٤٠

2.4K 54 6
                                    

«مـطـار الريـاض، الصبـاح»
شدّت على إيده الليّ بإيدها على مقبض شنطتهم الأولى بينهم بينما الأخرى المليئة بصناعات روما على جانب مناف الآخر، و كل ما أخذه كان جديد ما يمسّ أغراض الشقة نهائيًا، ما يحرك فيها الغرض و من كانت بتعزّل الشقة هو رفض بشكل قاطع لإنه تعودها كذا، لسنين مستحيلة هيّ كانت بهالشكل و للآن ما يبي لها التغيير .. توقّفت خطاها من طاحت أنظارها على التجمع الهائل، من أهلها و أشد ضعفها الدائم تجمعهم و ما سيطرت على نفسها ترجف كلّها تهمس بإسمه لإنها بتموت لا محالة لألف شعور ضرب فيها، ضحك يعدّل وقوفه يخفيها عن الأنظار لإنها عاطفية بشكل مجنون: ما يبكي أبد
أبتعدت تعطيه ظهرها لإنه يستعبط و هيّ تموت من شعورها أكثر و ضحك غصب: أبكي بعدين طولنا عليّهم
ناظرته بعدم تصديق: مناف!
نزل كابه يهزّ راسه بالنفيّ و يهذب أسلوبه من تداركت نفسها لدقايق تهدأ، تتمسك بمعصم إيده من مدّها للشنطة و تخطي على خطاه بإتجّاه صالات الإنتظار و وقوف أهلهم، سمع آخر همسها "لا تصير كذا" تتجّه من بعدها لأمها و يفقد هو سيطرته لقصدها، لإنها شهدت على تغيّره المباشر من أقتربوا تتجمّد ملامحه، يبرد بالشكل المعتاد لهم و المتغيّر لها هيّ رغم إن داخله يفيض لأهله أضعاف، لإنه شاف دخول ميهاف و شاف كيف نيّاف و إيلاف إتجهوا لها مباشرة، كيف أبوه ضمّها و كيف إستقرت بالأخير بحضن أمه يتفجّر كلّ ما فيه بإنهم إتجهوا له هالمرة يتركون الكلّ خلفهم، و بالأول نيّاف الليّ ضمّه ينطق بوعيده: ما عاد بتسافر بدوني، أحلم وبس
هزّ مناف راسه بالإيجاب يبتعد، يبعده لإنه لاحظ الإختلاف الشاسع بنيّاف و تأكد أكثر من أرجع نيّاف راسه لكتفه يقبّله، و تعدّل مناف يجرّ فكه بإيده يشوف حلاقته، دقنه الليّ ما عاد له وجود بشنبه فقط: والله؟
هز نيّاف راسه بالنفيّ يبري نفسه: تهور مني
أبتعد مباشرة لإنه ما يضمن مناف و إنه ممكن ينهد عليه، وهو يندم لطيشه و إن من مدحت الغيد ممثل و ما فكر بلحظتها إلا إنه بيكون مثله، مثل ما تحب هيّ و ما يعرف كيف تفكيره كان محدود بهالشكل، كيف يتغيّر منطقه بمجرد سماعها تمدح شخص آخر و أول ما يطري عليّه يستنسخه .. إتكّى على قاعدة المقعد يمسح على شنبه من إتجهت له تكرر نفّسها مرارًا و تكرارًا بمحاولة إبعاد دموعها لإنها ما تحب التأثر الفظيع هذا، و ما تحب إنها على وشك البكاء لإن إستقبالهم للدن جاء بكثرة عليّها بالأول، و لإنها ما تصدق المدة الليّ لأول مرة يقضونها بعيد بعض، ضحكت غصب تضرب كتفه من مدّه لها "أبكي عليّه" و بمحاولة تشتيت نفسها هيّ مدّت إيدها لذراعه و معصمه تفك لفّة شماغه ..
قبّل كتف أبوه يسلّم من بعدها على سيف، عمر و أُسيد و من أبتعدوا هو نزّل كابه يتركه على قاعدة الشنطة يشوف توجّه ألين له و ترك هو كلّ شيء من جات تضمّه و تردد بزعلها: بزعل عليك بعدين، مو الحين بس بزعل صدق
هزّ راسه بالإيجاب فقط يفهمها و يفهم زعلها و أسبابه، بإنه يعرف بالزواج، يعرف بالتفاصيل كلّها و ما علّمها ..
ما تركها تبتعد يدخلّها تحت ذراعه بينما أنظاره مرّت بمساحة وقوف أهله، وقوفها هيّ بحضن عبدالإله، بجانبهم الوليد و بنظرته إتبعته ألين: أبوي زعلان صدق، مو زعل عادي علينا كلنا .. كل وقته بجناحه و إذا نزل بالمجلس ما يتكلّم، حتى سلطان ما جلس معاه
هز راسه بالإيجاب مرة أخرى لإنه يعرف و يفهم، و يعرف كيف بيحلّ الموضوع ما يترك زعل بخاطره، خطى لخارج البوابات يشوف سيارته أمامه و أنزل أنظاره لألين بتساؤل لسبب وجودها و كان جوابها إنها ترفع المفتاح: بسوق فيك أنا
همهم بخفوت فقط يتركها تشغل السيارة بينما هو إتجّه للجانب الآخر، لوقوف لدن يتقدّم بهدوء يمدّ لها جوازه و ترقبها إلى أن دخلّته بشنطتها تتساءل: ما كلّمت أبوي عبدالإله؟
ما ردّ لثواني و ما تركت له الفرصة تغيّر موضوعها من خرج نيّاف: ما عاد تتشابهون .. أبدًا
هز راسه بالإيجاب يميل شفايفه من إختفاء عبدالإله المريب، و ما كان له نصيب التفكير الأكثر من شدّت كتفه تنطق بعدم رضا نهائي لإنه يسكت، ما يتكلّم أبدًا: ما تصير معي أنا كذا!
ضحك غصب يهز راسه بالإيجاب مرة أخرى: أتركي الجوازات بغرفتي، برجع اخذها
هزت راسها بالإيجاب تترقب بأنظارها الكلّ و أرجعت أنظارها له بيأس لإن ما أحد شافه، الكل مشغول بتفرقة السيارات لإنهم جاو بعدد هائل ..
إتجه لسيارته يركب بمقعد الراكب يشوف من ألين كركبة مستحيلة، حتى بسياقتها تضيع و ما دقق أكثر يشتت أنظاره بأرجاء شوارع الرياض المختلفة كليًا عن شوارع روما الليّ أعتاد عليها بآخر أسبوعين، تنهّد يرجع راسه للخلف من كان على جانبه مبنى النيابة يتأكد إن أشغاله تتكدس بشكل مهول، بشكل يهلكه ولّو كان مناف من سنة كان بيكون الأسعد، بأشد الأشكال فرحًا لإن القضايا و النيابة كلّها كانت مهربه الدائم، ينغمس إلى مالا نهاية بالأوراق و يزيد ساعات عمله، يرّجع فتح ملفات قديمة يتحقق منها و يعاون زملائه بملفاتهم لإن ذهنه يتفجّر إذا سهى، بكل مرة ينتهي من أوراقه وقضاياه تبدأ دوامة ذهنه الجنونية بكل ما ينهيه و كـلّ شيء يختلف بعد مرور سنة فقط، و بهاللحظة فقط هو يبي كل وقته لها، كل عمره قضيه لها و ما يرجي الأكثر ..
لف أنظاره لها بإستغراب من تركت طريق القصر خلفهم و ما تركت له فرصة السؤال من تسألت بعظيم صدمتها: مناف إنت ضحكت؟
ما سيطر على ملامحه بلحظة يصدّ عنها لإنه يبتسم غصب و هز راسه بالنفي: تتوهمين، مو بتزعلين إنتي؟
هزت راسها بعدم معرفة تضيّع قدرتها على صحة التفكير و المعرفة لإن كل خلية صاحية فيها ضربت و ضيّعت من كانت تترقبه بجانب لدن، تشوف كلّ حركاته و ما تحسّ بصدق رؤيتها من كان يضحك بشكل غير مألوف، بشكل ما تتذكره و ما تعرف مناف بضحكته ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now