الثامن والثلاثون الجزء الثالث

22.4K 1.4K 155
                                    

للقلب سلطان آخر
الجزء الثالث
       من
أسيرة الشيطان
الفصل الثامن و الثلاثون 
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤¤
السيدات والسادة أفراد عائلتنا الصغيرة طبتم وطابت أوقاتكم ، وحشتوني عيد سعيد وكل سنة وانتوا طيبين ، طلب صغير أعيدوا قراءة آخر فصلين نزلوا قبل الفصل دا سريعا مش هياخدوا خمس دقايق عشان ما يبقاش فيه فاصل زمني أو تحسوا في فجوة في الأحداث
عيد سعيد عليكوا ❤
نبدأ الفصل
¤¤¤¤¤¤¤
ارتسمت ابتسامة كبيرة سعيدة على ثغره وهو ينظر للطفل الصغير أمامه الذي يركل بقدميه يبكي يبدو أنه جائعا مال بجسده يحمله بين ذراعيه يبتسم سعيدا حين توقف الصغير عن البكاء ومد يديه الصغيرتين يحاول أن يُمسك بلحية والده يضحك ، ليقرب الصغير من أحضانه يعانقه مترفقا يهمس له :
- أنت عارف أنا هستنى بفارغ الصبر أنك تكبر عشان تبقى إبني وصاحبي وسندي ودراعي اليمين وتبقى أب قبل ما تكون أخ لكل أخواتك اللي هيجيوا بعد كدة ماشي يا رعد
وها هو مشهد آخر يرى فيه صغيره أمامه يستند إلى حافة الطاولة الصغيرة يحاول أن يقف يخطو خطواته الأولى إليه ليضحك سعيدا يلتقطه بين أحضانه يلتف به
ومشهد آخر وهو في غرفة مدير المدرسة التي بها ولده ، اقترب من المدير غاضبا يقبض على ثيابه جذبه ناحيته يصرخ فيه :
- بسبب ابنك أنا ضربت ابني بالقلم ، وابنك هو اللي غلطان ، ابنك ضرب ابني كان لازم تفكر كويس أوي قبل ما شعرة واحدة من ابني تتمس ، وعليه المدرسة دي أنا هقفهالك ، أنا ما عنديش أغلى من ولادي وخصوصا رعد
ومشهد ثالث وهو يجلس في غرفته يهز ساقيه متوترا قلقا ، اقتربت رؤى منه تحاول أن تهدئه :
- اهدا يا جاسر والله رعد كويس
حرك رأسه للجانبين بعنف يتحدث قلقا :
- لاء يا رؤى رعد مش عاجبه مجموعه ، أنا السبب اللي كنت بزعقله كتير وهو في سنة مهمة ، بصي قوليله أن أنا هدخله أي كلية هو يحلم بيها ، أن شاء الله يكون عاوز طب ، مش هو علمي رياضة هدخلهاله بس ما يزعلش ، دا ما نطقش ولا كلمة وحابس نفسه في أوضته
ومشهد آخر وهو يقف أمام طرب في بيت كمال في لندن يحادثها غاضبا :
- طرب رعد بيضيع بسببك ، قسما بالله لو ما رجعتي أنتِ ويونس لأخد منك الولد ، ومش هتشوفيه تاني ، أنا هديكي كام يوم تفكري وعقلك في راسك
ومن ثم جملة بصوت رعد تتكرر بلا توقف 
(شيلوه ،طلعوه برة بيتي ) تُعاد مرارًا وتكرارًا
فتح عينيه فجاءة يشهق بعنف يسمع صوت دقات قلبه تأتي من جواره ، تحركت مقلتيه على محيط الغرفة حوله ، ليدرك أنه في غرفة داخل مستشفى نظر لمن يقفوا حوله ، رؤى ويوسف ونصار ، هرعت رؤى إليه تجلس مجاورة له تمسك بكف يده رأى الدموع تملأ عينيها حادثته بحرقة :
- حمد لله على سلامتك يا جاسر ،الحمد لله الدكتور قال جت سليمة ، ما تقعش كدة تاني يا جاسر حرام عليك ، أنا ماليش غيرك في الدنيا
أنا كنت هموت من الخوف عليك 
ابتسم جاسر واهنا يحرك رأسه مترفقا ، مد يده الأخرى ليرى ذلك المغذي الذي يتصل بها ، وضع يده على رأس رؤى يطمأنها :
- ما تقلقيش يا رؤى أنا كويس ، هتلاقي ضغطي علي شوية بس ، معلش يا رؤى خدي يوسف واستنوني برة شوية عايز أتكلم مع نصار كلمتين لوحدنا
حركت رؤى رأسها تنظر لجاسر حزينة متألمة ، تعرف أنه يتألم قلبه يتمزق ، هي نفسها لا تصدق أن رعد وصل لذلك الحد البشع من القسوة والجحود ، قامت ليقترب يوسف منها يلف ذراعه حول كتفيها يصطحبها للخارج ، التفتت تنظر لجاسر قبل أن تخرج ليبتسم من جديد يحثها على الخروج ، خرجت ليجذب يوسف الباب يُغلقه ... نظر جاسر إلى نصار ليقترب الأخير منه يجلس على المقعد المجاور لفراشه ينظر إليه قلقا قبل أن يردف :
- أرتاح يا جاسر ، أي كلام ممكن يتأجل المهم صحتك ، أنا جنبك ومش هسيبك أبدا
ابتسم جاسر ممتنا له يمد يده له يطلب منه بصوت ضعيف واهن :
- اسندني يا نصار ، عايز أقعد
مد نصار يده يمسك بكف يد جاسر يشد على كفه يساعده في النهوض ، انتصف جاسر جالسا يريح ظهره إلى الوسائد خلفه ، ظل صامتا لبضع لحظات قبل أن يوجه أنظاره لنصار يتحدث :
-اسمعني يا نصار كويس وما تعارضش اللي هقوله ، أنا مش هسيب رعد ينتصر عليا ، بالعكس دا أنا هكسر شوكته ، هربيه على كل اللي عمله ، بس لازم أبقى مأمن من أي ضربة مفاجأة منه ، مش هو فاكر نفسه ناصح ورافع عليا قضية حجر عشان ياخد كل فلوسي ، أنا بثى هكتب فلوسي وشركاتي وكل ما أملك باسمك أنت يا نصار !!
توسعت عينا نصار ذهولا لا يصدق ما تسمعه أذنيه ، ما يقوله جاسر الآن فتت ما كان ينوي أن يفعل ، ببساطة شديدة كان سيقتله هنا في المستشفى ، ومن ثم يقتل رعد ويوسف ويأخذ الأموال التي نهبها جاسر ، ولكن جاسر يقدم عرض أيسر مما خطط بكثير ، جاسر بكامل إرادته سيترك له كل شيء ، أم أنها فقط خدعة منه !! ، انتبه حين قال جاسر :
- أنا ما أقدرش أسلم الأملاك ليوسف لأنه تحت السن القانوني ، ولا حتى لعاصم لأنه مش هيرضى أنا عارف دماغه كويس ، ورعد ممكن يضحك على علي ، رعد ما بقاش سهل أبدًا ، أنت الوحيد اللي عارف الحقيقة وعيشت معايا اللي عنيته منه طول الفترة دي ، ومش هيقدر يضحك عليك أبدا ، عشان كدة أنا هسلمك أنت ، وهتفرغ ليه مجرد ما أكسر شوكته ويرجعلي راكع زي الكلب ، هاخد منك فلوسي تاني ، أنا هسيبهم معاك أمانة لفترة مؤقتة قولت إيه
ضحك نصار داخله ساخرا ألف مرة ، يبدو أن ما فعله رعد بجاسر جعله مشتت لدرجة بلهاء ، فقط يضع يده على ثروة جاسر ، وما سيفعله  بعد ذلك سيكتبه الشيطان في دفتره ، رسم الألم على قسمات وجهه يحادثه قلقا :
- لا يا جاسر ، دي شيلة تقيلة أوي أنا مش قدها ، أنا معاك أن رعد ساق فيها أوي ولازم يتربى ، لازم يتكسر شوكته ، أنا مش فاهم هو الواد دا اتجنن ولا إيه ، بس اللي أنت بتطلبه دا صعب أوي
مد جاسر يده سريعا يمسك بكف يده يحادثه متعبا ضعيفا بدرجة بشعة :
- أرجوك يا نصار ، اسمع كلامي ، أنت مش متخيل أنا حاسس بعجز وألم وقهر لأي درجة ، لو رفضت أنا هضطر أسلم الدنيا لعلي ، وزي ما قولتلك علي ضعيف قلبه رقيق وسهل رعد يضحك عليه ، ما تخلنيش أتحايل عليك يا نصار
أجاد نصار رسم الحزن والأسى على وجهه ، ظل صامتا لعدة لحظات قبل أن يحرك رأسه يوافق على ما قال جاسر ، مد يده يشد على كتف جاسر برفق يحادثه :
- ما تقلقش يا جاسر ، أنا جنبك وعمري ما هسيبك ، ومريم بنتك هشيلها في عينيا ، وبكرة تعرف إني هكون ليها أحسن زوج ، ورعد هدفعه تمن اللي عمله فيك غالي ، أنت ما تعرفش غلاوتك عندي ، أنا صاحبي وأخويا وأبويا ، أنا لولاك كنت فلست من ساعة ما جيت مصر ، واتبهدلت أنت اللي وقفت جنبي وعلمتني كل حاجة
____________
أما هناك في شقة رعد فالوضع كان مختلف تماما ، الصدمة كانت على وجه طرب لا تُوصف وهي تراه يجلس أمامها يحتضن الصغير وكأن شيئا لم يكن ، وكأنه لم يفتعل كارثة توًا ، وكأنها ترى شيطانًا يعثو في الأرض فسادًا ، نظرت له وهو يمد يده صوب يونس يداعب وجنته لتنتفض كمن لدغها عقرب ، تهرع إليه تختطف الصغير من بين يديه تحتضنه بقوة تبتعد به للخلف تنظر له بأعين متسعة مذعورة مذهولة ، تصرخ فيه :
- ما تلمسش أبني ، أنت فاهم اوعى تلمسه ، أنت مش طبيعي ، أنت مجنون ، أنت إزاي والدك يقع قدامك على الأرض وتقولهم شيلوه طلعوه برة ، أنا مش مصدقة ، مش مصدقة الحقد والشر والغل اللي فيك ، ما فيش بينا إتفاق اعتبره اتلغى ، أنا مش هقعد معاك هنا لحظة واحدة ، أنا هاخد أبني وأبعد ، أنا مش هسمحلك توسخه
تحركت تود الابتعاد صوب باب المنزل ؛ ليقترب رعد منها سريعا أمسك بعضد يدها يحادثها غاضبا :
- أنتِ رايحة فين ، أنا مش هسمحلك تختفي بإبني تاني فاهمة
نزعت ذراعها من يده بعنف تعود أدراجها للخلف تصرخ فيه بإجتياح :
- أوعى تلمسني ، أوعى إيدك تتحط عليا ، أنا مش عارفة إنت مين ، أنت لو ما سبتنيش امشي هصرخ وهفضحك في كل حتة ، يا رتني كنت سمعت كلامهم لما كانوا عايزني أحطلك المخدرات عشان تدمن ويمكن تموت ، كان زماني خلصت الناس من شرك ، أنت باللي عملته دا خسرت كل الناس ، أفرح بالفلوس يا رعد عشان عمرك ما هتشوف فرح في حياتك تاني
والتفتت تغادر ، نزلت السلم تهرول ، حاول اللحاق بها ولكنها ابتعدت أخذت سيارة أجرة وغادرت ، جلست على الأريكة الخلفية في سيارة الأجرة تنتفض تحتضن الصغير تحادثه خائفة :
- اوعى تبقى زيه في يوم يا يونس ، أرجوك اوعى تبقى زيه
نظر السائق لها متعجبا وسألها إن كانت بخير ولكنها لم ترد عليه ، أوصلها السائق إلى العنوان الذي طلبت أمام منزل كبير ، نزلت منه تطلب من السائق :
- أدخل معايا عشان بابا يديك الأجرة
حرك السائق رأسه نزل من السيارة يسير خلفها دخلت طرب لداخل منزل كمال خطت لداخل الحديقة لتبصر كمال يجلس هناك ، تهلل وجهه ما أن رآها ، ولكن سرعان ما اندثرت ابتسامته حين رأى حالها ، اقترب منها سريعا يسألها قلقا :
- مالك يا طرب ، أنتي عاملة كدة ليه ، ومين دا ؟
نظرت طرب للسائق قبل أن تطلب من كمال أن يعطيه حسابه ففعل الأخير سريعا ، وعاد إليها لتسلمه الصغير ، وتتحرك إلى حوض المياه في منتصف الحديقة نزلت هناك وقفت في منتصف الحوض تُغرق رأسها تحت الماء حتى كادت تختنق فرفعت رأسها سريعا تشهق بعنف تحاول إلتقاط أنفاسها ليصرخ كمال فيها مذعورا :
- أنتي اتجننتي يا طرب ، عاوزة تموتي نفسك ، اطلعي من الماية ، اطلعي
ابتسمت ساخرة تغمض عينيها أراحت جسدها قبل أن تهمس متهكمة :
- تعرف يا عمي ، أنا اكتشفت أني أكبر مغفلة في الدنيا ، من أول كاملا هانم ، لحد رعد بيه مهران ، في اللحظة اللي كنت فاكرة نفسي فيها أسوأ شخص على وجه الأرض ، اكتشفت أني الملاك الوحيد في حكاية كلها شياطين ، أنا ضحيت عشان الكل ، وفي الآخر اكتشفت أني غبية ، من هنا ورايح أنا هعيش عشان نفسي وإبني وبس ، تحركت صوب سلم المسبح الصغير تصعد عليه ، أرادت أن تتحرك صوب المنزل ولكن قبل أن تفعل دق هاتف كمال ، أخرجه من جيب سترته يردف :
- دا ظافر
مدت يدها تأخذ الهاتف من يد كمال فتحت الخط تحادث المتصل سعيدة :
- اشتقتلك يا ظافر
أندهش المتصل حين سمع صوتها ، قبل أن يغمغم سعيدًا متلهفا :
- طرب أنتِ بتتكلمي بجد !! ، أنا مش مصدق اللي بسمعه منك ، أنا كنت متصل بكمال بيه عشان أقوله إني هبعت مندوب من شركتي يخلص معاه الصفقة ، بس بعد اشتقتلك والله ما حدا راح يجي غيري
ضحكت طرب برقة لم يعهدها من على الطرف الآخر فطار فرحا بينما أكملت هي :
- مستنياك يا ظافر ما تتأخرش
وأغلقت الخط مع كمال لتتلاشى ابتسامتها وتحتد حدقتيها ، فتحت فمها تريد أن تقول شيئا ولكنها تراجعت عنه :
- ولا اقولك بلاش ، مالهاش لازمة القضية ، أنا هخليه يطلقني ورجله فوق رقبته
__________
في فيلا جاسر مهران في حديقة المنزل وقف مراد يحاول الإتصال بيوسف ، لا يفهم ما حدث ، ويوسف طلب منه ألا يغادر حتى يعود ، لا يعي كيف يفعل رعد ذلك بأبيه ، تنهد حانقا كل ذرة به تنتفض غضبا ، قبل عدة ساعات فقط كان يقرأ فاتحة محبوبته على غيره ، ولسخرية القدر ذلك العريس الذي أخذها منه ، يقارب عُمر أبيها ، البلهاء الغبية كيف لها أن تفعل ذلك ، انتبه حين سمع صوتها يأتي من خلفه تحادث أحدهم :
- ايوة يا يوسف انتوا فين ما بتردش عليا ليه ، وچوري كمان لسه ما جاتش وموبايلها مقفول
التفت فرآها تقف خلفه توسعت حدقتاها حين رأته ذهولا ، يبدو أنها كانت تظنه غادر ، أغلقت الخط مع يوسف ، التفتت لتعود أدراجها سريعا ولكنه انتفض يلحق بها ، اعترض طريقها يمنعها من الهرب ، أما هي فارتدت للخلف عدة خطوات لا تنظر إليه من الأساس أما هو فاقترب منها ، لم يعد هناك ما يخسره على كل حال قبض على مرفقيها لتتسع عينيها ذهولا تنظر له مصعوقة ، أما هو فصرخ كما لم يفعل قبلا :
- ليه يا مريم ، ليه عملتي كدة، ليه القسوة دي كلها ، نصار يا مريم نصاااار قد أبوكي ، أنا غلطت عارف أني غلطت وكنت مستعد منك لأي عقاب ، إلا أنك تعتبريني عدو ، إلا أنك تكرهيني بالشكل دا ، ما ادتنيش حتى فرصة أكفر بيها عن غلطتي ، وأنتي عارفة إني بحبك ، والله العظيم بحبك ، دا أنا بهدلت حياتي عشانك سقطت نفسي سنة ، خونت صاحبي
وكنت مستعد أعمل أي حاجة عشانك ، لكن أنتي رميتي كل اللي بينا وروحتي لنصار ، أنا مش مصدق العبط اللي أنتي عملتيه ، هتبقي مبسوطة وأنتي متجوزة واحدة داخل على ال50 ، أنتي متخيلة أنتي بتعملي في نفسك إيه
نزعت مرفقيها من كفيه بكل قوة تبتعد للخلف جسدها ينتفض بعنف تصرخ فيه :
- أنت مالكش دعوة بيا ، نصار دا أحسن منك ألف مرة ، على الأقل معاه أنا واثقة في نفسي بيحسسني أني أجمل واحدة شافتها عينيه ، إنما أنت كنت بحس إن حبك تفضل منك عليا ، عشان يا عيني صعبانة عليك ، كام مرة اتعصبت عليا في التليفون وكلمتني بأسلوب زي الزفت ، ومع ذلك كنت بسامحك ، وفي النهاية خونتني بعد ما اتصالحنا بأسبوع تقريبا
أنا مش عايزة حُبك لو كان امتنان وعطف منك ، ولو سامحت على خيانتك دي ما أنت هتكررها تاني وتالت وعاشر ، اللي يخون مرة يخون ألف
وهرعت إلى باب المنزل ، لتسمعه يقول قبل أن تدخل بنبرة حزينة تقطر ألما :
- نصار أحسن مني يا مريم ، نصار دا بني آدم مريض ما فيش واحد طبيعي هيحب واحدة قد بناته ، أنتِ بجد مش شايفة الخبث والشر اللي في عينيه ، عارفة تتخيلي حياتك الجاية معاه ؟! ، عارفة تتخيليه زوج ليكِ ، أنتي مضحوك عليكي يا مريم ، ويارب تفوقي قبل فوات الأوان ، سلام يا مريم
وتحرك وغادر ، أما هي فوقفت متجمدة مكانها تنهمر دموع عينيها ، رأت ملاك تقترب منها لتهرع تحتضنها تبكي بقوة
____________
في أسوان تحديدا في المستشفى
أمام غرفة الطوارئ يقف عمار ورقية ، وجاسر ومليكة ، ينزوي عمار حول نفسه أمام باب الغرفة يبكي بحرقة ينظر لباب الغرفة مذعورا على شقيقه ، ومليكة تنظر إليه مذهولة من منظره الضعيف الهش الباكي ، تتذكر الفترة التي جمعتها بعمار كان ألطف شاب قابلته في حياتها ، فعل لأجلها الكثير صحيح أنه كان لديه عادة مريضة جعلها تدمنها وهي جرح نفسها حين تشعر بالألم أو الندم ، ولكنه كان عيبا يقابله مئات المميزات لذلك كانت تتغاضى عنه ولكن ما لم تستطع التغاضي عنه ، هو ما فعله
Flash back
تجلس في صالة منزلها ليلا تشاهد التلفاز تحاول الإتصال به منذ الصباح وهو مختفي وكأن الأرض انشقت وابتلعته ، شعرت بالقلق الشديد عليه ، مضت ساعة تحاول فيها الوصول إليه دون فائدة ، إلى أن فجاءة دق جرس الباب ، هرولت تفتحه لتتسع ابتسامتها تسأله متلهفة :
- عمار أنت كنت فين مختفي طول النهار قلقتني عليك ، مالك يا عمار
تبدلت نبرتها تسأله قلقة ، حين لاحظت الدموع العالقة بعينيه ، أقترب منها ودون مقدمات عانقها بكل قوة ، حاولت دفعه تنهره عما يفعل :
- ايه يا عمار اللي بتعمله دا ، ما ينفعش كدة ، أبعد لو سمحت
سمعت صوته وهو يشهق في البكاء بحرقة يهمس :
- مش هسمحله يأذيكِ ، مش هسمحله انا آسف
يا مليكة ، آسف
وقبل أن تسأله على ما يعتذر، ابتعد عنها يقبض على كف يدها يجذبها خلفه بقوة إلى حيث شقته ، جعدت جبينها غاضبة مما يفعل تحاول إفلات يدهل من كف يده تصرخ فيه :
- عمار أنت اتجننت أوعى سيب أيدي
لم يفلتها ، لا تفهم لما لا يتركها ، ولما يبكي بتلك الطريقة ، أدخلها إلى شقته رغما عنه يغلق الباب عليهم لتنتفض مذعورة ، بدأت غضبها يتحول إلى ذعر ، وبدل الصراخ بدأت تتوسله :
- عمار أنت عاوز مني ايه ، أرجوك أبوس إيدك ما تعمليش حاجة ، ما تأذنيش زيه ، أنا بحبك يا عمار ما تكسرنيش إنت
لف رأسه إليها لترى الدموع تُغرق وجهه ، تحولت دموعه إلى شهقات متتالية يعتذر منها :
- غصب عني يا مليكة ، والله غصب عني ، يا رتني ما حبيتك ، أنا آسف ، آسف
جذبها معه إلى غرفته يدفعها للداخل التفتت يُغلق الباب تاركا إياها تنتفض مذعورة تنظر للمكان حولها بكل رعب ، لا تصدق ما ترى في غرفة عمار ، لا تصدق أن عمار مريض مجنون سادي !!!!
Back
انتفضت من ذكراها لا تستطيع الخوض فيما حدث بعد ذلك ، جسدها ينتفض بعنف في اللحظة التالية فُتح باب الغرفة وخرج الطبيب هرع عمار إليه يسأله عن حال زين ليتحدث الأخير :
- الوقعة كانت قوية ، أو الحجر اللي اتخبط فيه زي ما قولتلي كان قوي أوي ، الارتجاج كان عنيف ، إحنا بس خايفين يحصل نزيف ، عشان كدة لازم يفضل تحت الملاحظة ال 48 ساعة الجايين ادعوله
وتجاوزهم وغادر ، ووقف عمار مكانه متجمدا خائفا ، نظر إلى جاسر ليتحرك إليه قبض على تلابيب ثيابه يصرخ تنهمر الدموع من عينيه :
- أخويا لو جراله حاجة مش هسيبك يا جاسر ، هو ذنبه إيه ، أذيته ليه ، كنت موتني أنا وسيبه هو يعيش ، أنا شيطان ما أستاهلش الحياة ، بس هو ، هو عمره ما أذى حد ، أنا حاولت أبعده عن أذاهم وشرهم
ترك ثياب جاسر يتداعى أرضا يضم ساقيه إليه يبكي بحرقة يردد بلا توقف :
- أنا ماليش غيره في الدنيا ، هو الأيد الحنينة الوحيدة اللي بتطبطب عليا ، أنا قدامك أهو ، موتني بس هو يفضل عايش
أنهمرت الدموع من عيني رقية شفقة عليه ، وللعجب وجدت مليكة نفسها تبكي هي الأخرى ، أخفت رأسها بين أحضان جاسر تتوسله باكية :
- أرجوك مشيني من هنا يا جاسر
حرك رأسه يلف ذراعه حولها يصطحبها للخارج ، الذنب يقتله لأنه أذى زين ، وزين لا ذنب له في شيء ، لن يهرب لأنه أذنب ، ويستحق العقاب حتى لو وصل عقابه للحبس لا يهمه ، حين دخل بمليكة إلى السيارة انفجرت تبكي تردد بحرقة :
- يا رتني ما قولتلك نسافر أسوان ، يا ريتني ما شوفته ، جاسر أنت كدة ممكن تتحبس صح ؟
ابتسم يُحرك رأسه للجانبين يحاول أن يطمأنها ولكنها تعرف أنه يكذب ، مد يده يمسك بكف يدها يهدئها :
- اهدي يا مليكة ، زين هيبقى كويس وما فيش حاجة هتحصلي ما تخافيش ، الكلب هو اللي بدأ بالغدر ، هو اللي أذى أختي و أذاكِ ! يعني تارى معاه الضعف
توسعت حدقتاها ذهولا حين خرجت الكلمة الأخيرة من فمه ، كيف عرف هل يعقل أن قاسم هو من أخبره ، ويبدو أنه قرأ ما تفكر فيه فحرك رأسه للجانبين يتحدث بهدوء :
- مش قاسم اللي قالي يا مليكة ، أنا عارف من قبل ما تقولي لقاسم أصلا ، هعرفك بعدين أنا عرفت إزاي المهم دلوقتي ، أنتي محتاجة ترتاحي ، أنا هروحك وأرجع المستشفى تاني عشان المريض اللي جوا دا ما يفتكرش إن أنا خوفت ولا هربت
____________
صرخت ظلت تصرخ وتتلوى وتبكي وهو يحتجز جسدها بين ذراعيه شفتيه تتحرك بتهم مرعب على جيدها ، تحاول دفعه وهو لا يتزحزح لا تصدق أنه هو من يقدم على فعل ذلك ، ألقاها إلى الفراش يديه تمزق ثيابها بكل عنف وهي تصرخ فيه تترجاه أن يتوقف عما يفعل :
- لا يا حسين ، والله العظيم أنت فاهم غلط هو اللي باسني أنا ما بستوش
وهل أستمع ؟! لا  ، يبدو أن غضبه كان أقوى من أن يستمع إلى ما تقول ليقرر بكل غباء أن يترك زمام سيطرته إلى غضبه ليُنهي كل شيء بينهما تقريبا ، أغمضت عينيها قهرا تنهمر دموعها في صمت ، كفيها يتمسكان بمفرش السرير ، وهو يعتدي عليها !!
_______________
اقتباس من الأحداث الجاية
___________
- أنت ايه اللي دخلك شركتي يا جاسر ، أطلع برة
- أنت اتجننت يا نصار !!
- نصار بيه يا جاسر ، يلا برة بدل ما أجيب الأمن يرموك برة
_________
بكرة الحلقة الخاصة من عيلة السويسي
ويوم الأحد الفصل الجاي

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن