الفصل الرابع الجزء الثاني

39.1K 2.1K 342
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الرابع
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
أشرق الصباح ، سطعت الشمس تضئ الدنيا .. في منزل جاسر مهران داخل ذلك البيت يحدث الكثير والكثير من الأشياء الغريبة داخل كل غرفة ولا أحد يعلم
استيقظت رؤى صباحا لأول مرة تشعر بعدم رغبتها في مغادرة الفراش ما يحدث داخل بيتها الآن مرهق للغاية ، وكأن عائلتها تتفتت وهي تقف تشاهدها مكتوفة الأيدي عاجزة عن فعل شئ ما، حين استيقظت فجرا للصلاة لم تجد جاسر جوارها ، بحثت عنه لتجده في مكتبه يُصلي منذ متى جاسر يستيقظ دون أن يوقظها ، منذ متى وهو يذهب لمكتبه ليصلي ، عرفت السبب حين سمعته يبكي ففهمت لما فعل ذلك ، جاسر يبكي فقط وهو يصلي عدا ذلك يظل ثابتا يمنع دموعه بصلابة مدهشة ، نظرت جوارها تبحث عنه لتجد مكانه فارغا وصوت مياه المرحاض يخبرها أنه بالداخل ، انتصفت جالسة تلملم خصلات شعرها المبعثرة برباط شعر تضعه جوارها على الطاولة الصغيرة ، حين فُتح المرحاض ورأته يخرج منه يرتدي حلته الرسمية يعقد رابطة عنقه أو بمعني أصح يحاول ، وقف أمام المرآة ينظر لها من خلالها يغمغم بنبرة هادئة :
-مش من عادتك تفضلي نايمة كل دا ، دا أنتِ بتصحي قبلي
لم تجيبه التزمت الصمت كما بات يفعل هو كلما حادثته ، ليتنهد توجه إليها يجلس أمامها لتمد يدها تلقائيا تعقد له رابطة عنقه تحاول ألا تنظر لوجهه ، ليمد يده برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه تنهد يردف :
-صحي رعد عشان يجي معايا الشغل ، وإن كان على اللي حصل ، أنا مستعد اعتذرله قدام موظفين الشركة كلهم ، أنا عارف اني اهنته جامد وحقه أن انا اعتذرله

هنا نظرت إليه اضطربت حدقتيها قبل أن تملأها الدموع تردف منفعلة :
-أنت بتحبه ، بتحبه أوي ، علي قال لايمان على حالك كان عامل إزاي امبارح لما روحت المستشفى ، ليه يا جاسر بتعمل كدة وما تقوليش عشان عايزه يبقى راجل لازم اشد عليه ، دا مش مبرر ... أنت فجاءة قلبت عليه بقيت بحس أنك بتستناله الغلطة ، حرام عليك دا رعد أطيب وأغلب منه ما فيش ، دا أنت ما خدتوش في حضنك إمبارح ما قولتلوش حتى حمد لله على سلامتك
وانفجرت تبكي حزينة على الحال الذي هم فيه ، ظل جاسر ينظر إليها لا يجد ما يقوله ، هي محقة ولكن الهاجس الذي ظل يحتل قلبه لسنوات يثير داخله الشك ، جعله يؤذي ولده لم يدرك ذلك إلا حين شعر أنه قد ضاع ولن يعود مرة أخرى حين ذهب للمستشفى ، عانق رؤى يهدئها يقرر أنه يكفي لهنا .. رعد لم يخطئ قبلا يكفي ظلما لهنا ... قام من مكانه متوجها إلى غرفة رعد ... دق الباب ربما للمرة الأولى في حياته يفعل دوما ما كان يفتح الباب بغتة يود دوما أن يمسكه بالجرم المشهود ، لم يأتي إليه ردا ... ففتح الباب بهدوء ليجد الغرفة تعم بالظلام ، رعد لازال نائما تحرك إلى شرفة الغرفة يزيح الستائر عنها لتدخل الشمس ، تأفف رعد يرفع الغطاء يخفي وجهه أسفل مفرش السرير يغمغم ناعسا :
-ماما اقفلي الستارة لو سمحتي
تحرك جاسر صوب الفراش جلس على حافته ، حمحم يتحدث بنبرة هادئة :
-رعد قوم أنا عايز اتكلم معاك
انتظر بضع لحظات قبل أن يزيح رعد الغطاء عن وجهه ينظر إليه ، كم كره الطريقة التي ينظر بها إليه وكأنه عدوا له وخاصة حين أردف بنبرة جافة باردة بها بعض السخرية :
-نعم خير يا جاسر باشا ، في إهانة حضرتك عاوز تقولها على الصبح ، أو كنت عايز تعرف أنا كنت سهران في أنهي كبارية ، ولا هتطردني من هنا عشان اتأخرت في النوم

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن