٥١

2K 51 0
                                    

مسك راسه بقهر ما ينتهي: أمس أهايط فيها عند العيال ويا ويلكم منها .. ما مرّت أربعة وعشرين ساعة إلا وهي مريّحه راسها والدوام أونلاين
ضحكت السديم ترفع حاجبها تتجّه للمرايا تلبسه: بقدم إستقالتي بالمستشفى وأجيكم .. دلع
رجعت خطوتها تحمل شنطتها ولابكوتها تطلّع مفتاح سيارته وتكمل خطواتها للخارج ..

قريـب الظهر، إبتسمت تسكّر جوالها من فُتح الباب الداخلي يبيّن على نظرها، ينزّل غترته يمسح على راسه ورفع حاجبها من إنتبه لجلوسها وأجابت من سؤال عينه الإستغرابي: مليت من الغرفة .. أخواني طالعين يتغدون بس الوفاء قطّعني وقلت لا بطلع مع زوجي
إبتسم غصب ينحني لتمددها يقبّل خدها: ببدل وأنزل
هزت راسها بالإيجاب تبتعد عن محل جلوسها تتجّه خلفه للأعلى، توقف أمام المرايا بينما هو عاكس وقوفها لغرفة الملابس، ظلت على ذات وقوفها تتأمل خصلاتها اللي تقصر كتفها بطول واحد متساوي وميّلت شفايفها من جاء خلفها: ودي أسوي شيء جديد بشعري .. صايرة ملولة بشكل مو طبيعي
إنحنى يقبّل ظاهر عنقها يُجيبها: صبغة وقلنا ممنوعة، قصر وقصّرنها وش الجديد؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تميّل جسدها على قاعدة الطاولة من تقدم هو ياخذ الكاب الوحيد المتروك على الطاولة: متى بتروح لبيت عمي؟ أبي أشوف أمي شيخة
أجابها بينما يحكم إغلاق الكاب: بعد الظهر، بترجعين تنامين
رفعت حاجبها ترجّع خصلاتها للخلف: وش يعني بترجعين تنامين؟
وجّه نظره ناحيتها لثواني: يعني إنك من الفجر صاحية وبتريّحين لين أرجع
هزت راسها بالنفي بجدية: أمي شيخة لوحدها بالقصر .. لا، بشوفها وأرجع مع السواق
هز راسه بالنفي هو الآخر: عندها العيال ما لك لزوم هناك
ناظرته بعدم توقع تمثّل الجرح: ما عندك مصطلحات أخف من هالجروح؟ تجرحني كثير
رفع حاجبه وكشّرت فقط لإنه ما يفهمها تتجّه لغرفة الملابس لثواني فقط تخرج بعبايتها، تاخذ شنطتها من الكنبة تتبعه لخارج الغرفة، لخارج البيت كلّه يغادرونه وأثناء مرورهم بين شوارع الرياض، بين أجواءها وبين تأملها هي نطقت: ما تحب الرياض مناف؟
وجّه نظره ناحيتها بلا أي ينطق تبرر أسبابها ووجهة نظرها: تحب روما، أكثر مني حتى
رفع حاجبها يرجّع نظره للطريق: وهذي أسبابك؟
هزت راسها بالإيجاب: إنكر طيب
ما كان منه أبسط النطق يسكت فقط وضحكت بعدم تصديق: مناف!
رجّع جسده للخلف يُجيب من وقّف للإشارة: أحب روما وأحب الرياض وأحبك .. وش بعد؟
كشّرت تشتت نظرها للشارع وضحك غصب يناظرها: أحبك وأحب الرياض وما أحب روما .. كذا؟
ما كفّت إبتسامته بعد نطقه رغم إنها ما ردت، ما أجابت وتناظر كل الرياض ما تلتفت ناحيته يبتسم قلبه كلّه، يتفجّر كله لها ويطير كله فيها، يستوعب بعد كل موقف، بعد كل أبسط حوار إنها نور دنياه، إنها موطنه بعد غربة سنينه، إنها أول أسبابه ووجهاته الدائمة يقرّ فيها ولها .. مسح على حاجبه يركن سيارته أمام المطعم تنزل هي بالأول وإتبعها بالنزول يسكّر السيارة يسبق خطوتها للداخل تدخل خلفه، تتبعه للطابق العلوي فقط وبجلوسها هي تركت شنطتها على ذات كرسيها توجّه أنظارها للإطلالة الزجاجية، للحياة المبعثة من طاقة الشارع وإبتسمت غصب بإلتقاطها لمشتل الورد أمامهم، من تفاوت خروج المشتريين تجزم بإن حياة المكان سببها الأساسي موقع المشتل بينه .. وجهت أنظارها لمناف اللي يسأل عن طلبها وميّلت شفايفها بعدم معرفة: موية بس
رفع أنظاره ناحيتها مباشرة بعد ما كانت للقائمة ولإنها ما كانت تحتاج ترجمة نطقه تفهمه من نظرته: أوكي .. إختار لي إنت
ضحكت لإنه هدأ يرجّع أنظاره للقائمة يطلب .. إلى إنتهاءهم وخروجهم هي شدّت قبضته بكفها: تعرف عن المشتل .. بنروح
ناظرها لثواني يعجز عن إنكار معرفته بإعجاب عينها وتوجّهها للمشتل طوال جلوسهم، هدأت أركانه لإنها تتصرف على أكيد أطباعه وتتأكد من إن عينه معاها يتبعها بكلّ ما تشوفه .. قطع الشارع بجنبها بإتجّاه المشتل وأثناء خطواتهم رُفع الآذان يردده لسانه، يلفظه إلى أنتهاءه يكون على دخولهم يشوف إن المكان فارغ بإستثناء الموظفة الوحيدة اللي حارت نظرتها بدخولهم لإنه وقت الإغلاق المؤقت للصلاة تسأل بتوهق: مجبورة أقفل .. تقضون وقتكم داخل إلى أن أفتح مرة ثانية؟
رفعت لدن نظرها لمناف اللي هز راسه بالإيجاب فقط تخطي بجنبي لأركان المكان تحصي عينها عدد هائل من الورد، من ألوانه وأنواعه تُنعم فيه تدرك آخر زياراتها لموطن الورود، من مـدة لا تُحصى .. أخذت خطواتها بين أنواعه تآخذ كل وردي اللون تهدأ خطوة مناف خلفها يتأمل توقفها، ملامحها بعد ما نزّلت الطرحة على أكتافها لخلوة المكان تبيّن أمامه بشغف عينها للمنظر، للورد تحبه ويحبه هو غصب يشوف وردي اللون اللي تميزه بين بقية الألوان يلفت إنتباهها بنطقه: كل وردي بغرفتك صار أبيض
هزت راسها بالإيجاب لإنه يقصد غرفتها بالقصر واللي حاوطت أغلب أثاثها بأبيض القماش: حاولت أخفف منه، بزيادة الوردي عندي .. أبي وردة سوداء طيب
وجّه نظره على الورود أمامه: والأسود يليق بالورد؟
هزت راسها بالنفي بصدق: أبدًا .. مقنع الصراحة
ضحك يسيّر خطوتها لإنها تفهمه بطريقة عجيبة، لإنها ترمز لنفسها بالوردي وترمز له بالأسود تدوره بين الورد .. ما كفّت ضحكاته لإنها رفعت له غصن الوردة تُشير لأشواكها: ممكن يليق بالأسود
ضحك من أعماق قلبه، كلّ كونه يضحك لها يقرّبها، يحاوطها كلها يقبّل خدها: إنتي وردتي

وقّفت أمامه مقابل العاملة تآخذ بوكه اللي مدّه لها تطلّع بطاقته تحاسب وأثناء حركتها لترجيع البطاقة ضاعت نظرتها بحفظ الرسمة بصغير الورقة الواضحة خلف جيب بوكه الشفاف تُلون بألوان مائية تُخط فيها مسرور إبتساماتها، جلوسها وكامل إلتفاتها لجهة معينة يظهر كاملها تُعكس أشعة الشمس الوهاجة على ملامحها و وردي الوردة المتروكة على إذنها يخفق قلبها تدرك لحظتها، تدرك إنه رسمها بليلة خصامها أثناء جلوسهم خارج حديقة القصر لإنها من ساعات فقط فكّرت للحظة بأسباب تمنّعه عن رسم لحظتها إلى الآن لكنه يذهلها بغير المتوقع يرسمها، يحتفظ فيها بسرّه .. ناظرها لثواني يشوفها تسهى ببوكه يفهمها ولإن العاملة أمامه تحتار نظرتها هو أخذ مجموعة الورود المتفردة اللي إختارتها بينما بيده الأخرى أدخل بطاقته للبوك يدخّله لجيب ثوبه بحركة سريعة يوعّي ذهنها وما يترك لها الفرصة الأخرى للإستيعاب يسيّر خطوتها أمامه للخارج، للسيارة وإستوعبت فقط بركوبها تلتفت عليها بعدم تصديق: مناف!
حرّك بهدوء ما يردّ ولإنها ما أصرت رده تغيب عن واقعها لدقائق أخرى يفيض عمقها، يذوب قلبها كلّه ما تستوعبه، ما تستوعب مراحله وتدرك فقط إنها توصلت إلى ما يفوق الطبيعية فيه، تتجاوز سقف الكفاية الحتمي وتصبح الإعجاز فيه و وصولًا لهالنقطة هي تعجز عن إكمال إدراكها يضرب ذهنها ألف مرة: ليش إنت كذا مناف
رفع حاجبه يوجّه نظره عليها لثواني وضحكت ترجّع ظهرها للخلف لإن عينه تترجم ما يُدفن فيه "ليه أحبك؟" يفسّر سؤالها اللي جاء على حقّ يعجز قلبها على حمل كم هالحب منه وهزت راسها بالإيجاب أثناء إبتسامها: تعذّبني مرة
هز راسه بالنفي يرجّع عينها للطريق أمامه يحكي لها: النية كانت لوحة تليق لكن قدر الله وما لقيت إلا طرف أوراق النيابة
لإن بماضي أيامه ذهنه توقف عن الوعي ما يعرف إلا ساحر مظهرها يتفكّر فيها كل ثانية، بين أوراقه وقضاياه ومناقشاته هو ما كان يشوف إلا حقّ ذكراها وأثناء إستراحته خطّت أصابعه ملامحها بعدم إدراكه ينهض ذهنه على آخر إنتهاءه بتذكر لإنه يملك ألوان المائية بسيارته وما تمنّع نهائيًا يكمّل زهوها .. والآن يشوف منها هيئة أخرى تحتضن تفرد الورود اللي أخذتها على فرادى من أنواعهم بلون وحيد فقط تُعرّف فيه ورغم تكرار المشاهد، تكرار الأحداث والهيئات المتقاربة خفّاقه ما يختلف، ما تكون عليه عادية وهينة بكل تكرار لحظة إنما تسطّر الكيد المُسلِب لنفسه يتأكد من لحظته إنها بتكون فيه بكل أوقاته إلى أن ينهي جيوشها بطريقته يخطها دائمة وأبدية بين لوحاته .. دخل لأنحاء حيّهم يسمع فضولها اللي أخذها لمجرى آخر تمامًا:
عندي فضول أشوف النيابة، مقتنعة إنه مكان كلّه حياة بس أحس حياة فاضية، حياة ولا حياة بوقت واحد وما أدري شلون
هز راسه بالإيجاب فقط يفهمها بمحاولاتها لإيجاد حق المصطلح لوصف إحساسها حول الحياة بين أسوار النيابة، يفهم إنها توصف كل تجمّع بشري بـ "حياة" ونظرتها الموقنة للحياة هي كثرة الأُنس حول المكان إن رغم حياة النيابة وإكتظاظ بشرها هي باهتة من واقعها وقضاياها، ناسها وجديتها .. دخّل السيارة لأسوار البيت تنزل بينما ترفع شنطتها لكتفها ترتب الورود بكفها إلى دخولها هي تركتهم على الطاولة بجنب فازة الورد تنزّل شنطتها، عبايتها أثناء دخوله هو يسكّر الباب خلفه ويتبعها من كانت خطوتها للأعلى، للصالة العلوية تتجّه لجلال صلاتها بينما هو إتجه لمرسمه لإنه أدى الفرض أثناء تجولها بالمشتل، فتح الباب يسكّر خلفه يرمي كابه على الكنبة بينما يتجّه للأكياس المميزة بالطابع العتيق يمدّهم على الأرضية، يحدد الأمتار ويترك اللوح إلى أن أنتهى من رسمهم من فترة أعلاهم يحكم تغليفهم وبإنتهاءه هو رفعهم مرّة واحدة يخرج فيهم أثناء تمددها على الكنبة تتبع خروجه من مرسمه يحمل ثلاثة لوح بأحجام مختلفة تحصيهم بعينها، لوحة بالحجم الكبير مغلفة ببني الغلاف، بجانبها لوحتين بأحجام أصغر تُغلف بذات الطريقة يتركهم بجانب الدرج بينما يسألها: بتنامين؟
هزت راسها بالأكيد: لا تخليني أطول، إذا رجعت صحني
إتجه لغرفتهم يُجيبها: إحتمال ما أرجع للمغرب
هزت راسها بالنفي: وخالتي تعرف إني لحالي؟ لا ما تخليك .. لا ترتاحون كثير خففوا عليهم ميهاف وراها إختبارات
خرج مرة أخرى يرفع كابه ما يبدر منه إلا نظرة وحيدة يترك لدن تضحك بينما ترفع اللحاف على أكمل جسدها يرجع يحمل اللوح يتجّه فيهم للأسفل، لخارج حدود البيت يتركهم بسيارته ويرجع بخطواته يركب بمقعد السائق، يحرّك لبيت أبوه بتلبية لطلب أمه .. أدرك كامل الطريق بهدوء إلى وصوله يركن سيارته أمام البوابة الخارجية ينزل، ينزّل اللوح معاه يخطي أول خطواته بحدود البيت إلى داخليته يشوف كمّ الفرحة المحاوطة لأصوات أمه وإيلاف بالداخل، لنبراتهم وضاحك دواخلهم تُعكس بإبتسامات مسرورة من دخوله، من إنتباههم له يتفجّر قلب نهى حب يفيض بعيونها: يا هلا! وش هالغيبة يا أمي
ترك ما بيده على طرف الجدار يقبّل جبينها: أمس أم مناف
ضحكت تهز راسها بالنفي لإنه يرفض "الغيبة" بإنها لاقته أمس: جدران بيتنا تشتكي غيابك .. زيارتك غير
إبتسمت إيلاف من الخلف تخمّن: رسمات؟
هز راسه بالنفي يأشر لها تقترب: عليك الرسمات، شوفيهم
إنحنت بالفعل تفتح الغلاف تضحك بذهول ترفع نظرها ناحيته: مناف!
أخذت نهى نفس تمنع تجمّع عاطفتها من اللوحة اللي تُخط فيها أسمائهم بشكل مترابط يبيّن صلتهم، يبيّن علاقتهم المترابطة بشديد الوثاق، غرقت عيونها غصب لإن اللوحتين الأخريات تخص حروف معينة متداخلة، إحداهم بحرف الفاء المقدس بشكل خاص عند مناف لإنه يربط بين بدايات إسم أبوه، نهايات إسمه وأسماء أخوانه والأخرى بحرف النون لإنه يربط بين إسم أمه، إسمه وإسم نيّاف .. ضحكت إيلاف توجّه نظرها لأمها: بتبكين وما عاد يعتب بيتنا .. أمي
كانت من مناف نظرة وحيدة لأمه تأكيدية لكلام إيلاف بإن لو بكل زيارة أمه بتغرق بدموعها هو بيلغي هالزيارات لإن عاطفتها جيّاشة له، تخصه بفائض العاطفة اللي تتركها تغرق بشكل مستحيل، رفعت نهى نظرها للأعلى بمحاولة إنهاء دموعها بينما ترجّع خصلاتها للخلف وجبر مناف خطوته يدخّلها تحت جناحه يسيّرها معاه: أبوي ونيّاف ما جاوا؟
هزت نهى راسها بالإيجاب: صلوا عند عمي وبيتغدون هناك، علّمتهم ما بيطولون
هز راسه بالفهم فقط ياخذ الفنجال من إيلاف اللي ناظرت أمها: مو المفروض أنادي ميهاف؟
هزت نهى راسها بالإيجاب: أرسلي لها لا تصعدين
يفهم مناف إنها بالأعلى ما يعلق إلا بسؤال أمه: لدن ما جات؟
ولإن سؤالها كان يُشير للسبب هو أجابها: من الصباح مستلمة بين المشاريع والإجتماعات، سكّرت الظهر
هزت راسها بفهم تمسح على ذراعها بينما عينها على جوالها بترقب لأي رسالة من فهد ونيّاف وما رفعت نظرها إلا بنزول ميهاف اللي تثبّت آيبادها على ذراعها بينما ترفع شعرها للأعلى تبتسم لوجود مناف وتُشِهر فيه: لدن تقول إنك معلم بهالمادة ..
ناظرها لثواني تتقدم وتترك الآيباد بين يدينه يتفحص إسمها وتطري عليه ذكرى مذاكرته للدن لذات المادة لذلك هو أشر لها تجلس بجنبه يرفع القلم يحدد الأهميات الأولى بتنشط ذاكرته وبإنتهاءه هو ترك الآيباد لها: إفهميهم وتعالي أكمل
رفعت حاجبها تآخذه بينما تقرأ ما حدده بينما مناف هز راسه بالنفي لإيلاف اللي تقدمت تصبّ له مرة أخرى إلا بنفيه هي عاكست خطوتها مرة أخرى تسأل: متى نعلقهم؟ ما أبي نأجل
هز مناف راسه بالإيجاب: يجوون أبوي ونيّاف ونشوف
رفعت ميهاف أنظارها بإستغراب وأشرت إيلاف للخلف لحيث اللوح تُدهش نظرة ميهاف بعدم توقع وتُبهر من دقة إختياراته، من ألوانهم اللي جات متناسقة مع صالات بيتهم وطابعه بدرجات البيج والبني: خيـال!
هزت إيلاف راسها بالإيجاب ما تكتم واسع فكرها: خارج الصندوق بس بتسوي ثانية لعيالك؟ بالمستقبل يعني
ضحكت نهى بصدمة تناظر مناف تشوف ترجمة عيونه، تشوف فك قيوده يُترجم كلّ شعوره بعينه تفيض عيونها بتماثل غصب: يـا رب على خير، بصحة وعافية تقرّ عيوني فيهم
كشّرت ميهاف ترفع أقدامها للكنبة: وعيالنا! التفرقة من الحين يعني
رجّعت نهى جسدها للخلف تنفي بعدم رضا: قلت فيهم ما حددت عياله ولا غيرهم
هزت ميهاف راسها بتأكيد: وما أعرفك أنا؟ بنقل الشرقية قبل أولد ما أتحمل أشوف بنتي ما تآخذ الدلع كله
ضحكت إيلاف من النظارات الإستغرابية من أمها ونظرة مناف: فراس يقول بنت ويتفلسف بإحساس الأب
هز مناف راسه بتأييد: أجل بنت
ناظرته إيلاف بصدمة: مو على كيفكم! الطب سنين يتطور ويجاهد عشان يحدد جنس الجنين وبكل بساطة تقولون إحساس الأب!
هز مناف راسه بالنفي: ما تحسون إنتوا .. يفرق عند الآباء
وجّهت إيلاف نظرها لأمها اللي رفعت أكتافها بعدم معرفة: يمكن، فهد كان مصرّ إنك بنت وصدق إحساسه
ميّلت إيلاف شفايفها بعدم إقتناع وبذات اللحظة فُتح الباب الداخلي يدخل فهد خلفه نيّاف اللي أجاب سؤال أبوه عن رغبته بقصد دياره: ما لي فيها هالفترة
إبتسمت نهى بإستغراب تفهم القليل: الديرة؟ عفتها؟
هز راسه بالنفي ينزع كاب مناف أثناء مروره من خلفه: من يعيف دياره .. راجع لكن هاليومين مدبس بالنيابة
جلس مناف بعد مصافحته لأبوه يركز نظره على نيّاف: ما أقول لك هات الملفات لي وأمورهم محلولة؟
هز نيّاف راسه بإعتراض يتمدد بحضن أمه: مناف ودك لو إنك المحقق الوحيد بهالدنيا .. شغلي وملفاتي أنا يا المحقق نيّاف ماهي لك
ولإنه حق، لإن مناف مستعد ياخذ أشغال النيابة كلها ويخص قضايا نيّاف بحجة إنه ما يبي له التعب، رجّع مناف ظهره للخلف: ويختلف؟ شغلي هو شغلك وملفاتك توصلني قبل توصلك .. خلك بالشقى دامك تبيه
تساءلت ميهاف تناظرهم: ما عاد تمسكون قضايا كبيرة؟ إنتهت أيام المركز الرئيسي؟
إستاءت نهى مباشرة بتذكر: الله لا يعيدها من أيام
هز نيّاف راسه بالإيجاب: الأوضاع راكدة من فترة، هذا الطبيعي لكن الخسيس راشد جاء يختلف
وقّفت إيلاف تأشر لأبوها المنصت فقط: شوف .. أبي نعلقهم
ألتفت فهد لثواني يبتسم: مناف؟
هزت إيلاف راسها بالإيجاب توقفه برفض لأي إعتراض أو تأجيل ممكن يبدر منه: الحيـن
وقّف فهد بجنبها بالفعل يوقف مناف بينما يقرب اللوح من منتصف الصالة يأشر لنيّاف: قم عاونا
تعدّل نيّاف بجلسته يسأل بينما يترك شماغه على ذراع الكنبة: كم مرة إنكتب إسمي؟
ولإنه ما حصل أدنى النظرة أو الرد هو وقف بطواعية فقط يتجّه للمخزن بجنب الدرج يطلّع العدة، يعود بخطواته للصالة يشمّر أكمامه: أعتقد نحتاج مهندس حرّيف
رفع فهد حاجبه وضحك نيّاف بإستذكار: على راسي مهندسنا .. السموحة
أزاح مناف الطاولة عن الجدار بعانية على الفازة أعلاها، على التماثيل الصغيرة والإكسسوارات ينتبه إلى أن أبعدها بالمكان المناسب هو ناظر أبوه اللي بدأ يحسب المسافات بنظره بينما يتأكد من الأدوات من عدة المخزن يضبّط القياسات ويثبّت المسامير يدقهم إلى عشرة دقائق هو إنتهى من تثبيت الثلاثة لوح يبتعد للخلف بخطى متزامنة مع مناف ونيّاف يتأكدون من دقة الأمر وإبتسم فهد برضا يناظر نهى: كيف؟
عُكست إبتسامته عليها تهز راسها بالإيجاب: حلـو
ندهت ميهاف على العاملة تأشر لها على آثار عمل أبوها: نظفيه وهاتي وشاحي
هزت العاملة راسها بالإيجاب فقط تغادر وإتكت ميهاف على الوسادة توجّه كلامها لنيّاف: تخيّل إن أمي تدعي تقر عيونها بعيال مناف .. كذا بس عيال مناف
رفع نيّاف حاجبه لأمه: أم نيّاف؟
شتت نهى نظرها يكشّر بعدم رضا: لا مو على كيفكم الدنيا! لا تعقدون عيالي
ضحك فهد يجلس على الكنبة: ما ينخاف عليهم أسباط تركي وهم عيال غيده
أخذت ميهاف وشاحها من العاملة تناظر أبوها: وعيالي؟ عالأقل إنت أحفظ دلعهم .. ولا أنا صدق بهاجر عند خالتي ندى عيال ولدهم الوحيد والدلع كله لهم
عقّدت إيلاف حواجبها تناظر ميهاف بشك: من الصباح وإنتي بنقل وبهاجر والشرقية؟ ميهاف؟
ما ردّت ميهاف تآخذ آيبادها وتغادر للخارج، للحديقة الجانبية تتخذ الجلسات الخارجية المرتفعة مجلس لها وتركت الآيباد تُجيب على إتصال فراس اللي ثبّت جواله أمامه بينما يسوق: بشوفك
فتحت الكاميرا تعدّل خصلاتها بينما تثبت جوالها بالمثل: ترى توّني مطولة
هز راسه بمعرفة: أمس ما تبينها واليوم مطولة ..
هزت راسها بالإيجاب تتعدل بجلستها: مناف مطول وأبي أجلس معاه .. فنّان بيشرح لي المادة
رفع حاجبه يوجّه نظره لها: ما قلتي لي إنك مو فاهمة
رجّعت ظهرها للخلف تبتسم: كنت بتشرح لي؟ تعرف؟
إستند على المسند بجنبه يرجّع نظره للشارع أمامه: عندك شك إني ما أعرف؟
ضحكت تهز راسها بالإيجاب: يمكن، تخصصك ماهو حول الهندسة .. ما يصعب على حفيد عبدالإله وهو ماسك أمور الشركة كلّها
- : ما جبرتيني، أمرك تجربين؟
ضحكت تنفي: لا، وين رايح؟
رفع أكتافه بعدم معرفة: أفرفر، المغرب معزوم
ميّلت شفايفها لثواني: ببقى عند أمي، بعد عزيمتك نرجع
هز راسه بالإيجاب يغير موقع جواله ليده: كمّلي مذاكرة ..

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now