بألف فكرة داهمتها أنتهى فكرها من سكّر اللابتوب يتمدد بحضنها، راسه على فخذها و طُردت أفكارها من إنتبهت لإنه محلق: منـاف!
إبتسم غصب لإنه رهان بنفسه على هالنبرة منها، و لإنها من البداية تغرق بأفكارها ما تنتبه له هو نطق بنبرة ما تُسمع منه لمدة تفوق التسع سنوات: أخيـرًا
ضحكت لإنها تتذكر بإن آخر نطقها بالأمس كان بإنه شيّب، و للمرة الألف هي تنطقها لكن ما توقعت ردة الفعل بتكون حلق، تعرف بإن الأمر وراثة من عمّها لعياله و كان نطقها بلا هدف: كان حلو طيب
غمّض عيونه ما تختفي إبتسامته: بتندميني يعني
هزت راسها بالنفيّ تمرر إيدها على راسه تنتبه لوجود قليل الجذور البيضاء و قبل إضافة ردّ منها إنتبهت لإن حتى إبتسامته ما تغادره، إنه طوال الثلاث أيام السابقة كان يبتسم بالمستحيل، يرضيها بإبتساماته بأشد أوقاتها .. و فعلًا يختلف كلّه بأحواله و تصرفاته، حتّى بكلامه يختلف و كل إختلافه لأجلها و هيّ تحب منه هالإختلاف، إتكّت براسها على ظهر الكنبة من هدأت ملامحه مرة أخرى: ربع ساعة بس وصحيني

ما تعرف كيف مرت الـ "ربع ساعة" بساعات، و كيف تبدّل جلوسها لإنها تتمدد بجانبه، يحاوطها كلّها و يثبّت كفه بجانب كفها على بطنها، أرجعت راسها للخلف تستند على كتفه من حسّت بحركته و إنه صاحي معاها، قبّل عنقها يحسّ الحياة بعد موت سنينه، كل فعل يصدر منه يحسسه بإنه يعيش ما يعرف للموت طاري، ما يعيش السواد الليّ هو هويته الدائمة، ما يحس الفراغ الدائم اللي يعتاده .. إعتدل بجلوسه يسحب تيشيرته المرمي يلبسه و يدرك إنه ما يتخلص من عادته، يصحى من نومه و ينزع تيشيرته بعدم إدراكه ما يعتاد عليه أثناء نومه، مدّ إيده لجواله يشوف إن الساعات تمرّ بشكل خيالي، تخرب نصف خططه لليوم القبل الأخير بروما، فتح الرسالة الوحيدة الليّ وصلته من نصف ساعة بتسجيل صوتي من صاحبه الإيطالي، و بعادتها هيّ ترقبت ملامحه فقط ما تفهم شيء من كلامه و إبتسمت غصب من ردّ بتسجيل هو كذلك يتكلّم بالإيطالية المختلفـة كليًا منه، تغيّرت نبرته من لف أنظاره عليّها يعرف إنها تحب الإيطالية منه، بكل مرة تطوّل نقاشاته مع الإيطاليين لأجل يطول كلامه فيها و ضحك غصب لإنها تبتسم بصدق مستحيل و لإنه يحب هالتغيّر منها، تتغير طريقتها و تجبره على التغيّر معاها .. أنهى التسجيل يترك الجوال على الطاولة و يتكّي على ذراع الكنبة: بنخرج
هزّت راسها بالإيجاب تعتدل بجلوسها بعد تمددها: توقعـت
إبتسم للمرة الألف لإنها تستعبط عليّه بهالطريقة، بإنه ما يكلّم أحد إلا لأنه يرتب لخرجه و هي تعتاد عليه ..

شدّت على جاكيته الليّ تحمله على ذراعها تتفحص بأنظاره المكان الفارغ بشكل مريب، الشاطئ أمامهم فارغ و غير طبيعي لإن الجوّ معتدل بالنهار، عدة أدوار تقابل البحر فارغة تمامًا و تحاول بكل قدرتها تنفيّ إن علاقات مناف تصل لإنه يفرغ المكان لأجل تاخذ راحتها إلا إنه المنطق الوحيد المعقول، ترقبت بأنظارها وقوفه على بُعد منها يكلّم بهدوء، ألتفتت بوقوفها للبوابة الخارجية لأحدى المباني يعكس مظهرها، يعكس وقوفه بإستناده على عامود الإنارة يمسح على جبينه، بحلته الدائمة بالأسود رغم إنه لأول مرة يصرح لها بإن جوّه اليوم كان بني إلا إنه ما يملك إلا السواد الطاغي بكلّ أطقمه، لثواني فقط و أغلق المكالمة يتوجّه بخطاه لوقوفها الحائر وسط المكان يعكّف نظارته بطرف تيشيرته، ما يتركها تستوعب شيء من إنحنى يبعد السجاد عن مقدمة المدخل يحمل من أسفله مفتاح المبنى و ضحكت بعدم إستيعاب: مناف!
إبتسم يهز راسه بالنفيّ لإنها واضحة له، تنفي فكرة إنه فعلًا يحجز المكان بأكمله لأجل تستمتع و لإن الأمر ما كان بصعوبة بالغة، صاحبه مالك المنتجع بأكمله و بمكالمته هو أنهى جميع الحجوزات، أفرغ المكان بفجر يومهم و بطلب مناف هو ترك مفتاح البيت بأسفل السجاد و حذره ألف مرة بإنه ما يبي يشوف أي بني آدم أمامه، ولا حول المنتجع .. دخل للداخل يشوف إن المكان مُهيأ لهم، التجهيزات كاملة لإنهم يقضون ليلتهم هنا
إتجه ناحية غرفة نوم يترك الشنط على السرير يسمع تقفيلة الباب وخطواتها بإتجاه الغرفة ترمي حجابها على ظهر الكنبة و تتمدد عليّها مباشرة، هزت راسها بالنفيّ من تساءل وهو يرتب تيشيرتاته "تعبتي؟" و من إنتهى هي إتجهت ناحية الشنطة الأخرى تفتحها و تطلع منها المقص تلتفت لمناف الليّ إتكى على الجدار يمسح مقدمة أنفه بترقب لشعرها المتروك على راحته، ما يطول بالطول الهائل إلا لوصوله لمنتصف ظهرها إلا إنها تصر بإنها تقصه، وبإن أمها حبّها طول شعرها و تنهيها عن قصه دائمًا وهي تستغل فرصة إبتعادها عن أراضي ميّ .. هز راسه بالإيجاب مباشرة تعطيه المقص و تلتفت للمرايا، يتقدم هو خلفها يوازن ثبات راسها للأمام و يجهل كلّ طرق و أساسيات القص، يقص بالشكل الليّ هو يشوفه الصحيح و ما أمتنع عن القص أكثر إلا من بيّن عنقها له يرفع نظره ناحيتها يتوهق بإنه قص كثير، كثير باللا معقول إلا إنه لاقى إبتساماتها المستحيلة بتأملها لإنها خرجت بأكثر من المتوقع، لإن قصّه يناسبها أكثر و لإنها تفرح بشكل مستحيل و ما تركت له الفرصة من أبتعدت تعدّل خصلاتها: ببدل و نطلع، طيب؟
هزّ راسه بالإيجاب لإنه ما يبي يفوت آخر النهار بروما، آخر يوم له و ما يستوعب إنه بيتركها، بإن أساس كلّ ظنون مراهقته و بداية شبابه بإنه بيكمل عمره بين أراضيها، و تمنعه الوحيد بإن عبدالإله بالرياض، ما يترك الرياض نهائيًا و الإثنين ما يعتادون الحياة بدون بعضهم و كان همّه الوحيد بإن روما و عبدالإله ما يجتمعون .. غيّر تيشيرته لآخر ما يختلف عن الأول بشيء، إتجه للطاولة يسحب عود صغير يتركه على طرف سنه لإنه يعتاد على هذي الطريقة و إن ما كان العود بيكون دخان، عدّل أكتافه من فُتح باب دورة المياة لثواني ما يصدر منها صوت إلا إنها نطقت بنبرة تصوّر له تعابيرها: منـاف
و بعدم إدراكه هو خطى لمقابل الباب يحسّ ترددها لألف مرة و الليّ تركها تنطق وهي مغمّضة لطاغي خجلها: تربط لي الفستان؟
ضحك غصب يهز راسه بالإيجاب لإنه توقع كلّ شيء إلا هالطلب، كان على وشك يترك صحة عقله لإن نبرتها الأولى مستحيلة، و طلبها ينهي المستحيل لإنه ما يشوف للخجل داعي، و لإنها سكتت مرة أخرى ما يخرج منها الفعل هو طرّف الباب يصدّ بأنظاره إلا عن ظهرها و حبال فستانها المتروكة لإنه ما يضمن نفسه أكثر، تقدّم يربط الحبال بالطريقة الليّ يحسّها الصح و من إنتهى هو خرج بهدوء يترك البيت كلّه يرجي الثبات فقط لإنها ما بتعيش يومها بخجل منه و ما يبيها تحسّ بإنها تنهينه بهاللحظة خاصة إلا إنها تزيده أضعاف بخروجها، و بإنها تبتسم بمستحيل أكثر ما يتمنع ناظره عنها و إنها حـلـم مو عادية نهائيًا، فستان بني خفيف بتفصيل وحيد، يُربط من الخلف بحبال يتناسب بشكل خيالي بقصتها و لإنها ما تركز عليّه هو يتأمل إلى مالا نهاية، ما يكتفي أبدًا .. رفعت أنظاره له بعد ما كانت تركز على جوالها و محادثة البنات و لإنها للآن تبتسم لسوالفهم الأخيرة هيّ ما ركزت نهائيًا بإنه ما يكف تأمل: بتصور شوي و أجيك
هزّ راسه بالإيجاب لإنه تعطيه مساحة أوسع بالتأمل من إتجهت للجهة المقابلة للبيت و المرايا الليّ تعكس الغروب، الشاطئ و البحر و بزاوية مثالية لإنه ياخذ كافيته منها .. و برغبة جامحة هو يبي يرسمها بهالمنظر، و بالوقت نفسه ما يبي يفوت لحظة تأمل لإنه بياخذ وقت بدخلته و أكتفى فقط إنه يشبّع عينه فيها، يرسم اللحظة بذهنه و يحتفظ فيها بإنه يرسمها بوقت آخر، بربع ساعة ما قاربه فيها الملل هيّ إنتهت تعدّل خصلاتها للجانب و إتجهت ناحيته تترك جوالها على الطاولة أمامه: نسيت شيء داخل بجيبه و أجيك
للمرة الثانية تستخدم "أجيك" و ما كانت عادية نهائيًا لإنها تنضاف لآخر تماسك عروقه، ترقبها من إتجهت للداخل لدقايق فقط ترجع بإيدها كاميرا ما تغادر ذاكرته، بإصدار قديم جدًا إلا إنها شغّاله و عرف مباشرة إن بأوقات خروجه من الشقة كانت هيّ تستكشفها، و طاحت على مفتاح الغرفة المغلقة المليئة بأغراض مراهقته، آخر أيامه مع رائد بروما و من ضمنها كانت الكاميرا الليّ تصوّر فيها هو و رائد ألف صورة، بكلّ أرض و بكلّ حدث و الآن هيّ تعيد الذكرى، إبتسمت تغمّض لإن الهواء بإتجاهها قوّي و يتحكم بحركتها: يصلح تجي روما بدون تتصور إنت؟
هزّ راسه بالنفيّ يعدّل وقوفه: إذا إنتي معي ما يصلح
ضحكت تهز راسها بتأييد و تثبّت إيدها بذراعه تسوق خطاه للمرايا مرة أخرى تثبّت عينها على العدسة تشوف إن ملامحه هادئة، ساكنة كالدائم و كشّرت تصور بشكل عشوائي، إصبعها يضغط الزر و تُلتقط صور لا نهائية: سوّ شيء مناف غيّر لا تثبت كذا
و ألجمها بتفجّر عروقه من قبّل عنقها ما يعرف للصحة درب، يبعد الكاميرا الليّ وثّقت كلّ الحاصل عنها يقبّلها لكل جنون شيّدته فيه ..

رفع أنظاره للسماء ما يصفى جوه بإن السحب كثيفة و ما للقمر وجود بفعلها، رغم معرفته التامة بإن ليلتهم ممطرة إلا إنه يودّ القمر أكثر .. أنزل أنظاره مرة أخرى عليها تشرد بذهنها و بنظرها للسماء كذلك، تتوسط أحضانه و تثبّت راسها على كتفه بشبه تمدد بينما ذراعه تحاوط أكتافها، المدّ يوصلهم بقرب بسيط ما يتجاوز أقدامهم و الظلام يعمّ المكان بأكمله من بعد الغروب نظرًا لعدم وجود عمال مسؤولين .. لثواني فقط و نوّر المكان بأكمله يشع بشكل مبالغ و بثواني أخرى نوّر جواله برسالة صاحبه بالإيطالية "عصّبت؟" و فهم مباشرة إن خوف صاحبه من إنه يعصب لوجوده و لإنه خالف تحذيره بعدم وجود أحد حول المكان إلا إنه يثق و يتأكد إن صاحبه ما تجاوز الحدود لذلك ردّ "لا، سكّرهم" و للحظة أخرى أظلم المكان تكبر علامة الأستفهام براس لدن لإنها أساسًا ما أستوعبت إن المكان نوّر و الآن زاد عدم إستيعابها بإن الظلمة تحل من جديد، عدّلت جلوسها تقابله: وش مناف!
تعدّل بوقوفه يترك جواله بين إيدينها: ولا شيء
و بآخر نطقه هو أبتعد يتجّه للبيت ما يجاوب تساؤلها، رجعت تقابل البحر تتكّي بإحدى كفوفها للخلف بينما الأخرى تتصفح جوال مناف، تستكشف كلّ ما فيه بداية من خلفيته المؤكدة بصورة عبدالإله بشبابه، تشوف التشابه المستحيل بينه و بين عمّها فهد، و الأكثر بين مناف و نيّاف بتسلسل رهيب ما توقعته، لإن عبدالإله ما يشابه أبوها، تركي و زيد لكن لمحته تميّل بالأكثر لسيف الليّ أدركت الآن فقط إن حتّى لمحة ملامحه تشابه مناف و نيّاف بالكثير، و إن الشبه المطابق لجدّه عمها فهد و عياله، دخلت لألبومه تشوف الصورة الأخيرة الليّ كانت لشوارع روما، ألف صورة لأحياءها، سماها و كثير الصور لورود لا نهائية ألتقطها بروما، ألف صورة لكلّ راية خضراء مرفوعة بشوارع الرياض و صور أخرى لأعمامه و عيالهم و نادر جدًا يكون هو بينهم، إتبعت الصور لشخصيات كبرى بالدولة و أصحاب مناصب عالية بالنيابة، صور عشوائية لرسماته .. ما أكملت إستكشافها من مدّ إيده يسحب الجوال، يرجعه لجيبه و كشّرت تتكّي على صدره من جلس يترك اللوحة و أدواته على جانبه: ما يزعل، خصوصياتي
رفعت حاجبها بإندهاش تلفّ ناحيته مباشرة و ضحك لإنه كان ينتظر ردة الفعل هذي و تعمد النبرة الجدية لأجلها، قبّل خدها يرد بـ "أمزح" و بأكثر كلمة ما يذكر متى آخر مرة أستعملها أو فعل فيها، يستنكر حتّى نطقه فيها، رجعت تتكي عليّه: يزعّل صدق بس لو ترسمني ما بزعل
ضحك مرة أخرى لإنها تعرف إنه بيرسمها و إنه للمرة الألف يكسر قواعده بإنه يرسم و يدقق بوجود أحد إلا إنها تستعبط و تخلق الزعل و سبب لرضاها ..
مدّ إيده للوحة يفتح أكياس الحماية و لثانية فقط رفع أنظاره للسماء بيأس لإن القطرات إنتشرت حوله، رجّع أنظاره ناحيتها من أبتعدت عن أحضانه ما تعطي بال لرسمته و تتجّه لمقدمة البحر  أقدامها بحضور واسع إبتسامتها، تغمّض عيونها و تطلق إيدينها بحرية تستشعر كلّ قطرة، لثواني فقط تزداد كثرة المطر تغّرقها كلّها إلا إنها ما تهتم إلا لرحابة صدرها بإن اللحظة كانت تستوجب شعور المطر .. إبتسمت أكثر من حسّته خلفها يحاوط خصرها، يثبّت راسه على كتفها و إستندت هيّ عليّه: راضاني المطر منـاف ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now