الثاني والعشرون الجزء الثاني

32.8K 2.1K 376
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
__________
-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ، مبروك يا جماعة
نطق بها المأذون وحل الصمت بعدها تماما ، ليحمحم الأخير مرتبكا من الموقف وقف جاسر يصافحه يغمغم بهدوء :
- شرفتنا ، الحرس هيوصلوك لحد المكتب ما تقلقش ، وأنا هعدي على حضرتك بعد كام يوم عشان القسيمة
وضع يده في جيب سترته يخرج ظرف به نقود يعطيه للرجل ليصافحه الأخير ويغادر مع أحد رجال جاسر ، وحلق الصمت يلف جناحيه حول الجالسين من جديد كل في عالمه الخاص ، رفعت چوري وجهها تنظر صوب حسين الذي ينظر أرضا يبدو شاردا مثلها تعلم أنه يحبها ربما هي لا تبادله نفس المشاعر ولكنه الآن يبدو حزينا ، حائرا شاردا مثلها تماما ... رفع وجهها لها لتتقابل عينيها به ، نظر لها نادما يعتذر عما هم فيه ، لتقابله بنظرة واهنة ضعيفة للغاية
تحرك جاسر يبتعد عنهم يقف بعيدا ليلحق خالد به ، في حين جلس حسام في منتصف الأريكة يبتسم يحاول أن يقول شيئا ليجعلهما يبتسمان حتى ، حمحم يغمغم مبتسما:
- ألف مبروك يا جماعة عقبال البكاري ، أنا دكتور نسا وعامل تخفيض جامد على الولادة بدون ألم
زفر يائسا حين ظلا على وضعهما الصامت الحزين ، لينظر صوب والده الذي يقف هناك بصحبة صديقه يبدو غاضبا للغاية مما يسمع
هناك ؛ تنهد خالد بعنف رفع يده يمسح وجهه بكف يده قبل أن يربط على كتف صديقه يحاول أن يواسيه :
- جاسر ، بنتك وابن خالها مالهمش ذنب وكويس جداا أنك سمعت منهم قبل ما كنت تسيب الناس دي تضربهم ساعتها ما كنتش هتسامح نفسك أبدا ، دلوقتي أول حاجة تعملها تدور على موضوع الفندق لأنها لو لعبة من واحد أجنبي ما كنش الفيديو اتبعتلك ، لاء الموضوع أكبر والهدف من أنهم يبعتوا الفيديو دا ليك أنهم يخلوك تأذي بنتك وابن عاصم ، وتقوم عداوة بينكوا ، المهم دلوقتي في موضوع بنتك حسام دكتور نسا شاطر ، مولد ستات العيلة كلها حرك جاسر رأسه صوب خالد يومأ برأسه تنهد بعمق يهمس بنبرة متخاذلة :
- أنا صعبان عليا چوري أوي صعبان عليا قهرتها من اللي حصل ، وأنها يوم ما حبت تحقق حاجة نفسها فيها ولاد الكلب دول عملوا كدة ، أنا فعلا هدور ورا حادثة الفندق أول حاجة ورحمة أبويا وأمي لأدفن اللي كان السبب بالحيا ، بس سامحني معلش حسام ابنك شاطر أكيد ، بس أنا أفضل تبقى دكتورة مش دكتور
عشان تتعرف تتكلم معاها من غير كسوف ، أكيد حسام يعرف
اومأ خالد برأسه موافقا ليرفع يده يشد على كتف صديقه يغمغم يعده :
- أنا موجود في أي وقت ، أنت عارف إحنا أخوات ، أنت زيك زي حمزة وفي اي وقت تحتاجني هتلاقيني موجود
ابتسم جاسر يومأ برأسه يردف :
- عارف يا خالد من غير ما تقول ، بس سيبني أنا ليهم ، وصدقني لو احتجتلك هكلمك على طول
حمحم حسام للمرة الألف تقريبا قبل أن يبتسم يقول متحمسا:
- عارف يا أستاذ حسين ، أنا مرة جاتلي واحدة العيادة كانت مقتنعة أن بنتها حامل في بنت من شكل مناخيرها آه والله وكانت مقتنعة أن أنا دكتور فاشل اللي هو أنا إزاي مش عارف نوع الجنين من مناخير بنتها ، وتقولي إحنا مؤدبين ما يظهروش في السونار ، اللي هو وحياة أمك وسبع سنين طب انقعهم في ماية مخلل بقى
ضحك حسين بخفة في حين تبسم ثغر چوري ، لاحظ حسام شحوب وجه العروس ليقترب منها يستأذن من حسين :
- تسمحلي معلش ؟
قطب حسين جبينه قلقا ينظر لچوري قبل أن يحرك رأسه موافقا قام حسام من مكانه يخرج من المخزن عاد بعد لحظات وفي يده حقيبته وضعها جانبا ليسحب مقعد يجلس أمام چوري يخرج كشاف صغير من حقيبته يوجهه لحدقتيها ، ضوء الكشاف لم يكن بالعالي ولكنها أغمضت عينيها ففتحها هو بيده ينظر لحدقتيها
الذابلة ، ما أن أخرج سماعته من الحقيبة تحرك خالد إليه يضعه يده على كتفه يحرك رأسه للجانبين يهمس له :
- أنت بتكشف من غير ما تستأذن أبوها يا حمار
أشار حسام إلى حسين يدافع عن نفسه:
- أنا استأدنت جوزها وبعدين هي شكلها تعبان جدا
هنا تقدم جاسر منهم يوجه حديثه لحسام :
- معلش يا دكتور بس أنا بنتي بتتكسف
قطب حسام جبينه متعجبا قبل أن يرفع كتفيه لأعلى يردف ضاحكا:
- ما كنتش هاخد منكوا حق الكشف على فكرة انتوا الخسرانين
ضحك جاسر بخفة يربط على كتف حسام يعتذر منه ليقم هو يضب حقيبته حين اقترب أبيه منه يهمس يسأله :
- حسام أكيد تعرف دكاترة نسا شطار
دا على أساس أن أنا أنف وأذن
علق ساخرا ، ليضحك خالد يضرب كفا فوق آخر جذبه من قميصه يهمس له :
- يا حمار أنا قصدي دكاترة ستات يعني ، اخلص هات نمرة واحدة منهم
وقف حسام يكتف ذراعيه أمامه يحرك رأسه بعدم رضى مما يحدث يحادث أبيه بصوت خفيض :
- بابا أنا العيادة عندي بيبقى فيها يوميا فوق الخمسين حالة وكلهم ستات على فكرة ، ففكرة أن صاحب حضرتك مش عاوز دكتور راجل هو اللي يكشف على بنته دي غريبة ، لأن أنا حالف قسم ، على العموم انتوا أحرار أنا بس كنت حابب أساعد لأني شايف الجو متوتر إزاي
وأخرج هاتفه من جيب سترته يبحث عن أحد الأرقام إلى أن وجده ليبعثه لهاتف أبيه الذي بدوره بعثه لهاتف جاسر مباشرة في حين أردف حسام :
- دكتورة زهرة تلميذتي دكتورة شاطرة وأمنية قوليلها بس أنكوا جايين من طرفي ، أنا هستناك برة يا بابا
أمسك حقيبته يتحرك للخارج يبدو منزعجا ، فتحرك خالد صوبهم حمحم يردف مبتسما :
- مبروك يا ولاد ، مبروك يا جاسر ... طب أنا هستأذن ولو احتجتني أنت عارف طبعا
وصافحه يغادر ، خرج إلى سيارته ليجد حسام يجلس خلف المقود يدق بأصابعه عليه ينتظره فتح باب السيارة المجاور له جلس ليلتفت حسام بوجهه ينظر إليه يتمتم ممتعضا :
- قبل ما تسأل آه اتضايقت ، عشان أنا كان في نيتي أساعد البنت فعلا شكلها تعبان ، وهو حسسني اني بتحرش بيها ، إذا كان جوزها نفسه ما اعترضش عشان شايفها هي تعبانة إزاي ، يا جدع دا انتوا بتسحلوني في كل تحصصات الدنيا وتيجوا في التخصص بتاعي اصلا وتفقدوا الذاكرة ، عايزين دكتور نسا كويس ، أعلق الشهادة على صدري يعني
ضحك خالد ساخرا يضرب كفا فوق آخر قبل أن تختفي ضحكاته فجاءة رفع يده يصفع بها رقبة حسام من الخلف يغمغم حانقا :
- يا جدع ؟! في ولد محترم يقول أبوه يا جدع يا حيوان ، ما تقولي يا اسطا يا أحسن
مسح حسام وجهه بكف يده قبل أن يصرخ بعلو يخبره أن تلك النقطة هي فقط من استمع إليها مما قال ، ابتسم حسام يردف ساخرا :
- بابا صحيح فكرني كدا مين اللي كسب إمبارح في فورة الكوتشينة
احتدت عيني خالد غضبا ليرفع يده يصفع حسام على رقبة حسام من جديد يحادثه حانقا :
- عشان ما بتعرفش تفنط الورق عدل يا حيوان ، اصبر عليا النهاردة أما علمت عليك يا جزمة ، اطلع يلا على المخزن نشوف البيه المرمي هناك ، ونروح نكمل الفورة
ضحك حسام متناسيا ما حدث ليومأ برأسه يتحرك بالسيارة صوب مخزنهم فأحد الأوغاد لديه معه حساب عسير !
أما في داخل مخزن جاسر ، تنفست الأخير بعمق يتحرك صوب ابنته جذبها عن المقعد يبتسم في وجهها مترفقا نظر لحسين يحادثه :
- روح يا حسين أو روح الشركة أفضل ، وبلغ عاصم أن چوري تعبانة وروحت
اومأ برأسه موافقا تحركت عينيه صوبها ينظر إليها تبتسم عينيه قبل شفتيه رغم كل ما حدث إلا أنه في تلك اللحظة يشعر بسعادة لذيذة تدغدغ كيانه حين يهمس داخل نفسه أنها أصبحت زوجته ، لولا فقط الحال التي هي فيه لكان عانقها يلتف بها سعيدا ولكن شعوره بأنها مرغمة ينغص تلك السعادة ألما ، تنهد بعمق قبل أن يتحرك للخارج يستقل سيارته يرحل ،
ليمسك جاسر بكفي ابنته بين يديه ، نظرت لوجهه ليهمس يواسيها :
- وبعدين يا چوري مش هينفع تفضلي في الحال دا ، طالما ما غلطتيش يبقى ما تشليش الذنب بالشكل دا ، أوعى تفتكري أن أنا في يوم هكرهك أو هتنزلي من نظري ، عايز اقولك انك لو كنتي غلطتي بقصد أنا بردوا ما كنتش هكرهك أنا صحيح كنت هعلقك وانفخك بس بردوا مش هكرهك أبدا ، أنتِ حتة من قلبي يا چوري ، وحالك دا يتعب قلبي أوي ، عشان خاطري يا حبيبتي انسي وعيشي خلاص ، وبعدين كلنا عارفين الواد حسين بيحبك قد ايه
وأنا واثق أنه هيتشقلب كدة عشان يسعدك ، اضحكي بقى مش هنمشي من هنا إلا لما تضحكي
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه تدمع عينيها تنظر لوالدها ممتنة ما يقول ، مسحت دموعها تومأ برأسها بالإيجاب ليبتسم جاسر يلق ذراعه حول كتفيها يتحركان للخارج ، جلست جواره في السيارة ليمد يده إلى جيب سترته يخرج شريط الاقراص الأقراص الخاصة بها وزجاجة مياه ، أعطاها الأقراص وفتح زجاجة المياه لتأخذ الدواء ترتشف القليل ، ليربط جاسر على رأسها يغمغم مترفقا :
- نامي على ما نوصل
________________
في ذلك المقهى الفاخر البعيد الذي اعتاد جاسر على ارتياده ، يجلس هناك على إحدى الطاولات تجلس أريچ جواره رفع يده يطلب النادل ، حين جاء الأخير طلب كوب القهوة المعتاد ، نظر لأريچ ليرى ابتسامة الأخيرة تتوتر تتنفس بعمق تحاول أن تُشجع نفسها قبل أن تنظر للنادل تغمغم بنبرة متوترة :
- عصير لمون بالنعناع
لم يخفى على جاسر نبرة التوتر الواضحة للغاية في صوتها ولكنه ابتسم ، أريچ تحارب خوفها بشجاعة ، حين نظرت إليه توسعت ابتسامته يومأ برأسه كأنه أخبرها أنها أحسنت صنعا ، ليراها تبتسم سعيدة .... مضت عدة دقائق قبل أن يرفع جاسر يده يشير لأحد ما ، نظرت أريچ لمنةيشير لترى شابا ربما يكبرها بعامين أو ثلاثة يقترب منهم يحمل حقيبة حاسوب محمول ، اقترب منهم يجذب المقعد المقابل لجاسر يغمغم مبتسما :
- ما اتأخرتش عليك دا الطريق
ومن ثم نظر إليها يرحب بها :
- آنسة أريچ مش كدة ، أنا سامر صاحب جاسر
اومأت له متوترة تتمسك بذراع جاسر خفية ، لينظر الأخير لها يطمأنها ، مد سامر له الحاسوب يخفض صوته قليلا يهمس له :
- أنا فتحتلك كل الملفات اللي عليه ، وشيلت الباسورد ودورت زي ما قولتلي ما لقتش عليه چيميل خالص ، على العموم من غير نقاش أنا معاك في أي خطوة بعد كدة
سحب جاسر الحاسوب من أمام سامر يضعه جواره يغمغم ساخرا :
- يا ابني هو أنا مخلفك وناسيك لازق في حياتي زي قنديل البحر ليه كدة
ضحك سامر بخفة قبل أن يجذب كوب القهوة من أمام ارتشف منه رشفة كبيرة لتتسع حدقتيه يبتلع ما رشفه بصعوبة يغمغم نافرا :
- لا إله إلا الله أنت بتعمل في نفسك كدة ليه ، ايه اللي أنا شربته دا ، دا العذاب الأليم
ومد يده سريعا يأخذ كوب العصير أمام أريچ يشرب ما فيه دفعة واحدة تنفس بعمق ينظر إليها يغمغم ممتنا :
- روحي إلهي تنستري دنيا وآخرة ، أخوكِ بيشرب المر حرفيا ، هطلبلك غيره والله
رفع يده يطلب النادل حين جاء الأخير نظر إليه سامر يغمغم :
- أربعة لمون نعناع لو سمحت
لكزه جاسر في ذراعه يغمغم ممتعضا :
- إحنا تلاتة بس يا اهطل
أشار سامر لنفسه يهمس منفعلا :
- يا عم أنا هشرب اتنين ، دا أنا محتاج تسعة عشان انسى المرارة دي
رحل النادل ليدق هاتف جاسر برقم مساعدته في العيادة استأذن منهم يتحرك لجانب بعيد يتحدث في الهاتف
شعرت أريچ بالارتباك الشديد حين تركها جاسر قبضت على كفي يدها تحاول عدم النظر للجالس أمامها الذي بدأ بالدق على سطح الطاولة بأطراف أصابعه يدندن لحن أغنية قديم ، إلى أن صمت فجاءة وسمعته يسألها :
- هو أنتِ في كلية ايه يا أريچ ؟
توترت كثيرا من طريقة سؤاله الاريحية وكأنه يعرفها منذ سنوات فيسأل هكذا بكل بساطة، حمحمت تهمس مرتبكة:
- في سنة تالتة كلية طب
لم ترِ الدهشة التي ارتسمت على قسمات وجهه
ابتسم يغمغم مدهوشا :
- واو شكلك فنون جميلة خالص ، أنا في صيدلية المفروض كنت اتخرج السنة دي بس مش هعرف يعني ، فهأجل للسنة الجاية
جاء صوت جاسر من خلفه يغمغم حانقا :
- برضوا مصمم تضيع السنة كلها ، أنا بنصح مين إذا كان أستاذة أريچ بردوا ناوية تعمل نفس الكلام ، هي تضيع سنة وأنت تضيع سنة برافو عليكوا ،ما انتوا لاقيين سنين العمر في أكياس شيبسي مش كدة
ضحك سامر في حين وقفت أريچ اقتربت منه تهمس متوترة :
- جاسر أنا عاوزة امشي
اومأ لها ليجذب جهاز الحاسوب يحمل حقيبته على كتفه يصافح سامر لف ذراعه حول كتفي أريچ التي بدت متوترة للغاية من وقوف سامر بالقرب منهم لذلك الحد :
- طب يا سامر هكلمك تاني بعدين ، وسلمي لي على والدك ، يلا يا روچا
وأمسك بكف يدها لتتحرك جواره لخارج المطعم لم يندهش سامر من حالتها بعد ما مرت به ، هو فقط شعر بالشفقة والحزن على حالها
جلست أريچ جوار جاسر في سيارته تمسك بكرة صغيرة تضعط عليها بعنف تحاول أن تهدأ تتنفس بعمق ، حديث سامر العفوي وطريقته الضاحكة ذكرها بعمار ، هي انجذبت لعمار لأجل حديثه العفوي وطريقته الضاحكة دائما ، سامر نسخة من أخرى من عمار ربما ! ، ضغطت على الكرة في يديها بعنف لن تسمح لنفسها بأن تكن فريسة صائغة من جديد ، راقب جاسر جيدا ما يظهر على وجهها من إنفعالات دون أن يتدخل تركها تفرغ تلك الشحنة السيئة التي اعتمرت داخلها بمفردها ، وصلت السيارة للمنزل ما أن وصلا أمام باب الشقة وقبل أن يفتحه جاسر فُتح باب الشقة المقابلة لهم وظهرت مليكة حمحمت تردف :
- دكتور جاسر ، والدة حضرتك هنا مستنياكوا من بدري ، مدام نرمين دكتور جاسر وصل
توسعت حدقتي أريچ لتمسك المفتاح من يد جاسر فتحت الباب سريعا تهرع إلى غرفتها تغلق بابها عليها ، تنهد جاسر بعنف يمسح وجهه بكف يده ، رد فعل أريچ متوقع والمتوقع منها فعل الكثير ... خرجت والدته تبتسم في وجه مليكة تصافحها ليبتسم ساخرا ، ربما لو علمت أن تلك الفتاة التي تشكرها بحرارة هي حفيدة صبري ما فعلت ذلك أبدا ، تحركت نرمين إليه ليفسح لها المجال لتدخل ، دخلت هي ليغلق الباب دون أن يعاود النظر صوب مليكة مما جعل حدقتيها تتسع ذهولا ، أغلقت الباب غاضبة تحركت صوب صالة منزلهم رأت زينب تجلس هناك لتقترب منها تصيح حانقة :
- شوفتي الحيوان بقى إحنا مقعدين أمه عندنا بقالها ساعتين وعصير وشاي وكيكة وفي الآخر يقفل الباب في وشي ، دا مش دكتور نفسي دا دكتور بهايم
وضعت زينب يدها على فمها تخفي ضحكاتها حتى لا تغضب مليكة أكثر ، حمحمت تحاول الدفاع عنه :
- هتلاقيه ما خدش باله يا مليكة ، وبعدين دكتور جاسر شاطر ما تنكريش دا ، أنا لولاه كان زماني انتحرت ربنا بعته ليا نجدة ، أنتِ عارفة أنا المفروض ابقى حزينة أن بابا وماما اتطلقوا بس لاء أنا سعيدة جداا ، بابا عرف يحتويني ويطمني ، وفركش جوازتي بابن أخوها وضرب الحيوان اللي كان بيتحرش بيا علقة موت ، كل دا بفضل ربنا ومساعدة جاسر ليا ، أنا عايشة حياتي وعارفة أفرح وأعبر عن سعادتي وغضبي ورفضي ، مش خايفة ومرعوبة من كل حاجة
زينب محقة لا يمكن أن تنكر ، شتان ما بين الفتاة التي رأتها حين جاءت لهنا أول مرة والفتاة الجالسة أمامها الآن ، شردت عينيها في كلمات جاسر بأن تصارحه ربما يستطيع مساعدتها ولكنها لا تستطيع ، تكن إليه مشاعر إعجاب ولا تريده أن يراها كمريضة ، لا تريد أن ينكشف السر أمامه ، لا تريده أن يشعر بالاشمئزاز منها !!
أما أمامهم في شقة جاسر
جلست نرمين في صالة المنزل على إحدى الارائك وجاسر أمامها ، سألته ما إن دخلت دون مقدمات :
- اومال أريچ فين ؟
اضجع إلى ظهر مقعده يكتف ذراعيه أمامه يعطيها ابتسامة صفراء:
- في أوضتها ، خير ما اعتقدش لحقت أوحشك وأنا كنت لسه عندكوا من كام ساعة
وقفت نرمين من مكانها تحادثه محتدة :
- جاسر أنا مش جيالك أصلا ، أنا جاية اشوف أريچ
وقف أمامها احتدت مقلتيها يهمس بنبرة قاسية :
- ولو قولتلك أن أريچ مش عاوزة تشوفك ؟
شخصت عيني نرمين ، أصفر وجهها أثر ما قال قبل أن تحتد نبرتها تصرخ فيه :
- أنت بتقول ايه ، أريچ إنتِ فين ، أريچ
فُتح باب غرفة أريچ وخرجت ، اقتربت نرمين منها تود عناقها لتدفعها الأخيرة تتراجع للخلف تنظر إليها محتدة نافرة ، لتتمتم نرمين مذهولة :
- أريچ أنتِ بتبعدي عني ، أريچ إزاي ما تقوليليش إن مصطفى كان بيتحرش بيكِ ، وإزاي اصلا تفتكري أن أنا مش هصدقك ، أنا أمك ... أكتر واحدة تخاف عليكِ

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن