الرابع والثلاثون الجزء الثاني

45.7K 2.1K 452
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
من
أسيرة الشيطان
الفصل الرابع و الثلاثون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
_______
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل❤
____________
وقف عند ضفاف المكان القديم ، اعتاد أن يقابلها هنا ... يتحدثان يضحكان ، يشعر مع الغريبة أنه بأمان وينتهي الأمر دوما بعدة شطائر من عربة "الكبدة" وكوب عصير "قصب" كبير ومن ثم يغادران على موعد بلقاء جديد غدا ، لف رأسه يبحث عنها هنا وهناك عله يرى طيفها يؤنسه ، يعتذر له ويطلب منه أن تسامحه ، ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيه حين تذكر أول مرة رآها هنا ، المجنونة قفزت في النيل وخرجت تخبره أنها جائعة ، قطعت دموعه ابتسامته حين تذكر سيل الكلمات الجارحة التي خرجت من فمه يؤذيها به ، تهاوى أرضا على ضفاف النيل ينظر للمشهد أمامه متلهفا يتمنى رؤياها ، أن يخرج كما الحورية ليخبرها كم يحبها وينكوي فؤاده لفارقها
_______________
في صباح اليوم التالي استيقظت باكرا على صوت المنبة المزعج وهو لا يتوقف عن الدق بشكل سخيف متواصل ، لا تزال السادسة ترغب بشدة في البكاء لتعود للنوم من جديد ، الجميع نيام لما يجب أن تصحو هي مبكرا ؟ قامت تجر قدميها من الفراش إلى المرحاض اغتسلت وبدلت ثيابها إلى أخرى ، حملت حقيبة يدها ... تنهدت تتمتم مجهدة:
- ربنا يسامحك يا خالي ، مش كفاية دبستني في المشروع مع حسين ، لاء كمان نكون موجودين في الموقع ٧ الصبح ، هموت وانام يا ناس
نزلت للطابق السفلي الجميع نيام ، توسعت حدقتاها حين رأت رعد أمامها والمشهد العجيب الذي تتخيل أن تراه يوما ، رعد مجهد حزين عينيه حمراء شعره مبعثر ، ولكن لما التبغ بين شفتيه !! منذ متى ورعد يدخن من الأساس حين نظرت للطاولة أمامه شهقت من كم السجائر المطفئة ، كم سيجارة شرب رعد للآن ؟!!! ، اقتربت منه تغمغم مستنكرة :
- رعد ، أنت بتشرب سجاير ؟! من امتى يا رعد وكام سيجارة شربت دي علبة ولا اتنين ، بابا لو شاف كدة هيتضايق أوي يا رعد
جلست جواره تسحب السيجارة من يده تدهسها في الطبق الزجاجي أمامها لترى ابتسامة حزينة ساخرة ترتسم على شفتيه رفع كفيه إلى وجهه يتمتم متهكما :
-من فترة طويلة لما كنت بتخنق من اللي ابوكي بيعمله فيا ، كنت ببعد عن البيت لأقصى الحدود واتأكد كويس أن ما حدش شايفني ، واشرب سيجارة اخفف بيها الضغط عني ، وأعمل حسابي أن ما يفضلش على هدومي اي ريحة ، كنت عبيط أوي
ومن ثم صمت يحاول أن يمنع دموعه ، ولكنه لم يقدر انهمرت الدموع من مقلتيه بحرقة :
-ولسه عبيط وغبي ، ضيعتها من أيدي ، هربت وسابتني يا چوري أنا هموت من خوفي عليها مش عارف هي فين ولا حصل فيها ايه ، كويسة ولا لاء ، هي ترجع بس وأنا هغور في داهية مش هوريها وشي تاني ، بس على الأقل ابقى مطمن عليها يا چوري
أدمعت عيني چوري على حال أخيها الحزين المشتت ، اقتربت منه تعانقه تمسح على رأسه ليتمسك بها ينفجر في البكاء ، ظل بين أحضانها تعانقه تهدئه وهو يبكي طويلا إلى أن ارتخى وكاد أن ينام اخيرا ، مسحت على رأسه برفق تهمس تحادثه :
-قوم معايا يا رعد ، اطلع نام شوية عشان تقدر تكمل تدوير عليها ، أنا واثقة انك هتلاقيها قريب أوي
حرك رأسه للجانبيبن يتمتم بحرقة:
- مش هقدر أدخل الاوضة وهي مش موجودة يا طرب مش هقدر صدقيني
أسندت جسد أخيها تدخله إلى غرفتها هي ، سطحته على الفراش تضع الغطاء عليه ، نزلت لأسفل سريعا تنظف فوضى السجائر تُعطر المكان حتى تختفي رائحة السجائر من المكان ، خرجت للسيارة فتفاجئت بوجود حسين يقف بسيارته في الحديقة ، فتح الباب المجاور له من الداخل يحادثها بهدوء:
-اركبي يا چوري كدة كدة أنا وأنتي رايحين نفس المكان ، عاوز اتكلم معاكي كلمتين معلش
تنهدت متضايقة ومتوترة في الآن ذاته ، تحركت صوب السيارة ،جلست على المقعد المجاور له تُغلق باب السيارة لتظهر رائحة السجائر التي علقت بملابسها وكفيها ، قطب حسين جبينه حين وصل إليه رائحة السجائر يسألها مدهوشا ؛
-في ريحة سجاير ، أنتي بتشربي سجاير
حركت رأسها إلى ثيابها تشتم رائحة السجائر التي علقت بها ، امتعضت قسمات وجهها اشمئزاز ، تُخرج زجاجة عطرها من حقيبة يدها التفتت له قبل أن ترش منه تحاول إخفاء رائحة السجائر تحادثه بلامبلاة:
- وأنت مالك ، بشرب ولا ما بشربش مش شغلك
أدار محرك السيارة يتأفف حانقا ، انطلق بالسيارة يحاول أن يقول ما سيقوله بنبرة هادئة حتى لا يظهر أنه يغار عليها ، حمحم يتحدث بحذر وهدوء :
- أنا عارف أن وضع وجودك معايا في المشروع دا مفروض عليكِ ، بس مش بإيدي صدقيني ، احسن تفتكري أن أنا اللي قولت لوالدي ، النقطة اللي أنا عاوز اتكلم معاكي فيها ، أن أنا مجبر على الصفقة دي زيي زيك بالظبط ، وبحاول أكون بعيد عشان ما يضايقكيش وجودي ، بس يا چوري معلش أنا في الأول وفي الآخر ابن خالك ، وما اقبلش أبدا أن البتاع اللي اسمه عمر دا يقف يهزر معاكي بالشكل دا ، انتي المفروض تصديه وتبعيده مش أنتي تضحكي على اللي هو بيقوله بالمنظر دا
هنا تأججت غضبا شعرت بغضب شديد يجتاح كيانها يأتي الآن ويتلبس دور الواعظ ، هل نسي ما فعله شقيقه ؟
هل نسي ما عانت بسببه هو وشقيقه ؟ وفوق هذا وذاك هل نسي انه نفسه كان يمزح مع تلك المهندسة السخيفة زميلة عمر التي لا تذكر اسمها حتى ، رفعت يدها بحقيبة يدها تصدمه بها بعنف لمرة واحدة تصرخ فيه :
-أنت مالكش أي حق في اللي بتقوله دا ، بعد اللي عيشت بسببك أنت وأخوك جاي تعيشلي في دور الواعظ وكمان بتنصحك ، لاء خلي نصيحتك لنفسك ، وبعدين ما إنت واقف بتضحك وتهزر مع المهندسة التانية اللي اسمها منال وروان كلمتك ولا قولتلك حاجة ولا هو حلال ليك عادي وحرام عليا ، اقولك حل حلو اتبرى مني بلا ابن خالي بلا بنت عمتك
أذابه الذهول حقا بداية من صدمها له بحقيبة يدها نهاية بإنفجارها كالإعصار بذلك الشكل ، عصر المقود تحت كفه يده يحارب رغبته العارمة أن يصرخ فيها أنها لا تزال زوجته !! وأن تتوقف عما تقوله قبل أن يأخذها ويتحرك بها إلى شقة الزوجية التي لم يدخلانها بعد ويحتجزها هناك إلى أن تعود علاقتهم لسابق عهدها ، أكمل طريقه غاضبا شاردا إلى أن وصل للموقع ، رآها تفتح باب السيارة نزلت منها تصفع بابها خلفها بعنف ، أول ما فعلت كان هو أنها رفعت يدعل تلوح لعمر أنها قادمة !!
_________
التاسعة والنصف صباحا في المستشفى في مكتب جاسر راضي تحديدا ، يجلس هناك خلف مكتبه يحاول الاتصال برقمها مرارا وتكرارا ،لما لا تجيب لا يفهم ؟! ، رينا لأنها التاسعة والنصف صباحا وهي لا تزال نائمة مثلا!! ، أخيرا بعد عدة محاولات سمع صوتها الناعس المتحشرج أثر النوم تتحدث متضايقة :
- ايوة مين على الصبح
ضحك عاليا يضجع بظهره إلى ظهر مقعده يغمغم عابثا :
-في عروسة لسه مقري فتحتها إمبارح تفضل نايمة لحد تسعة ونص دا ايه الكسل دا كله
سمع صوتها وهي تضحك ودقيقة تقريبا من الصمت قبل أن تحادثه :
-ايوة انت بتصحى مع الفراخ أنا ذنبي ايه ، أنت بتصحى بدري أوي يا جاسر
ضحك مستمتعا بمحادثتهم معًا ، لم يكن يظن يوما أنه سيسعد في محادثته مع فتاة ، ولكنه حدث ، حمحم يسألها عن صديقتها :
- صحيح زينب صاحبتك عملت إيه ، قولتيلي أنها قلقانة وخايفة
سمع منها تنهيدة طويلة ومن ثم صوتها تطلب منه إن ينتظر ، ومن ثم سمع صوتها تقول :
- معلش كنت ببعد عن الأوضة عشان زينب مش ناقصة ، زينب صعبانة عليا أوي يا جاسر الظابط خوفها ، قالها أن ممكن الحيوان دا يقول أنه يعني شافهم في وضع مخل عشان كدة كان بيدافع عن شرفه
ضحك جاسر يسخر من تلك الفرضية الهزلية السخيفة قبل أن يتهكم منهم :
- دا ظابط ساقط دا ، يعني هو شاف بنت خالته في وضع مخل فراح ضربك أنتي بالسكينة ، دا أحول دا ، وبعدين لما يقول كدة وكيل النيابة هياخد شهادتك وتقولي أنه كذاب ، سيبك من الهطل وطمني زينب ، البنت دي بنيتها النفسية زي الزفت اصلا ، أنا بحاول ارمم بس الأساس نفسه مخوخ
تنهدت توافق ما يقول تتمتم بنبرة حزينة بائسة :
- تعرف يا جاسر ، كان نفسي زينب تبقى أختي ، أنا بحسد نفسي على بابا وماما ، تعرف لو كانت والدة زينب هي مامتي ، وكان حصلي نفس الحادثة كان زماناها موتتني ولا حرقتني زي ما كانت بتهدد زينب
انتفض من مقعده يعقد جبينه وقلبه ينقبض من تلك الفكرة المروعة حرك رأسه للجانبين يتحدث متضايقا :
-بعد الشر عنك ، ما تقوليش كدة تاني ، وبعدين بطلي تفتكري الحادثة يا مليكة ، ارميها ورا في آخر ذكرياتك عشان عقلك ما يستخدمهاش ضدك في طل لحظة ضعف يفكرك بيها عشان يضغط عليكي لحد الانهيار عشان تأذي نفسك وياخد جرعة الألم اللي اتعود عليها
سمع ضحكة صغيرة تخرج من بين شفتيها قبل أن تتنهد تهمس مستاءة :
- أنا واثقة أن دكتور قاسم مالكش حاجة على حوار اني بأذي نفسي دا ، بس الموضوع سخيف بجد يا جاسر ، أنت دايما بتحلل معطيات الموقف وتوصل لنتايج صح ، يعني أنا لو حبيت مثلا اخبي عليك أي حاجة مش هعرف
تضايق فأول فكرة تجول في رأسها هي أن تُخفي عليه بعض الأشياء ، زفر أنفاسه اعتدل في جلسته يحادثها متضايقا :
- وليه تخبي عليا اصلا أي حاجة يا مليكة ، أنا شخص صريحة لا ليا في اللف ولا في الدوران ، شايف إن أقصر وأسهل هو الطريق المستقيم ، وبعدين ما فيش أي حاجة تستاهل أن يحصل بينا خلاف أو نتخانق ، عشان كدة مهما كان اللي حصل ، أرجوكِ تقولي لي عليه

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن