الجزء العشرون الجزء الثالث

28.4K 1.9K 285
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل العشرون
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤
بناء على رغبة القراء هنحط في بداية كل فصل كل عيلة بولادها عشان الناس اللي لسه بتتلغبط
جاسر ورؤي أبطال الأجزاء اللي فاتت عندهم 6 أولاد رعد وجوري أول تؤام
يوسف ومريم تاني تؤام
سليم وياسين آخر تؤام
----------------
نرمين أخت جاسر اللي جاسر كان بينتقم من صبري وبنته شاهندا عشانها
نرمين وياسر جوزها عندهم 2
( جاسر الكبير 29 سنة دكتور نفسي
اريج في 2 كلية طب )
ياسر كان ليه بنت من مراته اللي ماتت قبل ما يتجوز نرمين اسمها سما جوزها اسمه مصطفى
______________
عاصم أخو رؤي خال العيال اللي كان بيحب تهاني واتجوز حلم في الجزء التاني عنده ولدين
حسين الكبير مهندس ، مراد الصغير في ثانوية عامة ساقط سنة
_____________
رؤى كان ليها جيران أخ وأخت ساكنين سوا اللي هما عمرو وايمان
ايمان اتجوزت علي صاحب جاسر وعندها شريف الكبير ظابط شرطة ، وليان الصغيرة المدلوقة على الجاموسة جواد
_________
أما عمرو فاتجوز روان بنت صاحب الشركة اللي كان شغال فيها وخلف ولد وبنت
جواد جاموسة متنقلة مهندس ديكور
ومرام دلوعة ماما 22 سنة في كلية إعلام ومخطوبة لشريف ابن عمتها
________
فاضل طرب وملاك ، ومليكة وتوحة وكل الناس دي هنعرف اصلهم وفصلهم فيما بعد
لما تتلغبط اطلع بص هنا وكمل الفصل عادي
نبدأ الفصل ❤
__________
توسعت حدقتي أريچ حين رأت مصطفى ملقى أمامها أرضا لتقبض على ذراع جاسر تختفي خلفه ، فما كان منه إلا أنه أمسك ذراعها يوقفها أمامه يمسك بذراعيها يغمغم مبتسما:
- ايه يا روچا خايفة من ايه ، من دا بذمتك حد يخاف من دا ، دا تعبان دخلناه حياتنا من غير ما نعرف اديناله سما ، جميلة العائلة بس هو عشان وسخ وعينه فارغة وكلب ما بيصونش العيش والملح ضحك عليكِ وابتزك وأكيد اتحرش بيكِ وكان بيحاول يجبرك تعملي معاه علاقة في الحرام وغضب عنك ، وختاما راح اتجوز على سما
شهقت أريچ بعنف عند نهاية كلامه ، ليمسك جاسر بيدها يجذبها لمقعد بعيد جلست هناك ليقف في المنتصف بينها وبين مصطفى يكمل ساخرا :
- أنا مش صعبان عليا غير البنت المسكينة اللي اتدبست فيه ، يتيمة وغلبانة وأمه اشترتها ليه ؟ عشان أمه بتكره سما وعايزة تكيدها بأي شكل ، شغل عقارب

اقترب جاسرمن مصطفى ينزل على ركبتيه أمامه قبض على خصلات شعره يرفع رأسه عن الأرض يهمس ساخرا :
- أنا سمعت صحيح أن العروسة لسه فيرچن يا دوكش ، اومال عاملي فيها الحج متولي ليه ، قولي بقى يا حبيبي تحب تتعاقب على اللي أنت عملته دا إزاي
اضطربت حدقتي مصطفى ذعرا يهمس بصوت خفيض مهتز :
- أنا ما عملتش حاجة غلط ، دا حقي وشرع ربنا
احتدت عيني جاسر غضبا ليقبض على عنق مصطفى بعنف يصرخ فيه :
- وحقك وشرع ربنا أنت تضحك على عيلة صغيرة وتبتبزها وتتحرش بيها وعايز تغتصبها ، ما خوفتش من ربنا وأنت بتقول شرع ربنا ، ما خوفتش على بنتك لما تكبر دي الدنيا دوارة
نفضه بعيدا عنه ليسعل مصطفى بعنف يحاول إلتقاط أنفاسه المسلوبة ، قبض جاسر على تلابيب ثياب مصطفى يرفعه عن الأرض يجذبه معه ليلقيه أمام أريچ التي صرخت مذعورة تضم قدميها لها وكأن ما أمامها وحش مفترس ، طلب منها جاسر أن تقف ففعلت بجسد يرتعش رفع جاسر مصطفى جعله يقف أمامها لتتمسك أريچ بذراع جاسر الذي نظر إليها يغمغم في هدوء :
- اضربيه بالقلم ، كل افتكري لحظة خوف عيشك منها سواء منه أو مننا وحاسبيه عليها ، لو ما عملتيش كدة أنا هسيبه يمشي
توسعت حدقتي أريچ ذعرا وتعالت أنفاسه تكاد تمزق رئتيها من الخوف ، أغمضت عينيها خائفة تبكي ، تحرك رأسها للجانبين ترفض فعل خوفا ولكن حين أغمضت عينيها مر أمامها مشهد يده وهو يضعها على فخذها يتحسس جسدها بشكل فج مقزز وصوته يهمس :
- ما تطلعيش صوت عشان ما حدش يسمعنا
فتحت عينيها تنظر له كارهة غاضبة ربما الخوف المستوطن داخلها ، رفع يدها تهبط بها على وجهها لم تكن سوى صفعة خفيفة ترتعش خوفا ، لتسمع جاسر يردف ساخرا :
- معقول يا روچا انشفي كدة شوية ، الضرب يبقي كدة
وصوت صفعة عنيف دوى في المكان جعلت وجه مصطفى يلتف من قوتها ، ليزم جاسر شفتيه يغمغم متضايقا :
- شوفتيني خلتيني استخدم العنف إزاي وأنا مبحبوش ، سوري يا مصطفى
اقترب برأسه من أريچ يخفض صوته حد الوسوسة يهمس بنبرة خبيثة :
- دا قال عليكِ مقرفة معقولة أنتِ مقرفة ، يعني بذمتك ما فيش ولا مرة حط أيده عليكِ ولا حاول يبوسك غصب عنك ، ما كنش مهددك ومعيشك في رعب وندم وخوف
كلمات جاسر كانت كنثرات البنزين فوق شعلة صغيرة تأججها لتزداد شيئا فشيء ، لم تشعر أريچ بنفسها وهي ترفع يديها تهبط بها على وجه مصطفى بعنف تصرخ بحرقة ، دموعها تنهمر أنهارا :
- أنت حيوان ، مش طبيعي ، مريض ، أنا عملتلك ايه عشان تعمل فيا كل دا ، أنا كنت عيلة صغيرة مش فاهمة ، عيشتني في رعب وخوف من أهلي وندم خلتني الجأ لمجنون عذبني ، عشان أبطل أحس بالندم ، منك لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، أنت دمرتني
وانهارت أرضا تبكي تخفي وجهها بين كفيها ، دفع جاسر مصطفى بعيدا ليمسك بذراعيها برفق جعلها تقف عن الأرض يعطيها مفتاح السيارة يهمس مترفقا :
- اقعدي استنيني في العربية ، برافو عليكِ أنا حقيقي فخور بيكِ عشان ما سيبتيش نفسك لخوفك وخدتي حقك منه ولسه الكلب التاني هجبهولك
وربط على رأسها برفق ، رفعت وجهها إليه تنظر لحدقتيه وما يشبه ابتسامة ضعيفة للغاية ارتسمت في مقلتيها ، تحركت للسيارة فتحت بابها تغلقها عليها تبكي ، أما جاسر فدخل إلى مصطفى من جديد جذب المقعد التي كانت تجلس عليه أريچ يضعه أمام مصطفى جلس يضع ساقا فوق أخرى يغمغم ساخرا:
- بص يا دوكش ، أنا ضد الضرب حتى هتلاقي اللي جابك هنا ما ضربكش ، هي بس أريچ وكان لازم تحس أنها خدت حقها منك وبصراحة دا ما شفاش غليلي أنا ، أريچ بردوا ايديها صغيرة مش هتوجعك يعني ، اختار معايا بقى ادفنك بالحيا ، لاء بلاش أنا ما بحبش العنف ، أنا ممكن أديك دلوقتي المصل دا
وأخرج من جيب سترته زجاجة صغيرة بها مصل شفاف نظر لمصطفى يردف مبتسما :
- دا يا سيدي هيخليك تهلوس شوية حلوين ، آخر تجارب اتعملت عليه الدكاترة كلهم اجمعوا أنه محذور لأنه بيرفع حرارة الجسم جداا وبما أن اللي بياخده بيبقى مش واعي للي بيعمله فهو بيقلع هدومه خالص ، فإيه رأيك تاخده واسيبك تجري في الشارع ، هتبقى ترند هايل بعد ساعتين على السوشيال ميديا ، أنت عارف كل فترة لازم يطلع ترند عشان الناس تتابعه
شحب وجه مصطفى ذعرا يحرك رأسه للجانبين يهمس يتوسله :
- أبوس رجلك وايدك يا جاسر لاء ، هعمل كل اللي أنت عاوزه ، هطلق مراتي التانية هتنازل لسما عن كل حاجة ، هبعد ومش هتشوفوا وشي تاني ، بس ما تعملش كدة ابوس رجلك
تأفف جاسر حانقا يغمغم متضايقا :
- طب قولي أعمل ايه ، نص الأفكار اللي في دماغي دموية والنص التانية سايكوبايتة ، وأنا مش عاوز استخدم العنف أنا ما بحبش العنف
بس لو ما لقتش حل غيره هضطر استخدمه ، وهيبقى مجبر أخاك لا بطل
انهمرت الدموع من عيني مصطفى ذعرا يهمس يتوسله :
-سيبني وأنا هتنازلك عن كل حاجة الشقة والعربية والفلوس اللي في البنك كل حاجة بس ارحمني
ضحك جاسر ساخرا يشير إليه يردف متهكما :
- أنت هتعملي لي فيها مليونير يا شحات ، أومال لو ما كنش دكتور ياسر هو اللي جايبلك عقد العمل عشان تحسن دخلك ، جاي دلوقتي عامل فيها صاحب أملاك ، الشقة كدة كدة من حق الزوجة عشان هي حاضنة والمؤخر والنفقة ومصاريف كل دا هتدفعه مش بمزاج أهلك هو ، أنا عندي حل حلو
وأخرج زجاجة بها نصل آخر من جيب سترته حاول مصطفى أن يقاومه وهو يقترب منه يحقن ذلك النصل في وريده  قبل أن يبتعد عنه ليصرخ مصطفى مذعورا :
- أنت ادتني ايه أبعد عني
ابتعد جاسر عنه يرمي المحقن في سلة المهملات يغمغم مبتسما:
- دا مصل (..........) عقار هلوسة ممتاز هيخليك تشوف عالم سمسم نفسه ، عارف إيه أحلى حاجة في المصل دا أنه بيجسدلك خوفك حي قدام عينيك ، في كاميرا هنا في الأوضة هنبسط أوي آخر اليوم وأنا بتفرج عليك وأنت مرعوب وخايف زي ما رعبتها وانبسطت وأنت بتتفرج عليها ودي لسه البداية صدقني ، باي يا دوكش
لوح له ببطى ليتحرك إلى الخارج يغلق عليه الباب عليه ، يُجري مكالمة
في السيارة نظرت لأريچ لكفي يدها ، استطاعت أن تضرب مصطفى ، استطاعت أن تسترد جزء من حقها ، مما فعل بها من بوتقة الرعب التي ألقاها بها تنصهر خوفا وندما كل يوم وليلة ، عليه أن يدفع الثمن الوغد لم يكفيه ما فعل ليتزوج على شقيقتها ، ذلك الشيطان ماذا يريد بعد لما يفعل كل ذلك ، ضمت قبضتيها تنظر لانعكاسها في مرآة السيارة ، ماذا سيحدث لو باتت أكثر قوة واستطاعت أن تواجه بمفردها ، لما يجب أن تظل سجينة دور الضحية كورقة خريف هشة أن مر الظل من جوارها تتهشم خوفا ، رأت جاسر يخرج من المكان يقابل رجل ما ، سمعته يحادث الرجل :
- تحطله أكل وماية بس أنا مش عايزه يموت على الأقل دلوقتي
وأكمل طريقه متجها إليها فتح الباب المجاور لها يجلس خلف المقود لتبادر تقول ما أن دخل بنبرة مهتزة خائفة :
- جاسر أنا عاوزة اتعلم كارتية أو مصارعة أي حاجة أعرف أدافع بيها عن نفسي
لم يعترض تماما رآها خطوة ممتازة لزيادة ثقتها بنفسها وسعد أكثر أنها هي من اقترحتها ، اومأ برأسه موافقا يردف :
- أكيد طبعا اللي أنتِ عوزاه ، في الشارع اللي ورايا تقريبا في نادي كارتية نتأكد وإحنا مروحين دلوقتي
ابتسمت متوترة تشجع نفسها على أن تمضي قدما ، قبل أن تهمس بصوت خفيض مرتكب :
- جاسر أنا مش هقدر أدخل الامتحان السنة دي ممكن تقدملي إعتذار
اومأ برأسه موافقا من جديد يغادران ، في الطريق جاءه إتصال من مساعدته في العيادة تخبره أن هناك حالة عاجلة تحتاجه ، أوصل أريچ إلى منزله يعطيها المفتاح يغمغم متعجلا :
- أريچ خدي قطتك واطلعي واعملي أكل وكُلي 
هشوف في اي وهاجي بسرعة
نزلت من السيارة خائفة مرتبكة تحركت سريعا لأعلى خائفة قلبها يدق بعنف لم تشعر بالأمان إلا حين باتت داخل شقة جاسر وأغلقت على نفسها الباب تلهث بعنف من الخوف
في الطريق طلب جاسر رقم مليكة الذي بحوزته انتظر عدة لحظات إلى أن سمع صوتها تغمغم بنبرة ناعسة يبدو أنها كانت نائمة :
- ايوة مين
حمحم مرتبكا يحاول أن يبدو جديا :
- مساء الخير يا آنسة مليكة أنا دكتور جاسر جارك ، معلش لو موجودة في البيت ممكن تدخلي لأريچ لأني اضطريت أسيبها وأخرج
سمع عدة أصوات مبعثرة مرتبكة يبدو أنها تفاجأت للغاية من مكالمته قبل أن تردف مرتبكة :
- ايوة أكيد طبعا ما فيش مشكلة
ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره يشكرها ، أغلق معها الخط يكمل طريقه للعيادة القريبة من شقته ما أن وصل لهناك ، اقتربت منه مساعدته تعتذر منه :
- أنا آسفة ، أنا عارفة أن حضرتك واخد أجازة بس مدام رقية هنا وحالتها النفسية وحشة جداا واتحايلت عليا كتير عشان اكلمك تيجي
اومأ متفهما ليتحرك للداخل ،وقفت رقية ما أن رأته تطالعه بنظرة حالمة مشتاقة قبل أن تغمغم متلهفة :
- دكتور جاسر أنا آسفة بجد ، بس أنا فعلا محتجالك
ابتسم يقترب يجلس على المقعد القريب منها يشير لها بيده اليمني لتجلس لتتسع حدقتيها حين لمع تحت إضاءة الغرفة خاتم زواج من الفضة يضعه في إصبعه ، جلست أمامه مرتبكة عينيها لا تنزاح عن الخاتم ، تشعر برغبة بشعة في البكاء قبل أن تسمع صوته يغمغم بنبرته الهادئة :
- خير يا آنسة رقية ، مالك أنتِ كويسة ... أنا عارف أنك أحسن دلوقتي ورجعتي الكلية والدنيا ماشية تمام ، خير حصل ايه
ظلت صامتة عدة لحظات قبل أن تنهمر الدموع من حدقتيها فجاءة ويتداعى ذلك الثبات بدأت تشير لنفسها وتتحدث بحرقة :
- جاسر أنا بحبك ، أنا عارفة أنك هتشوف كلامي مجرد كلام من مريضة اتعلقت بالدكتور بتاعها بس أنا بجد بحبك ، ما ببطلش تفكير فيك ليل ونهار ، أنت الإنسان الوحيد اللي حستتني إني بني آدمة وعندي مشاعر واحترمت أنوثتي ، أنت ما تعرفش هو عمل فيا ايه ذلني وهاني قد ايه في حاجات ما قدرتش احكيهالك ما ينفعش تعرفها ، كان مريض بشع ... إنما أنت العكس أنت بتحترمني وبتسمعني وبتخاف على مشاعري وبتحاول تساعدني ودايما بتسأل عني ، صدقني خطيبتك دي ما تستاهلكش أنا اللي بحبك ، بحبك أوي
وعم الصمت ولم يعد يُسمع سوى شهقاتها الضعيفة ونظرات عينيها الحزينة التي يملئها الأمل بأن تستميل قلبه ، ليبتسم ... علت شفتيه ابتسامة خفيفة يردف بهدوء :
- في مثل بيقولك تعرف فلان آه أعرفه ، عاشرته ، لاء يبقى ما تعرفوش ... آنسة رقية أنا دكتور دي مهمتي أنتِ جاية تدفعيلي فلوس عشان اسمع واهتم ... دا شغلي ، أما بقى حتة الإحترام فدي مش عايزة دكتور أنتِ الشخص اللي قدامك لو مش بيعاملك بإحترام ، ابعدي عنه ما تسحميش لحد أبدا أنه يعاملك بشكل فظ أو يقلل من احترام لنفسك أن كان دكتور الجامعة ولا زميل ولا حتى جوز ولا خطيب
احترامك لنفسك خط أحمر ممنوع الاقتراب أو التصوير
ومن ثم صمت لبضع لحظات قبل أن يردف بنبرة حادة قليلا :
- رقية أنتِ التجربة اللي مريتي بيها كانت صعبة والحمد لله ربنا قدرنا وتجاوزيتها ، مشاعرك عاملة زي مشاعر الطفل الصغير اللي اتعلقت بأول حد طبطب عليه ، دي مش مشاعر
حقيقية يا رقية ، لو سمعتي كلامك وأنتِ بتقوليه هتلاقيه كله مقارنات بيني وبينه ، أنتِ بتدوري على شخص يكون عكس طباع جوزك اللي مات ، بس إنتِ ما تعرفيش طباعي في الحقيقة يا رقية ، مش يمكن أنا شخص سيء ، ما هو ما فيش حد وحش بيمشي يقول أنا وحش كل واحد بيحاول يبين أجمل ما فيه
رقية أنتِ بنوتة جميلة ومشاعرك مرهفة ونوياكِ طيبة ، محتاجة حد ياخد الكنز دا بس يكون يستاهله ، وأنا هفضل أخ ليكِ ودكتور في اي وقت تحتاجيني فيه ، صدقيني يا رقية كمان سنة هتضحكي على الموقف دا وتقوليلي فاكر لما قولتلك كذا كذا 
وقام وتوجه إلى مكتبه خط نوع دواء واحد على سطح الورقة يعطيها لها يكمل مبتسما :
- دي مهدئات لطيفة هتساعدك على المذاكرة
ارتجفت يدها تأخذ منه الورقة لم تستطع النظر لعينيه تشعر بالخزي والاحراج خرجت سريعا من الغرفة ليتنهد متعبا يخلع الخاتم من يده يضعه في جيب سرواله ، مراد كان محقا حين أخبره أن معظم الفتيات التي يعالجهن يقعن في حبه
خرج من غرفة الكشف وقبل أن يتجه إلى باب العيادة وجد رجل يهرول لداخل العيادة يلتقط أنفاسه بصعوبة يغمغم متلهفا :
- الحقني يا دكتور ابني ، ابني بيروح مني .. الناس بيقولوا ممسوس وعليه جنية بس أنا مش مصدقهم ابني عيان ، أنا سمعت عنك كتير وشوفت اسمك على التليفزيون وفي الشارع ، وعارف ان كشفك بالشيء الفلاني بس أنا واقع في عرضك يا ابني ساعدني
_____________
في منزل جاسر مهران تمدد رعد على الفراش يلتف حول ساقه اليسرى بداية من أصابعه حتى منتصف ساقه أسفل ركبته جبيرة من جبس ، ويلتف رباط حول جرح رأسه الجميع  عنده في الغرفة ، دخل جاسر إلى الغرفة يبدو غاضبا للغاية هرعت رؤى إليه تسأله عما قال له الطبيب لينظر لولده محتدا يغمغم متضايقا :
- ما تقلقيش الدكتور طمني ، قالي أن جرح راسه اتخيط تجميلي ومش هيبان ، وإصابه رجله مش خطيرة دا شرخ مش كسر ، هما كانوا قلقانين من إصابة راسه بس الحمد لله قدر ولطف ، البيه بقى أنا مش قايل ألف مرة ما حدش فيكوا بتكلم في الزفت وهو سايق
اندفعت رؤى سريعا تدافع عنه :
- لا يا جاسر هو مش غلطان أنا اللي اتصلت بيه ما كنتش أعرف أن دا هيحصل ، يا رتني ما كلمته ، أنا السبب
وانفجرت تبكي بحرقة ليربط جاسر على رأسها برفق يغمغم يهدئها :
- خلاص يا رؤى اهدي ، ما هو زي التور قدامك أهو ما حصلوش حاجة ، اهدي بدل ما انزل تلطيش في ولاد الكلب دول كلهم
نظر يوسف إلى رعد مدهوشا ليصيحا معا :
- وإحنا مالنا !
ابتعد جاسر عن رؤى يقترب منها يغمغم حانقا :
- انتوا ، دا انتوا عايزين الولعة بجاز ... البيه المنحنح اللي هتلاقيه سرح وهو سايق ، والتاني اللي عاملي فيها بلطجي وبيضرب ابن خاله وقال ايه بنهزر
توسعت حدقتي رؤى مذهولة لتقترب.من مراد تغمغم تعاتبه بحدة :
- ليه يا يوسف حرام عليك ، دا الواد ماشي بالعافية ، وبعدين مراد طيب وغلبان هو صحيح بيهزر كتير بس طيب ، أنت بتستقوى عليه يا يوسف دي تربيتي ليك
تأفف يوسف حانقا داخل نفسه يرمي مريم بنظرة غاضبة قبل أن يعاود النظر لوالدته يغمغم سريعا:
- يا ماما كنا بنهزر يا ماما وبعدين مراد سخيف في هزاره وضايقني فضربته ، وبعدين أنا مش عاوز أعرفه تاني أصلا خلاص ، اهو المفتري هيبعد عنه خالص حلو كدة
هنا تدخل رعد يغمغم مدهوشا :
- خاصمت مراد لا طبعا مستحيل دا انتوا اللي يشوفوكوا يقول تؤام ما بتفرقوش بعض ، دا أنت قعدت فترة مقاطع وليد بس عمرك ما قاطعت مراد يوم ، حصل ايه
نظر جاسر لابنه يضيق حدقتيه لما صحيح تخاصم ولده مع أعز صديق لديه ؟! المزاح الثقيل ليس سببا إطلاقا للقطيعة بين الصديقين ، نظر جاسر صوب مريم يسألها فجاءة :
- مريم ايه اللي حصل بين اخوكي ومراد أنتِ بتبقي موجودة معاهم على طول
أصفر وجه مريم ، شعرت بقلبها على وشك أن ينفجر من الرعب ليبتسم يوسف ساخرا ، بالكاد استطاعت أن تتحدث :
- مش عارفة يا بابا أنا كنت مع ملاك بتسأل المدرس على كام حاجة مش عرفاها

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن