٥٤

1.2K 41 0
                                    

تدخلها تحسّ السكون الغيّر دائمًا بأركانها تفتح الأنوار الخافتة فقط بينما تُكمل خطوتها للأمام وأثناء حركتها نزعت السويتر اللي تلبسه تبقى بالتوب الأسود المطابق لبنطلونها فقط ترميه على الكنبة المقابلة، تمددت على السرير تستريح وما تملك أي وسيلة للتسلية الآن لإنها تركتها شنطتها بالأسفل تنساها بجانب جوالها ولإنها ما تملك ذرة التفكير بإنها تنزل تجيبهم هي سكّرت الأنوار مرة أخرى تبعد الستائر عن واسع الشباك الزجاجي تتسلل أنوار إضاءة الحيّ بخفة وتُعكس على أركان الغرفة، علّت درجة التكيف ترجع إدراجها للسرير تتمدد مرة أخرى بينما ترفع اللحاف على كامل جسدها تنوي السكون لولا حركة فتح الباب تعكس جهة تمددها تقابل دخوله تشوف سواد جسده فقط نتيجة الإضاءة الخافتة يسكّر الباب خلفه، يدخل بهدوء العالمين يترك بعض الأغراض على الطاولة ويتجّه لغرفة الملابس فقط يبدّل ويخرج عاري الصدر، يتمدد بجنبها بلا أي حركة أخرى إلى أن قاربه جسدها تدخّل نفسها بين ذراعينه تُغمر فيه وإبتسمت بخفة من نطقه "يـوم" فقط تفهمه وتدرك معانيه بإن لمدة يوم كامل هي ما قاربت حضنه والآن بعد مرور الأربعة وعشرين ساعة بالتمام هي ترجع مرة أخرى: نمت بحضن ميّ، أدفى وأحن حضن لو ما تدري
ضرب أرنبة أنفها بقدمة إصبعه بخفة لإنه تعابط بشكل مو طبيعي تضحك فقط، تدفن راسها بكتفه تمنعه عن الإستمرار ولثواني فقط تسكن أجسادهم بهدوء طاغي ..

«إحدى المنتجعات، بعد يوميـن»
إبتسمت تدخّل ذراعها بذراع أُسيد تتبع عينها مدى المكان، شراحته ووساعته، أخضر ثراه وعالي نخيله بشكل متكامل وبجنة خلابة: طيب لو كنت أعرف إن هذا مكانكم ما كان أجلته ولا ساعة! يجنن أُسيد من وين طحتوا عليه؟
أجابها بينما إبتسامته ما تكفّ: وليد جابه من أخوياه، مناف جاي؟
هزت راسها بالإيجاب تُجبر خطوتها على خطوته لأحدى المرتفعات وللمكان المخصص للقولف الليّ كان أساس طلعتهم والجزء الأهم بالمنتجع الجامع لكلّ أنواع الألعاب الرياضية .. إبتسمت بمجرد رؤيتها لوقوف الوليد على حدود المكان يعدّل كابه: إلعب حنا وراك
تكون هذي الإشارة للإنطلاق يعدّل المضرب بكفه بينما الكرة مُثبتة بصغير حجمها بمكانها المخصص، ثبّت نفسه يثبّت ركبته بالشكل الصحيح يضرب بسرعة متوسطة يوزن مكانها ويجيبها بالمكان الصحيح يضحك، يضحك بجانبه أُسيد وتضحك هي تأشر لأُسيد: إدخل
يتجهز بالفعل ياخذ مكان الوليد يربت على كتفه وبينما هو يستعد إتجه الوليد للكراسي القريبة من محلّهم يجلس قربها: وينهم فيه؟ تأخروا
أجابته بينما تتكّي على قاعدة الكرسي: تنعّم بالهدوء، جايين بالطريق
إبتسم فقط يتوجّه نظره لأُسيد الليّ لعب للمرة الثالثة على التوالي لإن الكرة تخرج عن سيطرته بكل مرة: يا غشاش إرجع مكانك
إتجهت بحركة سريعة لمحلّ الوقوف تضرب كتفه مباشرة: تستغفلني إنت!
هز راسه بالنفي مباشرة يمثّل النكران: لا أعوذ بالله! نصّاب هالوليد يتبلاني
ضربت كتفه بالمضرب مرة أخرى يبتعد عن مكانه، تقف هي تستعد وتركز وأثناء حركتها أردفت من حسّت بالتوتر من الكاميرا الموجهة ناحيتها: وليد بدون تصوير
نزّل جواله بهدوء فقط يكشّر أُسيد: إنتي ليش تقتلين المتعة كذا
ما ردّت تضرب ضربتها الأولى تنتصر بالمرة الأول يصرخ أُسيد مباشرة: خير! خير وش هاللعب وش هالغش وش هالعقوق أخوك أكبر منك أنا ما تفوزين علي
ضحكت بعدم تصديق لإن إنفعاله مستحيل: بزر إنت أُسيـ
قُطع نطقها من تقدّم السديم تقاطعها بشك: وش تقولين إنتي؟
إرتخى أُسيد بمجرد إدراكه لها: سديم فيه إخت تفوز على أخوها الكبير؟ من يسويها هذي بالله
إبتسمت السديم بخفة تهز راسها بالنفي: ما يسويها أحد، شلون تفرحين وأخوك زعلان؟
تبدّلت إبتسامتها لضحكة من ذهول لدن بقطع الوليد حوارهم: إدخلي إلعبي
يوجّه قوله لها بهدوء وناظرت أُسيد لثواني يهز راسه بالإيجاب يرفض تكهرب الجوّ: بدون تفوزين، كذا بس تسكيته
مدّت لها لدن المضرب: لو إنك أفشل وحدة بالقولف وما تعرفين منه إلا إسمه بتفوزين بس إخوك جاهل
أشر لها أُسيد بالإقتراب: تعالي وأعلمك شلون يكون الجاهل
هزت راسها بالنفي مباشرة تعاكس جهته: لا شكرًا ما أبي أعرف .. زوجي جاء بشوفه
إتبع الوليد ضربها وخسارتها المباشرة تُدهش لإنها ظنّتها بالسهولة الليّ تصفها لدن، ضحك يتكّي على ذراع المقعد من نَصرة أُسيد يوقف لها: أخت أُسيد والله! لعبة الحظ هذي ما عليك
ضحكت بصدمة تترك المضرب على طرف المكان: كيف يعني مبسوط إني خسرت؟ هوّنت طيب برجع لفريق لدن
وأثناء حوارهم الليّ بدأ من جديد ترك الوليد المكان يغادر خلف لدن يستقبل العيال، ولإن البوابة واحدة هو قبل خطوته رجع لداخل المنتجع ياخذ عبايتها وطرحتها يكمّل خطوته للبوابة يشوف وقوفها بجنب الكراسي الإستقبالية: العيال كلّهم جايين وماشية بدون عبايتك؟
ولإنه راح من بالها تمامًا هي بعثرت خصلاتها بيأس: نسـيت .. كلّمهم لا يجون ما فيني حيل أرجع داخل
يدرك إنها للآن ما رفعت نظرها ناحيته تركز بجوالها لذلك هو ترك العباية قربها فقط يجلس على إحدى الكراسي يبتسم من إدراكها: أحبك والله
أشر لها بالجلوس بجنبه بعد رفعها لطرحتها: ضيعوا، البنات جايين مع السواق وعمر وسيف لوحدهم
الوليـد: أطلع لهم بالسيارة أدلهم؟
هزت راسها بالنفي: علّمتهم ..
يكون نطقها على ذات لحظة فتح البوابة تدخل السيارتين فقط وإتكت على ذراع الوليد تترقب دخول السيارة الثالثة خلفهم ولإنها سيارته فقط هي وقفت بجنب الوليد تضحك بذهول من نزل نيّاف بثوبه: وش لابس هذا! قلتوا له إن مكان لعب مو مجلس رجال؟
إبتسم الوليد فقط يترقب بعينه نزول مناف يلفّ نظره لها: وش رايك؟
ضحكت تتورد ملامحها مباشرة: ترى ما يصير تقول كذا
هز راسه بالإيجاب ما تكف واسع إبتسامته من عينها الليّ تركت الكلّ تناظره من بينهم، تترقب كلّ تحركاته من بداية لباسه التقليدي للرياضة، شورت وتيشيرت بأسود اللون يعتادونه ويتبع نمطه بأسود الكاب رغم إن الجوّ مغيم بشكل كثيف إلا إنه يلبسه وتشوف النسخة المختلفة من وقوفه بجنب توأمه، من شراحة ملامح نيّاف يشرح لسيف كيف بيلعب بثوبه وبعقدة حواجبه هو يتفحص المكان بعينه، يشوفها ويزيح عينه تكون خطوته على خطوة بقية العيال يتقدّمون سوا لمحلّ وقوفهم يصافح الوليد يردّ السلام والسؤال بينما عينه عليها بريبة يتركها ترتبك وتهمس بخفوت من إقترب: وش هالنظرات مناف
ما يُجيبها وما يهدأ منها إنما يقف صامت بجنبها تترقب عينه تفاوت العيال بالسلام ودخول سيارة فراس بذات اللحظة ينزل لوحده، يرتب نفسه بينما يسحب بلوفره معاه يسكّر السيارة خلفه ولإن البنات إتجهوا للجهة المقابلة هي غادرت تتبعهم فقط بينما تنزّل طرحتها وتسأل: كيف المكان؟ مو مسموح التقليل
نثرت الغيد خصلاتها فوق العباية تتفحصه بعينها بإنبهار: مين الفنان اللي حاجزه؟ خيالي!
بدخولهم للداخل تركت لدن عبايتها على الكنبة تجلس وعينها لميهاف الليّ كان تفحصها هادئ عبر الشبابيك الزجاجية الواسعة بأكمل المكان إلى أن ملّ السكوت منها تُبهر نبرتها: ما شاء الله، شرح ياخذ العقل .. ضروري نحجزه كل فترة
تكتفت الغيد من إنتبهت لستايل لدن الملتزم بقواعد القولف وخاص لبسه: ما علمتينا نلبس! وش يعني الحين ألعب بجينز!
لإنها فعلًا تأتي بأسود الجينز العالي والليّ يحدّ نصف جزمتها برفقة أسود التوب كذلك بعدم إهتمام نهائيًا للجوّ، إبتسمت لدن ترجّع ظهرها للخلف: يحتاج أعلمكم يعني؟ اللبس ما يحدد الحرّيف لا تتحججين من الحين
الغيـد: بنبدأ غش من الحين يعني .. تلعبين من يوم الدنيا وأنا ما أعرف إلا إنها كورة لازم أرميها لحفرة
أشرت لدن بالكفاية: وش تحتاجين أكثر؟ معلمة القولف إنتهينا
هزت الغيد راسها بالرفض مباشرة لإن هالمسمى بيكلفها وجاهة معرفتها المجهولة إذا خسرت: لا مو بكيفك! حتى المضرب ما قد مسكته بحياتي لا تخربين سمعتي
مرّت خطوة إيلاف على كامل المكان تُدهش عينها من أعلى الطابق، من إن المكان كلّه مكشوف يحصل لها رؤية كلّ الملاعب المخصصة لكل رياضة ترفع صوتها بالنداء للبنات الليّ إتبعوها يستكشفون المكان بإستثناء لدن اللي إبتسمت تسأل: فيه أحد عند القولف؟
هزت إيلاف راسها بالإيجاب تعدد: مناف وأُسيد والوليد .. سيف جاينا
تنزل لدن بجنب الغيد فقط بينما ترتب أطراف لبسها: بكلّمهم يروحون نلعب حنّا
هزت الغيد راسها بالنفي: نطلع نلعب بادل، كلنا ما نعرفها يعني ما فيه مجال للغش
أجابها سيف بينما يعدّل كابه يلفّه للجهة الأخرى: فراس يلعب بالبادل .. تعالي إنتي يدورونك
يوجّه آخر قوله للدن الليّ دخلت تحت ذراعه ولآخر لحظة مدّت الغيد جوالها لسيف: ثبّته بأي مكان وإبدأ تصوير .. لو سمحت عشان الذكرى
ضحك يهز راسه بالإيجاب فقط ياخذ الجوال بالفعل، يتجّه بجنب لدن لجهة القولف: رجّالك ميح يسأل الكورة وين المفروض تروح؟ تكفين إكسري خشمه
ضحكت ترفع حاجبها لإنها تعرف بإن مناف ما يجهل اللعب: كيف يعني؟ صير إنت خصمه وورني شلون ينكسر خشمه وهو مناف
ضرب كتفها مباشرة يبعّدها لإن نبرتها تغتر فيه: وش تتطبعين فيه إنتي! وش هالغرور!
إبتسمت فقط تسبق خطوته للأمام تشوف وقوفه بجنب أُسيد يراقب بهدوء وبمجرد إقترابها هو رفع عينه لها يوتّر قلبه لإن نظراته من جيّته غريبة، مريبة لأبعد حدّ يجبرها على التوتر ولإنها بينهم هي ما تكلّمت تجلس بجنب الوليد فقط: نعيد؟
هز الوليد راسه بالإيجاب: نعدّل .. أُسيد إرجع مكانك
إرتخت أكتاف أُسيد بعد شدته وإستعداده للرمي يرجع مرة أخرى: وش ترتيبك؟ إخلص علينا
ضرب الوليد ساقه يجبره على الإعتدال: أخلاقك .. سيف ثم أنا ثم مناف وإنت ولدن
رفع نظره لمناف يشاوره وهز مناف راسه بالإيجاب فقط لإن الترتيب صحيح من أكبرهم إلى الأصغر لأجل ما تحصل المناوشات والرفض، إتجه سيف للجهة المقابلة والعامود الوحيد بالمكان يثبّت فيه جوال الغيد يبدأ التصوير ويعود بخطوته لهم مرة أخرى .. وقّف الوليد خلف سيف يجلس هو بجنبها فقط يتكّي على ظهر الكرسي تحصل لها فرصة السؤال: وش صاير مناف؟ ليش توترني كذا
ما وجّه نظره ناحيتها نهائيًا يركز على اللعب بينما يُجيب بهدوء بسؤال آخر: وش هاللبس؟
نزّلت نظرها للبسها بإستغراب تسأل: وش فيه؟
ما ردّ يسكت فقط يتركها بحيرة من أمره .. سُلبت من قاع محاولتها بمعرفة أسبابه من خسارة سيف الواضحة من ضرب الكرة بالجهة الأخرى تضحك بخفة: مين اللي ما يعرف وجهة الكورة سيف ..
أشر لها بالمضرب مباشرة: والله لأكسره على خشمك إنتي .. إسكتي
أخذ الوليد المضرب الآخر شهره أمامه: ودّك تجرب شلون ينكسر الخشم؟
هز سيف راسه بتمثّيل إنعدام الأخلاق: يعني بنت أختي وما أرضى عليها .. بالأول والأخير عمّها وعمّ رجالها يعني فكنا بالله
سحب أُسيد طرف تيشيرت سيف يجبره على الإبتعاد يزيح المكان للوليد: سوالفك كثرانة لو ملاحظ
ينتهي النقاش قبل بدءه من ضرب الوليد ضربة واحدة ينتصر فيها تُذهل عين سيف: عـرفت! طيب الحين فهمت نعيد
ولإن سيف بيتمسك بهالمحاولة وبيتحجج بإنه ما كان يعرف سمح له مناف اللعب: أبهرني سيف
عدّل أكتافه يتعدل بوقفته، يطبق كل تحركات الوليد يركز عينه على المرمى إلى أن رمى وإبتعدت الكرة لأبعد مكان عن المرمى ينفعل مباشرة بغضب: وش هذا! وش هاللعب وش هالمسخرة مهكر الكورة إنت! نفس الوقفة نفس المضرب نفس الضربة شلون ما تضبط معي
وقّف مناف بجنبه يضرب كتفه ويتركه يغادر المكان لجنب لدن: ما أقول لك أبهرني؟ شلون تضيع الفرصة
إتكى على ظهر المقعد يعصّب فعلًا: مناف إنت محلّ الكورة ما تدرين وينه .. إلعب إلعب
رفع مناف حاجبه لإنه فعلًا يأخذ قوله على محمل الجد يعتقد بإنه يجهل اللعب .. أخذ المضرب يعدّل مكان الكرة، يضربها بلحظة فقط يسجل النصر يُجن ذهن سيف: شلـون! يا عالم فهموني شلون تجي هذي!
ولإنهم ما يعطون درامته حقّها هو أشار لأُسيد: إن فزت فإنت عقيت بعمك
ضحك أُسيد يضرب الكرة بسهولة بطرف المضرب ينتصر بلا أي جهد: العقوق الليّ أؤجر عليه .. فاشل يا سيف وش أسوي فيك؟
ولإن لدن وقفت ما إنتهى سيف يعلّمها: إنتي .. خلاص ما أقوى الشدة تكفين لا تفوزين
ضحكت فقط يمدّ لها أُسيد المضرب، يعدّل مناف الكرة بمكانها لها تستعد، تركز وتضرب تنتصر هي الأخرى لإن سهولة اللعبة مستحيلة عندهم بخفة أياديهم وكثرة إستمراريتهم باللعب يستهوون القولف من بدّ الألعاب الرياضية .. تعالت ضحكاتها من تحركات نار سيف ويبتعد مناف عن كلّ الفوضى ينتبه الآن فقط على التصوير ولإنه يجهل صاحب الجوال هو رفعه يسكّر التصوير، يحذف المقطع ويتركه بمحلّه مرة أخرى بعد إغلاقه يوقف نبض الغيد الليّ تراقبهم من الأعلى بجنب البنات، ينتهي نفّسها تسوّد ملامحها وتحسّ الهبوط لإنه يفعل بلا أي تعابير: بيدفني؟
ضحكت ميهاف تهز راسها بالنفي وإبتسمت السديم فقط تجلس على الكنبة الوحيدة: بتدوخين؟ كل هذا خوف من مناف؟
رفعت الغيد كفوفها لأعلى راسها تهز راسه: ما تفهمين .. وش الحين بعيش بتوتر لين نطلع؟ طلعوه إطردوه
تمددت ميهاف على السرير تضحك بعدم تصديق: ما تخطيتي هالخوف إنتي؟ وش بيسوي يعني
إستاءت ملامح الغيد لإن هذا مصدر خوفها: هذا الليّ يخوف طيب! ما أدري وش بيسوي أخوك مو صاحي ما يبيّن، فجأة الحين يرسبن عندي يكسر مجاديفي ليش تصورين
ميهـاف: حرام عليك غيد! لا تخربين سمعته ما يسويها
ضحكت السديم لإنها بين سطور ميهاف تُشير لإن خراب السمعة بيكون لها: وش مسوي لها هو؟
تعدد لها ميهاف عدة مواقف بسيطة وسخيفة تترك قلب الغيد يعاني صراعات التخوف من أي مساس له ولقربه .. بينما بالأسفل ما وقف اللعب يستمر على ذات النمط إلى أن سُجل الإنتصار النهائي للوليد بفارق نقطتين عن لدن الليّ جات بالمركز الثاني ومن بعدها مناف مباشرة يأتي بعده أُسيد بفارق ثلاث نقاط وسيف بالمركز الأخير يحصل على نقطتين فقط بالجولة كلّها، إبتسمت لدن تنزّل كابها وتستند على قاعدة الكرسي: تكلمون العيال يطلعون من ملعب البادل؟ بنلعب فيه
هز أُسيد راسه بالإيجاب بينما ينزع تيشيرته: بيطلعون .. جايين نلعب سلة حنا وش موديهم للبادل
إتبعت خطوته بجنبهم يكونون على خطى واحدة بفارق مسافات قليلة وإلى وصولهم لمنتصف المنتجع إختلفت طرقهم يتجّه مناف بجنب سيف لملعب كرة السلة، تتجّه هي للداخل بينما أُسيد برفقة الوليد يبدّلون .. دخلت تحرّك خصلاتها بخفة تستمع لقول ميهاف: أُسيد ما فيه أي إحترام للجوّ؟ لا كلكم ما تحترمونه
لإن فعلًا كلّهم يجوون بشورتات، تيشيرتات وكلّ ما يخالف بارد جو الرياض بجنب البنات بإستثناءها هي وإيلاف يجوون بما يناسبه، ضحكت لدن بتذكر تتمدد بجنبها: الحين إنتي جابرة فراس على البلوفر؟ نازل بشورت وتيشيرت ولآخر لحظة هو تذكر رجع ينزّل معاه بلوفر
إبتسمت تهز راسها بالإيجاب: قلت لأمي تقول لمناف بس إستحت معي
تعدّلت الغيد بجلستها بينما عينها تتبع العيال على مدّ نظرها: ما قلتوا لنيّاف؟ ليش ما تنصحونه إنتوا
ضحكت ميهاف تتقدم لجنبها، تتكّي على ذراعها تموت بضحكها لإن نيّاف عجيب بالأسفل، يبتلش بثوبه يربطه بينما يترك شماغه على سياج الملعب تفهم بتحركاته إنه يقنعهم بمقدرته على اللعب رغم عدمها: كان بالدوام هو؟ ليش كذا مو معقول
هزت الغيد راسها بالإيجاب بخفة: يعني بالدوام ما يقولون له رايحين نلعب؟ .. بنات تتخيلون شكله بدون ثوب؟ ما أتخيل وما أتذكر إني قد شفته بدونه إلا بالبدلة
تُشير للبدلة العسكرية تأيدها لدن: شفته مرتين بس مو راكب، كل صوره حتى أيام المدرسة ما كان يلبس إلا ثوب .. مناف يقول معلم البدنية كان ينهار بكل حصة لإن نيّاف يرفض يلبس رياضة
هزت ميهاف راسها بالإيجاب تتذكر: كان يوميًا إستدعاء لأبوي وأبوي مبسوط ولدي متمسك بإرث أجداده .. ماله علاقة بس كانت نغزات لمناف لإنه متغرب
إقتربت السديم بجنب لدن لمحلّ وقوفهم يتعبون بدأ لعب العيال ينقسمون لفريقين، مناف وفراس وعمر فريق ونيّاف وأُسيد والوليد فريق بينما سيف إعتزل اللعب يكون الحكم فقط يُعلق بإن أعصابه إنتهت بعد القولف ولإن من بداية الموضوع هو أُعجب بالصفارة بين أيادي فراس ياخذها بحجة إنه الحكم وكيف يكون حكم بلاها .. بدأت الكرة بين أيادي مناف يترك حركتها واحدة متواصلة من الأرض لكفّه ومن كفّه إلى الأرض فقط يعصّب نيّاف مباشرة: سوالف اللي أنا اللعيب إتركها عنك وإبدأ
يصفّر سيف خلف قوله ويبدأ اللعب حقًا تضحك ميهاف بالأعلى لإن الإنسجام بين مناف وفراس رهيب يفهمون بعض، يسجلون هدف تلو الآخر بحركة سريعة وغير مستوعبة يتركون لعمر كامل الأريحية يجري خلفهم فقط بينما ما يمسّ الكرة نهائيًا .. ذاب كلّ قلبها من تحركاته وسط الملعب يروض الكرة له، يلعب بالشكل الممتع يمتّر الملعب بخفة حركته وما أمتنعت نهائيًا ترفع جوالها تركز الكاميرا عليه من أنتصف الملعب يسرق الكرة من بين أيادي أُسيد ويلعبها إلى أن وصل لقريب المرمى يرفع نفسه كلّه يرميها ويحقق الهدف الثالث على التوالي تشوفه يربت على كتف فراس، يمسح جبينه ياخذ نفسه الضايع وأثناء تشوشه إستغل الوليد الفرصة يسرق الكرة هو يركض بكلّ طاقته يسجل أول أهداف فريقهم يترك روح نيّاف تشعّ حماس، تتجدد طاقته يركض له بأقصى سرعته يقبّل راسه: يـا حبيـبي
يصرخ فيها ويضحك عمر بينما يستلقي على الأرضية: سجلنا ثلاثة ولا إستانستا هالوناسة وحنا أحق فيها
أشر له سيف بالسكوت مباشرة: إنت إسكت وظيفتك تلحق لعيبتك ما تدرين الكورة وين
كشّر عمر يرفع ذراعه: وش هالحكم الحاقد
ضرب الوليد عنق سيف بخفة أثناء حركته بالركض: اليوم ودك تسكت الدنيا كلها؟ إدخل ألعب محلّه
قاصد مكان عمر الليّ إنتهى بمجرد ركضه تخور طاقته بشكل كامل ولثواني تنشط سيف يترك الصفارة بالفعل يرميها على صدر عمر المستلقي إلى الآن يدخل بينهم، يجري بمجاراة لمناف وفراس الليّ يتناوبون الكرة بينهم إلى أن أقترب مناف من المرمى الخصم هو ترك زمام الأمور والسيطرة بيد سيف يسجّل بالفعل، يعلن نهاية الفوز بفارق أربعة واحد يصرخ سيف مباشرة بينما طاقته تُرجمت على تمتير المكان بأكمله بعكس خوران طاقة البقية يتمددون على الأرضية تُمدد صدورهم بطلب النفّس المنقطع وبهالأثناء نزلت خطى البنات تبتعد عن الداخل إلى ملعب البادل تحاول لدن لآخر مرة بطلب تبديل الوجهة إلى جهة القولف: طيب نجرب بنات تكفـون
هزت الغيد راسها بالرفض المباشر: لعبة تعرفينها إنتي بس وش فايدتنا حنا؟ ماني مستعدة للخسارة لا
زفّرت لدن بسأم تحاوط أكتافها الغيد بينما تسيّر خطوتها للجهة المعاكسة: عيني شافت لها مرايا .. مين معاها جوال؟
أجابت ميهاف بينما تطلّع جوالها من جيب جينزها الخلفي تاخذه الغيد مباشرة تتجّه خطوتهم ناحية المرايا المرورية والموجودة لتأدية الأمانة والحفاظ على الخطّ الليّ يُقطع من قبل الصيانات إلا إنها غيّرت المفهوم كلّه تتخذها مكان خلّاب للتصوير وما إكتفت بصورة واحدة إنما بزيادة العشر تنتهي وتبتعد بمسافة قليلة بينما عينها للشاشة تتفحص الصور: طيب لو نرسلهم لألين؟
ضحكت إيلاف تعاكس خطوتهم: بتزعل كيف أهلي مبسوطين وطالعين منتجع وأنا مع حبيبي بميلانو .. شوية منطقية غيد
ضربت الغيد كتفها مباشرة: وش هالكلام! عيب يا بنتي
إنتبهت لدن لخطوة إيلاف وإتجاهها ناحية العربة المتحركة بالمكان تسمع رأيها: لو بقينا نمشي للمعلب إحتمال تولد ميهاف .. بنكمّل فيها
ضحكت ميهاف بعدم إستيعاب: شفيها هذي!
إبتسمت فقط تركب بالخلف ويتبعونها البنات بإستمرار الحديث عن آخر قولها .. تولت السديم القيادة تمشي على التعلميات أمامها إلى وصولهم نزّلت تثبّت خصلاتها بالأول وتتقدّم بجنب البنات يتفحصون المضارب الموجودة، تأخذ كل واحدة مضرب يدخلون بخطى واحدة يبدأ اللعب مباشرة بلا أي إلتزام بالقواعد والأساسيات، يلعبون بلا قيود بالشكل الليّ يترك ضحكاتهم تنتشر بأرجاء المكان ..

وقـت الغـروب .. إبتسمت تقف خطوتها بمكان واحد بعد مغادرة كلّ البنات للداخل إلا هي أخذت خطوتها تجول بين نخيل المنتجع، زواياه وملاعبه تحت هطول متوسط الأمطار الليّ تزاور الرياض بكثرة آخر فترة وتحبّها هي، تحب شعور القطرات عليها بلا أي حدود وصدود تحسّ فيها بداخلها، بخارجها وبكلّها تبتسم بهدوء فقط لإن راحتها هالأيام خيالية، كل شيء مريح لها تعيّش روتين الأيام لكنها مسرورة للحد اللا معقول .. إبتسمت من توقفت خطوتها على حدود ملعب السلة ولإنه طلع من العدم ينفض تيشيرته ولإنها حسّته، وتشوفه الآن يغرق كلّه بالغزير مثلها تمامًا: كنت تلعب؟
هز راسه بالإيجاب فقط يزامن خطوته على خطوتها تخطي بجنبه وما تكفّ إبتسامتها: معصب إنت اليوم ..
ما ردّ ما يعطيها أي إجابة لكنه تفهمها تسأل: ممكن أعرف السبب؟ لإن مو معقول تعصب من ولا شيء .. طلعت من الصباح أنا وآخر شيء بالبيت كنت طبيعي تعلّمني إنك جاي وراي؟
لإن هذا اللي حصل فعلًا، تصحى هي بجانبه من الصباح بإجازة لها وبيوم خرجتهم للمنتجع المُخطط لها من السابق وكانت الخطط إنها تمشي مع أُسيد والوليد الصباح لوحدهم وعلى الظهر يأتون البقية ومشى الموضوع على هالأساس إلا إنه جاء معصب بشكل مو طبيعي، يتجاهل ويصمت رغم إن غضبه واضح
ما أجاب نهائيًا لإن كلّ الموضوع ما يعجبه ومن الأساس هو يغض الطرف عنه ويتحكم بأعصابه ما تُعكس عليها لكنها مُصرّه على المعرفة .. لثواني هي أكملت: تقول لي وش هاللبس؟
هز راسه بالإيجاب: تهربين مني للباب ما تدرين عن الشباك
إبتسمت مباشرة ترفع نظرها له: وشفتني؟ المفروض ما تعصب بعد هالهرب .. وش المفروض البس وحنّا جايين نلعب؟
منـاف: ليه تهربين؟
رفعت أكتافها بخفة: يمكن لإنك بتمنعني؟
لإن موضوع رضاه على لبسها مستحيل، ولإن من البداية هي حاولت تتهرب وبلحظة دخوله لدورة المياة هي إستعجلت نفسها تلبس بأسرع ما يكون، تتجهز بخمس دقايق فقط تنزل للأسفل وتترك له رسالة بمضمون إن الوليد وصل وإنها غادرت مستعجلة وشافها هو من شباك غرفتهم تنتظر بالأسفل، ما يصل الوليد وما تستعجل إلا إنها تهرب وتركها هو فقط لإنها تبي ولإنه مُسيطر على أعصابه ما يفلتها ورغم هذا كلّه يعصب، وتفهم هي .. حلّ الصمت لدقايق أخرى يقلّ هطول المطر وما تعبت خطوتها وما كفّت إبتسامتها تناظره: ترى المفروض تنبسط لإني مبسوطة
رفع حاجبه يناظرها: ومو المفروض تعصبين لإني معصب؟
ضحكت تهز راسها بالنفي: تبيني أعصب ويتأثر ولدي يطلع على أبوه! لا أنا محافظة على أعصابي عشانه
ما ردّ بالأكثر يخطي بجنبها بهدوء فقط إلى أن سُمع تردد فتح البوابة ودخول السيارات بشكل متوالي هيّ عضّت شفايفها: ميّ .. بدخل أبدل
تغادر المكان راكضة مباشرة ترتعب بشكل واضح وتتجنب ملاقات أمها بهذا المنظر وبهذا البلل وبهالأجواء الباردة الغير مهتم لها إطلاقًا من قِبلها .. إتجه هو الآخر لغرفة التبديل المخصصة للرجال يبدّل من شورت وتيشيرت إلى ثوب كحلي فقط يخرج بخطى متزنة إلى الجلسات الليّ كانت بطرف المكان يتسع بمساحات شرحة هائلة على مدّ النظر، جلسات واسعة وشبّة نار بين أخضر الثرى والنخيل الليّ يحجب قليل نسبة المطر يلتمون جميعهم حول الجلسة بالشكل الليّ يترك عينه تنعم فيهم، بالألفة والترابط يسمع عالي الأصوات، رنين الضحكات وتبادل الأحاديث بين أعمامه، نساء أعمامه والعيال والبنات وتَرى عينه ترأس عبدالإله للجلسة يقهويه نيّاف ويشوف عقدة حجاجه ما يفكّها وما فُكت إلا برؤيته لمناف يبتسم غصب، تظهر تجاعيد أعينه ويضحك نيّاف لإنه توقع من بداية إبتسام جده المريب إن مناف كلّ أسبابه: يعني واقف لي نص ساعة أحاول فيك وأجيك من كل الدروب ومكشر بوجهي وصاد قهوتي ويوم جاك مناف إنبسطت ملامحك ولانت! توأمه طيب جاملني
تجاهله بشكل كُلي يبعّد المركى عن جانبه وعاونه نيّاف مباشرة: وتزيح له المحلّ! الله فوق يا عبدالإله
وللمرة الثانية على التوالي ما ألقى عبدالإله أي نظره لنيّاف يبتسم بالأكثر لمناف: نجيك حنا يوم إنك قاطعنا .. نجيك لو إنك ما تبينا
إنحنى مناف يقبّل جبينه بهدوء: قاطعك وإنت أمس بمكتبي؟ خاف ربك
إبتسم عبدالإله يفسّر: أجيك أنا مانت اللي تجيني .. تسمع يا نيّاف بجد يوصل حفيده؟
هز نيّاف راسه بالنفي: أسمع بحفيد يدور رضا جده ولا يحصله
جلس مناف يمين عبدالإله يقهويه نيّاف بينما يسرد: من يوم وصلوا وأنا أقلب فيه يا عبدالإله تقهوى يا عبدالإله فك هالعقدة يا عبدالإله الدنيا فرحانة إفرح معنا وهو صاد ولا كأن اللي يسولف معه إلا يوم بيّنت زانت النفسية وإنشرح الوجه ويعدّل لك الجلسة
لفّ مناف نظره لعبدالإله اللي إبتسم فقط وإنتهى أي سؤال قبل يبدأ من نداء تركي للصلاة يتوقفون جميعهم للجهة الأخرى ويتقدّمهم نيّاف يإم الصلاة ويكبّر بعد أذانه وإقامته ..
رفعت جلالها تتقدّم خطاها للجلسات تشوف تفاوت النساء بالدخول والخروج لأسباب الصلاة بينما الرجال أمامهم يقيمونها، إتجهت للكرسي قريب شبة النار تتخذه مجلس، تقرب بارد أطرافها من النار ترجي الدفء بعد صاقع البرد تجلس الغيد بجنبها تقرّب الشبة: زوجك مو صاحي، ليش يحذف التصوير
عقّدت حواجبها لثواني بعدم فهم تفسّر الأخرى: مو سيف أخذ جوالي يصور؟ فجأة من حيث لا أحتسب وقّف الحبيب وقام يوقف التصوير ويحذفه .. وقّف قلبي حسبي الله
شدّت لدن جلالها عليها تبتسم: إنتي خوّافة ولا وش بيسوي؟
ما ردّت الغيد تطلّع جوالها من جيبها: عاد تحسبين يوقفني شيء؟ كنت جالسة فوق وشفتكم سوا .. وإيه صورتكم
ضحكت لدن بعدم تصديق: وش!
تميّل لها الغيد الجوال تَرى حقيقة التصوير، تدرك الآن فقط إبتسامتها أثناء حديثهم وهادي ملامحه يخفق قلبها أضعاف لإن الصورة خيالية، لإن وقوفهم كلّه بين المكان والجوّ والتوقيت كل شيء كان مثالي لأبعد حدّ يجبرها على طلب الصورة تحتفظ فيها والأكيد تترك لمناف نسخة منها يرسمها ..

بالجهة الأخرى من المكان .. إتكت على سيارته تترقب عينها إدخاله لأغراضه بالمقاعد الخلفية: وليه ما تكمّل الجلسة معانا؟
أجابها بينما يرتب الشنطة: وأنا فاضي؟ متصلين علي ضروري أخرج
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب لثواني: عادي أتحسب عليهم؟ يعني طول الوقت متكّي بالبيت فاضي بس لما طلعنا لا نحتاج فراس وما نقدر بدونه
إبتسم فقط بعد إنتهاءه يسكّر الباب ويعتدل بوقوفه أمامها: متى تخلصون؟ أجيك أنا
هزت راسها بالرفض: برجع مع البنات، يمكن نروح لأبوي عبدالإله ما أرجع البيت .. بعلّمك
هز راسه بالإيجاب يتجّه لباب السائق يركب وإتبعته هي يفتح لها الشباك: حتى لو رجعت البيت بتأخر، إذا تقدر تعشى مع أمي عايشة
إبتسم يهز راسه بالإيجاب: شيء ثاني أم وريف؟
ضحكت تنفي فقط لإنها لو أضافت شيء هو بينهار ليه هي توصيه، ليه تتطبع بهذي الأطباع ..

وقّفت على أعلى القمة تترقب بعينها المكان المختلف تمامًا في ليله، يُضاء كلّه بالأنوار بكل محطّ إلا إن للنهار طاقة مختلفة ورغم ذلك هي أصرت تأتي وتتعلّم صح الطريقة للعب .. ثبتت الكرة بمحلّها تاخذ نفس، تعدّل المضرب بكفها وتضرب تفشل بالمرة الأولى، تحاول للثانية والثالثة وقُرابة العشرة تبوء بالفشل الذريع يستاء داخلها ما تعتاد على الخسارة، ما تعتاد على شعورها وإنها تفشل بشيء كان بنظرها "تافه" والآن تواجهه بصعوبة يتحول موقفها لجدية تعاود المحاولة وتصرّ على الفوز، إما النصر أو النصر فقط .. حسّت بقربه وبمراقبته لها منذ قرابة الربع ساعة إلا إنها ما تحركت تكمّل اللعب والتركيز فقط وبتقدّمه هي غرقت أكثر باللعب ترفض أي تواصل ممكن يحدث بينهم إلا إنه خالف كل رفضها يقف على بُعد مساحة قريبة: ما تعترفين بالخسارة أبد؟
أجابت سؤاله بينما تضرب الكرة: أعترف لكني أتعلم، وش يردني؟
ترقبت عينه خروج الكرة عن مسارها الصحيح يقترب: تردك نفسك .. تجهلين القواعد وما تسألين وما تبحثين بس تجاهدين نفسك وتكررين اللعب على النمط الخاطئ، هذي إنتي باللعب ولا بدنياك
أشاحت بنظرها عن الصدّ تناظره لثواني تردف من بعدها: علّمني، تعال وليد
ينقبض كلّ قلبه ويختل توازن ذهنه لإن نبرتها مستحيلة، لإن ما تقوله مستحيل ولإنها هادية بشكل يلعب فيه وتضيّعه تتعمده لإنه يجهل ردّها يكون على أول قوله ولا ثانيه، قولها قاصد ما يقصده هو ولا نواياها للقولف فقط .. إبتعدت عن محلّها تترك له الإقتراب بعد حصيها لكمّ فَلك عينه يضيع فيها ترفض بشكل صريح إنه يتخطى حدود اللعب والتعليم فقط .. أخذ المضرب يترك الكرة بمكانها يفصح عن سهل التعليمات: عينك على المسار كامل، وين بتمشي الكورة ووين بتوصل وكيف بتثبت على مكانها
بعد قوله هو ضرب تمرّ الكرة على المسار كلّه بدقة ضربه ويناظرها يشاورها بأخذ المضرب ونفت: ما بتعلم من أول مرة، إلعب مرة ثانية أشوف
أكمل هو يثبّت الكرة مرة أخرى ولإنها ما تبي قول التعليمات تبي الشوف فقط هو أخذ مجرى آخر بقوله أثناء ضربه للكرة: ما سألتيني كيف عرفت مكانك ..
أجابته بينما كامل تركيزها على مسار الكرة: مرّيت وشفتني؟
هز راسه بالنفي يطلّع كرة أخرى يعيد الكرّه: سمعتهم يسألون عنك .. وإنتي سديم وش هي الخسارة عندك؟ وش يعني أحد يتفوق عليك بلعبة تافهة وكيف تقدرين تتركينها ما ترجعين تروضينها لك وتصير ما تعرف إلا إنك لاعبتها الأولى؟
رفعت حاجبها تنهي تركيزها عن محلّ الكرة إليه لإنه صدمها، فعلًا فاق توقعاتها يعرفها بالشكل الليّ مستحيل يطري على ذهن أحد ولإن هذي نفسها، هذي حقيقتها رفضت بشكل تام إنها تطلع من أسوار المكان بخسارة ترجع مرة أخرى بعد فضّ الملاعب من الجميع تبدأ من الجديد، تحاول وجاء هو يعلّمها الصحيح: طيب، أجرب الحين؟
هز راسه بالإيجاب يترك لها المكان ويبتعد بينما عينه تراقبها من تمسكت بالمضرب تضرب الكرة بحركة بسيطة، بخفة يدها فقط يبتسم هو لإن المسار للآن صحيح ولإن بنهاية الأمر كرتها توقفت بالمكان الصحيح تنتصر تشعّ إبتسامته فقط لإنها إنتصرت ولإن ما بعقلها طاح تترك المضرب، تنفض كفوفها يتمدد صدرها تلفّ نظره له لثواني: شكـرًا
يُجيبها بإبتسامه فقط ترجع خطوته للخلف، يغادر المكان من بعدها إلى الجلسات ومن بين تفرع التجمعات، بين جلسات العيال هو إتجه لجلوس لدن بجنب شبة النار فقط يجلس على الثرى بينما هي للآن على الكرسي ورغم إن بجنبها كرسي آخر فارغ إلا إنه فضّل الأرض ومباشرة إنعكست إبتسامته على ملامحها: وش سر هالإبتسامات؟ .. الله يديمها
إتكى على أيديه بالخلف ما تكف إبتسامته: شلونك إنتي؟
ضحكت بعدم تصديق لإنه مروق بطاقة مو عادية: وليد!
ما يترك لها أدنى خبر المعرفة لإن طوال اليوم كان مزاجه عادي جدًا، يبتسم ويضحك بطريقة عادية، يسولف ويكمّل كل يومه بالشكل العادي والمعتاد لكن الآن إبتسامته مختلفة بشكل ما يصعب شوفه، بشكل واضح وبيّن من بداية بحور عينه إلى إشعاع ملامحه ..
ترقب بعينه كلّ ما يدور بينهم على بُعد، من بداية جلوس الوليد على الأرضية أمامها تفصل بينهم شعلة النار إلى واسع إبتساماتهم تتبع عينه أكمل المشهد إلى أن سُلب نظره بطلب عبدالإله: دخّل العشاء لجهة الحريم وإرجع لي
ناظر المكان من حوله يشوف إتجاه نيّاف بجنب عمر وأُسيد لجهة البوابة ويدرك الأمر يوقّف، يتبعهم بخطى هادية فقط يشوف دخول السيارة بأسوار المكان تُفتح أبوابها، يتجّه هو بالأول للصحن القريب يحمل ثقله ويقاربه أُسيد يعاونه من الجهة الأخرى لذات الصحن تتجّه خطاهم بحذر إلى الداخل، يتركونه بوسط المكان المخصص تعتدل قاماتهم ويشتكي أُسيد لأمه مباشرة: تكسّر ظهري .. ودعت لياقة ولدك
ضحكت ميّ تمسح على ظهره: وليه متقدّم تعاونهم؟ وين الوليد؟
أجابها بينما يمدد أكتافه: زوجك قدّمني .. يعني أنا تخصصي الشركة مبيض وجهه فيها ليه يحطني بالمدفع عند هالأمور
ضحكت لدن بعدم تصديق من سرعة سرده: أُسيد! ليش تكبر المواضيع كذا كلها صحن ونزلته
يستمر الحوار بينهم بشدة وتترك ميّ كامل موضوعهم تبتسم لوقوف مناف: يا هلا! ما وجعتك عظامك بعد هالصحن؟
هز راسه بالنفي يمدّ ذراعه أُسيد لأكتافه مباشرة يتأكد: صادق! ما شاء الله وش تاكل وش تشرب
ضحكت لدن ترجع راسها لظهر الكنبة: إذكر ربك
رفع كفه أُسيد يحذرها: من الصباح ساكت عنك تراني
نزّلت ميّ كفه المرفوع تناظر مناف بينما إبتسامتها ما تكفّ: وكيف أحوال هالوردة؟ وش تسوي عندك ما أضمنها على نفسها
تعدّلت بجلستها مباشرة ما تصدق ما تقوله أمها، ما تصفها به: أمـي!
ما كانت تملك أي فرصة لفضّ الموضوع من أملى مناف مباشرة يشتكي: وش ما تسوي! ما تاكل وإن أكلت لعبت بكل ماهو ما يناسبها، ما تشوف هالبرد شيء ونومتها وقعدتها تحت المكيف وإن سكرته زعلت .. ما أبعدها توّها المغرب تلعب تحت المطر وما دخلت إلا بعد الغرق
ضحكت بعدم تصديق توقف من ذهولها، من إن كل شيء جاء وراء بعض ما يتركون لذهنها فرصة الإستيعاب أمي تصفها بما يخجلها، هو يشكي قائمة أفعالها بالفترة الماضية ونظامها بطريقة مو طبيعية ما تصدقها منه، ما تصدق إنها تخرج من شخص مناف بنبرته، بأسلوبه وطريقته مختـلف بشكل مجنون وما أدركت نفسها إلا بملامح أمها تعضّ شفايفها: وش يعني ما فيه أسرار زوجية وخصوصيات؟ كل شيء ينقال كذا مناف؟
ما ردّ يترقب ردة فعل ميّ الليّ إنتهت حلولها: تلعب هالبنت تلعب! ما تحسّين إنتي؟ ما تخافين الله! أنا شلون أتطمن وإنتي حتى مناف ما يقواك
عدّل أكتافه لإن الموضوع قربه وقرب مسّه تضحك لدن: الحين صرت البنت؟ طيب كملي تهزيئك على إني وردة
صدّ مناف مباشرة يمسح على جبينه تتحفز خلايا ميّ قهر: وش إنتي! وش هالبرود علميني!

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now