٢٦

5.2K 108 20
                                    

أعتدل بجلسته ينهي سيل أفكاره من تقدمت لدن ناحيته، جلست على طرف الكنبة و تحدثت بتردد: مناف كلّمت البنات .. بينامون عندي
هز راسه بالإيجاب و أكملت بترقب: يعني موافق إنت؟ بينامون نومة حقيقية مناف
ما حصلت منه الردّ إلا إنه فهى فيها بشكل يخجلها و يجبرها توتّر بشدة، ضربت كفه بخفه: لا تحرجني قدامهم كذا
مناف: وش سويت؟ ما سويت شيء
كشّرت بعدم رضا تبتعد عنه من أخذت الموافقة

سندت جسدها على السيارة تسمع بتملل لتحليل البنات اللا نهائي لشخصية مناف، سابقًا كانت أول المشاركين بالتحليل لإن يمليها الفضول ناحية شخصيته الحقيقية بعيدًا عن الشخصية الظاهرية و اللي يملاها الغموض، و مرّات عديدة تحز بخاطرها إنها تحلل شخصية "زوجها" و يتوجع داخلها بشكل مستحيل، بكلّ مرة تتعمق بالتفكير تعود لنفس النقطة، كيف أبوها وافق يزوج مناف و كيف أُسيد ما عارض لإنهم يعرفون بشدة خوفها منه
قطع سيل أفكارها بالماضي نداء مناف لها، ألتفتت بإستغراب حول المكان و ما كان له أثر إلا إن ميهاف أشرت لها على جهة مجالس الرجال البعيدة و المخفية عن أنظار البنات، ضحكت من نطق مهرة: يا ويلك
نفت ترفع طرحتها على راسها: ما يسوي شيء
همهمت إيلاف بطقطقة: الحين ما يسوي شيء بس قبل كان يأكل
كشّرت لدن تبتعد عنهم و تتجه ناحيته، من أقتربت مدّ إيده يحاوط وجهها و ينطق بأرق نبرة: أبوك يبي يكلّمك
أرتجفت ضلوعها من نبرته و طريقة تهوينه عليها، مباشرة نفت: ما أبي
همهم يحاوط كف إيدها و يتجه بجانبها ناحية السيارة، ضحك داخله للمرة الثانية بهاليوم من سحبت إيدها وسط كف إيده من أقتربوا ناحية البنات رغم إنهم مو واضحين لهم إلا إنها تخجل بشكل مستحيل، صُدم كلّه من سمع أواخر حكي البنات عنه، يحللون شخصيته بطريقة غير واقعية و يصفونه كأنه وحش، يعرف مقدار خوفهم منه لكن ما أعتقد إنه بهذي الشدة و ما أعتقد إن كذلك ألين تخافه، سمع نفي خواته و غضبهم الشديد من تحليل البنات و تكريرهم لإن مناف ما يقرب هذي الصفات نهائيًا، ركب السيارة بهدوء و ميّل شفايفه من إستمرارهم بالتحليل و وصفهم للدن بإنها "قوية و شجاعة" لكونها جالسة بجانبه بأريحية بينما هم يصارعون الهمس لأجل ما توصله أصواتهم
'
رفعت حاجبها ناحية إيلاف الجالسة بالصالة العلوية و الرافضة للدخول لغرفة مناف و لدن بحجة عدم الرغبة: مستحيلة إنتي مستحيلة! وين بتنامين!
أشرت إيلاف على الكنبة: يا حلوها مريحة هالكنبة
ضحكت بذهول و عدم إستيعاب لخجلها اللي ماله داعي و اللي يتركها تنام بكنبة وسط البيت، هزّت راسها بقلة حيلة و أبتعدت عن الصالة ناحية الغرفة ترمي جسدها على الكنبة و إبتسمت من رسمات مناف العشوائية المبعثرة على الطاولة، أشرت للبنات عليهم: ما يترك الورق بحاله
أقتربت الغيد بفضول ناحية الطاولة و إتسعت عيونها بإندهاش من كمية الرسمات على عدة أوراق، الكثير منها يمليها الغموض و عجزت تفهم أي شيء يخصهم و أغلبهم كانوا من دون تلوين، إلا وحدة مرسومة بدقة أكثر و ملونة بدقة، مقفى عبدالإله وسط مكتبه، رفعت الرسمة ناحية البنات اللي أندهشوا بذات إندهاشها لإنهم ما توقعوا بيوم إن مناف جدي بالرسم بهذا الشكل و يرسم بهذي الدقة، أقتربت ألين بجانبها تتأمل بقية الرسمات و عضّت شفايفها من رفعت رسمة تخص لدن، طابع الرسمة مبهم إلا إن دقة رسمه تجذبها جدًا، ألتفتت على لدن اللي خرجت من غرفة الملابس: يا حظك يا لدن يا حظك
أقتربت لدن ناحيتهم بجهل للي بينهم إيدينهم و إبتسمت من كانت رسمات مناف العشوائية، هي ذاب كلّ قلبها من شدة إعجابهم بالرسمة اللي خصها فيها و كأنها للتوّ تدرك عظيم حظها، تستشعر عذوبة طريقة مناف بتوصيل عمق حبّه لها لدرجة إنه يرسمها بطريقة مختلفة عن كلّ رسماته، تفجر صدرها بألف شعور و ساقتها خطواتها ناحية مرسمه و اللي قفل على نفسه فيه، هي تجاهلت وجود البنات و رضخت لعظيم شعورها اللي يطلبها تحضنه بكلّ ما فيها و بهاللحظة، دقت الباب و أرتجفت ضلوعها من نادها وهو على بُعد منها و كأنه يتعمد يضاعف كل شعور داخلها
'
أسرعت بخطواتها للأسفل تسحب سلك سماعتها من شنطتها، ينبض قلبها بشكل مستحيل من الصوتيات اللي أنهلت عليها منه و أكتشفت إنه ما يميل للرسايل قد المكالمات و اللي أستبدلها بصوتيات لإنها مستحيل تردّ على مكالمته، زفرت بتوتر تفتح أول صوتية و اللي كان يسأل فيها عن حالها و عن كونها أختفت فجأة عن الجلسة، ردّت بأنها ببيت مناف و كان منه شديد الذهول و سألها لو ودّها يجي، ما كان منها الردّ لذلك غير الموضوع من صور لها مكانه، بإحدى القهاوي و ردّت عليه بـ "كنت أسولف للبنات إني أبي قهوة و رفضوا لإنهم بينامون!"
مباشرة ردّ "أجيب لك؟" ضحكت من شدة لهفته و نفت "و كيف بنام"
"هو ضروري النوم؟"
"ضروري لإني ببقى لوحدي"
"يعني لو ودّك بسهر معك"
ضحكت تهزّ راسها بقلة حيلة، هو يحاكيها بطريقة أخرى و خيالية و كأنه مو نيّاف اللي تعرفه، الشاشة تمنعها من رؤية ملامحه و تساعدها بزيادة قناعتها بإن هذي مو شخصيته الحقيقية، هو يعجبها بكلّ الأحوال لكن صعب تستوعب إنه يملك هذي الشخصية المرحة
'
أرتجف قلبها من وصلتها رسالته الوحيدة "تركت القهوة على عتبة الباب أطلعي أخذيها، خفت أرن الجرس و أصحي النايمين" نبض كلّ عرق فيها من دق مباشرة ما يترك لها مجال تأخذ النفس، رمت جوالها برجفة لإنها إستحالة تردّ، أنسحبت بهدوء ناحية الباب تأخذ القهوة و مباشرة تركتها بالثلاجة لإنها ما تقوى على شربها من عظيم الشعور اللي ينصب عليها، قفلت جوالها نهائي لإنه يتعمد يزيد كلّ شعور داخلها

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now