١٩

5.9K 122 11
                                    

سابقتهم بالخطوات و إبتسمت من كان متكي على السيارة بينما أنظاره على الأرض، تقدمت ناحيته و مباشرة مدّ إيده اللي ملتف حول معصمها الشماغ: كيف الإختبار؟
لدن: أحكي لك بعدين، بنوصل صديقاتي
همهم بخفة بينما يتجه ناحية مقعده
ركبت بمقعد الراكب بينما بالخلف غَدي و شدن
كان منهم الصمت العجيب و الرهبة، فزوا من تحدث مناف بنبرة أرعبتهم: إيه علموني، بتجون؟، بالبيت ما عندي شغل، أُسيد لا تشغلني
كانوا يظنون الحدث موجه لهم إلا إنهم فهموا من مدّ السماعات للدن يطلب منها تقفيل جواله

رفعت حاجبها من وقف السيارة أمام بيت غَدي و مباشرة تحدثت بهمس: كيف تعرف بيتها؟
مناف: أعرفه وبس
إنصعقت أكثر من دخل حارة شدن و بعد نزلوها تحدثت بذهول: مناف!
مناف: أعرف كل مكان تروحين له
لدن: كيف يعني؟
شابك إيده بإيدها: يعني وقت تزورينهم أعرف، كيف إختبارك
أشرت بإيدها إنه تمام بينما ترجع جسدها للخلف

«عند نياف»
ما يعرف كيف مر الوقت بهذي السرعة و كيف إنه غرق بأفكاره حتى نام من غير أي أدراك منه، وقف على حيله بينما يتجه ناحية المواضئ يتوضأ لصلاة الظهر

إنتهى من الصلاة و أنسدح على السجادة بهدوء يجبره على التفكر فيها، بينهم كمية إختلافات كبيرة رغم إنهم عيال عم عاشوا ذات الطفولة و المراهقة و حتى الشباب، كانت ملازمته بكل وقت، عند أعمامه و عند خواله يحصلها، بينهم حرش ما ينتهي إلا إنها أنهته بالأمس وقت جاء يمّها و ما حصل منها الحرش

يقدر يميز الإختلاف بينه و بين باقي أحفاد عبدالإله، الوحيد بينهم الهاوي للديرة رغم كرهه الشديد لمجالس الرجال و بالذات إذا كانوا رجال الديرة، يفضل الجلسة بمفرده و بكل مرة يكونون الرجال متواجدين يترك المكان إما إنه يبقى وسط الإبل أو إن خطاه تسوقه لعمق البرّ، عكس مناف تمامًا، ما يهتم لمكان تواجده و ما يهوى مكان معين يكفيه إنه بجانب عبدالإله، نياف كل همّه ذاته و مناف كل همّه راحة آل نافل
و من ناحية الغيد، يجزم إنها أكثر أنثى مدللة، فيها غرور العالمين و تملك أقوى شخصية بين أحفاد عبدالإله الإناث، كل ما تقوله تم و حاضر لإنهم يعرفون إنها ما تهتم برفضهم و بتفعل اللي تقوله من غير تسمع ردهم أو تأخذ فيه، رعبها الوحيد مناف إلا إنها تحاول تخفيه رغم هذا كان واضح لنياف اللي غضب على ذاته أشد الغضب كيف إنه منتبه من السابق لأبسط تفاصيلها و يقدر إنه يحللها بهذي الدقة الواضحة و الحقيقية، تنهد بينما يمسح على جبينه
وقف من شاف سيارات آل نافل تتقدم ناحيته

توقفت سيارة أُسيد أمامه: الخيام نظيفة؟ ولد مناف بأشد مراحل غضبه ينتظر الغلط عشان يفصل علينا
نياف: طبيعي أبوه مو عنده، كل شيء تمام
نزل عبدالإله بينما يحرك عكازه بخفه و يمرر أنظاره على جميع أنحاء البرّ حتى دخل بيت الشعر
سرعان ما كشر نياف من السيارات العديدة اللي تتقدم ناحيتهم و هذا أكثر ما يبغضه لذلك طوى سجادته بينما يتجه للشبك بجانب الإبل

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now