الفصل العشرون الجزء الأول

31.6K 2.6K 405
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل العشرون
الجزء الأول 
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل ❤
__________
-  طرب آخر الأسبوع بابا جامع العيلة كلها هنا عشان يعرفهم بيكي وتتعرفي بيهم ، بمجرد ما الجمع ينفض ونبقى لوحدنا أنا حابب نكمل جوازنا قولتي ايه ؟؟
نظرت إليه عدة لحظات والحلم الذي رأته فيه يأخذ ابنهم الصغير ويبتعد يتكرر أمام عينيها ، كانت تود الرفض خوفا من أن يتحقق حلمها ولكنها لم تجد سببا قويا للرفض ، أحمر وجهها خجلا تومأ برأسها له موافقة ليبتسم يقبل قمة رأسها ، وضع رأسها على كتفه من جديد لتسمعه يهمس بما جعل عينيها تتسع فزعا :
- ايه رأيك في اسم يونس أنا حابب لو جبنا ولد نسميه يونس ، أما بقى لو كانت بنوتة فنسميها فجر قولتي ايه ، عارف إنهم أسامي قديمة بس حقيقي مميزة
تكرر اسم الولد في عقلها عدة مرات ومشهد حلمها وهو يحمل الصغير ويبتعد ، انتفض قلبها يدق بعنف والخوف والفزع يحتلانه .. بالكاد رسمت ابتسامة مرتعشة على شفتيها حين أبعدت رأسها عن كتفه تومأ له موافقة ، ليقف يجذبها عن الأرض يغمغم :
- قومي نصلي الفجر وننام شوية ، طرب صحيح
التفت لها يتنفس بعمق يهمس بنبرة مترفقة :
- ما تجيش الشغل تاني يا طرب بابا اتضايق من الحركة دي جداا ، ولو حد من العملا دخل كان هيبقا شكلنا وحش فعلا ، وبعدين أنتِ لسه تعبانة ومحتاجة تستريحي ماشي يا حبيبتي
ابتلعت لعابها تومأ له موافقة لتمسك بذراعه أدمعت عينيها تهمس تترجاه :
- طب عشان خاطري ، عشان خاطري يا رعد ... اعمل أنت حاجتك بنفسك سواء شاي ولا قهوة ولا غيره ، من ساعة حادثة الخادمة دي وأنا مرعوبة تتكرر تاني ، رعد أنا ما اقدرش أعيش من غيرك
وكم طرب قلبه لكلمات طرب ابتسم يومأ لها موافقا يغمغم ضاحكا :
- عشان كدة عاوزة تشتغلي معايا في الشركة هتعملي لي شاي وقهوة بس ، حاضر يا ستي
مش هشرب أي حاجة من أيد حد ، وأي حد هيجي يقولي تعالا اوديك لماما مش هروح معاه
وضحك حين عبست متضايقة منه تلكمه على صدره بعنف ليتأوه متألما :
- يا نهار أبيض چون سينا ، آه يا ضلوعي يا مفترية
ضحكت بخفة مدت يدها تربت على صدره برفق تهمس ساخرة :
- كويس كدة
اشاح بوجهه بعيدا يمنع ابتسامته بصعوبة يردف متضايقا :
- لاء طبعا مش هيخفوا كدة ، بوسيهم
توسعت حدقتيها غيظا لتلكمه في بطنه بعنف تأوه متألما يغمغم حانقا :
- أنتِ يا بنت الحلال كنتي بتتدربس بوكس قبل ما نتجوز ، روحي يا طرب اتوضي بدل ما امثلك مشهد من فيلم ، يا ادي النيلة دا ما اعرفش افلام عربي ، روحي اتوضي روحي
ضحكت عابثة تلوح له وداعا لتهرع إلى المرحاض تغلق الباب في حين وقف هو مكانه يبتسم ينتمى أن تمر الأيام سريعا ليصر لليوم المنشود !!
_____________
أما هناك انتهى يوسف من صلاة الفجر وتوجه إلى غرفة ملاك المجاور له يدق الباب بلا توقف إلى أن سمع صوتها الناعس يغمغم من الداخل بضيق :
- في ايه يا طرب بتخبطي كدة ليه خشي
فتح جزء صغير من الباب يدخل منه وجهه ينظر بعيدا يتحاشى أن تقع عينيه عليها يغمغم بنبرة حادة :
- أنتِ لسه نايمة صحصحي الإمتحان كمان كام يوم أروح اصحي مريم ارجع الاقيكي صاحية
رفعت يدها تمسح على وجهها متأففة لتلمح عينيه ذراعها العاري ليبتعد عن الغرفة سريعا يستغفر يبتلع لعابه متوترا ، توجه إلى غرفة شقيقته رفع يده قبل أن يدق الباب سمع صوتها تتحدث بصوت خفيض ، قرب رأسه يلتصق بالباب ليصل لأذنه صوت همس خفيض للغاية شقيقته تحادث شخص ما ، شخص يعرفه جيدا
( أنا مش مصدقة موضوع الكورة دا ، مراد إنت بتكذب ، أنا السبب مش كدة اتخانقت مع خالي بسببي ، خالي عاصم عمره ما جه خدك من الدرس ، يعني بردوا مش عاوز تقولي الحقيقة ، ماشي يا مراد براحتك ، قوم طيب صلي وذاكر ، الإمتحان كمان كام يوم ، يا مراد بتكسف مش هقول ، لا خلاص ما تزعلش ، حاضر يا حبيبي)
عند ذلك الحد بلغ به الغضب مبلغه ليفتح الباب بعنف شهقت مريم مذعورة وقبل أن تغلق الخط كام يوسف يجذب الهاتف من يدها نظر لشاشة الهاتف ليتأكد أنه رقم مراد وقد كان فعلا ، وضع الهاتف على أذنه يهسهس يتوعده :
- ما هو أصلك عيل وسخ وما شوفتش رباية ولما اشوفك يا مراد الكلب
وأغلق الخط في وجهه ينظر لشقيقته ، وجهه يكاد يشتعل من الغضب أنفاسه تتلاحق بشكل عنيف ، وقبل أن تنطق بحرف كان صوت صفعته دوى في الغرفة ، شهقت من الألم تتسع حدقتيها ليقبض على ذراعيها يجذبها لتقف أمامه يهسهس يتوعدها :
- ما هو أصلك قليلة الأدب زيك زيه ، ايه اللي يخليكِ تتكلمي معاه من ورانا ، يا ترى بتتكلموا من امتى والكلام وصل لحد فين يا حبيبي
انهمرت الدموع من عينيها بعنف ليصرخ هو بعلو صوته :
- ما تنطقي
مع صوته الغاضب دخل جاسر إلى الغرفة ، فزع حين رأى ابنته تبكي ويوسف يقف أمامها على وشك ضربها ، دخل سريعا إلى الغرفة يجذب يوسف يبعده عنها يحتضن مريم التي انتفضت بين ذراعيه ، اتقدت عيني جاسر غضبا حين رأى وجه ابنته وعلامات أصابع اليد على وجهها نظر ليوسف يصرخ فيه :
- أنت اتجننت بتمد أيدك على أختك ، دا أنا اقطعلك أيدك قبل ما تعمل كدة، أنت إزاي أصلا تفكر تضربها ، انطق رفعت أيدك على أختك ليييه
صوت جاسر وهو يصرخ بتلك الطريقة جذب كل من في المنزل ، حين دخلت رؤى إلى الغرفة ترك جاسر مريم بين أحضانه وتحرك إلى ولده يقبض على تلابيب ثيابه بعنف يصرخ فيه:
- انطق مديت أيدك على أختك ليه ، ما تزودش اللي هعمله فيك
ابتلع يوسف لعابه يحاول إيجاد حجة يقولها ، أسهل ما يقول هو الحقيقة ولكن نظرة الرعب التي كانت في عيني مريم تتوسله ألا يخبر أبيهم جعلته يتراجع ، زفر أنفاسه يغمغم حانقا :
- عشان قليلة الأدب وعايزة تعمل مصيبة هي وصاحبتها ، الهانم سمعتها بتتفق مع صاحبتها أنهم يهربوا الموبايلات في هدومهم ولما يتزنقوا في سؤال يدخلوا الإمتحان يغشوا ، وبتقاوح معايا وبتقولي مش غلط وإن صحابها كتير هيعملوا كدة
توسعت حدقتي جاسر ذهولا مما يقول يوسف التفت صوب ابنته يسألها :
- الكلام اللي بيقوله يوسف دا حقيقي ؟
اخفضت رأسها أرضا تشكر يوسف في نفسها أنه لم يقل الحقيقة ، أومأت موافقة لتشهق رؤى حزينة تنظر لها تعاتبها في حين صدح صوت جاسر يحادثها غاضبا :
- ليه يا مريم هانم السنة كلها طلعان عيني معاكوا ، السنة كلها وأنا بقولكوا مش مهم المجموع المهم تعملوا اللي عليكوا وأنا هقف جنبكوا ، أنتِ إزاي أصلا تفكري بالشكل المقرف دا ، خوفك من الإمتحان مش دافع أبدا ، أنتِ ما فكرتيش لو الموبايل دا اتقفش معاكِ شكلك هيبقى عامل إزاي قدام نفسك قبل كل زمايلك والمدرسين ، الهبل دا أنا مش عايز اسمعه تاني ويكون في علمك أنا هسحب الموبايل بتاعك أول يوم امتحانات ومش هتاخديه غير بعد ما تخلصي
والتفت إلى يوسف يشهر سبابته أمام وجهه يحذره بنبرة حادة غاضبة :
- قسما بربي يا يوسف لو أيدك اترفعت على أختك تاني لهكسرهالك ، أنت مش ولي أمرها أنا لسه مامتش ، لما تغلط أنا اللي احاسبها ، اعتذر لأختك
شد يوسف على قبضة يده غاضبا زفر أنفاسه بعنف نظر صوب مريم يردف على مضض :
- أنا آسف
وتحرك يغادر الغرفة سريعا عائدا إلى غرفته يغلق بابها عليه ، في حين وقف جاسر في مكانه يفكر على الرغم من أن العذر الذي قدمه يوسف مقنع ولكنه ليس سببا أبدا ليضرب شقيقته ، يوسف يُخفي شيئا ...وقبل المزيد من التفكير سمعوا صوت جرس الباب نزل لأسفل سريعا ، ينظر لساعة يده الخامسة فجرا من سيأتي الآن ، فتح الباب ليجد چوري ابنته تقف أمامه تبدو شاحبة وجهها هزيل عينيها منتفخة ، وحسين يقف خلفها يحمل حقيبتها ، ابتسم يغمغم :
- ازيك يا عمي شنطة چوري أهي ، ما تقلقش إحنا بس خلصنا شغلنا وسلمنا الموقع وقولنا مالهاش لازمة نفضل وچوري كمان جالها دور حمى جامد لسه فايقة منه فقولنا الأفضل نرجع
نظر جاسر لابنته التي تقف صامتة وكأن على رأسها الطير ، رفع يده يتحسس حرارتها لتتسع حدقتيه حسين لا يكذب ، رأسها يشتعل هدر قلقا :
- انتوا إزاي تسافروا وانتي تعبانة كدة ، فين علاجك ، ردي عليا
انتفض جسد چوري مرة واحدة لتسقط بين أحضان والدها فاقدة للوعي ، توسعت حدقتي حسين فزعا لم يصدق أن كذبته باتت حقيقة في لحظة ، حمل جاسر ابنته ودخل يضعها على أريكة كبيرة في صالة المنزل نظر لحسين يصرخ فيه :
- العلاج بتاعها فين ، وازاي ما تبلغونيش أنها تعبت ، وازاي تبقى حرارتها نار كدة وتجيبها وتيجي
غمغم حسين سريعا لا يفهم كيف ارتفعت درجة حرارتها اصلا :
- كانت كويسة والله يا عمي وخفت من كام يوم وهي اللي أصرت تيجي والعلاج سيبناه هناك ، إحنا لازم نشوف دكتور ولا نوديها مستشفى
صرخ جاسر بعلو صوته :
- رعد ، انزل يا رعد
لحظات ونزل رعد سريعا تفاجئ هو الآخر من المشهد وقبل أن يسأل صاح فيه جاسر غاضبا :
- شيل أختك حطها في أوضتها وأنا هشوفلها أي حاجة تخفض الحرارة على ما حسين يجيب دكتور وقول لرؤى ولا لمراتك حد يعملها كمادات بسرعة
اومأ رعد سريعا توجه يحمل شقيقته يصعد بها إلى أعلى لتقابله طرب ورؤى التي سقط قلبها ما أن رأت ابنتها غائبة عن الوعي ، هرعت إليها تغمغم فزعة :
- چوري مالك يا بنتي ، مالها أختك يا رعد ، يا نهار أبيض دا جبينها قايد نار
هرعت رؤى وطرب تساعدها تضع قطع قماش مبللة بالماء البارد على جبين چوري ويديها عند المرفقين وقدميها وچوري تهذي من الحمى تبكي تارة وتعتذر من أبيها وأمها تارة أخرى
دخل جاسر إلى الغرفة يحقن ذراعها بنصل مادة ما يغمغم قلقا :
- إن شاء الله الحرارة تنزل ما توقفيش كمادات لحد ما الدكتور يجي وأنا هروح اشوف حسين عمل ايه ، تعالا معايا يا رعد
وهرع يخرج من الغرفة بصحبة رعد إلى أسفل وجدا حسين يقف في منتصف الصالة هرع إليهم يغمغم قلقا :
- أنا طلبت دكتور وهو جاي دلوقتي ، المهم هي حرارتها نزلت ولا لاء
حرك جاسر رأسه للجانبين بعنف يتحرك بغير هدى الوقت يمر عليه ثقيل للغاية ، إلى أن أخيرا دُق الباب ، هرع إليه أولهم يغمغم متلهفا ما أن رأى الطبيب :
- أنا آسف أننا جبناك دلوقتي اولا ، ثانيا بسرعة البنت حرارتها نار
وأمسك بكف يده قبل أن يجيب الأخير يصطحبه إلى غرفة ابنته وقف خارجا قلقا ، رؤي وطرب بالداخل مع ابنته والطبيب ، مرت دقائق طويلة إلى أن خرج الطبيب من الغرفة هرع جاسر إليه يسأله قلقا :
- طمني
بدأ الطبيب يُخط عدة أدوية على سطح الورقة في يده نظر لجاسر ابتسم يغمغم:
- ما تقلقش خير بإذن الله ، هي الحمى شديدة شوية ممكن تكون بسبب تغير جو من مكان لمكان ، أو بسبب مؤثر قوي زي الخوف مثلا ، لأن اللوزتين مش ملتهبين وما فيش أي عرض من أعراض التسمم أنها تكون أكلت حاجة بايظة ، على العموم نمشي على الدوا دا وأنا مواعيده وخير بإذن الله
أخذ جاسر الورقة من الطبيب يصطحبه لأسفل يعطيه حساب الكشف قبل أن يغادر يشكره على المساعدة ، التفت صوب حسين يضيق حدقتيه يرميه بنظرة حادة قبل أن يسأله منفعلا :
- حسين من غير كدب ايه اللي حصل في السفرية دي ، مرجع چوري بالمنظر دا
ابتلع حسين لعابه مرتبكا يشعر بنظرات جاسر تخترقه بعنف حمحم يردف متوترا :
- أنت بتبصلي كدة ليه يا عمي تفتكر أنا هأذي چوري يعني ، حضرتك عارف وواثق أن دا مستحيل يحصل ، هي أغلب الوقت كانت تعبانة اصلا بسبب الجو ، فعشان كدة قولتها لازم نرجع خوفت للوضع يتدهور أكتر
اومأ جاسر برأسه موافقا ، قلقا من التوتر الظاهر في صوت حسين ، تحرك لأعلى حيث غرفة ابنته جلس جوار رأسها يتحسس حرارتها التي انخفضت عن ذي قبل ، مسح على شعرها برفق ليرى جسدها يرتجف والدموع تنزل من خلف جفنيها المغلقين وصوتها يهمس بحرقة:
- أنا آسفة والله آسفة
قطب جبينه والقلق يتفاقم ، چوري حدث لها أو فعلت كارثة هي السبب فيما هي فيه الآن !!
______________
في تمام الثامنة صباحا في منزل جاسر راضي
استيقظ جاسر ليجد الغرفة حوله كومة من القطع المهشمة تأفف حانقا ، ليهب سريعا يحضر المكنسة ينظف أرض الغرفة جيدا يعيد الأثاث لمكانه ، يرتب ملابسه كل قطعة في مكانها ، فتح النافذة قبل أن يأخذ ثيابه يتوجه إلى المرحاض اغتسل وبدل ثيابه ووضع الثياب المتسخة في مغسلة الغسيل ، وتحرك صوب غرفة أريچ ، فتح الباب ليراها لا تزال تغط في النوم ، دخل إلى غرفتها يفتح الشباك على مصراعيه يتحرك إلى فراشها جلس جوارها يزيح بكفيه الدموع التي تُغرق خديها يهمس برفق :
- عارف أنك صاحية وبتمثلي ، قومي يلا خدي دش وغيري هدومك ، عشان هننزل وما تقوليش فين
فتحت عينيها قليلا تنظر له اهتزت حدقتيها خوفا تهمس له :
- خليني هنا يا جاسر أنا خايفة يظهر تاني ، أنت المفروض تكون عارف أنا خايفة قد ايه
تنهد بعمق يمسك ذراعيها بخفة يجذبها لتجلس أمامه يرفع إصبعيه السبابة والوسطى في وجهها يغمغم:
- الخوف ليه طريق ، طريق الخوف نفسه ودا طريق طويل زي من هنا لصلاح سالم كدة الساعة 2 الضهر تفضل محبوس فيه وكل حركة حواليك بترعبك أكتر ، الخوف بيتلذذ أنه بيخوفك منه ، يا تقف قدام خوفك وتواجه ... تعرفي أنا كجاسر كنت بترعب من القطط عشان كدة كنت دايما معارض وجود قطة في البيت ما أنا ينفعش اقولكوا أنا بخاف منهم ، عارفة عملت ايه ، جبت قطة صغيرة بتاعت واحد صاحبي كنت هنا في الشقة دي ، ودخلت أوضة وقفلت على نفسي أنا وهي أول كام دقيقة وأنا واقف قدامها كنت حاسس أن أنا واقف قدام وحش مع أنها كانت حاجة صغيرة كدة في الأرض عمالة تتنطنط من هنا لهنا ، وكل ما تقرب ناحيتي أبعد لآخر الأوضة ، وفين وفين على ما قدرت أقرب منها وأمسح على ضهرها وهي تتمسح فيا ، ساعتها حسيت أن أنا أكبر مغفل في الدنيا وقعدت أحاول افتكر أنا كنت خايف ليه ، ايه سبب رعبي دا مش لاقي ، الفرق هنا يا أريچ أنا كجاسر كنت واثق في نفسي وفي قوتي ، إنما أنتِ محتاجين نبني الثقة دي الأول وبعدين نواجه خوفنا ، قدامك عشر ثواني تكوني في الحمام و20 دقيقة تكوني خلصتي حما ، و10 دقايق لبس
نص ساعة بالظبط وراجعلك وابقى الاقيكِ في السرير يا أريچ
وخرج من الغرفة ، لتزيح الغطاء عنها تتحرك بخطى بطيئة صوب المرحاض ، تخلصت من ثيابها تنظر في مرآة المرحاض الكبيرة على تلك العلامات التي طُبعت على جسدها تتذكر جيدا كلماته السامة التي قالها وهو يضربها
( الالم مهم يا أريچ ، من غير الألم مش هيبقى في خوف ، ومن غير الخوف الكل هيغلط ، زي ما أنتِ غلطتي كدة ، أنتِ مذنبة يا أريچ ، خونتي أختك وأهلك ، اتعودي يا روچا تعالجي الندم بالألم ، أنا عودتها هي كمان على كدة ، وكنت هعودك خطوة خطوة زيها ، بس أنتِ اللس سبقتي الأحداث ووصلتينا لهنا ، وجاسر زمانه جاي )
انهمرت الدموع من عينيها تضع يدها على فمها لتمنع شهقاتها ، في اللحظة التالية سمعت صوت دقات على باب المرحاض وصوت جاسر يأتي من الخارج :
- أريچ يلا وبطلي عياط ، ومن البديهي أنك هتعيطي اول ما تشوفي العلامات عشان ما تسأليش أنا عرفت إزاي
جلس في صالة المنزل يطلب رقم ما ، انتظر بضع لحظات يردف محتدا ما أن سمع الطرف الآخر:
- إحنا هنهزر يا زفت موبايلك مقفول ليه ، عرفت مين صاحب الشقة ، ما أنا عارف أنه اسمه زفت عمار ناصر ولا نصار .. انا عايزك تقلبلي الدنيا وتجبلي أصل الواد دا ، أنت بتقول لقيت اللاب بتاعه خليه معاك واحد صاحبي هيعرف يفتحه وأنا هاخده منك كمان ساعتين
وأغلق معه الخط يرتب ما سيفعل ، سيذهب إلى صالح يأخذ منه الحاسوب ويتركه يكمل بحثه ثم إلى سامر ليفتح له ذلك الحاسوب ويخرج ما عليه من معلومات ، وأخيرا إلى مصطفى ليهشم وجهه ، ولكن البداية هنا مع أريچ نظر إلى باب الغرفة حين خرجت للصالة ليبتسم لها يغمغم :
- كان نفسي نفطر والله ، بس في الأغلب لو كلنا هنرجع بعد اللي هتعمليه ، يلا بينا
أمسك بكف يدها يجذبها معه يشعر بخطواتها ثقيلة يجذبها بصعوبة معه للخارج ما أن صارت جواره في المصعد بدأت ترتجف تحرك عينيها هنا وهناك ، ما أن نزلا لأسفل أمسكت ذراعه خوفا من القادم ، تحرك بها نحو السيارة ، تحركت سريعا لتجلس على المقعد جوار السائق ، ليمسك جاسر بيدها يفتح باب السائق يحادثها بابتسامة واسعة:
- لا يا روح قلبي أنتِ اللي هتسوقي ، اركبي يلا
توسعت حدقتيها ذهولا ، ما تعرفه عن قيادة السيارة لا شيء بالمعنى الحرفي وجاسر يقف أمامه يصر ، جلست خلف المقود كل ذرة بها ترتجف ليجلس جاسر جوارها يعقد لها حزام الأمان نظر لها يغمغم :
- دوري العربية ، دوسي على الزرار دا
ابتلعت لعابها تفعل ما يقول لتنتفض حين سمعت صوت محرك السيارة تتمسك بالمقود ليغمغم جاسر ضاحكا :
- أنتِ قافشة في الدريسكون ليه كدة هو حرامي ، امسكيه عادي ، انزلي برجلك على البنزين براحة ، يا بنتي دي الفرامل التانية يا حبيبتي
ابتلعت أريچ لعابها بصعوبة تلمس بأطراف حذائها دعاسة البنزين ليضحك جاسر يغمغم:
- العربية نفسها مش فاهمة أنتِ بتعملي ايه يا أريچ ، دوسي جامد شوية
وفي لحظة توترت داست على الدعاسة بعنف لتصرخ حين تحركت السيارة فجاءة تترك المقود ، تصرخ فزعة لتسمع صوت جاسر يغمغم ضاحكا:
- امسكي الدركسيون يا أريچ قبل ما نتقلب
قبضت على المقود بعنف تحركه يمينا ويسارا بغير هدى تصرخ والسيارة تلتف حول نفسها وجاسر يجلس جوارها هادئا يغمغم :
- اهدي يا أريچ وبطلي صريخ إحنا مش راكبين قطر الموت يا حبيبتي ، دوسي فرامل اللي قولتلك عليها في الأول لاء
ضغطت أريچ على المكابح بعنف لتتوقف السيارة فجاءة في منتصف الشارع بالعرض نظر جاسر إليها يردف ضاحكا :
- عرفتي أنا ليه بقى ما رضتش نفطر
نظرت إليه بأعين جاحظة مدهوشة تصيح متعجبة :
- أنت بتضحك علي ايه ، إحنا كان ممكن نموت أنا ما بعرفش أسوق وأنت عارف
ابتسم جاسر يدير محرك السيارة من جديد ضغط على دعاسة البنزين يمسك بيد أريچ تحت كفيه يدير المقود إلى الطريق الرئيسي تتحرك السيارة بهدوء نظر لها يردف مبتسما:
- لازم تغلطي عشان تتعلمي الصح ، أنا مش بس حاطط ثقتي فيكِ أنا حاطط حياتي بين أيديكِ وواثق فيكِ ، أنا هشيل رجلي من على البنزين وتحطي رجلك
ابتلعت لعابها تومأ له مرتبكة ليبتعد وتضع قدمها هي تحركها بهدوء قدر المستطاع ، قلبها يكاد يقفز من الرعب ، السيارة تتحرك وهي المتحكم الوحيد هنا وجاسر يجلس جوارها يبدو هادئا إلى حد الاستفزاز ، أشار جاسر لمحل قريب منهم يغمغم:
- اقفي قدام المحل دا ، شيلي رجلك من على البنزين براحة وما تدوسيش على الفرامل مرة واحدة ربنا ستر وما اتقلبناش من شوية يا احمد يا سقا
ضحكت أريچ متوترة تفعل ما يقول جاسر ، لتقف بالسيارة بهدوء جعل ابتسامة كبيرة ترتسم على ثغرها نظرت لجاسر تغمغم سعيدة:
- وقفت ، وقفت يا جاسر ... أنا مشيت الشارع كله ووقفتها صح
ولحظة من الصمت جعلت ابتسامتها تختفي وتفكر ، جاسر وثق بها وهي لم تخذله لأول مرة تشعر بالمسؤولية وأن بينها حياة شقيقها ، ابتسم جاسر لينزل من السيارة يتلو الشهادتين في نفسه يحمد الله أن الأمر ، كاد قلبه أن يقف ذعرا قبل عدة دقائق فقط وهو يحاول جاهدا أن يبدو هادئا ، تحرك يفتح الباب المجاور لها يشير للمتجر أمامه يغمغم مبتسما:
- تعالي اجبلك قطة ، أنا منعتك سنين أنك تجبيبها عشان أنا كنت خايف ونرجسي وما ينفعش أقول أنا خايف ، فأنا مديونلك بقطة يا ستي ، يلا بينا
_______________
التاسعة والنصف صباحا في مكتب جواد ، دخلت ليان للمكتب على شفتيها ابتسامة كبيرة لا تصدق أنها فقط أيام وستتقابل مع جواد خارجا ، أخبرها أنه سيلتقيها في أحد المجمعات التجارية الكبيرة ولكن المشكلة أن ذلك المجمع بعيد ولكن لا يهم المهم أنها ستراه ، صحيح أن هنام غصة سيئة تعتصر قلبها لا سبب لها ولكن لا يهم ، دخلت إلى مكتبها لترى شهاب بمفرده كعادته ، شهاب هو أول الموظفين حضورا ، ابتسمت تلقي التحية ليعطيها ابتسامة صغيرة ويركز في الأوراق أمامه بدا متوترا ، وجهه منقبض يحرك القلم في يده متوترا قبل أن يلقيه على سطح المكتب يخفي وجهه بين كفيه يزفر أنفاسه حانقا هب واقفا يغمغم قلقا :
- لا أنا هروحلها ويولع الشغل إن شاء الله اترفد
تحرك عدة خطوات ليتوقف مكانها وعقله يفكر أن الراتب الذي يتلقاه هنا من الصعب أن يحصل على مثله وهو لا واسطة لديه ، تنهد قلقا ليعود لمكانه من جديد مرغما ، شعرت ليان بالشفقة على حاله لتلتفت إليه تسأله قلقة :
- أنت كويس ؟ مالك يا شهاب
ظل صامتا لفترة طويلة حتى شعرت بالحرج لأنه لم يرد ولكنه فجاءة أزاح كفيه من على وجهه يتمتم قلقا :
- حنان أنا خايف عليها أوي ، كانت حامل والدكتورة من أول الحمل قالتلها تستريح ، وهي ما بتسمعش الكلام شايلة على دماغها مسؤولية بيتها ، ومسؤوليتي أنا وسارة ، امبارح بليل جالها نزيف ومحجوزة في المستشفى من ساعتها ومش عارف حصلها ايه ، وجوزها ما بيردش على الموبايل ، بس هي كانت في التاسع أن شاء الله تكون ولدت ، يارب تكون ولدت ، أنا هتجنن عليها .. وباشهندس جواد بحاول أكلمه ما بيردش
شعرت ليان بالشفقة على حاله ، قامت من مكانها لخارج المكتب تحادث جواد الذي سرعان ما أجاب لتغمغم مرتبكة :
- جواد أرجوك توافق ، عارف باشمهندس شهاب أخته تعبانة جداا وفي المستشفى وحالتها حرجة وهو عايز يروح يشوفها وبيكلمك من بدري ما بتردش عليه
سمعت جواد يغمغم ضاحكا:
- حبيبي أنا ما بردش علي أي حد ، عشان خاطرك أنتِ بس خليه ياخد باقي اليوم أجازة وأنتِ كمان روحي أنا مش جاي المكتب النهاردة خديه أجازة ، باي يا روحي
ابتسمت سعيدة تشكره ، أغلقت الهاتف معه لتعود للمكتب نظرت لشهاب حمحمت تردف :
- أنا استأذنت من جواد وهو وافق أنك تاخد النهاردة أجازة عشان أختك
هب شهاب واقفا يبتسم لها ممتنا يشكرها ليتحرك يهرول للخارج ، جذبت هي الأخرى حقيبتها خرجت من المكتب لترى شهاب يقف هناك يحاول أن يوقف سيارة أجرة يبدو متوترا خائفا ، تحرك صوبه وقفت بالقرب منه تغمغم تطمأنه :
- هتبقى كويسة بإذن الله ما تقلقش ، أنا ما عنديش شغل ممكن اجي معاك ؟
ابتسم لها متوترا يومأ برأسه سريعا وأخيرا توقفت سيارة أجرة جلس جوار السائق وجلست هي على الأريكة الخلفية يخبر السائق بعنوان المستشفى عينيها تراقبه طوال الطريق ، كيف يبدو قلقا خائفا ... لتتذكر شريف شقيقها هو الآخر يخاف عليها كثيرا مثله ، شعرت في تلك اللحظة أنها تود الذهاب إلى شريف والاعتذار له ، بعد مدة وقفت السيارة أمام المستشفى، حاسب السائق متوترا يسرع خطاه للداخل وهي تجاوره ، سأل في الاستقبال عن رقم غرفة شقيقته يتحرك إليها مسرعا يكاد يركض حين وصل للطابق وجد سارة شقيقته الصغرى تتحرك في الممر تحمل علب العصير ، ركض إليها يسألها مذعورا :
- سارة طمنيني على حنان
نظرت إليه الفتاة حزينة لتحرك رأسها للجانبين مما جعل وجه شهاب يصفر خوفا ، قلبه يكاد يتوقف قبل أن تردف سارة بنزق:
  - أختك ماتت في قلبي ما رضيتش تسمي البنت بنتها على اسمي وسميتها چرمين اسم صايص زيها لا هي محصلة جيهان ولا محصلة نرمين
احتدت عيني شهاب غضبا يصيح فيها :
- اصبري لما نروح أما علقتك في المروحة
وتحرك مسرعا إلى داخل غرفة حنان رآها تجلس على الفراش تحمل طفلة رضيعة بين ذراعيها وزوجها ينام على أريكة جوار الفراش هرع إليها لتضع الطفلة جوارها على الفراش برفق تعانقه لتنهمر دموعه بعنف كطفل صغير يهمس بحرقة:
- رعبتيني عليكِ يا حنان ، الحمد لله يارب أنك بخير ، أنا كنت هتجنن من الخوف عليكِ
أبعدته عنها برفق تمسح على رأسه ، ابتسمت مرهقة تطمأنه:
- أنا بخير يا حبيبي ما تقلقش ، خد شيل يا خالو ، عائشة على اسم ماما الله يرحمها
ابتهج شهاب يحمل الصغيرة بين يديه برفق يقبل جبينها ، قبل أن يقطب جبينه نظر لشقيقته يردف متعجبا :
- بس سارة قالتلي أنك سمتيها چرمين
ضحكت حنان بخفة تردف ساخرة:
- دي هطلة ، دي مش راضية تتكلم معايا عشان ما سمتهاش سارة
في اللحظة التالية فتحت سارة الباب تمسك بيد ليان تصيح بعلو صوتها:
- يا شهااااااب ، نسيت المزة دي برة ، وأنا حكتلها عن كل حاجة وأنك بتشخر وأنت نايم وصوتك بيسمع العمارة كلها وبتنام بعرض السرير ، وعندك حسنة على كتفك الشمال شبه زلومة الفيل ، وأنك وأنت صغير كانوا مسمينك شهاب بامية عشان كنت عاشق للبامية
توسعت عيني شهاب ذهولا في حين ضحكت حنان عاليا وضعت ليان يدها على فمها تمنع نفسها من الضحك
_________________
في الحي الشعبي قرابة الثالثة عصرا حيث تمكث فاطمة ، نزلت فاطمة على سلم البيت مجبرة لأن السيدة صفاء صاحت فيها حانقة :
- بت أنتِ هتفضلي حابسالي نفسك في البيت كدة  ، خايفة من ايه هو أنتي عملتي حاجة غلط ، انزلي يا بت الشارع هاتلنا شوية لب وإزازة بيبسي ولو حد كلمك حطي صباعك في عينيه
وها هي تتحرك مرغمة صاغرة رغما عنه أنفها نزلت إلى أسفل مرت على ورشة محمود تلاقت عينيه بعنييه للحظة قبل أن يشيح بوجهه بعيدا عنها ، تحركت إلى السوق تمشي بغير هدى عينيها شاردة تفكر فيما مضى وما سيحدث إلى أن اصطدمت في إمرأة أمامها رفعت وجهها لها تعتذر:
- أنا آسفة ما خدتش بالي
ولكن رد فعل السيدة أصابها بالذعر علات بصوتها فجاءة :
- هو أنتِ يا هانم ياللي سيبينك ماشية على حل شعر من راجل للتاني ، وأخرة المتمة قاعدة مع شقة واحدة مع جاركوا وواخدين أمه كوبري ، اخس على التربية ال*****
وبدأت الناس تجتمع وبدأت الهمهمات تعلو ونظرت الاشمئزاز تحاوطها من كل مكان ، وهي تقف ترتجف تبكي فقك تحرك رأسها تنفي ما يقال دون رجا ، شق ما يحدث قدوم صفاء التي اقتربت من تلك السيدة تجذب شعرها يين يديها تكيل لها بخفها ، تجذب شعرها بعنف تصرخ فيها:
- لا عاش ولا كان واحدة زيك تجيي سيرة ابني ومرات ابني على لسانها القذر دا
________________
أنا رجعت ، رجعت وأنا كل ذرة فيا رافضة الرجوع بكل شكل ، رجعت وأنا في حالة من اليأس والإحباط والكثير والكثير من الأفكار السيئة ، ما كنتش عاوزة أكمل وما عرفتش أبعد أكتر من كدة
انا يمكن في حالة التوهان وانعدام الشغف تجاه حاجات كتير في حياتي ، حاسة هنا بجزء من كياني ، أنا كتبت البارت دا بصعوبة شديدة
فاتمنى يعجبكوا
واتمني تسامحوني على الغياب

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن