٤١

2.7K 54 0
                                    

مسح مناف على جبينه يطرد كلّ أفكاره السلبية لإنه خرج من قاعها بصعوبة، لإنه يشوف فيها فرحة عظيمة و ما يبي يرجّعها لدوامة السلبية بتخوفه .. وقّف عبدالإله يطويّ سجادته: بنزل لهم، أفرحّهم ولا يجونك
وقف مناف خلفه يمدّ إيده لذراعها يوقّفها معاه: هيّ فرحة وحدة ما تتكرر
إستلمت مباشرة لإنها أساسًا تعرف بالليّ بيحصل، حتّى لو هربت من بث الخبر الأوّلي بتتكرر المباركات لها بمجرد ما يشوفونها، ورغم إقتناعها هيّ كررت نطقه بتلبية طلبها من ثواني ومخالفته الآن: ما ودّك يدرون ما يدرون
دخلّها تحت ذراعه يتجّه خلف عبدالإله للمصعد: ما تبين الفرح إنتي ..
هزّت راسها بالنفي: بسّ يوتر ..
إتكت على مراية المصعد بينما مناف يثبّت أنظاره على عبدالإله وعلى السعة الليّ يحملها بملامحه من إنتهى من صلاته ومن أدرك إن لدن نجاته من دوامة سنين عمره، بكل ضغوطات دنياه وكلّ قبح شعور مر فيه، حالته ونتائجها القتّالة عليه، أوهامه الدائمة وعزلته الليّ تسع كآبة العالمين بعدم محاولته النهائية إنه ينتشل نفسه من قاع وهمه كانت هيّ كل سُبل النجاة بكل طرقها وحبّها .. لإنه يعيش معاها بشكل ما سبق له عيشه، مختلفة بكل طرقها وبعدم إدراكها إنها ما تميّل لدرب حالته لإن موته الدائم إن الكلّ يحرص عليه بطريقة تحرقه، يدارونه بطريقة تردّه لهب يرمّد صدره بالمختلف تمامًا معاها، لمّا عرفته وفهمته بالطريقة الليّ ما حصل لأحد فهمه فيها، إنه مو غريب نهائيًا يُعاش معاه بطريقة إعتيادية ما تُبالغ فيها كان يعيش بشكل مختلف، يحسّ الحياة بكلّ أشكالها وكل مشاعرها بعد إنغلاقه ..
فُتح المصعد وإتجهت مباشرة ناحية أمها تجلس بجانبها، تدفن راسها بكتفها تحسّ بتقلصات ألم بطنها من شدة توترها المستحيل من بُث الخبر بشكل مباشر بنطق عبدالإله "لـدن حامل" بدون مقدمات ونبض جبينها من شهقت أمها ومن تزلزلت الصالة كلّها لإن حملها وفرحتهم فيها ما تشابه أي فرحة، ما تقارب أي شعور لإنهم عاشوا الصعب بكلّ ما يخصها وإنهلاكها ولإنهم الآن يشوفون الرضا فيها، السعة والرحابة وكلّ راحة بحياتها والأمر ذاته مُنعكس على مناف .. ولإن حملها زيادة لمعاظم أفراح العائلة والرخاء والإستقرار التام
شدّت على كتف الغيد الليّ للتوّ فقط جات تسمع متنقال الخبر من الخارج، بعد ضجة السرور اللي عمّت المكان والفرحة المتنالقة بينهم خرجوا مناف وعبدالإله لإن الرجال بالخارج .. خللّت إيدها بشعرها من أقتربت ضجة الرجال لقُرب المدخل ولإن الداخل الأول كان أبوها هيّ إتجهت تضمّه، تحاوط أكتافه لإنه بحملها الأول ما عاش الفرحة المستحقة وكانت علاقتهم بأشد مراحل التوتر، قبّل خالد كتفها، جانب راسها يتمتم لها: الله يتممه يا أمي ويقومك بالسلامة ..
ومن كل مباركة ودعوة مخصوصة لها هيّ ما إجتاحتها الرغبة المستحيلة إلا بحضن أبوها تغرق بدموعها وما تركها خالد للحظة يكفكفها مباشرة: مناف وراي، لا يصيب أبوك شيء
ضحكت تشدّ كف مناف الليّ من البداية كان بجنب أبوها تهمس له: بهّج مناف تصرف
مرر مناف أنظاره على المتواجدين يشوف كيف عبدالإله يشتتهم عن التركيز التام على لدن وبخفة قدرته هو سحبها معاه للخارج يرفع راسه للأعلى بسعة روحه وإستمرارية المطر لساعات متواصلة بالشكل الليّ هو يودّه، بإنه يبي يحقق مُناها بروما بالرسم ولإنه ترك أدواته بالساحة الخلفية إتجّه معاها للخلف ..
ضمّت أسفل كم بلوفره الليّ لأول مرة تشوفه بدولابه ومن عرفت إنه من روما وإنه أشتراه بدونها هيّ لبسته اللبسة الأولى كعقاب لإنه ما أخذها معاه .. لفّت بإتجّاه الشبابيك الداخلية للصالات وللتجمّع والفرحة الليّ ما أنتهت رغم إختفاءها، تمسكت بثوبه من الخلف من كان يمشي أمامها لإنه ما يضمن إن المكان فارغ لإن بهالأوقات الكلّ يكون متشتت ولإن لدن هالفترة ما تعترف بالجلال وما تحبّه بتواجدها بالقصر، ما تبقى بإختلاط الجلسات أو أي مكان ممكن تصادف فيه أحد .. من تأكد إن الساحة الخلفية فارغة هو دخلها تحت ذراعه وضحكت مباشرة لإن الجلسة أمامها، أدواته واللوحة تفهم غايته وإختياره لهالتوقيت بالضبط لإن الأجواء والوقت يماثلون ليلة روما
جلست على الجلسات العلوية بينما هو على الأرض الليّ ما يوصلها رذاذ المطر بفعل المظلة أعلى الجلسة، إتكى بظهره على قاعدة الجلسات السفلية بينما هيّ رفعت سماعاتها تعيش اللحظة بكامل قدرتها ..

بالداخـل، شدّت على وشاحها تتكي على باب المطبخ تتبعه بأنظارها من مد إيده للمسكن يمسح على جبينه بإنهلاكه الليّ يتزايد إلا إنه ما يترك الخارج نهائيًا، ما يقوى الحراك أكثر يتجّه فقط للخارج من الباب الخلفي يضرب نظره ألف مرة وما ينتبه إلا لمسراه بإتجّاه قسم الرجال، لبيت الشعر يحسّ الرذاذ الخفيف على ثوبه ورعشة جسده من شدة البرد المهول لكنّه ما يفوت ويصارع لآخر حيله، دخل يتجه مباشرة لجلسته من دقايق بجنب المشب، الجمر وإبريق الشاهي الليّ جهزه بأجواء البرّ والديرة والليّ يقضي الشتاء فيه بشكل دائم .. تمدد يترك الفروة عليّه وما أنتبه إلا لدخولها وإتجاهها ناحيته بهدوء، تستشعر الدفء المستحيل بأركان بيت الشعر ولمكانه تجلس بجنبه، على طرف فروته: ما شفتني ..
ناظرها لثواني بعدم فهم وتمددت بحضنه: بالمطبخ، كنت موجودة
رفع الفروة عليّها يشاركها كلّ أجواءه ودفاه: وزعلتي؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تسكت لثواني لإنها ما تميز إلا الضيق المستحيل بداخلها

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now